المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : نصيحة بمناسبة انتهاء تصالحات البناء

ستنتهي المهلة فى آخر سبتمبر 2020
بعدها ستتم الازالات لكل المباني المخالفة بدعم الشرطة والجيش ،
باعتبار هذا إنفاذ لقوانين الدولة ، وحماية لثروتها الزراعية والعقارية ، وايضا اعلاءا لسيادة دولة القانون

وامال فى دولة قوية…….. فاقترح الآتى : –

(1) لظروف الأغلبية المطحونة جراء سياسات الإصلاح وكورونا يتم تشريح التعديات كالاتى :
1-تعديات على أراضى زراعية صالحة للزراعة وتتوافر لها مقومات الزراعة
تزال بداية بالكبار ( مرحلة أولى ) ثم ( الصغار ) مرحلة ثانية
2- عمل دراسات اجتماعية لصغار المعتدين على الأراضى الزراعية وعمل إعانات حال لزوم الأمر بتعويض سكنى فى ظهير صحراوى وبمقابل بسيط باعتبار ان الدولة ساهمت بغض الطرف طوال ما مضى عنهم واوصلتهم إلى عدم احترام القانون وجراتهم على التجاوز دون محاسبة…..!؟
3- إيجاد شرطة متخصصة لمباشرة الازالات وتوفير المعدات الكافية لها
والنأى بالجيش عن ذلك.
4- حال وجود تعديات بناء على أراض زراعية لاتتوافر لها مقومات الزراعة بتاتا ،
يمهل أصحابها للتصالح مدة ستة أشهر اخرى ،وبشكل مبسط وعلى سنوات ، وان يكون ذلك بآلية مجردة وقواعد عامة تراعى ظروف كل حالة- لاسيما 80% فقير –
5- إعادة الأراضى للزراعة بمعرفة الدولة مع المواطن بعد الإزالة ليتحقق الهدف.
لما هو سابق من تركها مهدمة دون الانتفاع لأمل صاحبها فى استكمال الجرم ونجاح حيل سابقة له فى ذلك خاصة ( الكبار)..؟!
6- وضع آلية للنظر بشأن التعامل مع التعديات الجديدة
تتوحد فيها ( الزراعة + المحليات +الشرطة المتخصصة + أعلام قوى توعوي ) لوأد تربص المغرضين وتحقيقا لشفافية
الكل يتمناها…
لأن الازالات ست خلف آثار مادية ونفسية عميقة…!؟
(2) تعديات بناء بالمخالفة للقانون 119 /2008
-بشأن البناء الموحد –
1- هذا القانون طبق فى القرى دون سابق تخطيط او استعداد وبات بموجبه ؛ تخيل -عزبة البط كمصر الجديدة وفق هذا القانون…!
وأرى التفرقة فى التعامل بشأن هذه المخالفات
ففي القرى يمكن مد التصالح وفق قواعد تراعى البعد الاجتماعى والبيئى وايضا العوار القانونى القائم ويمكن الاسترشاد بقانون التخطيط العمر انى السابق وضوابط المحليات التى صدرت فى شكل قرارات منظمة لتلك المبانى والتى كانت مرعية قبل إنفاذ هذا القانون فى القرى والعزب واانجوع. ..؟!
2- التفرقة بين المبانى التى تتحمل هذه الإنشاءات المخالفة والتى لا تتحمل ذلك ، فتزال الأخيرة فورا
أما الأولى فيتم التصالح بآلية تفرق بين أصحاب الابراج ومستثمرى العقار وأصحاب السكن الخاص وهو ما يحتاج لآلية محددة وشفافة وايضا مبسطة
3- النظر فى مخالفات الدولة ايضا بما تقيمه
ولعل ما اراه مثلا فى ((مدينة كجمصة)) بارتفاع 5 ادوار بالشيخ زايد المجاورة والتابعة لجمصة
وتحريم ذلك بجمصة المدينة كاشف عن خلل فى تطبيق القانون
بل ان هناك تفرقة بدأت تظهر بشأن ماتتولاه القوات المسلحة ، وغيرها وهو مايثير الحنق بل وللاسف ((لدولة الا قانون..! ))
فالقانون واحد والدولة واحدة هكذا نعرف وهكذا تنادى الناس ، أما التفرقة فيعنى ( ظلم )..؟!
(3) سرعة العرض بشأن مراجعة قوانين البناء والزراعة والمحليات والشرطة والنيابة الادارية لإيجاد آلية حاكمة
لمنع المخالفات مستقبلا وبشكل عملى وعادل احتراما لدولة القانون
تلك …افكار عنت لى الآن
تحمل خبرات تعامل بحكم العمل وايضا بحكم المعاينة والمعايشة
###ولأننا جميعا نريد مصر القوية فلابد من احترام القانون باعتبار انه رضا الجميع لنهضة الوطن وتقدمه..
فأتمنى..أن تكون النصيحة
مجدية وايضا داعية للتفكير
فى إرساء دولة العدل
باعتبار ذلك اساس الرقى.

