كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس تعلن عن مؤتمرها العلمي الثالث عشر   

كتبت/أ.د.أحلام الحسن  رئيس القسم الثقافي

وفق ما تتبعه جامعة قناة السويس من حرصها على جودة منهجية البحوث العلمية وتنوّع البحوث المقدمة للمؤتمرات العلمية المقامة، والتي على إثرها سيتم نشرها بالمجلة العلمية المحكمة، ولزوم خضوع تلك الأبحاث العلمية للجان التحكيم العلمي المتنوعة، تواصل كلية الآداب الإعدادت اللأزمة للمؤتمر الثالث العشر، وللأهمية يتوجب على الباحث الإلمام بما سيقوم عليه بحثه من خطوات البحث العلمي، والمصداقية، ونزاهة النقل، وذكر المصادر والمراجع، واتباع شروط البحث العلمي بأكملها منذ البداية وحتى خلاصة البحث .

شروط الاشتراك بالمؤتمر بالمرفقات أعلاه

الدكتور عادل عامر يكتب عن :  تدمير الدول من الداخل  

إنّ النشاط الإنساني الذي يجب أن يسبق أي نشاط أو فعل آخر هو التفكير والتخطيط، لذلك فإن البداية الصحيحة لحل الأزمات والعبور نحو النهضة هو تأسيس مكان آمن للتفكير والتخطيط، أي العقل الاستراتيجي للدولة، العقل الذي من خلاله يتم حشد وتنسيق وإنتاج المعرفة ودراسة البيئة الداخلية والخارجية وتوقع المستقبل.  

 يتم هذا الهدف، من خلال تدمير الدين بالسخرية منه ومِن رجاله، وتهويل المآخذ عليه، وتلميع من يهاجمونه، ووصفهم بالمفكّرين، واستبداله بالعقائد الباطنية المنحرفة، التي يتم تسويقها على أنها أكثر «إلهاماً» للناس، مهما كانت ساذجة أو بدائية أو متناقضة، وتمجيد أصحابها، وإبرازهم كرموز للرأي الحر والفكر المختلف، بالإضافة إلى استبدال المؤسسات الدينية المحترمة، بمنظمات وهمية تسهم في صرف انتباه الناس عن الإيمان الحقيقي، وجذبهم لأنواع العقائد الدخيلة.  

تكتمل هذه الخطوة بإفساد التعليم، من خلال صرف الناس عن تعلّم أي شيء بنّاء وواقعي وفعال، والعبث بالنسق الاجتماعي، بخلق منظمات وهمية، تهدف لنزع الإحساس بالمسؤولية لدى المجتمع، وإضعاف الحس الوطني والولاء للبلد وحكومته، وفي الغالب، يتم ذلك بواسطة دعم رموز إعلامية لم تكن معروفة سابقاً، ولا تحظى بقبول الناس، لكنها وَجَدت دعماً غير معلوم، وأصبحت ذات تأثير كبير في الحياة الاجتماعية، بطريقة تتفق مع من يحرك الخيوط سراً!  

إنّ غياب هذه المنصة الآمنة، يعني: السير في الظلام دون نور كاشف. عدم الاستفادة من الخبرات المعرفية وتوجيهها لصالح الغايات الوطنية عدم القدرة على قراءة واستغلال مصادر قوتنا. فعلى سبيل المثال، ومثلما يقال ان السودان بموارده المختلفة مؤهل ليكون سلة غذا العالم فهو بموارده المتمثلة في النباتات الطبية والعطرية مؤهل أن يكون سلة دواء العالم، (الدواء الآمن)،  

لكن قراءة هكذا مصادر والاستفادة منها غير ممكن في ظل غياب العقل الاستراتيجي للدولة. عدم القدرة عل معرفة الفرص الكبيرة المتاحة لنا وبالتالي عدم الاستفادة منها. عدم القدرة على معرفة نقاط ضعفنا ومهدداتنا ومن ثم السعي لحلها والتعامل معها. اختراق الإرادة الوطنية من قبل أصحاب المصالح الضيقة والأجنبية. الوقوع في فخ منهج الإدارة بالأزمة، بأن نكون في حالة لهث دون رؤية ودون قدرة على اتخاذ التوجهات والقرارات الصحيحة.  

