3 أيام ونقول : وداعا للصيف

كشفت هيئة الأرصاد الجوية عن تفاصيل حالة طقس آخر 3 أيام في الصيف، والتي تبدأ من الغد الأحد وحتى الثلاثاء القادم، حيث يبدأ فصل الخريف يوم 23 سبتمبر الجاري والذي يوافق الأربعاء القادم.

ووفق بيان الأرصاد فسوف يكون طقس الأحد لطيف على الوجه البحري والقاهرة والسواحل الشمالية وشمال الصعيد ويكون معتدل على جنوب سيناء وجنوب الصعيد، وتسجل الحرارة 35 درجة بالقاهرة والوجه البحري وترتفع إلى 44 على جنوب الصعيد، وأمطار خفيفة ومتوسطة على بعض المناطق

وزير التعليم..السناتر ستٌغلق بأمر القانون والدروس الخصوصية بيد أولياء الأمور

صرح وزير التعليم الدكتور شوقي بعدة تصريحات هامة حول الدروس الخصوصية والعام الدراسي الجديد، وذلك خلال مداخلة هاتفية له عبر قناة القاهرة والناس الفضائية وبرنامج “المصري أفندي

وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي ، أنه ووفق القانون سيتم إغلاق السناتر التعليمية لأجل غير مسمى، مضيفاً أن التحايل من بعض المدرسين هو السبب في استمرارها حتى الآن.

وأوضع وزير التعليم أن السبب أيضاً في استمرار الدروس الخصوصية هم أولياء الأمور، لأنهم هم الذين يقومون بدعوة المدرس للحضور إلى البيت، مشيراً إلى أنه حال حدوث ذلك فلا يتقدم أحد بشكاوى حول هذا الأمر.

كما وجه وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي رسالة إلى أولياء الأمور، بعدم إرسال أبنائهم للسناتر والدورس الخصوصية، حفاظاً على العملية التعليمية وعدم إهدار أموالهم والقضاء على أباطرة الدروس وحفاظاً على صحة أبنائهم في ظل انتشار كورونا.

المصدر: وسائل العام مصرية

اهم 7 قرارات لمجلس الوزراء المصرى اليوم

وفقا لقرارات اجتماع اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس “كورونا” المستجد، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الأسبوع الماضى، فهناك عده قرارات يبدأ تطبيقها من غد الإثنين.
وتضمنت أبرز القرارات..
-استئناف إقامة الأفراح بالأماكن المكشوفة بالمنشآت السياحية والفندقية الحاصلة على شهادة السلامة الصحية بحد أقصى 300 فرد
-عقد صلوات الجنازة في المساجد التي لها ساحات فضاء مكشوفة في غير أوقات الصلوات اليومية
-تنظيم المعارض الثقافية في أماكن مفتوحة بنسبة حضور لا تتعدى 50%
-السماح بإقامة الاجتماعات والمؤتمرات بنسبة حضور 50 % وبحد أقصى 150 فردا
-عودة تدريبات الدرجة الثانية لكرة القدم
 -استخدام حمامات السباحة التدريبية والترفيهية
-فتح دور الحضانات بالأندية ومراكز الشباب
المصدر: الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء المصرى