2/9/2020

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :  أفراحٌ إسرائيليةٌ ومكاسبٌ أمريكيةٌ وخيباتٌ عربيةٌ     

              

عكفت الإدارة الأمريكية في واشنطن، ومبعوثوها إلى منطقة الشرق الأوسط برئاسة جاريد كوشنير، للتحضير لمؤتمر السلام الذي سيعقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوقيع على اتفاقية السلام الجديدة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والكيان الصهيوني، حيث يحرص الرئيس الأمريكي ضمن حملته الانتخابية الرئاسية، على حضور ومشاركة أكبر عددٍ من قادة وزعماء الدول العربية، وفي المقدمة منها المملكة العربية السعودية، التي سيزورها كوشنير بعد دولة الإمارات لإقناعها بضرورة المشاركة في حفل التوقيع وإلا، فضلاً عن دولٍ عربيةٍ أخرى موقعة رسمياً، وأخرى مطبعة عملياً سراً وعلناً.

 

تأتي زيارة الوفد الأمريكي الإسرائيلي المشترك إلى “أبو ظبي” ضمن الخطة الأمريكية الإسرائيلية، التي تهدف إلى تعزيز فرص فوز الرئيس ترامب لولايةٍ ثانيةٍ، وضمان تفوق نتنياهو في أي انتخاباتٍ برلمانية قادمةٍ، في حال حل الكنيست وذهب إلى انتخاباتٍ رابعةٍ، ولكن هذا لا ينفي بالمطلق سعي الطرفين معاً لخرق جدار المقاطعة العربية، وتوقيع اتفاقيات سلامٍ مع بعض الأنظمة، وتفعيل عملية تطبيع العلاقات معها، تمهيداً لتجريد الفلسطينيين من حاضنتهم العربية، وحرمانهم من العمق الذي كان لهم قديماً، ودفعهم بيأسٍ للقبول بالشروط الإسرائيلية، وبما هو معروضٌ عليهم أمريكياً وإسرائيلياً، وإلا فإنهم سيجدون أنفسهم فجأةً وحدهم في العراء، لا أحد معهم يساندهم، ولا من يقف معهم ويؤيدهم.

 

لم يخفِ الإسرائيليون فرحتهم الكبيرة بهذه الزيارة، إذ غص مطار “بن غوريون” بمئات الصحفيين والمصورين ووكالات الأنباء، ومعهم آلاف المتابعين والمراقبين، التي راقبت عجلات الطائرة المدنية الأولى التابعة لشركة العال الإسرائيلية، التي ستحط لأول مرةٍ بصورةٍ علنيةٍ في مطار العاصمة الإماراتية “أبو ظبي”، ولكن فرحة الإسرائيليين كانت مضاعفة، كون هذه الرحلة التي كانت تستغرق قديماً أكثر من ثمانية ساعاتٍ، فإنها ستستغرق هذه المرة مدة ثلاثة ساعاتٍ فقط، كونها ستحلق في الأجواء الأردنية والسعودية للمرة الأولى، وهي في طريقها إلى مطار “أبو ظبي” الدولي، وكأنها بهذه الرحلة تحقق تطبيعاً مزدوجاً، وفتحاً ثنائياً لعاصمتين عربيتين، ودولتين سنتين أساسيتين غنيتين محوريتين في المنطقة، مما سيسهل عليها بعد ذلك التطبيع مع غيرهما، وفتح المزيد من المجال الجوي العربي لطيرانهم المدني أولا، ثم العسكري الذي سيأتي بعد ذلك يقيناً.