 وهكذا وفي إطار الحرب اللاخطية ( الحرب دون بندقية ) دخلنا في سلسلة أزمات لا حصر لها منذ الاستقلال ، أزمة نظام الحكم، أزمة الجنوب، الأزمات السياسية والاقتصادية ، أزمة دارفور، أزمة المخدرات، بداية التفتيت الوجداني وزراعة الكراهية، نفس الذي يحدث إقليمياً،  

أنظر كيف يحارب أبناء البلد بعضهم البعض العراقي يضرب العراقي والسوري يضرب السوري، اليمني يضرب اليمني، الليبي يضرب الليبي،…إلخ نتحارب بشعبنا وسلاحنا ومالنا لصالح العدو. منتهى الغباء، كل ذلك لغياب العقل الاستراتيجي والرؤية الوطنية الجامعة.  

ولعله من القفزات الهائلة في علوم إدارة الصراع الاستراتيجي، هو التغير الكبير في وسائل الاستعمار التقليدية المتمثلة في الآلة الحربية إلى نوع جديد وهو الاستعمار العقلي والثقافي، حيث يتم من خلال الاستراتيجيات التربوية والثقافية والنفسية والاجتماعية، تشكيل الإنسان وفق التصور الذي يخدم الأهداف المحددة.  

وهناك اتجاهين لإتمام هذه العملية: أولهما أن يتم التشكيل وفق المرجعية الوطنية. والثانية أن يتم التشكيل وفق مرجعية الطرف الأجنبي، وهو ما يجري تحقيقه عبر العولمة الثقافية وسيطرة الدول الكبرى على آليات البناء الثقافي والفكري والأخلاقي، وقد كان الضعف في هذا الجانب هو أحد أسباب تفكك الاتحاد السوفيتي في حربه الباردة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، حيث جرت عمليات تشكيل وجداني وثقافي للشعب السوفيتي وفق المرجعية الأمريكية في مفهوم وفلسفة الحياة.  

وإذا كانت السيطرة تتم بالآلة الحربية فعدد الرؤوس النووية السوفيتية هي في الواقع ضعف عدد الرؤوس الأمريكية، لكن نقطة الضعف كانت في الضعف الثقافي، وهذا مبدأ معروف في علم الاستراتيجية يقوم على أن تحقيق السيطرة يتوقف على قوة (مركز الإرسال الثقافي) والسيطرة الثقافية.  لذلك إذا نظرنا وفق منظور استراتيجي عميق لعمليات تحقيق النهضة والسلام والأمن القومي، سنجدها تبدأ بالهندسة الإنسانية، وهو ما يجعل الوزارات المعنية بهذا التشكيل كالتربية والتعليم والإرشاد الديني والثقافة، تأتي في مقدمة البروتوكول في الدول المتقدمة، بينما تتزيل القائمة في دولنا.  

أما في جانب الصراع الاستراتيجي الدولي، سنكتشف أن الجانب الثقافي العقدي يشكل أحد أهم محاوره، فهو لا يقتصر فقط على المصالح الاقتصادية. لذلك ظهر الاستعمار الثقافي بغرض إعادة تشكيل الإنسان وفق مرجعية حكام النظام العالمي و وفق مفهومهم وفلسفتهم للحياة. وهو ما يجعل من السيطرة على عمليات التربية والتعليم والإرشاد الديني والثقافة، أي وزارات الهندسة الإنسانية،  

أهم من السيطرة على العمليات العسكرية. وإذا ما نظرنا لمشكلة السودان من زاوية ثقافية سنجد الكثير من معيقات بناء الهوية الوطنية السليمة، فلا زالت هناك عصبيات وجهويات، وهناك خلل في التمييز بين مفهوم الدولة والحكومة والحزب، كما يوجد ضعف في ثقافة احترام القانون والنظام والمؤسسية، هناك ضعف في الإيمان بمبادئ الشفافية وقبول النقد واحترام الرأي الآخر، واحترام الزمن وإتقان العمل والعمل الجماعي. إلخ. من اجل إعادة تشكيل الحقيقة، سيطر على الإعلام.  

