مصطفى منيغ يكتب عن :لبنان ليس على أرضه سلطان

نظام متآكل ، جيش هزيل ، برلمان ليس له في العالم مثيل ، حكومة محشوة في برميل ، متأرجحة بين تصريف الأعمال وأشياء محجوبة عن عموم الشعب بالكامل ، مخابرات علّمتها سوريا حافظ الأسد تخويف الطوائف بنشوب أي صراع قاتل ، يضر منها البعض ويبقى ما يبقيها فاقدة الانتصار الشامل . ابتعادٌ مُمَنْهَج عن مباهج مراحل ، ما كانت في حاجة لاتفاق الطائف ولا أي بديل . اقترابٌ ككل مرة من واضعي المشاكل ، الرامية لاستبدال الحل متى لاح بزارعي نفس الويل ، لتظل الكلمة كلمتهم بالنهار بعد الليل .

 تلك هي لبنان عذراء الشرق بالأمس حينما كان مقياس مثل اللَّقب مقروناً بالمروءة والشرف والجمال ، والأخذ بأصول الأصل ، وجذور مروية بعرق الحياء الجاعلة في المقدمة حرائر النساء وأحرار الرجال ، لتدبير مشاغل الحياة مهما كان المجال ، وابتكار ما يناسب التطوُّر المُعاش ساعتها بحكمة عقل ، مثل صاحبه مُضاعَفٌ في كل حقل ، فكانت لبنان الأمن والأمان كمظهر من مظاهر الإستقبال ، وجوهر حقائق الحال،  للوافدين وصدورهم ملهوفة لملء جوانبها بطيب أشجار الأرز في السهول أقامها أجداد الأجداد أم الطبيعة زَيَّنت بها قمم كسفوح الجبال ، حتى النطق لدى الأهالي كان صافياً كمنابع الماء العذب الرقراق الزُّلاَل ، المتسلِّل في هيبة لا توصف بين صخور مهما قاس عمقها العِلم هي  أطوَل ، خريره علَّم حناجر المنشدين التغنِّي على مقاماته أحنَّ وأَرَقَّ أنواع المَوَّال ، متى سمعه المتلقِّي في أي بقعة من العالم أشار في الخريطة لموقع لبنان الواقع الحَيِّ والمشروع من الخيال ، المتبادل بين أحاسيس عشاق التجوال ، وسط ورود السعادة وسنابل المستقبل .

… تَحَوُّلٌ عَسِير تصديقه خَلَق في ثواني هلعاً ضيّع الجواب عن أهم سؤال ، مَن بعثر بهذا الحجم ليسحق الحجر حتى أشلاء البشر ويصبغ دم الشهداء حبات القمح المقذوفة من أبراج لمسافات طوال ؟؟؟ ،  مَن أخفى مسببات الانفجار حتى بدا التكهن في شأنها كتجاوز حد المحال ؟؟؟ ، لتقابل بيروت الفاعل بعلامات الشك ودوامة فقدان الثقة ومبدأ التحرك المستمر الموصول بالاطلاع المباشر على أخر دليل مُعْتَمَد لإنجاز انفصال ، بين حكامٍ جلوسهم على كراسي النفوذ طال ، وشعب ضَرَبَ في صبره بما أصابه من محن طيلة عقود أروع مِثال ،

… قد يستطيع النظام الحالي زَرَع شوارع العاصمة كلها بالبصل ، أو يقيم فوق جماجم شهداء انفجار المرفأ منصة نَثْرِ الكلام المُفْعَمِ بوعود منسوبة لمن في السابق بها نطق فقال ما قال ، لكنه لن يستطيع الرجوع لسالف عهده ولبنان بشعبه العظيم في تلقائية تاريخية قد قرَّرَ تكسير حاجز الصمت كما فعل مع  الخوف وكما سيفعل بما يحتفظ به (إلى حين التنفيذ) في البال .