بورتريه ..رأفت سيف.. اليسارى نائب الشعب

كتب: عادل وليم
وذات يوم حين كنت فى حوالي العاشرة من عمري استوقفتني صورة رجل شاب عفيّ مهيب له صوت عميق قوي يتحدث فى مؤتمر الاتحاد الاشتراكي
ويتحدث عن الحريات فيما أذكر فى حضور الزعيم (جمال عبد الناصر)
وتعرض للمقاطعات لم أفهم الأمر وقتها ولكن علق بذهني جسارة المتحدث وافتخرت بأنه من الدقهلية محافظتي
احتفظت بهذه الصورة فى خيالي ولم أتصور يومًا أن صداقة ورفاقية عميقتين ستقوم بيننا ولم يمر وقت طويل حتى دخلنا فى أنشطة الأحزاب المفروض عليها السرية والمحجوب عنها الشرعية
وسرعان ما وجدنا أنفسنا أمام حقيقة نشأة حزب يساري علني هو (حزب التجمع)
وهو ما كان فرصة وتحديًا فى آن واحد
وقرر الحزب الذي أنتمي إليه ألا أنتمي بشخصي للحزب العلني بل وطًلِب مني صراحة ألا أتردد عليه
وكان هذا من باب تقسيم الأدوار المتفق عليه ولكن بالطبع كسرنا هذا عمليًا وطبيعيًا بالحضور المنتظم فى( أنشطة التجمع) الجماهيرية
فى البداية ذهبت مع القائد اليساري الاستثنائي المرحوم الدكتور( سالم سلام) أستاذ الأطفال فى طب المنيا فيما بعد وآخرين إلى مقر الاتحاد الاشتراكي
بدافع الفضول لرؤية الجزء المخصص لمنبر اليسار فيه ففوجئت بذلك الشخص الذي علق بذاكرتي منذ الطفولةوسألته فرد بالإيجاب أنه هووكان ينظر إلينا بشغف ويبتسم لأسلوبنا وللمعارف التي نمتلكها رغم صغر سننا وحداثة تجاربنا
رأيت منذ اليوم الأول كوكبة غير عادية من المناضلين الذين توهّج بهم منبر اليسار فى الدقهلية، والذين عرفت أسماءهم فيما بعد وصاروا جميعًا أقرب الأصدقاء على الإطلاق لا أستطيع أن أعدد كل الأسماء..
فيكفى أن تعرف أن منبر اليسار فى الدقهلية كان يضم إلى جانب (رأفت سيف) شخصيات بقامة
(عبد الغفار شكر) (الشيخ مصطفى عاصي) الزعيم المفوه (محمد طه) الزعيم الفلاحي (الشيخ عراقي) المناضل العمالي (عطية الصيرفي) (محمود فودة) أيقونة دكرنس القائد المحبوب( أحمد فتيح) الذي اختطفه الموت مبكرًا، (رشدي عبد الباري) ناظر مدرسة الملك الكامل والكادر الحدتاوي العتيدأبناء سندوب رفاق الشهيد( أحمد حجين مثل( فايز عقل) (والمتولي شهيب) (ومحمد الضهيري) النائب البرلماني (وإبراهيم وردة) طبيب الشعب الدكتور( سيد أبو العينين) ( عادل عبد الباقي) المدرس والفنان، (رفعت عبد اللطيف) أستاذ الكمياء ، المصرفى الكبير( محمد حال) (صلاح جناح) التاجر بسوق السمك (حامد زعبل) الشيوعي القديم صاحب ورشة النجارة.. وقائمة طويلة جدًا من المناضلين العضويين المعروفين جيدًا فى مواقعهم
وإلى جانب التفاعل مع التجمع من خارجه كان لنا أيضًا أنشطتنا الحزبية الخاصة بناوكنا لا نتدخل فى قرارات التجمع وسياساته ولم نفكر يومًا فى وقوع منافسة بين الحزبين إذ كنا نعتبر كل إنجاز للتجمع هو إنجاز خاص بنا، وإخفاقاته أيضًا تعود علينا.
اتسع نشاط الحزبين السري والعلني، واندمجا وتنافرا معًا فى العضوية والمعارك الانتخابية وتوزيع المنشورات والحوارات فى الندوات والمؤتمرات
كانت هذه فترة انتقالية خطيرة فى تاريخ مصر من انفتاح طفيلي وكامب ديفيد واستفحال الدولة البوليسية وتصاعد التيار الفاشي
أزعم أن شخصي المتواضع هو من اقترح على قادة التجمع فى الدقهلية عقد ندوة أسبوعية باسم ندوة الأربعاء استلهمتها من حديث الأربعاء( لطه حسين)وبالفعل انتظمت هذه الندوة لتكون مدرسة حقيقية لنشر الفكر، وتعميق الجدل السياسي الفارز، والتقارب الرفاقي المطرد.. وكان كبار المثقفين الوطنيين يحبون الحضور إلى المنصورة فقد اشتهرت ندوة الأربعاء بارتفاع مستوى مناقشاتها.. حتى أن مفكرًا موسوعيًا بقامة( محمد سيد أحمد) جاء ليتحدث عن علم المستقبل ففوجئ بثقافة الحاضرين وعمق المناقشة معه، وأثناء عودته للقاهرة أبدى لصديق دهشته البالغة من هذا المنجم من المثقفين الثوريين فى مدينة نائمة على ذراع نيل الدلتا..