في الوقت الراهن معظم الناس يستوعبون ما يعرفونه عن الحياة من وسائل الإعلام الرئيسية. يرسم الإعلام الصورة للجميع لكي يرونها. فان كانت تلك الصورة مشوشة على الدوام فان الأكاذيب تصبح مقبولة وكأنها حقائق. على سبيل المثال، أطلق ما يكفي من الأكاذيب بتواتر وسرعان ما ستصبح تلك الأكاذيب حقائق مقبولة. انسج ولفق، حرف واستغل المنابر العامة مثل التلفزيون والراديو والصحافة المطبوعة فيمكنك إحداث التأثير والسيطرة على عقول أغلبية المواطنين في أي منطقة تختارها.  

هذا التأثير المخرب يتضمن تحريض جماعة ضد أخرى بهدف خلق فتنة داخلية من اجل السخرية والاستهزاء بالمبادئ الأخلاقية والقيم الوطنية وتحديها بغرض هدم أي لبنة في الأساس الروحي القوي أو الانسجام الذي يشكل الثقافة الوطنية الفريدة. وهذه مهمة سهلة جدا ان كان الكثيرون من المستهدفين أصبحوا أكثر كسلا واقل تعليما واقل معرفة وغير قادرين على التفكير وأكثر ميلا للامبالاة.  

لذلك من الصعوبة بمكان تحقيق النهضة دون الاعتناء الكافي بالبعد الثقافي، لا يمكن كمثال تأسيس حكم راشد دون إرساء ثقافة الحكم الراشد عبر عمليات التربية والتعليم والثقافة، وبالتالي، وإجابةً على سؤال الطالب، ومن وجهة نظر الخصم، فإن تعطيل أو إضعاف المنظومة المسؤولة عن هكذا مهام أمر ضروري. البلد المستهدف تدميره يفعل شى خاطي وحركات لا إرادية تأتى بنتائج عكسية في مواجهة العدو، فمن الطبيعي أن يكون لأى بلد معارضيه بل وأعداء قد يكونوا مجرمين بسطاء أو من هم فى خلاف أيديولوجي مع سياسة الدولة، أو شخصيات مضطربة نفسياً تعادى كل شى في المطلق وهناك أيضاً مجموعات صغيرة من عملاء الدول الأجنبية  

 يتم شراؤهم بإغراءات مادية ويتم تجنيدهم لحسابهم الخاص، وفى تلك اللحظة التى يتم فيها تحريك كل ما ذكر من هذه الأدوات باتجاه واحد يأتي الوقت الذى تمسك بقبضة عدوك الذى تتمنى تدميره وتجعله يستمر حتى يرتطم بالجدار.  

وهنا تجبر الحركة المجتمع بالكامل للانهيار وتأخذه إلى أزمة حقيقية وهذا هو بالضبط أسلوب فن القتال حيث لا يتوقف العدو بل تسمح له أن يذهب وتذهب أنت معه نحو الإتجاه الذى يريده هو، ففى مرحلة تدمير الأخلاق سيكون من الواضح وجود اتجاهات فى كل مجتمع وفى كل بلد التى ستذهب فى الإتجاه المعاكس للأخلاق الأساسية، والقيم والمبادئ لاستغلال هذه الحركات للإستفادة منها وهذا هو الغرض الأساسي للتخريب.  