*كاتب المقال

سفير السلام العالمي

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي في سدني – استراليا

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن : الصناديقُ العربيةُ تمولُ المؤسساتِ الإرهابيةَ الصهيونيةَ  

   

لم يكد يجف حبر اتفاقيات السلام الجديدة الموقعة مع الكيان الصهيوني، التي أبرمت على الهاتف، وتم إملاؤها بمكالماتٍ مشتركةٍ وفرضها برسالةٍ واضحةٍ، وقبل أن يتم التوقيع الرسمي عليها في البيت الأبيض، برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحضور شهودٍ عربٍ مرغمين ورعاةٍ دوليين راغبين، حتى انطلق قطار التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني على مختلف الصعد وفي كل الميادين والمجالات.

 

فقد تسابق الموقعون العرب في حجز المقصورات الأمامية والمقاعد الأولى، تمهيداً لكسب المزيد من الأرباح، وتوقيع العديد من الصفقات، حيث فتحت الأبواب التي كانت مغلقة، وأعلنت القنوات التي كانت سرية، وكشف الغطاء الذي كان يخفي العلاقات السرية، ويغطي الاتفاقيات الباطنية، وأصبح الموقعون من العرب في حلٍ من أمرهم، لا حرام يمنعهم، ولا قانون يردعهم، ولا أخلاق تضبطهم، ولا قيم تصونهم، ولا مفاهيم تقيدهم، ولا عروبة تلزمهم، ولا إسلام يهذبهم.

 

انطلقوا بنظرةٍ قاصرةٍ وفهمٍ مغلوطٍ، ووعيٍ ضحلٍ ومعرفةٍ محدودةٍ، دون ضوابط أخلاقية ولا كوابح إنسانية نحو شهواتهم، تحركهم نزواتهم، وتطغى عليهم مصالحهم، وهم يظنون أنهم كسبوا في غزوتهم، ورجعوا منها بفيءٍ ينفعهم، وغنائم تسعدهم، وأن المستقبل سيكون لهم وسيبش في وجوههم، وستشرق شمسه لهم مع الذين عاهدوهم وسالموهم، وواثقوهم وآمنوهم.

 

نشطت رحلات السفر المدنية، وبدأت شاشات المطارات تعرض مواقيت السفر إلى تل أبيب والإقلاع منها، وبات المجال الجوي العربي مفتوحاً أمام حركة الطيران والملاحة الجوية الإسرائيلية، وأصبحت الطائرات الإسرائيلية قادرة على الهبوط في المطارات العربية للصيانة والتزود بالوقود، وكذا الطائرات العربية تستطيع الهبوط في المطارات الإسرائيلية، والاستفادة من مختلف الخدمات التي تقدمها.

 

وأخذت مكاتب السفر والسياحة العربية تقدم عروضاً سياحية، وبرامج ترفيهية، وتعرض للسياحة الصيفية على شواطئ البحر المتوسط، بما ينافس السياحة إلى المصايف التركية ومنتجعاتها السياحية الشهيرة، فضلاً عن السياحة الدينية وزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، والطواف على المناطق المقدسة الإسلامية والمسيحية واليهودية، وكأن المسجد الأقصى قد أضحى معلماً سياحياً دينياً إسرائيلياً، يمكن للسياح المسلمين زيارته والصلاة فيه، علماً أن الصلاة فيه شبه محرمة على أكثر من أربعة ملايين فلسطيني يقيمون في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبعض سكان القدس أيضاً.

 

وتعاقدت مكاتب عقارية عربية مع أخرى إسرائيلية، واتفقت على أن تفتح لبعضها فروعاً متبادلة لتبادل الخدمات والمنافع، والاستفادة من الفرص والإمكانيات، وبدأت الشركات الإسرائيلية في تقديم عروض سكنية ومنتجعاتٍ سياحية، وعقاراتٍ تجارية، وغدت صور المواطنين العرب تظهر على الصفحات الإعلانية والمشاهد الترويجية لمختلف السلع والمنتوجات وأغلب العروض والخدمات، وعما قريب ستظهر في الأسواق الإسرائيلية منتجاتٌ يفضلها المواطنون العرب، ويحرصون على اقتنائها.

