بفضاكَ كنتُ كثيرةَ الإخفاقِ
أدركْ متاهاتي بهِ واحداقي
وإلى رواقك مرّ قلبي آملًا
ولفَفتُ في شريانهِ أطواقي
وجعلتُ قافيتي مفاتيح الهوى
والحبر ريقي من فمِ الآماقِ
ووضعتُهُ فوق الصّليبِ لصَلبِهِ
وأُقلّب الأيدي فلا من باقي
يسقيهِ من ماءٍ ولا راو ٍ لهُ
جفّت عروقٌ ما لقت من ساقي
وبصدريَ المدمي وضعتُ ورودَهُ
وتغزّلت شفتي بهِ وسياقي
بلسانيَ المكبوتِ ذاك أنينُهُ
أم أنتَ في صممٍ عنِ الأعماقِ !
أهفو إليك بكلّ ما في مهجتي
قد بحتُهُ وتساقطت أوراقي
هذا الذي خطّت لهُ بصماتُهُ
قبل المماتِ وصرعةِ الخنّاقِ
وبصرخةٍ بفمي هوت وتجمّدت
تهوي شهاباتٌ على آفاقي
عند الدّهاليزِ استوَت حتّى كوت
ذاكَ الرّواق وجملة الأشواقِ
في سرّهِ كان الصّدى بوح الخطى
في بوحِ أشعارٍ ودون تلاقي
بهواكَ من كبدِ امتياحي ثقلُهُ
بين الجفونِ مكانُهُ أحداقي
فلممتُهُ أودعتُهُ بجفونها
وفررتُ من عينيكَ بالإخفاقِ
لا تبصرِ العينَ التي نظراتها
ضوءُ المرايا لم تزل أشواقي
فيها نقاءُ صحائفي بتلعثمٍ
بظلامِ خوفي أو لظى إبراقي
وكما الطّوارقِ في ليالٍ أظلمت
ولئن نسيتَ لقاءَنا والباقي
ونسيتَ شِعري وابتساماتي وإن
مزّقتَ رقمًا لي بدت أوراقي
ألذّكرياتُ على شفاهيَ لا فلن
تنساكَ سوف تظلّ لي ترياقي
ولئن قتلتَ الودّ في ساعاتِهِ
وصلبتَهُ ورميتَ لي أشواقي
والوصلُ صار منَ الضّحايا جملةً
حتّى وإن لم تُبقِ منه البّاقي
وقلى الوصالُ منَ الهوى وودادُهِ
وكتبتَ في صكّ ِ المُحبّ ِ طلاقي !
أوهكذا عهدُ الهوى قد شانني
فلطمتُ من غيظِ الجوى أشداقي
وحذفتُ من هذا الهوى سكناتَهُ
حركاتَهُ حتّى فنت أشواقي
وعرفتُ أنّ الصّمتَ لفَّ شعورَهُ
كقصيدةٍ نطقت بلا استنطاقِ
عشقًا يباتُ مُعلّقًا أشواقَهُ
ولرحلةٍ دون اللقاءِ تُلاقي