                    

ستفتح هذه الطائرة التي سيحفظ الإسرائيليون نوعها وشكلها، الطريق نحو المزيد من الرحلات المتبادلة بين الطرفين، وستدشن خطوط الملاحة المدنية المنظمة والمبرمجة بينهما، ورغم أنها حملت اسم السلام بلغاتٍ ثلاثة، العربية والعبرية والإنجليزية، إلا أنها احتفظت باسمها الأصلي “كريات جاد”، وهو الاسم العبري للمستوطنة الاسرائيلية التي أنشئت على أراضي بلدتي الفالوجا وعراق المنشية الفلسطينيتين.

 

علماً أن وفداً إسرائيلياً آخر سيتوجه إلى “أبو ظبي” في الأيام القليلة القادمة، ولكنه سيكون وفداً أمنياً وعسكرياً له مهمة خاصة ووظيفة محددة، وهو الوفد الذي أرجأ نتنياهو رحلته، وفصل مهمته عن مهمة الفريق الأول، الذي ستكون مهمته احتفالية دعائية مهرجانية، يرسلون من خلالها رسائل سياسية إلى الدول العربية الراغبة وتلك الخائفة المترددة، وإلى الفلسطينيين عامةً، يخبرونهم فيها أننا انتصرنا عليكم، وأننا لم نعد وحدنا، بل باتت دولكم العربية معنا، وأنظمتها إلى جانبنا، تؤيدنا وتناصرنا وتطبع معنا، بينما أنتم أصبحتم وحدكم ولا أحد معكم يساندكم ويؤيدكم.

 

لا نخدع أنفسنا ولا نكذب على بعضنا، فقد كسب الإسرائيليون وما خسروا، وحققوا أكثر مما توقعوا وأفضل مما حلموا به وتمنوا، وفرح معهم الأمريكيون وسعدوا، فها هي العواصم العربية أمامهم تباعاً تفتح، وأنظمتها لهم كلياً تخضع، وأسواقها بهم وبمنتجاتهم ترحب، وتاريخهم الأسود معها يشطب ويبيض، ويغير ويستبدل، وكأنها ما احتلت أرضاً عربية، ولا استباحت حرمة دولةٍ عربيةٍ، وما شردت شعبها وقتلت أبناءها، وجاست فيها خراباً وتدميراً.

 

لجأ العدو ورعاته، وتوجه وحماته، عبر اتفاقيات السلام نحو حروبٍ فيها يكسبون وخلالها يربحون، ولا يتكبدون فيها خسائر، ولا يواجهون فيها صعاباً أو تحديات، بل يخوضونها بثقةٍ وطمأنينةٍ، وسلامةٍ وأمانٍ، فالجبهة التي تواجههم رخوة ناعمة، وادعةٌ مسالمةٌ، ترحب بهم وتبش لهم، وترفع القبعة تحيةً لهم، ولا تبدي تجاههم غضباً أو عليهم سخطاً، بل تخف لاستقبالهم، وتزين الصالات لقدومهم، ويصطف المسؤولون في المطار لمصافحتهم والترحيب بهم، وتهيئ الفرق الموسيقية لتعزف نشيدهم الوطني، وترفع في سماء بلادها أعلامهم التي كان رفعها جريمة، والاعتراف بها خيانةٌ وتفريطٌ.

 

اليوم يحصل الإسرائيليون على صكوك البراءة والغفران والمسامحة والنسيان، ويمهدون السبيل للحصول على المزيد منها ليدخلوا الجنة العربية، وينعموا بخيراتها ويستنفدوا أموالها ويستفيدوا من مقدراتها، ويستغلوا كل شيءٍ فيها خدمةً لمشروعهم، وتوظيفاً لتحقيق أهدافهم، فالغاية المرجوة من اتفاقياتهم لا تتوقف عند التطبيع وتبادل الزيارات، وفتح الأسواق والمشاركة في الاستثمارات، بل إنهم يتطلعون إلى شطب القضية الفلسطينية وإنهائها، ونسيان اسم فلسطين واستبداله بإسرائيل، التي ستكون جارةً لهم وجزءاً أصيلاً من نسيج المنطقة وتركيبة سكانها وهوية أهلها.

