الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن : الكورونا تتهادى بين التشخيصِ الطبي والتحقيقِ الأمني

              

يكاد لا يكون هنالك ثمة فرق جوهري كبير بين التشخيص الطبي للمرضى بفيروس كورونا والتحقيق الأمني معهم، فإن كان الأول يقوم به أطباءٌ مختصون وممرضون مساعدون، وأخصائيون متمرسون، فإن الثاني تتولاه الشرطة الطبية والأجهزة الأمنية المولجة بمحاصرة المرض وملاحقة المصابين به وضبطهم وإحضارهم، أو عزلهم وفصلهم عن بقية أفراد المجتمع والعائلة، وهم أيضاً مؤهلون متمرسون، ومهنيون مختصون، عندهم الخبرة الكافية والتجربة الوافية، وكلاهما يقوم بدوره الاستنطاقي الاستقصائي بمهنيةٍ عاليةٍ ومسؤوليةٍ كبيرة، يتحملان فيها كامل المسؤولية عن سلامة المجتمع، وضمان صحته ومنع انتشار الفيروس فيه أو انتقاله إليهم بواسطة آخرين عائدين من سفرهم، أو وافدين إلى بلادهم، للزيارة والسياحة أو لأي سببٍ آخر.

 

فالمصابون بهذا الفيروس يخضعون في نفس الوقت لهذين الفحصين المشددين الدقيقين، اللذين لا هوادة فيهما ولا رحمة، ولا محاباة أو محسوبية، ولا مراعاةً لمشاعر أو حفظاً لألقابٍ ومناصب، ولا تهاون خوفاً من سلطةٍ أو خشيةً من بطشٍ، ولا سرية لملفات التحقيق أو نتائج التشخيص، إذ أن التهاون فيهما جريمة ونتائجه جداً وخيمة على المجتمع والدولة، ولا يبدو أن أحداً من الطرفين يستطيع أن يتحمل نتائج تقصيره في التشخيص أو التحقيق، أو تبعات إخفائه حقيقة المعاينة والتشخيص أو نتائج التحقيق والاستجواب، وقد تلجأ الشرطة الطبية إلى انتهاك السرية الخاصة للمشتبه بهم، فتطلع على هواتفهم وتتابع اتصالاتهم الشخصية، وتتأكد من الأماكن التي كانوا فيها، والمناطق التي تجولوا والتقطوا لأنفسهم فيها صوراً، في محاولةٍ منهم لحصر دائرة من احتك بهم واختلط معهم.

 

ينبغي على المصابين بالفيروس أو المشتبه بإصابتهم، التعامل مع الفريقين المختصين بمودةٍ ومحبةٍ وصدقٍ وأمانةٍ، وألا ينظروا إليهم بعدوانيةٍ وخوفٍ، إذ لا عقوبة متوقعة منهما، ولا إجراءاتٍ قاسية بحقهم من طرفهما، ولا معاملة غير لائقة يخشون منها، ولا نية سيئة مسبقة ضدهم، ولهذا يجب على المصابين بجرأةٍ وشجاعةٍ ومسؤولية، الاعتراف الكامل الصادق الشفاف، الصريح الواضح، الأمين الدقيق، بكل ما يشعرون به من عوارض، وما يلاحظونه على صحتهم من متغيراتٍ، والإدلاء بأسماء جميع من خالطوهم أو صافحوهم، ومن زاروهم واحتكوا بهم، والكشف عن جميع الأماكن التي زاروها، والبلاد التي جاؤوا منها، والجهات التي تعاملوا معها، وغير ذلك من المعلومات التي من شأنها محاصرة الفيروس ومنع انتشاره.

 

كما يجب على الذين أخلت الجهات الطبية سبيلهم، وأطلقت الأجهزة الأمنية سراحهم وفق تعهدٍ صريحٍ منهم بالحجر المنزلي الشخصي، والعزل الصحي الطوعي، التعهد بالالتزام بشروط الحجر وعدم الخروج من بيوتهم، أو الاحتكاك والتواصل المباشر مع أفراد عائلتهم وغيرهم من الأقارب والجيران، وإلا تقوم السلطات الأمنية المختصة، بالتعاون مع المؤسسات الطبية بتجهيز مقرات حجرٍ صحية خارج المدينة، أو في أماكن نائية عن التجمعات السكنية وحركة المواطنين اليومية، تتكفل تجاههم خلال فترة الحجر بتوفير كافة احتياجاتهم اليومية، لئلا يضطروا إلى مغادرة أماكنهم طوال فترة الحجر الصحي، ولعل السلطات الأمنية المتمثلة في الجيش والشرطة، هم الذين يستطيعون فرض هذه الأوامر، وإلزام المشتبه بإصابتهم بالتزام أماكنهم وعدم مغادرتها، في حين أن الجهات الطبية تعجز عن فرض توصياتها وضمان الالتزام بها.

