الحلقة الأخيرة..حطام انسان..الرواية النفسية ..بقلم الدكتور صلاح هارون


دنيا: من مزقك هكذا
أدم: يا دنيا كل بنى البشر ممزقون ولا يغرنك سلامة اجسامهم
فكم منهم يلبس ثياب اهل الارض ويشعر بأنه عارى
ومنهم الظالم الذى ظن انه قدر على المظلوم وهو لا يدرى انه ممزق وضعيف وهش
يا دنيا…. القصة كلها فى كلمة … الاختبار … هى الدنيا … ومن رحمة الله جعل الطفولة استكشاف لا حساب عليها وبعد البلوغ يبدأ الاختبار
دنيا: نعم فقد ظلمنى الناس واجبرونى على الزواج بظالم لمجرد اننى اعجبته وقد كانت ايامى صعبة …
يا أدم … قبل سنوات كنت احب صالحا شاب فقير تقى وفعلا تم تحديد موعد الزفاف بعد معاناة وكان الظالم الجهول يتبع خطواتى وعلم بموعد زفافى ..ثم خرجنا انا وصالح فى رحلة بعد زواجنا بيوم ولكن حدثت الفاجعة …. مات صالح ومعه فارقت الحياة ..فى سيارة مستأجرة لفقر حالنا قررنا الخروج ولكن حدثت حادثة مفجعة لنا ومات وما افقت الا وانا فى المستشفى !!!!!!!! فقلت : اين انا
قالوا … صالح زوجك مات
قلت : مات من كان لى درعا يحمينى من غدر الناس
مات من اذا شبعت شبع
مات من اذا تألمت تألم
مات من اذا ابتعد عنى اخذ روحى معه
واذا عاد وكأنى ولدت من جديد
مات من اذا رأته عينى رأيت الامن معه
مات عمرى الذى كنت التمس منه الحياة
مات الصلاح نفسه فمن يصلح قلبى المنفطر عليه
مات الحنان الذى كان يواسينى حين ظلم الاهل لى
مات من كان يقول عند الحزن هانت
مات من كان يحمد ربه عند السراء والضراء
مات من كان السماح قلبه
والامل عقله
والامن نفسه
والسكينة حالته
مات حبيبى وعمرى ومن كنت استظل بظله عند حرارة غضب الناس
ومن كان دواءا عند الداء
مات من وهبه الله لى فحمدته
والأن
هو عند ربه الذى وهبه كل هذه النعم
… وخرجت من المستشفى وبعد شهور قام الظالم بطردى وعائلتى من بيتى ولكنى رضخت لظلمه وتزوجته ..ومع مرور الايام
ضرب
قهر
وظلم
وحرق
وفى ليلة من الليالى قام بتعذيبى فصليت ركعتين وقلت
اللهم ان هذا الرجل قد اظهر قدرته على فأرنى قدرتك فيه
وفى الصباح ركب سيارته ..وبعد ساعات سمعت اصواتا عجيبة وعلمت انه مات فى سيارته وهو مخمور مع امرأة وقد قتلهم تكييف السيارة فى ارض مترامية الاطراف غلبهم النوم فخرجت ارواحهم ولم تعد ..فحمدت الله كثيرا … واستمرت الحياة ولكن جاء الظلم الاكبر من اعمامى لابى الفقير المسكين بسبب قطعة ارض فقاموا وحرقوا بيتنا بسبب الطين وكانت ليلة حزينة حاولت ان امنع عن اهلى الحرق والدمار واخواتى ولكن جاء قدر الله بوفاتهم جميعا … بسبب الطين والمال ..فقررت الهروب للصحراء فوجدتك
أدم: الظالم رسب فى الامتحان وانت قد نجحت يا دنيا لا تفزعى
وها انت الآن معى وقصتك تشبه قصتى قصة ظالم قد طغى وقصة مظلوم قد تمزق الآن
قصتك وقصتى هى قصة الانسان
الانسان
فى
امتحان
اللجنة: الدنيا
المنهج: الاحداث والظروف والاقدار
النتيجة : اختر اما الصبر او اليأس
الرضا ام الاعتراض
الحق ام الباطل
الجور ام العدل
الايمان ام الكفر
الاسلام او الشرك
التسامح ام الانتقام
الحب ام الكراهية
الغرور ام التواضع
قول الحق ام قول الزور
هذه هى الدنيا يا دنيا فمن اختار الخير والحق والايمان فقد نجا وفاز ومن اختار الظلم والقهر والشرك والكفر فقد خسر
اما المراقبون: رقيب وعتيد والارض والسماء والشجر والحجر وسمعك وبصرك وجلدك
زمن الاختبار : من الميلاد حتى الوفاة
النتيجة بيد من لا يغفل ولا ينام والذى لا يظلم احدا
وقصتى كقصتك تماما والفرق انى لا احب الايذاء ولا الدعاء على من ظلمنى فقد تركت امرهم الى الله الواحد القهار فقررت ان اكون هكذا جزء هنا
وجزء هناك
قلب بكى من مرارة الظلم
وقدم سعت للخير فقطعوها
ويد تمد العون للغير فمزقوها
وكبد يئن من الالم على احوال المظلومين فاستأصلوه
ولكن…. انتظر عدل الله فيهم وعفوه عنى يوم لا ينفع مال ولا بنون
دنيا: اريد ان اتزوجك واقضى بقية عمرى معك
ادم: انا ممزق
دنيا: قم وانهض ولا يأس مع الحياة
ادم: لا لن اظلمك معى اذهبى وعودى والله يقدر لك الخير
دنيا: هذا استسلام
ادم : نعم واعلم انك اقوى منى ولكنى مع ربى دوما هو اعلم بحالى
دنيا : طالما انك هكذا فإنى سأصنع صنيعا سيتعجب له الناس
أدم : ماذا تفعلين . لا لا لا لا لا لا تفعلى
دنيا : الآن يا أدم قد مزقت نفسى مثلك تماما !!!!! فإذا جاء احد ورآنا سيقوم بجمع اجزاءنا فلا يميز بين روحى وروحى ولا قلبى وقلبك فأصير انت وتصير أنا
النهاية ………………

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.