 

ثبتت القاعدة وتغيرت المعادلة، وفهمها العدو وأدركها، رغم النشوة التي يعيشونها، والسكرة التي ملأت رؤوسهم، إلا أنهم باتوا يدركون أنهم لن يربحوا في معاركهم معنا، ولن يفوزوا في حروبهم ضدنا، ولن يحققوا أهدافهم المرجوة من عدوانهم علينا.

 

فقد تبدلت الأحوال وتغيرت الظروف، وانتفض الشعب وثار الأهل، وقست شوكة المقاومة، وتثلم سيف العدو وانكسر رمحه، وتمرغ أنفه وشاه وجهه، ولم يعد قادراً أن يكون فارس الميدان، ولا الجيش الذي لا يقهر، بل بات يغلب ويكسر، ويهزم ويدحر، ويخسر ويفقد، ويبكي وينتحب، وإن حقق كسباً محدوداً فقد غدا يدفع مقابله أثماناً باهظة وخسائر كبيرة، وبات يدرك أن زمانه قد ولى، وأن تفوقه النوعي قد انتهى، وأن غلبته لم تعد أكيدة ولا مضمونة، فلا حروبه الكبرى تنفعه، ولا حروبه الصغرى بين الحربين تجديه، فخسائره البشرية في معاركه الصغيرة قد أوجعته وآلمته، وهزائمه المدوية وفشله المتكرر في حروبه الكبيره قد أيأسته وأقنطته.

 

بيروت في 2/9/2020

 مصطفى منيغ يكتب عن :هي “سبتة” وهُنَّ سِتَّة

متجهِّمٌ صباحها ، كَئْيبٌ ليلها ، خالية ممَّا ألفته حركة أسْعَدَت أيامها ، و أنعشت لأعلى المقاييس اقتصادها ، وأدخلتها في قائمة المدن المحظوظة المتطلِّعة للارتقاء بنمائها ، أكان المجال سياحة أم نهضة لمقامها، كل ذلك تبخَّر بين طلوع الشمس وضحاها، طالما قرَّر المغرب غلق ممرِّ العار الرابط بينه وبينها، الشاهد على رحلات ليل الشؤم ونهار الهموم المضطرين القيام بها، عشرات الألاف من المغاربة من شروق الشمس إلى غروبها ، دون توقف بحتاً عن دخل مادي يواجهون به متطلباتهم الحياتية وأساسياتها ، عن طريق التهريب الذي بقدر ما نجحت فيه أسر خرَّب بيوت أخرى في غياب اهتمام الدولة بالموضوع وعدم المحافظة على اقتصادها ، المُعرَّض لتنافس غير متكافئ و بخاصة في المواد الغذائية وما تلاها ، مع مرور الأعوام  حينما غطت الأسواق على امتداد مدن الوطن صغيرها قبل كبيرها ، المواد المصنعة في اسبانيا او المستوردة بواسطة رجال أعمالها من الصين كغيرها ، ممَّا فوَّت على المغرب التوجه لانقاد نفسه من غرق داخل مستنقع كساد صناعته المحلية الوطنية مكتفياً بالتفرُّج على فوضى الكسب غير المشروع الذي طال عدداً يتضاعف باستمرار من المواطنين الذين أُرْغِمُوا على مثل الممارسة المساهمة مساهمة مباشرة في المس بكرامتهم من طرف السلطات الأمنية الإسبانية شرطة بلدية كانت أو حَرَساً مدنياً المسموح لها بالتصدي البشع لكل هؤلاء المغاربة نساءً ورجالاً الوافدين كالسيل لاجتياز الممر الضيِّق (المُشيَّد بأعمدة حديدية المُثبتة فوقها  أسلاك متشابكة صلبة كأنَّ الأمر معد لمرور حيوانات مفترسة وليس آدميين بقلوب مفعمة بالخير وعقول لا قوة ولا حول لها)  وذلك بالتنكيل والضرب والسب القَذر وما هو أفظع نترفع عن ذكره حياء من وصف مضامينه البشعة ، ولِمَا كل هذا؟؟؟ ، لإنعاش “سبتة” بمئات الملايين من الدراهم المغربية المستقرة في مخازنها التجارية وخزاناتها الرسمية ، من الاثنين إلى الجمعة ، من كل أسبوع ، من كل شهر ، لعشرات السنين ، تتحوَّلُ خلالها لِما أصبحت تتمتَّع به من ازدهار وََظَّفَتْهُ للنهوض بمستوى مواطنيها المعيشي ، ممَّا جذب المزيد من إسبان منطقة “أندلسيا” للإستقرار داخل محيطها ، البالغ مساحته 19 كيلومتر لا أقل ولا أكثر.