 

وأخذت الأضواء تتسلط على صحراء النقب الفلسطينية الممتدة الأطراف، الذهبية الرمال، الساطعة الشمس، التي ما زالت تحمل آثار البداوة بأصالتها وخيامها ومضاربها، ففيها النوق والإبل، والمواشي والمراعي، ومساحات الصيد المفتوحة ومجاهل الصحراء الجميلة، حيث تتطلع شركاتٌ إسرائيلية بالتعاون مع شركاتٍ عربيةٍ أخرى لبناء ميادين سباق الهجن الشهيرة، ليجلبوا إليها كبار المهتمين بها في المنطقة العربية، خاصة أن المنشغلين بهذا النوع من الأنشطة إنما هم من علية الطبقات العربية الحاكمة والغنية.

 

لم تتوقف الاهتمامات العربية في سوق السياحة والاستثمار وميادين الاقتصاد الإسرائيلية عند سباق الهجن والسياحة الترفيهية التي يتقنها “اليهود” عموماً، فضلاً عن السياحة الدينية المشبوهة، فقد امتدت إلى الأندية الرياضية المختلفة، حيث عمدت شركات عربية إلى تقديم عروضٍ مغرية لشراء أندية إسرائيلية شهيرة، رغم علمها أنها أندية عنصرية إرهابية، تدعو إلى ممارسة القمع والقهر ضد الفلسطينيين، وتنادي بطردهم من أرضهم وإخراجهم من “أرض إسرائيل” بالقوة، وتقدم الدعم إلى المنظمات الاستيطانية المتطرفة، وإلى الأحزاب الدينية المتشددة، التي تمارس العنف والتمييز العنصري ضد الفلسطينيين خصوصاً وضد العرب عموماً، ويهتف جمهورها على مدرجاتها “الموت للعرب”، “الحرب على العرب”.

 

ودبت الحرارة في الخطوط الهاتفية السلكية والخلوية، ولم يعد محظوراً على المواطنين العرب الاتصال عبر شبكات الاتصال الإسرائيلية، وأخذ الإسرائيليون يتصلون عشوائياً وبصورة مقصودة ومنظمة بمواطنين عربٍ، يتبادلون وإياهم التهاني، وينشرون مكالماتهم المصورة والمسجلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتنشر وسائل الإعلام الإسرائيلية والعربية بعضها، ويعلقون عليها ويستضيفون محللين سياسيين وخبراء اجتماعيين للمشاركة في التعليق والتعقيب عليها، وبلغ ببعض المواطنين العرب الاتصال المباشر برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يجد الوقت الكافي والفرصة المناسبة لتبادل الأحاديث والابتسامات والضحكات معهم.

 

أما في الكواليس والخفاء، وفي السر وبعيداً عن الأنظار، فإن شركات السلاح على اختلاف أنواعها تعمل بصمتٍ، وتتعاقد بهدوءٍ، وإلى جانبها هيئاتُ التنسيق الأمني ومؤسسات العمل البحثي، وشركات الحماية والحراسة، ومعها شركات كبار الضباط الأمنيين والعسكريين المتقاعدين، الذين يهتمون بأعمال التجسس والمراقبة، والسرقة والهكر والاختراق، وجمع المعلومات والتنسيق بينها والاستفادة منها، وهي شركاتٌ كبيرة تعمل في كل مكان، وسيكون لها دورها الكبير وأثرها السريع والمباشر على تنامي العلاقات الإسرائيلية مع الأنظمة العربية التي وقعت، وتلك التي ستحذو حذوها وتوقع.