كان حضور الندوات كثيفًا أيضًاوتكونت فى أوارها الهادئ جماعة من الكوادر السياسية الشابة بمختلف ألوانها ومن كل الاتجاهات.. فإلى جانب الكوادر اليسارية، كانت الندوات فرصة لحضور وتفاعل شباب وقتها من أمثال (عبد الحليم قنديل) وحتى (أيمن نور) الوفدي..
أما المايسترو الحقيقي والمباشر فى كل هذه العملية، وفى قيادة سفينة التجمع بكافة تناقضاتها الطبيعية، فكان( رأفت سيف)، الذي كان يدير النقاشات بين المتنافرين فى برج بابل هذا بروح ديمقراطية أصيلةفضلاً عن (قوته الكاريزمية) التي تحول دون أي شطط.
كان( رأفت سيف) واسع الثقافة، كما كان ملمًا بأدق الأوضاع المحلية فى المحافظة، وبالطبع فى قريته منية سمنود/ مركز أجا/ دقهلية.. وكنت أتعلم منه الكثير فى الممارسة وكم كان رفيقًا فى تصويب أخطائنا ولا تمر أي أزمة إلا وتنتهي باعترافنا بصحة موقفه كما كان يستمع إلينا باهتمام حقيقي ليس كأب أو كقيادة أعلى إنما كرفيق حقيقي فهذا الرجل مذهل فى تواضعه رغم أنه يمتلك كافة عناصر “الخيلاء” التي يتوق إليها كثيرون، من مهابة المظهر وعمق الفكر والجسارة وحب الجماهير له وشرفه وشفافيته..
الرفيق( رأفت سيف )كان حلو المعشر، تحب أن تجلس إليه، لمجرد الجلوس معه فهو عنوان الأفكار النيرة واللطف والتهذيب مع الصراحة الكاملة والتعاطف الإنساني مع الجميع..
بمرور السنوات تعمقت علاقتناورغم فارق السن بيننا والمسافة الشاسعة بين خبراتنا ومؤهلاتنا أصبحنا صديقين حميمين
والأمر ذاته كان مع آخرين أقراني مثل الدكتور عبد العزيز عبد الحق والدكتور أحمد حاتم.. وفى الحقيقة أنه كان يتعجب لقدراتنا الخاصة جدًا على المرح والنكات والقفشات رغم ما رأى فى هذه المجموعة الشابة من ثقافة ومعارف ومواقف جادة كان يضحك معنا حتى تدمع عيناه وكان يحكي لنا أدق خصائص نفسه مثلما نحكي وفى الواقع تماهينا تمامًا..
كنت أسير مع( رأفت سيف) فى شوارع المنصورة فلا يكف الناس عن السلام عليه وإيقافه أما حينما كنت أسير معه فى أجا (دائرته الانتخابية) فكنت أشعر أنني أسير مع (زعيم بحجم الوطن) حتى وهو ليس عضوًا بالبرلمان كانوا يحمّلونه بالشكاوى والطلبات وهو يستجيب بدأب ويعيد لهم الكثير من حقوقهم فرغم كونه على رأس المعارضة بالدقهلية كان المسؤولون التنفيذيون يقيمون له ألف حساب..
خاض رأفت الانتخابات كثيرًا.. ففى الاتحاد الاشتراكي رشح نفسه للجنة المركزيةلكن القيادة السياسية استبعدته (كان مؤتمر الاتحاد الاشتراكي ينتخب ضعف أعضاء اللجنة لتنتقي القيادة نصف الناجحين)كما رشح نفسه فى انتخابات مجلس الشعب
لكن الجلاد( زكي بدر) (كمدير أمن الدقهلية ثم مدير مصلحة الأمن العام ثم وزير الداخلية) كان يترصده شخصيًا وآخرين فى الدقهلية.. فقد كان يشرف شخصيًا على تزوير الانتخابات ويتواجد بشخصه لتهديد مواطني أجا إن انتخبوا رأفت بل هدد ضباط الشرطة أنفسهم علنًا بأنه (سيعلقهم) إن نجح ( رأفت سيف)
أما أهل رأفت والمتحمسون له فقد تعرضوا لمضايقات لا تحصى
وأذكر أنه فى المرة التي نجح فيها رأفت رأيت فلاحين يبكون نعم يبكون ويقولون له (انجح بقى يا أخي) .
مر الزمن وقلت فرص اللقاء مع رأفت وحينما رأيته مريضًا جزعت ولعنت المرض الذي يغتال بالتدريج كائنًا وكيانًا هائلاً ومنيرًا كرأفت وبعد ذلك كانت رؤيته على هذا الحال أشق على النفس حتى من عدم اللقاء
فى الختام أقول إن الحياة سائرة رغمًا عن رغباتنا ووفق قوانينها الخاصة لكني أتساءل هل ستظل مصر تنجب أشخاصًا استثنائيين كرأفت وغيره.. أتمنى لقد تكوّن هؤلاء فى آتون نضال هائل استمر لعقود وفى أحوال متناقضة ومتقلبةوضحوا بكل ما يستطيعون من أجل عزيزتهم مصروحبًا فى الشعب المصري المظلوم الصبور
وداعًا يارفيقي وصديقي وأخي الأكبر وقادم إليك عما قريب (مصطفى الجمال) وقد توفي (رافت سيف) في عام2018سلاما لروحه