 

لم يقتصر الأمر على هذا الحد بل تخطاه لما هو أسوأ حينما يتعلق الشأن بأربعة آلاف امرأة من مختلف الأعمار يلتحقن بنفس المدينة المحتلة لبيع لحومهن لذئاب إسبان تفترس منها ما تشاء مقابل مبالغ لا تصل قيمتها لقطرة عرق منسابة من جباههن المصبوغة تكون بمساحيق جُرأةِ بائعات شرف أصلهن بتلك الوسيلة المشينة ، وعند المساء يعدن من حيث أتين متطفلات على مدن مرتيل والفنيدق والمضيق وتطوان، دافعهن الأوحد الحصول على المال مهما كانت الطريقة .     

مدن في الشمال ، بمثل عاهة التهريب اكتوت بانحلال عادات العيش الكريم الذي رفع من أخلاقيات مجتمعها ما كان يُضرب به المثل ، لكن سياسات رسمية (سايرت تلك المرحلة) انخرطت في عدم الاكتراث لإنتاج عقلية منفتحة على توجه يجعل الاعتماد على التصرف الذاتي خارج القانون أمرا عاديا ما لم يتعرض صاحبه لكمين تتمكن من جرائه مصلحة الجمارك من الاستيلاء الكلي على مكتسبات مجهوده وتسليمه للمحاكمة المنتهية بحبسه . قد يبدو الأمر متناقضا ، لكنها الدولة مفروض أن تعلن بين الحين والآخر عن وجودها ، ومع ذلك استمر التهريب المكسب الأهم لمن لا مكسب له ، واتجهت بعض المجالس البلدية المنتخبة من إعداد أسواق مخصَّصة دكاكينها لتسويق السلع المهربة من سبتة المحتلة بؤرة مصيبة المصائب ، كما حصل في مدينة القصر الكبير ، الذي تحوَّل فيها سوق الحبوب بالجملة (المُشيَّد من طرف اسبانيا أيام اختلالها للمدينة) إلى سوق مكدَّس الجوانب بما جعلته المواد المهربة على مختلف أنواعها مزار مواطني مدن الجوار  ومنها “العرائش” و “سوق أربعاء الغرب ” وأبعد منها “القنيطرة” ، بل أُُطلِق على نفس السوق اسم “سبتة” ليصبح بقدرة قادر محصن من مصلحة الجمارك ، وبالتالي غير مباح لمراقبي الأسعار التابعين للسلطة التنفيذية المحلية ويرأسها الباشا ، أو الإقليمية تحت مسؤولية العامل (المحافظ) .

الآف القصص دُوِّنت في مذكرة تلك المنطقة انطلاقا من باب سبتة لغاية عاصمة المملكة “الرباط” لا زال البعض من اصحابها على قيد الحياة ، شخصيا تعرفت عليهم حفاة يتنقلون محمَّلين بأثقال لا تُطاق يركضون بها بين منحدرات ومنعرجات تربط سبتة بالفنيدق تنأى عن عيون الجمارك خاصة، وقد تحوَّلوا لأصحاب أملاك عقارية في تطوان وطنجة وأرصدة بنكية تضعهم قي مكانة الأعيان المهمين ، وتيك أقدار تمنح لمن تشاء ما تشاء لحكمة تنأى عن تفسير المنطق البشري المتعود أصلاً على خطوط قويمة مستقيمة تقطعها اجتهادا طبيعيا ممزوجا براحة الضمير وسلاسة استيعاب دروس العلم وصولا لتحمُّل المسؤولية المستحقة بالثوابت المسايرة لطموح مشروع تقوده ارادة قوية نقية .