 

كلا الفريقين يمارس مهمته بخوفٍ وقلقٍ وحيطةٍ وحذرٍ، فالأطباء والممرضون، والضباط والمحققون، يمارسون أدوارهم ويؤدون مهاماتهم وهم يشعرون بخطورة المهمة التي يقومون بها، إذ قد تنتقل العدوى إليهم، وقد يصابون بالفيروس أكثر من غيرهم، وهو ما ثبت فعلياً بعد ذلك، إذ تبين أن أعداداً غير قليلة من الأطباء والممرضين والعاملين في المستشفيات والمصحات قد أصيبوا بالمرض، بعد أن انتقل إليهم الفيروس من المصابين الذين يعالجونهم ويتابعون حالتهم، وكذا الحال بالنسبة إلى ضباط الأمن العام ورجال الشرطة الذين يحكتون بالمواطنين ويتعاملون مع المسافرين والوافدين وغيرهم.

 

لم تتوقف إجراءات الأجهزة الأمنية عند التحقيق مع المصابين والمشتبه فيهم، بل تعدت ذلك إلى إقحام الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية والشرطية في المعركة، فأعلنت حالة الطوارئ العامة، ونزل الجيش إلى الشوارع والطرقات، وحرك الدبابات والآليات، وفرض حالات منع التجوال، واستخدم الشدة والقوة في إجبار المواطنين على الاستجابة لإجراءات السلامة وقوانين الطوارئ العامة، فلا انتقال بين المدن، ولا حركة لوسائل النقل العام الخاصة والعامة، ولا فتح للمحال العامة الكبيرة كالتعاونيات والمسارح والكازينوهات والنوادي الرياضية والليلية، وأخذت الشرطة تحرر مخالفاتٍ وتفرض غراماتٍ على المخالفين للقرارات والمنتهكين للأنظمة الصحية المرعية الإجراء، فيما يبدو أن الغلبة هي للجيش والقوى الأمنية، وأن القرار الأول لها والسلطة العليا بيدها.

 

تدعي الجهات الأمنية أنها لا تعالج المرض فحسب، كما هو حال الجهات الصحية المختلفة، التي تحاول السيطرة عليه وإيجاد اللقاح المناسب له، إنما تقوم بمحاربته ومحاصرته، والتضييق عليه وضبط حامليه، ومعرفة مصادره وإغلاقها وتحديد منابعه وتجفيفها، وإلزام المواطنين باتباع التعليمات والإرشادات كرهاً أو طوعاً، إلا أن السيطرة على الفيروس القاتل لا تكون بغير هذين الفدائيين، فكلاهما أساسٌ في هذه المعركة المفتوحة، ولا غنى لأحدهما عن الآخر وإن اختلفت مهماتهما، فعصا السلطان ضرورة وترياق الطبيب يلزم، ولكن التزام المواطنين بجهود الطرفين وإرشاداتهم أولى وألزم.

 

 

بيروت في 22/3/2020

الدكتور عادل عامر يكتب عن :الاقتصاد المصري في ظل ازمة كورونا

أن انتشار فيروس كورونا قد يقود إلى تراجعات حادة في الطلب المحلي والسياحة ورحلات الأعمال والتجارة وروابط الإنتاج فضلا عن تعطيل الإمدادات، مما سيضر بالنمو في آسيا. وبدد الانتشار العالمي لفيروس كورونا الجديد الآمال في نمو أقوى هذا العام وسيقلص نمو الناتج العالمي في 2020 إلى أدنى وتيرة له منذ الأزمة المالية في 2008 و2009، إنه يوفر تمويلات عاجلة قدرها 12 مليار دولار لمساعدة الدول النامية على تحسين الخدمات الصحية ومراقبة الأمراض وتوفير الإمدادات الطبية ورأس المال العامل للشركات، فيما خصص صندوق النقد نحو 50 مليار دولار في شكل تمويلات لأعضائه.

ويبني التمويل الإضافي ومقداره مليارا دولار على الإعلان عن حزمة التمويل الأولية في 3 مارس والتي اشتملت على 6 مليارات دولار تمويلا من البنك الدولي لتقوية الأنظمة الصحية وتدعيم مراقبة الأمراض و 6 مليارات من مؤسسة التمويل الدولية للمساعدة على تقديم شريان حياة لإنقاذ منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر الأكثر تأثُّرا بالصدمات الاقتصادية.