بورتريه ..المناضل الصلب محمود فوده..نصير الفلاحين

كتب : عادل وليم
ولدعام 1939المناضل الصلب ابن دِكِرْنِس طاقة النور الدافئة التي كانت تملؤني بالراحة والتفاؤل كلما التقيته بشقته البسيطة في المساكن الشعبية بمدينة دِكِرْنِس إحدى مدن محافظة الدقهلية. وهو ما أهاج في نفسي ذكرى يوم لقائنا الأول.
وكان عهد السادات يقذف إلينا كل يوم بالجديد من القبائح والخيانات والمخاطر
ثم كانت الطلقة القوية التي أطلقها ميشيل كامل في أول مايو 1975 بالإعلان عن إنشاء (الحزب الشيوعي المصري) فيما اعتُبِر أول كسر لجدار حظر الأحزاب منذ 1953
وهو ما دفع السادات بعد هذا بعام ضمن أسباب أخرى إلى السماح بتشكيل ثلاثة منابر داخل الاتحاد الاشتراكي ومنها منبر لليسار. وكان من بين أهدافه في ذلك إخراج النشاط اليساري السري إلى العلن
حيث كانت منظمة في مجموعتين إحداهما للعمل الداخلي تهتم أساسًا بالبناء التنظيمي للحزب والأخرى هي “المجموعة الديمقراطية” التي تضم قادة جماهيريين مثل( رأفت سيف /وعطية الصيرفي/ والشيخ عراقي/ ومحمود فودة/ وفايز عقل /والمتولي شهيب/ وعادل عبد الباقي/) وأحمد حسني (العامل بالسكة الحديد) وإبراهيم وردة/ومعهم عدد كبير من القيادات الطبيعية والعضوية في أماكنها إلى جانب هالة واسعة جدًا من المناضلين المتعاطفين مع الحزب ناهيك عن الرفيق
(عبد الغفار شكر) وهو مؤسسة متكاملة لوحده
جاء الرفاق على دفعات كل دفعة اثنان أو ثلاثة،وجاء (سالم سلام أخيرًا ومعه زكي مراد وفاروق ناصف)
كانت هذه هي اللحظة التاريخية لحسم قضايا استراتيجية كبرى لعل من أهمها تحديد كنه العلاقة بين الحزب وبين منبر اليسار (حزب التجمع فيما بعد) وإحقاقًا للحق لم يقبل أحد من الأعضاء (نظريًا على الأقل) أن يكون المنبر بديلاً عن الحزب وأجمع الكل على ضرورة اتخاذ موقف إيجابي
وتفتحت في نفسي مسام الأمل كنت أتساءل لحظتها عن نجاح اللقاء بين هذا الجيل من (الفطاحل) الذين يكبروننا سنًا وجماهيرية وبين جيل السبعينيات البازغ الذي مثله في الاجتماع (سالم سلام) وأنا وعبد العزيز عبد الحق (مدير بنك الدم في الدقهلية فيما بعد) ومعنا صفوف طويلة من الشباب اليساري الجدد في الحزب مثل( نصر حلقة ومحسن شبانة ومحمد عبد الحميد وسعد الحنفي وناجي المشد ومحمد حنفي وجمال عبد الباقي وعلاء سلامة وأحمد حاتم ومحمد الزيني وأشرف تاج وسمير الأمير) وعلى مستوى الصورةكنت أتأمل الوجوه أمامي دون انصراف عن المتابعة الدقيقة للنقاش لأتمعن في ذلك التناقض الصوري بين لوني (زكي مراد النوبي) والجالس بجانبه عرفت فيما بعد من خلال ندوة بحزب التجمع أن اسمه ( محمود فودة )