الآن “سبتة” وحيدة منعزلة تذرف عيون مواطنيها الإسبان بدل الدموع دم الندم ، وقد قارنت بين الأمس واليوم ، حيث البوم عشَّش على طول وعرض ذاك الممر السيّئ السمعة وعمَّر الصمت أركانه المصبوغة بأنين ألم عشرات الضحايا من أبناء المغرب المغلوبين على أمرهم كانوا في تلك المرحلة البئيسة ، ولمَّا انتابها اليأس من مراجعة المغرب قراره بفتح الممر من جهته ، التجأت لأفعال وتصرفات لا يكن وضعها إلا في خانة ضعاف العقل ، فما كانت محاولتها جر عداء الاتحاد الأوربي صوب المغرب إلا دليلا عن إغفال ما يجمع الاتحاد بالمملكة المغربية من أواصر الاحترام المتبادل والتعاون المثمر في مجالات ذات الاهتمام المشترك وقد علم مسئولو تلك المدينة المغربية المحتلة بمنح بنك الاستثمار الأوربي مؤخراً مساعدة مالية تُقدر (في دفعتها الأولى) ب 100مليون أورو توضع رهن اشارة تجهيز وزارة الصحة المغربية بما تحتاج من معدات طبية لمواجهة وباء كيوبيد – 19 . (وللمقال صلة)

*الصورة: مصطفى منيغ في المدينة المغربية المحتلة “سبتة”

*كاتب المقال

سفير السلام العالمي

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي في سيدني-استراليا

” أنخابُ دمي “.. قصيدة للشاعرة أ.د. أحلام الحسن

في تيهٍ باتَ كما المجنونْ
فلذي الوجهينِ كلامُ لحونْ

وجهٌ أشرٌ وبهِ يبغي
وبآخرَ يبدو فيهِ سكونْ

مثلُ الثُعبانِ بهِ لزجٌ
في جُحرٍ مخفيّ ٍ مدفونْ

من لحنِ القولِ سنعرفُهُ
سُمٌّ محمومٌ كالكربونْ

بلسانٍ لم يذكر عدلًا
مقلوبُ العقلِ كما المسجونْ

فيُصيغُ الدّينَ على عبثٍ
وكأنّ الدّينَ لهُ أفيونْ

عشقَ البُهتانَ وأيّدَهُ
بكلامٍ لا يبدو موزونْ

تَبعَ التّحريفَ على عجلٍ
ويُصفّقُ للسانٍ ملسونْ

لا عقلٌ فيه ولا تقوى
لسجاحٍ يركضُ كالمخبونْ

كعُبيدٍ قادتُهُ أُمٌّ
ينقادُ بطوعٍ دون ظنونْ

هدمَ الميثاقَ بأكملِهِ
والحقَّ يُصادرُهُ ويَهُونْ

وشتاتُ الفكرِ يُداهِمُهُ
مامن ودّ ٍ باقٍ مضمونْ

فالجُرحُ القاسي يَنكُثُهُ
لم يُبقِ ودادًا فيهِ حصونْ

ولحُبّ ِ الجورِ لهُ أُذنٌ
سمّاعٌ للكذبِ المشحونْ

ميزانٌ في يدِهِ رجحت
كفُّ التّطفيفِ على الموزونْ.

كذبٌ ورياءٌ صدّقَهُ
تحتَ الأنقاضِ هوَ المدفونْ

قد باعَ العدلَ وكوكبَهُ
والقلبَ المذبوحَ المحزونْ

من أجلِ ضمائرَ من عدمٍ
لم ترعَ اللهَ وما سيكون

وأكلتم ميتًا من لحمي
أشبعتم أفواهًا وبطونْ

وطعنتم طعنًا في حرفي
ورميتم عرضًا لي مصيونْ

وتبادلتم أنخابَ دمي
نخبًا نخبًا وبكلّ جنونْ

لادخلَ لقدسٍ في قولي
تلفيقًا منها كالطّاعونْ

فتمادت فيهِ على شعري
فلتأتي باثباتٍ مقرونْ

ولقتلٍ لي أمرتْ طخًّا
وكأنّي من صهيونَ أكون!