**كاتب المقال

دكتور القانون العام والاقتصاد

عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان

مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي  للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا

مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية

مستشار تحكيم دولي         محكم دولي معتمد      خبير في جرائم امن المعلومات

نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي  لحقوق الانسان والتنمية

نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا

عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة

عضو منظمة التجارة الأوروبية

عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسانمحاضر دولي في حقوق الانسان

قراءة  فى  فقد الزمان وفلسفة الحياة لدى محمد خميس خالد في بائيته ( حساب السحاب ) ..بقلم الناقد/ رفيق فهمى واصل

أولاً : التمهيد :                                             

  بسم الله وحده سابغ النعم والآلاء على عبيده بمن يجدرون ؛ وبمن لا يجدرون !!!             

 رافع النقم عن جميع خلقه برهم وطالحهم محسنهم والمسيء منهم !!!                     

     ولا حول ولا قوة إلا به والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد بن عبد الله الأمين  المؤتمن .                                              

   ثانياً : النص : 

  1- لا وقت يكفي كي أعيد حسابي …              ذهب الزمان ولن يفيد عتابي                          2- وكأنني الأشجار مالت فجأة …            وتهيأت للمعول الحطاب                        3- وبقيت وحدي والمناجم كلها …             لا تستطيع بأن ترد شبابي         

              4- أصغي إلى حزني الوفي كأنني …                 أعددته ليكون من أصحابي              5- أملي يفسره السراب وليس لي …    

غير الهيام مفسرا لسرابي                            

      6- ولعل لي ملكاً وكيف أحوزه ؟!     والملك للجلساء والحجاب                       

     7- يتقاسمون مغانما ليست لهم …           ويتاجرون بأجمل الألقاب        

          8- أسقيك يا بئرا وإن لم تسقني          وأذود عنك لكي أعيرك ما بي                

            9- ما زلت أعصرني كأن أناملي …     منزوعة من مخلب القصاب                   

   10- ليست تخاف على نفاد روافدي …             وتدر من رئتي ومن أعصابي                                     11- ولقد وردت كأنما لم تشربي …                 يا أخت مالك تنكرين سحابي ؟!           

   12- ما زلت لم تتعرفي أم هل ترى ؟!              لا نضح عرفني من الأكواب                 

           12- سأردني كاسا تردك كلما …               جاوزتها وأردها أنخابي                        

       13- كي لا أموت وبي سحاب عله …              يحيي التراب إذا برحت ترابي                    

      ثالثاً : التعريف بالشاعر  :                               

   محمد خميس خالد شاعر مصري معاصر يلتزم في قريضه الأصالة والنغم – على طول الخط – شعره رصين ؛؛؛ ويخطو بقريضه نحو الأسمق إبداعا وهو من مواليد مدينة الأقصر عام ألف وتسعمائة وسبعة وسبعين من الميلاد وعمره يقارب الخامسة والأربعين ربيعاً وهو كالنخلة شموخا وأحد أعضاء واحة أمير الشعراء للشعراء المحافظين الجدد .                                  

   رابعاً : رؤية موجزة على جوانب من النص  :                            

          قبل البدء في القراءة الأدبية نعرج على النص في نظرة عامة حوله :                             

    يمكن القول في عجالة وإيجاز  :                  

   إن القصيدة تعج بالفخر والاعتزاز بالنفس لدى تمكن شاعرنا المبدع من احتراف الحرف   ( قرض الشعر  ) !!                           