ملياري دولار من صندوق التصدي للأزمات في القطاع الحقيقي ستساند الجهات المتعاملة معها حاليا في مجالات البنية التحتية والصناعات التحويلية والزراعة والصناعات الخدمية المتضررة من الوباء. وستقدم المؤسسة قروضا إلى الشركات المحتاجة وتستثمر إذا اقتضت الضرورة بشكل مباشر في أسهم رأس مال الشركات. وستساعد هذه الأداة أيضا الشركات في قطاع الرعاية الصحية التي تشهد زيادة في الطلب على خدماتها.

ملياري دولار من برنامج تمويل التجارة العالمية الحالي ستغطي مخاطر التخلف عن السداد التي تواجهها المؤسسات المالية حتى يمكنها تقديم تمويل تجاري للشركات التي تقوم باستيراد وتصدير السلع. وتتوقع المؤسسة أن يساند هذا منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة التي تنشط في سلاسل التوريد العالمية.

ملياري دولار من برنامج حلول رأس المال العامل ستوفِّر تمويلا للبنوك في بلدان الأسواق الصاعدة لمساعدتها على تقديم تسهيلات ائتمانية من أجل مساعدة منشآت الأعمال على دعم رأس مالها العامل وتعزيز رصيد الأموال المتاح للشركات استخدامه لدفع فواتيرها وتعويض عمالها.

على صعيد الاقتصاد المصري وتأثره بانتشار كورونا، حيث أنه من المتوقع أن 20% من الدواء المصري سيتعرض للنقص في الأسواق في حالة استمرار أزمة الصين وتوقف المصانع بها، بعد انتشار فيروس كورونا، حيث أن حجم المخزون من الدواء في مصر يتراوح من 3 إلى 6 أشهر بحد أقصى، وتعتبر الصين قاطرة الدول المصدرة لمدخلات انتاج الدواء من المواد الخام والآلات إلى مصر، حيث أن الصين تمثل 40% من مدخلات انتاج الصناعة ولابد من وضع بدائل من دول أخرى مثل الهند وكوريا وفيتنام للتعاقد على الاستيراد منها في حالة استمرار أزمة الصين إلى 6 أشهر، حيث أن المخزون في مصر من الممكن أن يتحمل 6 شهور في الطلب على الدواء، وبعدها سيحدث نقص في المعروض من أنواع الدواء المختلفة. المخاطر الشديدة على الاقتصادات الهشة وتحذير  صندوق النقد الدولي  بأن فيروس كورونا قد ينعكس سلباً على نمو الاقتصاد العالمي عام 2020.

 إذ رغم ارتفاع الأسواق الأوروبية يوم الجمعة ببيانات اقتصادية أفضل من تلك التي كانت متوقعة في ألمانيا، إلّا أنه إذا شهد الاقتصاد الصيني نمواً بوتيرة أبطأ من تلك المتوقعة، فستتأثر الدول الأوروبية التي تعتمد على الصادرات الصينية بذلك. أن “تداعيات انكماش الإنتاج الصيني وصلت إلى أنحاء العالم”، في وقت يواصل انتشار الفيروس التأثير على خطوط الإنتاج والتجارة والسفر لأغراض السياحة والأعمال التجارية. أن التوقف الفعلي للسياحة القادمة من الصين شكّل “صدمة سلبية كبيرة على المدى القريب”. إن تفشي فيروس كورونا سيقلص النمو الاقتصادي في آسيا النامية وفي أنحاء العالم هذا العام.

وأودى الداء التنفسي الذي يمكن أن يتطور إلى التهاب رئوي بحياة أكثر من 3200 شخص في أنحاء العالم وأضر بالأسواق العالمية والاقتصادات. إن انتشار الفيروس قد يقلص الناتج الإجمالي العالمي بين 0.1 و0.4%، بخسائر مالية من المتوقع أن تصل لما بين 77 و347 مليار دولار. إن النمو الاقتصادي قد يتقلص بين 0.3 و1.7% في الصين وبين 0.2 و0.5% في آسيا النامية عدا الصين.

استحداث مكون جديد تلبيةً لطلب الجهات المتعاملة معها والموافقة عليه في 17 مارس وهو مليارا دولار من برنامج توفير السيولة للتجارة العالمية، وبرنامج تمويل السلع الأولية الحرجة، وكلاهما يقدم دعما للمشاركة في تحمل المخاطر إلى البنوك المحلية حتى يمكنها الاستمرار في ت إطلاق بطاقة المستثمر العربي والأجنبي أسوة بالتجارب العربية، وتمنح بطاقة للمستثمر وأفراد عائلته من جميع الجنسيات على أن يوفر المستثمر شروط الحصول على البطاقة.