كان الفقيد (محمود فودة) مضيء الوجه لطيف الملامح وفي عينيه ابتسامة نبيلة مقيمة باختصار كان وجهًا طيبًا بمعنى الكلمة وعندما يتحدث كان لا يطيل، وتعبيراته دائمًا دقيقة وفي الصميم، وتكشف نبرات صوته عن عمق وتحكم بارع في النفس..
فيما بعد توطدت علاقتنا حيث كان هو مسئول قسم دكرنس
وتعرفت من خلاله على كوكبة رائعة من المناضلين العضويين مثل الشيخ (محمد رزق) الخطيب الثوري المفوَّه، والمثقف الراقي
( عبد العظيم الطريفي) (وكيل وزارة المالية ) والعامل رجب حما والشاعر (هشام قشطة) وآخرين كثيرين لا تسعفني الذاكرة بأسمائهم فقد كان( مركز دكرنس) عامرًا بالمثقفين والعمال والفلاحين أيضًا المناضلين، مع تواصل حميم بين الأجيال والفئات والتيارات.
أما (محمود فوده) فقد كان القائد الجماهيري المعشوق لأهالي بندر دكرنس وكم كنت أخشى السير معه في شوارع مدينته
حتى لا أثير الشبهات الأمنية حول علاقتنا التنظيمية السرية فقد كنا نقطع المائة متر فيما لا يقل عن ساعة بسبب كثرة السلامات والمناقشات كنت بسبب هذا لا أذهب من المنصورة إلى دكرنس مباشرة، وأقوم بعمل مناورات حركية واسعة قبل الذهاب، حتى أصل إلى بابه ويرحب بي ابنه ياسر ذو الوجه الآسر والأدب الجم.
كان( محمود فودة) واسع الثقافة، وعميق التحليل، دون تعالٍ أو غرام بالاقتباسات، وإلى جانب نضاله الديمقراطي العام تخصص أكثر في الدفاع عن قضايا الفلاحين، واكتسب ثقة الكثيرين منهم في طرحه وفي شخصه. وكان إلى جواره في هذا النضال الفلاحي العضوي “الزعيم(” محمد طه) الذي اختطفه الموت مبكرًا.
كان بإمكان( محمود فودة) ودون أي تعب أن يصبح من نجوم السياسة المصرية الرسمية بتقديم بعض التنازلات لنظامي السادات ومبارك. لكنه قبض على الجمر وتمسك بنبل الموقف الثوري( وتعرض لكل المضايقات) من حبس وضيق في الرزق، لكنه كان يسبح في بحر من المحبين والمؤمنين به، وكان في هذا ما يكفيه ويسعد روحه الشعبية الأصيلة.
هاهو( محمود فودة) قد ولج طريق الرحيل.. وتلح عليّ في هذه الواقعة الحزينة فكرة التواصل بين “أجيال” اليسار.. فقد كان هذا الرفيق الأكبر سنًا على أتم الاستعداد لقبول “التوجيهات” المنقولة إليه عن طريق رفيقه الشاب، بل كان القديم يساعد الجديد في تطوير نفسه وثقافته وأساليب عمله..
إن مناضلاً صلبًا وصادقًا مثل( محمود فودة) لا يجود به الزمان كثيرًا.. وفي كل جيل، وفي كل مكان، يمكن أن ينبت( محمود فودة) جديد. فلنساعد جميعًا في توفير المناخ الصحي الذي يسمح لهذا النبات أن يبزغ.
أما أنت يا صاحبي ورفيقي ومعلمي.. فلا أملك التفوه بكلمة الوداع، لأنك حاضر دائمًا في روحي منذ لقائنا الأول قبل أكثر من أربعين عامًا مصطفى الجمال وقد رحل الصديق والمعلم في عام 2016 عن عمر 76عاما سلاما لروحه