 

ما كان الإسرائيليون الذين يعانون من الركود الاقتصادي الكبير، والشلل في مرافق الحياة العامة، يحلمون يوماً بهذا الفتح الكبير والكنز العظيم الذي انفتح عليهم فجأةً، وكأنه مغارة علي بابا الأسطورية، الغنية بالذهب والكنوز والجواهر، فقد انفتحت الصناديق الائتمانية العربية على اتساعها، وانطلقت الرساميل المالية الكبيرة نحو الاستثمار في الكيان الصهيوني، والاستفادة من التقدم التكنولوجي والتقانة الاليكترونية الإسرائيلية الحديثة، وفي تثمير رؤوس الأموال، ونقل الخبرات، فجاءت اتفاقيات السلام العربية لهم على طبقٍ من ذهبٍ، وكأنهم كانوا معها على موعدٍ ليخرجوا من أزمتهم، وليعالجوا مشاكلهم، ويجدوا حلولاً لتحديات اقتصادهم، وتداعيات كورونا التي أضرت بهم وعطلت اقتصادهم، فهل يدرك الموقعون ما يُراد بهم ومنهم.

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :إطلالةٌ أوروبيةٌ قاصرةٌ من العينِ الإسرائيليةِ على قطاعِ غزةَ   

                   

لا يتوقف الإسرائيليون عن الشكوى والتذمر، والسؤال والتظلم، ورفع الصوت استغاثةً والصراخ ألماً، والتظاهر بالمسالمة وإبداء المظلومية، وادعاء البراءة وإشاعة الطهارة، وكأنهم المعتدى عليهم والمساء إليهم، والمحتلة أرضهم والمهدورة حقوقهم، والمهانة كرامتهم والمصادرة ممتلكاتهم، فتراهم يدعون زوراً وبهتاناً أنهم محاصرون ومعاقبون، ومظلومون ومضطهدون، وأنهم يتألمون ويتوجعون، ويقاسون ولا يرتاحون، وأن مستوطنيهم لا ينامون الليل ولا يحسنون الخروج من بيوتهم في النهار، فحياتهم في خطر وسلامتهم غير مأمونة، فهم يعانون من الصواريخ التي تسقط عليهم وتدمر مساكنهم وتلحق أضراراً ببيوتهم، ومن البالونات الحارقة التي تحرق حقولهم وتخرب زروعهم، ومن الطائرات الورقية التي تتسلل إليهم وتفلت من قبتهم، وتقض مضاجعهم وتربك حياتهم، وتمنعهم من مزاولة حياتهم الطبيعية، مخافة أن تسقط عليهم طائرة ورقية أو بالون حارقٌ.

 

يحسن الإسرائيليون استغلال معاناتهم الكاذبة وشكواهم الزائفة، ويشيعون في العالم روايتهم الخاصة ويروجون لها، ويستغلون في ذلك وسائل الإعلام العالمية، ونفوذهم الكبير فيها، وانتشارها الواسع وتأثيرها الكبير، وقدراتها المشهودة في التأثير والتغيير، ويجمعون لتعزيزها الصور والمشاهد والأدلة والقرائن، والمقابلات واللقاءات، والتصريحات والإعلانات، ليؤكدوا صدق روايتهم ومصداقية أخبارهم، ويستعطفوا الرأي العام الدولي معهم، ويستميلوا صناع القرار إلى جانبهم، في الوقت الذي يشوهون فيها صورة المقاومة، ويسيئون إليها، ويحملونها المسؤولية عما يصيبهم والأضرار التي تلحق بهم، ويتهمونها بأنها تقترف في حقهم جرائم دولية موصوفة، تستحق عليها المحاسبة والعقاب.

 

وللغاية نفسها تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلية من حينٍ لآخر، بعمل جولاتٍ إعلامية على حدود قطاع غزة جنوباً، وعلى الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة جنوبي لبنان، لسفراء الدول المعتمدين لديها، ولضيوفٍ وافدين لزيارتها، لاطلاعهم على الأوضاع الميدانية في المناطق المقصودة، ومشاهدة آثار الدمار والخراب وبقايا الحرائق التي تسببت بها صواريخ المقاومة، ووسائلها الخشنة المختلفة، وتتهيأ لهذه الزيارات بتجهيز “أرض المعركة” وفق الهيئة التي ترى أنها تخدم مصالحها وتحقق أهدافها، فتبرز بيتاً قد تضرر سقفه، وآخر قد نقب جداره، وغيره قد فتحت نوافذه وكسرت أبوابه، إلى جانب بعض الحقول المحروقة والمحال المتضررة.