تعتبر هذه البطاقة بمثابة كتاب توصيه صادر عن الحكومة ومعتمد للوزارات والجهات الحكومية. تمويل الشركات في الأسواق الصاعدة.  يؤثر هيكل الواردات المصرية من الصين على انخفاض مرونة الطلب على هذه الواردات،

 حيث تمثل الواردات الصناعية ومستلزمات الإنتاج والسلع الوسيطة نحو 80% من حجم الواردات، ومن ثم هناك صعوبة في ترشيدها أو إحلالها بالإنتاج المحلي على الأقل في الأجل القصير. وبمرور الوقت وانخفاض المخزون من الخامات لدى المصانع والشركات يجب البحث عن أسواق بديلة،

ومن ثم قد تكون هذه فرصة سانحة للمنتج المحلي في الإحلال محل الواردات. يعد هذا القطاع من أكثر القطاعات عرضة للتذبذبات وتأثراً بالصدمات، ومن ثم من المتوقع تفاقم أثر تراجع السياحة القادمة من شرق آسيا التي تعد من الأسواق السياحية الواعدة، ويمتد الأثر السلبي إلى الخدمات المرتبطة بها كخطوط الطيران والفنادق والتجزئة، وتشغيل العمالة.

أن الاقتصاد المصري يتميز بتنوعه، فضلا عما تم من إصلاحات اقتصادية أسفرت عن تعافي أغلب المؤشرات الاقتصادية، مما يمكنه من تفادي الآثار السلبية لأزمة كورونا وتداعياتها على الاقتصاد العالمي، بل الاستفادة من الأزمة في العديد من القطاعات الواعدة.

وبصفة خاصة قطاع التعدين الذي تتمتع فيه مصر بمزايا تنافسية أبرزها رأس المال البشري وتنافسية تكاليف التشغيل، مما مكنها أن تحتل ترتيبا متقدما في سوق صناعة التعدين العالمية، حيث بلغت حصة مصر في خدمات التعدين لتكنولوجيا المعلومات والخدمات القائمة عليها نحو 16% بنهاية هذا العام.

يبدو أن الحل على المدى المتوسط إلى البعيد يكمن في صياغة وتطبيق استراتيجية لتصنيع السلع الوسيطة محليا، وبالتالي الاعتماد على استيراد الخامات فحسب وتصنيعها محليا، والخامات بالطبع أقل تكلفة، ومن شأن نجاح مثل هذه الاستراتيجية في السنوات العشر القادمة تنمية قطاع الصناعة، وخلق فرص عمل، وإتاحة فرص للنمو لدى القاعدة العريضة من المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي يمكن أن تعمل في مجال تغذية الصناعات النهائية، وفى الوقت نفسه تقلل من حجم الاعتماد على الواردات.

نؤكد أن استراتيجية كهذه ينبغي أن تكون شاملة لجوانب التمويل وإتاحة التكنولوجيا وبناء المهارات أي ببساطة صياغة وتطبيق استراتيجية تصنيع، ولا يمكن لهذا أن يتحقق دون دراسة الأدوات المتاحة للدولة والتي تشتمل على شق سياسات كإجراءات الدعم والتحفيز والاستثمارات العامة في مجالات التدريب المهني والتعليم الصناعي، وفى شق الترتيبات المؤسسية للشراكة بين الدولة والمنتجين في وقت لم تعد فيه الدولة تضطلع بالقسم الأكبر من الإنتاج والتوزيع المباشرين للسلع والخدمات.

ولعله يكون من المناسب النظر إلى حالات نجح فيها «تعميق الصناعة» من خلال إيجاد شبكات من الصناعات المغذية المرتبطة بصناعات نهائية كما هو الحال في تايوان أو في كوريا الجنوبية أو في الصين، وكلها من الحالات الفذة في مجال التطوير الصناعي مع ضرورة إنشاء فرع مركز الثورة الصناعية الرابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي في مصر، والذى سيعد الأول إفريقيا والسادس على مستوى العالم مما سيوفر مساحة لتطوير آليات وخطط عمل وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في مصر،

وسيسهم في تبنى التقنية وأفضل الممارسات في المنطقة والعالم كما سيتيح المركز فرصة التعاون مع مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات العالمية والشركات الخاصة، في إطار الجهود الرامية إلى تطوير حلول فاعلة لتحديات القطاعات الحيوية وإعداد الكفاءات ورفع مستوى القدرات، وبناء مواهب متقدمة في المجالات ذات العلاقة بالثورة الصناعية الرابعة.

*كاتب المقال

دكتور القانون العام

عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان

مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي  للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا

مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية

مستشار تحكيم دولي         محكم دولي معتمد      خبير في جرائم امن المعلومات

نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي  لحقوق الانسان والتنمية

نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا

عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة

عضو منظمة التجارة الأوروبية

عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان

محاضر دولي في حقوق الانسان