من غيرةِ حرفٍ داهمني
منها ومرارًا بعضُ طعونْ

ولإسمي تسعى جاهدةً
تحطيمًا والباقي مخزون !

ماخافت ربًّا خالقها
وكأنّ بها جنٌّ مسكونْ

مسعورةُ فكرٍ من هوسٍ
وكأنّ العقلَ بهِ معجونْ

نسبًا لي فيهِ لقد طعنتْ
شرفُ الأنسابِ لهُ مكنونْ

لم تتركْ طعنًا لا رميًا
بلسانٍ مسمومٍ معفونْ

فاليومَ رفعتُ يدي أشكو
ولمن ماضاعَ لديهِ شَجونْ

بكتابِ اللهِ ومعتمدي
ألرّامي والرّاضي ملعونْ

فسجاحٌ قد جمعت قومًا
للنّارِ ستجعلهم يردونْ

مامن مكرٍ يأتي ظُلمًا
إلاّ وأُحيقَ بهِ مرهونْ

أحلامُ ومن نورٍ بزغت
بدرًا ستظلُّ بلا عرجونْ

أحمد ذيبان يكتب عن : مـــــقتل الحــــــــسين أبا عبدالله في واقعة الطــــــــف( انــــــــتصار الــــــــدم على الـــــــسيف )