   والقصيدة في مجملها تعد من شعر الحكمة والإنذار بفوات الأوان والعمر ووجوب معاودة كل منا لدفاتره التي حصلها في سني عمره الفائت والانتباه فيما قد يبقى لنا من آجال الله تعالى وحده أعلم بها  !!!                                  ثم يستخدم مبدعنا الرمزية لعدم الاصطدام بكثيرين كأحد أدوات التعبير  مشيراً إلى التنافس على منصات الأدب والشعر لمن يجدرون ولمن لا يجدرون باعتلاء تلكم المنصات متاجرين باقتسام المنصات والألقاب لأنفسهم وذويهم في خيلاء !!!                                                   

     والقصيدة شائقة جمعت بين الأسلوبين الخبري والإنشائي واتحدا معا كأنهما نسيج وحده !!!                                                        خامساً : القراءة المتأنية والدراسة الأدبية للأبيات :                                                

     استهلالة القصيدة تضطرك للقراءة الفاحصة لها ليس هذا فحسب بل . عنوان القصيدة يجعلنا نتساءل  :                                   

                  س 1- ما أو من السحاب المشار إليه ؟           

  س 2- ما الحساب الذي يريد شاعرنا المبدع مراجعته ؟؟ !!                              

               س 3- علام يشير شاعرنا الكبير في امتلاكه ملكا لكنه لم يستطع أن يحوزه ؟؟ !!                        تكمن براعة الاستهلال في استخدام مبدعنا ل( لا النافية للجنس ) لنفي أي تفكير يردك إلى صيرورة وجود زمن كاف لإعادة ومراجعة ما قد نظن أنه متبق من أعمارنا  ؟؟ !!!                  

    ثم لحوق المضارع ( يكفي ) بعدها لإزالة التوهم ببقاء زمن ما للمراجعة ومحاسبة النفس فيما مضى !!!!!                                                

  جمال القصيد ينبع من الاستهلال !!! وقبحها يتتابع أيضاً من مبدئها  !!! – إن الشاعر بدأها مبدءا سيئا – وقديما قالوا : ( أول القصيدة كفر ) عنوا : ( ليس لدى الشاعر براعة الاستهلال ) !!!     

 سادساً : التنوع بين الخبر والإنشاء :               

    استطاع محمد خميس خالد التوازن والتناسب بين الأسلوبين : الخبري والإنشائي في رائعته هذي ( حساب السحاب ) ودمجهما وكأنهما نسيج وحده !!!                                      

  1. الأساليب الخبرية في القصيدة :                 

   ( لا وقت يكفي – ذهب الزمان – لن يفيد عتابي – وكأنني الأشجار – مالت فجأة – وتهيأت للمعول – وبقيت وحدي – لا تستطيع – أصغي إلى حزني – أملي يفسره – ليس لي غير الهيام – والملك للجلساء والحجاب – يتقاسمون مغانما – ويتاجرون – أسقيك – وأذود – ليست تخاف – وتدر من رئتي – سأردني كاسا – وأردها أنخابي – وبي سحاب عله – )                            

  • الأساليب الإنشائية في القصيدة :                

   ( وكيف أحوزه ؟! – يا بئرا – يا أخت – ما لك تنكرين سحابي ؟؟ !! – أم هل ترى لا نضح عرفني من الأكواب ؟؟ !!                        

   سابعاً : التنوع في استخدام الماضوية وزمن المضارع :                                     

             أجاد محمد خميس خالد في التنويع بين الحدثين ( الماضي والمضارع ) لدلالة كل منهما على ما يخصه !!                                          

  وقد أتى بالصيغ الماضوية لإرادة الجزم بحدوث ووقوع الحدث للشاك والمتردد في حديثه  !!!                            

    1- استخدام الماضوية في رائعته :                 

   ( ذهب الزمان – مالت فجأة – وتهيأت للمعول الحطاب – وبقيت – ولقد وردت – مازلت – عرفني – كلما جاوزتها – إذا برحت ترابي )  !!!          