 

وكانت آخرها الجولة الخاصة التي نفذتها قيادة أركان جيش العدو، داخل المستوطنات الإسرائيلية على الحدود الشرقية لقطاع غزة، التي نظمتها لسفراء دول الاتحاد الأوروبي، ومعهم لفيف من الإعلاميين وعشرات وكالات الأنباء والفضائيات الدولية، وطافت بهم جميعاً على المستوطنات الإسرائيلية القريبة من حدود قطاع غزة، وجمعت لهم رؤساء بلدياتها إلى جانب بعض الذين أصيبوا خلال فعاليات مسيرات العودة الفلسطينية، واستغل قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي المناسبة ليطلق فيها مجموعة من التهديدات أمام مندوبي دول أوروبا، بعد أن شعر باقتناعهم بما رأوا، وبتحاملهم على الجانب الفلسطيني، فأكد أن ذراع جيشه قوية، وقدرته فائقة، وأنه لن يسمح بحدوث المزيد من الخروقات، بل سيضرب على المعتدين بيدٍ من حديدٍ، وسيستخدم من أجل ردعهم كل الأدوات والأساليب الممكنة.

 

صدق سفراء الدول الأوروبية ما رأوا وشاهدوا، أو كأنهم كانوا مهيأين وجاهزين وفق برمجةٍ مسبقةٍ وإعدادٍ محكمٍ لتصديق الرواية الإسرائيلية، فعبروا عن عظيم أسفهم لمعاناة السكان الإسرائيليين، وأبدوا تعاطفهم معهم وتفهمهم لشكواهم، وأيدوا ما يقوم به الجيش لحمايتهم، واعتبروا أن ما تقوم به المقاومة الفلسطينية من عملياتٍ مختلفة، إنما هو نوعٌ من الإرهاب المرفوض والمدان، ودعوا الفلسطينيين إلى الكف عن العمليات العسكرية، والعودة إلى طاولة المفاوضات من جديد، كونها السبيل الوحيد لإحلال السلام بين الشعبين، وتحقيق الاستقرار العام في المنطقة.

 

لم يلتفت السفراء الأوروبيون إلى الجانب الغربي من السلك الشائك، حيث يقع قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من أربعة عشر عاماً، والمحروم من أبسط سبل الحياة وشروطها الإنسانية، وهو الذي يضم بين جدرانه الثلاثة المصمتة السميكة، المحكمة الإغلاق القاسية الأحكام ، العدو والبحر ومصر، أكثر من مليوني فلسطيني، يعيش أكثر من ثلثيهم تحت خط الفقر، ويعاني غالبيتهم من البطالة وغياب فرص العمل، ويشتركون جميعاً في الحرمان من الكهرباء والمياه النقية الصالحة للشرب ومياه الري والخدمة، فضلاً عن قيام جيش الاحتلال بالعدوان الدائم عليهم، سواء عبر حروبٍ طويلةٍ وقاسية، أو عبر غاراتٍ يوميةٍ مؤلمةٍ، يقوم بها طيرانه الحربي، أو تنفذها مدافع الميدان والدبابات الرابضة على حدوده، يقتل فيها العشرات من مواطنيه، ويدمر خلالها مساكنهم وبيوتهم، ومعاملهم ومصانعهم، ومتاجرهم ومحالهم، ومدارسهم وجامعاتهم، ومساجدهم وأسواقهم، ويعطل كل مرافق الحياة لديهم.

 

لم يلتفت السفراء الأوروبيون إلى مئات الشبان الفلسطينيين المعاقين جسدياً، الذين بتر رصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي المتفجر أطرافهم، وفقأ عيونهم، وكسر ظهورهم، وأعاق حركتهم، وشوه أجسادهم، وإلى غيرهم من المرضى والمصابين الذين حرمهم الاحتلال من الدواء والعلاج، وحال دون وصول الطواقم الطبية إليهم أو منعهم من السفر للاستشفاء والعلاج، كما لم يلتفتوا إلى آلاف الأسر والعائلات الذين فقدوا أبناءهم وآباءهم قتلاً برصاص الجنود والقناصة، وإلى آلاف الأسر التي تعاني من غياب أبنائها الأسرى في سجون الاحتلال ومعتقلاته، التي يسامون فيها سوء العذاب، ويحرمون فيها من أبسط حقوقهم الإنسانية.