قبل ان اكتب منشوري أحب أن أقول انه يؤسفني انني وفي كل عام عندما أكتب عن مقتل الحسين عليه السلام يدخل علي أصدقاء على الخاص وخصوصا من الدول العربية يسألونني
اســــــــــــتاذ هل أنت شـــــــــــيعي !!!؟؟؟
بصراحة أنا أستغرب لهذا السؤال الذي يحزنني بنفس الوقت فأقول أن ما حدث في واقعة الطف هو شئ تاريخي وحدث تاريخي عظيم وجريمة كبرى وهي ليس ابتكار شيعي !!! وهي ليست قصة ألف ليلة وليلة !!!
هي حدث عظيم اهتزت له السماء واحمر لونها لبشاعة ما حصل فيها لأكبر جريمة في التاريخ وهي اكثر مما ان تذكر في الكلمات
لذا يجب ان نذكرها بكل ما اوهبنا الله من علم وثقافة وارادة وحب للحسين وآل البيت عليهم السلام ونحن محاسبين على العلم والثقافة اذا لم نعطيها حقها التوجيهي والتاريخي وأدراك الحق وأحقاقه لرد الظالمين المتقاعسين عديمي الأيمان وعديمي الانسانية
لذا كل ماحل بنا كعرب ومسلمين نتيجة هذه التفرقة وقلة الوعي والثقافة والدين وللأسف الشديد !!
لذا اكتب من داخل قلبي وروحي وبكل ارادة وبكل ايمان وبكل عشق حسيني عن واقعة الطف العظيمة التي هي عبارة عن انتصار الدم على السيف وهي مدرسة الجهاد والتحدي
ومهما كتبنا عنها لا نعطي حقها من الجهاد والكرامة والايمان والصبر والتضحية لأجل استمرار هذا الدين
إن كان دينُ محمّدٍ لم يستقم إلّا بقتلي، فيا سيوف خذيني
لذا واجبنا الديني الايماني الرباني والانساني وواجبنا العلمي الثقافي الديني يتحتم علي ان أكتب وأكتب و أكتب عن هذه المناسبة والى يوم أربعينية الحسين علية السلام ولا يهمني من يمتلك قلب كالصخر وعقل كالبهائم
ان واقعة الطف حدثت فيها أكبر جريمة على وجه الأرض منذ وقوع أول جريمة على الأرض وهي مقتل قابيل لأخية هابيل اولاد آدم عليه السلام والى الأن
رغم أن في العراق يحدث في كل يوم واقعة طف بسبب التفجيرات الارهابية والاغتيالات على المواطنين الأمنيين جراء أجرام التكفيريين الدمويين
ولكن رغم هذا هناك فرق كبير وشاسع بين كل عملية قتل حدثت في الأرض وبين مقتل الحسين أبا عبدالله وذلك لعدة أسباب منها
أن الحسين عليه السلام واولاده وزوجته وأطفاله ومن معه هم أحفاد الرسول الكريم محمد صل الله عليه وآلة وسلم وليسوا بشر عاديين والتجاوز عليهم هو تجاوز على الرسول الكريم محمد صل الله علية وآلة وسلم
ولكن القتلة المجرمين بقيادة يزيد بن معاوية الذي ارسل القتلة المجرمين وهم شمر بن ذي الجوشن وعبيد الله بن زياد ومن معهم تجرأوا على قتل آل البيت في واقعة الطف وبطريقة وحشية اجرامية وقطعت فيها الرؤوس ومن ضمنها رأس الحسين أبا عبدالله ونقل رأس الحسين أبا عبدالله الى يزيد بن معاوية في الشام ليرى ويتأكد بنفسة من مقتل الحسين عليه السلام ترى اي اجرام هذا !!!؟؟؟ وكذلك سبي نسائهم وأطفالهم الى الشام
فأرادوا بقتل الحسين ان يمحون أسمة وسلطته ولكنهم قدموا أكبر هدية السماء له لأنهم خلدوه وخلدوا أسمة وعلى مدى التاريخ وسيبقى أسمة منارا يشع بالجهاد والتضحية والنضال والشجاعة والكرامة مادامت الدنيا دنيا والى يوم القيامة
وكذلك بمقتلة صار اسما ومنارا للشهداء بل هو سيد الشهداء وأنتصر الدم على السيف لأن الدم الذي نزف في تلك المعركة لم يثنيهم ووقفت السيوف متعجبة ومتحيرة وفزعة لأرادت وقوة وصلابة وشجاعة وايمان وعقيدة أهل البيت الكرام !!!
وأن من تجرأ على قتلة لهم الخزي والعار وغضب الجبار مادامت الدنيا دنيا ويوم القيامة يكونون في الدرك الأسفل من النار مخلدين في نار جهنم وبئس المصير ولم تنفعهم دناءة الكراسي وسلطة الكراسي التي ذلتهم وأين هم الأن هل خلدوا السلطة والكراسي !!!؟؟؟
لقد ماتوا وتركوها وخلدوا لأنفسهم الخزي والعار واللعنة الى يوم الدين ويوم القيامة العذاب الاليم والى جهنم وبئس المصير
فأعلموا ان من قتل أنسان عادي لا يشم رائحة الجنة فكيف بمن قتل الحسين علية السلام وآل البيت عليهم السلام !!!؟؟؟
الكلمات والتعابير حقيقة عاجزه عن وصف ما حصل من اجرام في واقعة الطف كذلك عاجزة عن وصف البطولات والتضحيات التي حصلت بهذه الواقعة وان الله سبحانه وتعالى قادر على انقاذ آل البيت في هذه الواقعة ولكن هكذا ارادها الله سبحانه وتعالى ليكتب لهم الدرجات العلى في الدنيا والآخرة وليحظوا بشرف لم يناله أي انسان منذ ابونا آدم علية السلام والى يوم القيامة
وكذلك ليجعل اللعنة والعار لقاتليه مادامت الدنيا دنيا والى يوم القيامة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
لذا يجب علينا جميعا كمسلمين وليس فقط الشيعة بل على كل الانسانية جميعا ان تحزن لهذه الواقعة العظيمة المؤلمة وان تأخذ الدروس والعبر منها
وهل غاندي الهندي افضل منا عندما مجد وذكر مقتل الحسين ابا عبدالله بأشمل وأكبر التعابير التي تعبر عن البطولة والشجاعة والتضحية والفداء
ولنكن على قدر المسؤولية الايمانية الربانية والمسؤولية العلمية الثقافية الدينية والأخلاقية لذكر هذه الواقعة العظيمة والسير على نهج وطريق الحسين وليس فقط مجرد مواكب وابتهالات حسينية وليس مجرد دموع ولطميات للحب والعشق الحسيني اذا ما قورن بالعمل الصالح والاستقامة وغير ذلك يكون غش وخداع ورياء واذا فقدنا تلك الصفات الحسنة يكون العمل والعشق الحسيني مجرد طقوس فارغة وهواء في شبك