  • استخدام زمن الحضور ” المضارع ” للدلالة على استمرارية حدوث وحصول الحدث :             ( يكفي – أعيد حسابي – ولن يفيد عتابي – لا تستطيع – بأن ترد شبابي – أصغي إلى حزني – أعددته – ليكون – يفسره السراب – يتقاسمون – ويتاجرون – أسقيك – وإن لم تسقني – أعصرني – ليست تخاف – وتدر من رئتي – تنكرين سحابي – لم تتعرفي – سأردني – تردك – وأردها – كي لا أموت – عله يحيي التراب )  !!!                 

   ثامناً : عود على بدء  :                               

           1- لا وقت يكفي كي أعيد حسابي …              ذهب الزمان ولن يفيد عتابي                       

   2- وكأنني الأشجار مالت فجأة …                   وتهيأت للمعول الحطاب                    

            3- وبقيت وحدي والمناجم كلها …               

  لا تستطيع أن ترد شبابي .                      

    سبق القول : براعة الاستهلال لدى مبدعنا تجعلك مشدوها للتأني عند قراءة النص قراءة متأنية فلم يعد بالإمكان تبقي وبقاء زمن لمحاسبة النفس على ما اكتسبت من خير أو شر في حياتها الحافلة بالمواقف والتعاملات فيما بيننا واستخدامه ل ( لا النافية للجنس ) أوحى بكل تلكم المعاني السامية الآنفة الذكر  !!!          ثم استخدامه النفي الأبدي بعدم جدوى عتاب النفس على تقصيرها وتفريطها في حق نفسك أولاً قبل تقصيرها في جنب الله تعالى مستخدماً ( لن ) للسموق بتلكم المعاني السابقة !!!               والبيت الثاني : اعتداد بالنفس وفخر فردي ببلوغ منزلة سامقة في قرض الشعر العمودي الأصيل الجامع مع الأصالة والنغم الفطرة السليمة والجبلة المطبوعة  !!!!!           

          وحق له ذلك فمن يعاود النظر بتأن في دواوين وقريض محمد خميس يعلم سموقه ورفيع بيانه !!!                                                                  لكن البيت الثاني بالرغم من تلميحه بما أشرت إليه إلا أنه يحمل في طياته انقضاء العمر والحذر مما هو آت والاستعداد ليوم الميعاد        

 ولا  يعني هذا ترك أعمالنا وأشغالنا والتباكي والخوف من لقاء الله تعالى – دونما عمل محسن – بل . المؤمن حق الإيمان لا يخشى لقاء الله تعالى أعني لأنه يحسن الظن بخالقه في التجاوز عن زلاته وعثراته واللطف بنا فمن إله يجبر عبيده غيرك يا محسن إلى كل مسيء ؟؟؟ !!!                  

     4- أصغي إلى حزني الوفي كأنني …                 أعددته ليكون من أصحابي                              5- أملي يفسره السراب وليس لي …          

        غير الهيام مفسرا لسرابي                          

    6- ولعل لي ملكاً وكيف أحوزه ؟!                

    7- والملك للجلساء والحجاب                    

   8- يتقاسمون مغانما ليست لهم …                

  ويتاجرون بأجمل الألقاب                              

     ما نلمحه في الروائع الأربع السابقة من ( 5 : 8 )    فقد الأمل في الحصول على الألقاب والمكانة والمنزلة التي كان ينشدها مبدعنا مستخدماً الرمزية كما ذكرنا آنفاً لعدم الاصطدام بالواقع المرير ؛ لكن الذي قد لا يعلمه مبدعنا بذيوع صيته ليس في الوطن ( مصرنا الحبيبة )  بل . ذيوع وانتشار شعره الخلاب بين أبناء الوطن العربي في جميع الأقطار  !!!!!            

           فلمه تلك النظرة غير الموفقة ؟؟ !!!              