 

لم يستمع السفراء الأوروبيون إلى الرواية الفلسطينية، واكتفوا بالإصغاء إلى الشكوى الإسرائيلية، ولعل بعض المتابعين الصادقين يحملون الفلسطينيين جزءاً من المسؤولية عن عدم نقل صور المعاناة الفلسطينية الدائمة إلى الغرب خصوصاً وإلى العالم عموماً، رغم أن جرائم العدو الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني مكشوفة ومفضوحة، ومعروفة ومعلومة.

 

إلا أنه كان ينبغي على الفلسطينيين أن يقلدوا الإسرائيليين في شكواهم، ويرفعوا بالألم والمعاناة عقيرتهم، ويظهروا بكل الصور والوسائل مظلوميتهم، ويسلطوا الضوء على جرائم الاحتلال العديدة في حقهم، وألا يكثروا من التهديد والوعيد، والتظاهر بالقوة والعظمة، واستعراض السلاح والقدرة، وادعاء التفوق والغلبة، ذلك أن فضح العدو جزءٌ من المعركة، وكشف جرائمه جزءٌ من الحرب عليه، وبيان عدوانه واعتدائه مساهمةً في إحراجه وحصاره.

بيروت في 16/9/2020

السيسى يطالب الحكومة بزيادة الكادر والحافز للمعلمين علشان يرضوا عن الوزير

كتب: حافظ الشاعر

زيادة الكادر والحافز الإضافي للمعلمين وإعفاء ضريبي 60%، كانت هذه أبز توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم لوزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي.

حيث قال الرئيس السيسي أن الطبيب والمعلم يقومان بأفضل وأقدس المهن تجاه الإنسان، فالطبيب مختص بصحة الإنسان والمعلم مختص بوعيه وتعليمه، لذا وجب الإهتمام بهاتين الفئتين لتخريج أجيال متعلمة وتتمتع بصحة جيدة.

كما وجه السيسي بـ زيادة الكادر والحافز الإضافي للمعلمين وإعفاء ضريبي 60%، وأشار إلى أن الكادر سيزيد إلى 12%، والحافز سيزيد من 150 إلى 375 جنيه، وطالب الرئيسي بدراسة الموضوع كي يكون المصريين راضين عن الوزير.

السيسى خلال افتتاحه بعض المشروعات اليوم يعرب عن استغرابه من بعض القنوات التى تريد هدم مصر

 

أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن استغرابه الشديد من قيام جهات “بتسليط قنواتها لهدم مصر”.

وقال الرئيس المصري: “بيدفعوا فلوس لناس عشان يهدوا البلد، البلد اللي عاوزين يهدوها فيها 100 مليون نسمة، أنا بقول للشعب المصري هو ده رد الجميل؟، بقول للمصريين مش بقول لأي حد تاني”.

وأضاف السيسي، لدى افتتاحه عددا من المشروعات لوزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم بالإسكندرية، “هو ده رد الجميل يا مصريين، ده رد الجميل لدولة مصر اللي خلال 100 سنة فاتوا كانت ديما اياديها طيبة ونوياها طيبة للأخرين، يبقى رد فعلهم دلوقتي أنهم عاوزين يهدونا، ده رد الجميل”.

وأوضح الرئيس المصري أنه يوجه رسالته للمصريين وليس فئات أخرى من أجل توعيتهم بعدم هدم الدولة، “لية بقول للمصريين، عشان أقولهم أوعى حد يهد بلدكم، ويقولكم كلام كذب، وتشكيك، وجهل، وقسما بالله يرقى للخيانة والتأمر، وأنا بأقسم بالله”.

المصدر: وسائل إعلام مصرية