الدكتورة الشاعرة احلام الحسن مبتكرة بحر الحلم تكتب عن : العلم درجات ويؤتي اللّه الحكمة من يشاء من عباده .. 


مازال الجهل المركّب والذي لايميّز بين الرّقم ١ وبين الألف ا وبين الرّقم ٥ وبين السّكون وبين النّقطة ٠ وبين الصّفر ٠ . . يتسلق الأسوار للتنبيش عن هفواتٍ في بحر الحلم بعد أن تكسّرت مجاذيفه في الجولة الأولى متّهمًا بحر الحلم بأنه بحر الدّوبيت الفارسي وخرج يجر أذيال الخيبة والهزيمة من ورائه ..
عاد من جديدٍ يشنّ هجمةً أخرى يتهم فيها بحر الحلم بأنه مجزوء بحر الخفيف !
وينشر اكذوبته على النّت ويرسلها لكلّ شاعرٍ يحاول الكتابة على وزن بحر الحلم ويتدخّل في قناعات الشّعراء والأدباء الشّخصية وحتى في قناعات أساتذة العروض واللغة بالجامعات !!!
وللرّد على ذلك الجاهل المركّب أقول :

1- بحرُ الخفيف يتكون من ثلاث تفعيلاتٍ ( فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن ) يتكوّن الشّطر التّام فيه من 21حرفًا بمعدل 42 حرفًا تامًا للبيت الواحد فيه .
ومجزؤ الخفيف يكون ثقيلاً أو منبوذًا في حالة دخول الزحافات جميع تفعيلاته حيث يتكون الشطر الواحد فيه من 14 حرفًا وفي حالة زحاف احدى تفعيلات الشّطر يكون 13 حرفًا للشطر الواحد وللبيت الواحد الذي دخل الزّحاف الشّطر الأول والثاني منه أيضًا يكون عدد حروف البيت 26 حرفًا لا تنقص عن ذلك .

2- بحرُ الحلم يتكوّن الشّطر التّام فيه من أربع تفعيلاتٍ ” وليس ثلاث تفعيلات ” عدد حروفه 24 حرفًا بمعدل 48 حرفًا للبيت الواحد مع جوازاته لايقل الشّطر الواحد عن 22 حرفًا .. ولا يقبل المجزؤ ..
وعلى افتراض وجود مجزؤٍ لبحر الحلم فحروف الشّطر الواحد ستكون 18 حرفًا للشّطر الواحد بمعدل 36 حرفًا للبيت الواحد فأين مجزؤ الخفيف الذي عدد حروف شطره المجزؤ لا يزيد عن 14 حرفًا ولا يتجاوز بيته المجزؤ عن 24 حرفًا .. فأين 24 حرفًا بالخفيف من 36 حرفًا بالحلم !!
أم على قلوبٍ أقفالها !
فأين العقول التي تميّز ذلك أم إنّه الجهل المركّب الذي يظنّ نفسه بحر العلوم واستاذ العالم في اللغة والعروض !
والناسُ كلهم جهلاء مهما أوتوا من العلم !!

3- وكما تمّ ذكره لايقبل الذّوق السّليم دخول الزّحافات كلّ تفعيلات القصيدة ولم يذكر الخليل بن أحمد رحمه الله جواز دخول الزّحاف كلّ تفعيلات القصيدة وإلاّ ضاعت القصيدة وضاع الشعر العربي وكان كلّه زحافاتٍ وهنّات !! .

4- أولى تفعيلات بحر الخفيف فاعلاتن وتقبل الخبن فتكون فَعِلَاتن ويمتنع دخول الزّحافات كلّ تفعيلات القصيدة .. وليس كما يدّعي الجهل المركّب بأنّ مجزؤ بحر الخفيف هو بحر الحلم ! لأنه سداسي الحروف ويعمي بصره بأنّ هناك فرقٌ شاسعٌ بين بحر الحلم بتفعيلاته الثّمانية والقليلة الزّحافات والذي لا يقبل المجزؤ وبين بحر الخفيف ..
(( فأيّ قصيدةٍ يقبلها الذّوق الأدبي تصيب كلّ تفعيلاتها الزّحافات والعلل من أوّلها ولآخرها !))

5- تفعيلة بحر الخفيف المخبونة والتي دخلها الزّحاف فَعِلَاتن ///0/0 .. لا تقبل مطلقًا تسكين الحرف الثاني منها وعلى الدّوام يبقى متحركًا ..
بينما التفعيلة الأولى والثالثة مَتْفَالن في بحر الحلم /0/0/0 حرفها الثّاني ساكنٌ بالأصل .. من جوازاته الحركة وهذا بحدّ ذاته أكبر حجّةٍ على اختلاف البحرين .

وعلى هذا أذكر مثالًا فيه الحجّة والبرهان لكلّ من له قلبٌ سليم :

بحرُ الكامل : متَفَاعلن مُتَفَاعلن مُتَفَاعلن ///0//0 بثلاث تفعيلاتٍ للشطر الواحد
ويقبل زحاف حرفه الثاني التّسكين فيتحول إلى مسْتفعلن أو متْفاعلن /0/0//0
ونرى ( بحر الرّجز ) ذات التفعيلة مسْتفعلن مستفعلن مستفعلن /0/0//0 بثلاث تفعيلاتٍ للشّطر الواحد ..
ومن جوازات بحر الكامل دخول تفعيلة مستفعلن والتي هي ذاتها متْفاعلن ويكفي لإثبات كونه بحر الكامل ورود تفعيلةٍ واحدةٍ في القصيدة لتنسف كلّ تفعيلات مستفعلن وترجعه إلى بحره بحر الكامل .
وما يفرّق بحر الرجز عن بحر الكامل سكون حرفه الثاني فقط ولا غير ذلك مطلقا ..
(( حرفٌ ساكنٌ واحدٌ فقط أحال بحر الكامل إلى بحر الرجز ” أو متحركٌ واحدٌ فقط بالتفعيلة أحال بحر الرجز إلى بحر الكامل ))

ومع كلّ الإختلافات الشاسعة بين بحر الخفيف وبحر الحلم يصرّ الدّجل والجهل على رأيه المتفرّد به !!
وأقول له ولأمثاله (( ولا يحيق المكرُ السّيءُ إلاّ بأهله ))

 

*كاتبة المقال 

أديبة وشاعرة
ومبتكرة بحر الحلم

رئيس القسم الثقافى بـ

“الزمان المصرى”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.