     ما ساعدنا على ذلك قوله :                        

    ( غير الهيام مفسرا لسرابي ) وليس كذلك !!! وقوله بعد : ( ولعل لي ملكاً وكيف أحوزه ؟! ) وقد حازه !!!                                         

       ( إلا إذا كان شاعرنا المبدع يتنافس على إمارة الشعر العربي ) !!!                                                     لكن قبل الانتهاء أحب أن أشير إلى أربعة من الأخطاء اللغوية أو المطبعية وردت في الرائعة هي :                                                                 1- في البيت الخامس  : ( أملى ) كما جاءت في صفحة الشاعر  وتصويبها : ( أملي ) مضاف إلى ياء المتكلم .                                                  

 2- في البيت العاشر : ( ولقد وردت كأنما لم تشربي ) جاءت ( وردت ) بتضعيف تاء الفاعل وفتحها لأنها في الأصل داخلة على تاء التأنيث الساكنة والحديث عن النفس والنفس مؤنثة ( نفس الشاعر ) وهي مؤنثة وتصويبها : ( وردت ) بتضعيف التاء وكسرها  !!!          

      ما يدلنا على ذلك قول مبدعنا فيما بعد ( كأنما لم تشربي ) بإسناد الفعل إلى ياء المخاطبة  !!                                      3- الفعل ( يحيي ) جاء في صفحتكم هكذا ( يحيى ) بياء ثم ألف لينة وصوابه : ( يحيي ) مشتق من الرباعي المهموز ( أحيا ) لأن في المضارع يظهر أصل الألف اللينة ( واو أو ياء ) ولا تبقى الألف اللينة في مضارعه لكن مع ملاحظة : أن الثلاثي ( حيى ) مضارعه ( يحيى ) بوزن يفعل بفتح الياء بينما ( يحيي المشتق من أحيا الرباعي ) فوزنه يفعل بضم الياء وهو المعني هنا في النص .                                                                      4- البيت الثامن : ( ما زلت أعصرني كأن أناملي ) الإشكالية تكمن في لفظة ( أعصرني ) توحيد ضمير الفاعل والمفعول في نفس الفعل  أعني ( الفاعل : هنا في الفعل أعصرني هو : الضمير المستتر وجوباً تقديره أنا ؛ وكذا المفعول به في ذات الفعل هو ياء المتكلم الدالة على المتكلم الواحد – وهو مستهجن ذكره في الشعر – ) !!!                                                 

     عودء على بدء :                                            

      في البيت السادس استمرار مبدعنا على استخدام الرمزية حيث يشير البيت كله إلى تربع وتمكن فئة من اعتلاء المنصات الأدبية وعدم عبئهم بالشعراء الملتزمين بالشعر العمودي الأصيل اللهم إلا نادراً لدفع ماء الحياة وكيما لا يوصفون بعدم الحيادية والنصفة  !!!       

              ما دلنا على ذلك قول مبدعنا :             

                 ( والملك للجلساء والحجاب ) …..           

           كذا في البيت السابع ما يدلنا على ما أشرت إليه : ( يتقاسمون مغانما ليست لهم …                    ويتاجرون بأجمل الألقاب ) .                               

  وأكتفي بهذه القراءة المتأنية والدراسة الأدبية والنقدية على رائعة شاعرنا المبدع الرائق محمد خميس خالد ( حساب السحاب ) فلعلي أوفيت ما كنت قاصده فلئن وفقت فبتوفيق من الله تعالى أولاً وآخر  !!!                                

           ولئن زللت أو قصرت في بعض الجوانب فلأنه عمل بشري يعوزه الكمال ويعتريه النقصان والعثار والزلل  !!!                                                     

  ” وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ” .   

    ” وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ” .         

*كاتب القراءة

    ناقد أدبي وكاتب صحفي بالقسم الثقافي

 بجريدة الزمان المصري .                                            

       القاهرة في عصر الاثنين المبارك الموافق 13/3/2023

مركز الدراسات والبحوث العراقى  يشترك في المهرجان الثاني لسينما المرأة للفلم القصير.

كتبت : ساهرة رشيد

   شارك مركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة والسياحة والآثار ممثلا بالباحثة والكاتبة زينب فخري حسين في اعمال المهرجان الثاني لسينما المرأة للفلم القصير وتحت شعار (المرأة العراقية شريكاً في التنمية المستدامة) على القاعة المركزية لكلية الفنون التطبيقية / الجامعة التقنية الوسطى.

   القت الباحثة ورقتها البحثية بحضور عدد كبير من المسؤولين والشخصيات من وزارات الدولة التي بينت فيها  دور المرأة في المجتمع والتحديات التي تواجه المرأة العراقية المعاصرة وسبل معالجتها، كظاهرة التحرش والابتزاز والحرمان من التعليم والعنف الاسري، وطالبت الباحثة بضرورة تشريع القوانين اللازمة لمعالجة بعض هذه التحديات بما يضمن حقوق المرأة العراقية فضلاً عن أهمية أن تعي المرأة دورها الحقيقي وحقوقها في المجتمع والأسرة.

   ومما تجدر الاشارة اليه ان مركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة والسياحة  والآثار له إسهامات ثقافية متعددة تتركز اهمها في إعداد الدراسات والبحوث واستطلاعات الرأي واقامة المؤتمرات والندوات والمحاضرات وورش العمل والتعاون مع المؤسسات البحثية بما يخدم مسارات العمل الثقافي في داخل الوزارة وخارجها.

قصيدة .. الفضيلةُ تنتحرُ .. شعر/ الكعبي الكعبي ستار.. جمهورية العراق

آهٍ على الوجناتِ تجري أدمعا

وأنينُ قلبي في الهوى لن يُسمعا

وأنوحُ من فيضِ الجوى وبلوعةٍ

أرنو إلى صوتِ الحبيبِ اذا دعا

ولما مضى في قربِها كانَ النوى

غبشٌ بهِ للحبِّ صارَ مزعزعا

هي فرحتي طالَ انتظارُ مجيئها

جاءتْ وكانَ مجيؤها لي مصرعا

بمشاعري قد كانَ لهو حديثِها

هذيانُ ماضٍ سطّرتْهُ لمن سعى

أفهكذا في الصدِّ يسمو حبُّنا

رحماكِ إني قد مللتُ المسمعا

بخديعةٍ أخذتْ تُداري فعلَها

لخفاءِ سرٍّ قد أباحتْ موضعا

ماذا اقولُ وما عساني فاعلٌ

نزعتْ بوهمٍ للفضيلةِ برقعا

وغروبُ سعدي في نهاري ظلمةٌ

لقصائدي دوماً يكونُ المطلعا

لا خيرَ في حبٍّ تجاهلَ محنتي

ولقتلٍ أحلامي يُلبي مسرعا

تاللهِ يومي مثلُ أمسي حالمٌ

ما عاشَ في دنياكِ يوما ممرعا

جمراتُ عشقي قد تشظّى وجدُها

والصبرً مني للأذى لن يمنعا

وجوارحي باتت تصارعُ شوقَها

صرحُ المحبّةِ قد هوى متصدعا

أسفي على مَنْ صرتُ أعشقُ طيفَهُ

في التِّيهِ يرتعُ مدمناً متسكعا

من ها هنا وهناكَ زلةُ أرجلٍ

بسحيقِ أمنيةٍ تنادي المفزعا

كم قد غزى لفؤادِها من طامعٍ

هتكَ البراءةَ عنوةً والمخدعا

بلهاثِها نسكٌ توارى خائفاً

ورياضُها في الحبَّ كانَ البلقعا

زمنٌ تعالى بالفسادِ صراخُهُ

بأتونِهِ كلُّ الرؤى لن تشفعا

هذا يسابقُ ظلَّهُ لرذيلةٍ

للعهرِ يلبسُ ذاكَ ثوباً لمّعا

من كلِّ هذا يا تُرى جلادُنا

مَنْ ذا يكونُ ومَنْ يكونُ الأورعا