أحزان للبيع ..حافظ الشاعر يكتب عن : نهر النيل حياة أو موت بالنسبة لمصر ..محمد على حارب فى السودان خوفا على منابع النيل وعبد الناصر أقام السد العالى.

  • أزمة مياه النيل ليست وليدة اليوم ولكن تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ
  • احتجاجا على اتفاقية مياه النيل التى كانت مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر أرسل محمد على حملة إلى السودان
  • حركة التقدم المصرى جنوبا خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر تواكبت مع تعاظم شبكة الرى التى نجحت مصر فى اقامتها خلال تلك الفترة .
  • زادت أطوال الترع خلال عصر محمد على بما يصل إلى 1100 كيلو متر
  • الرحلات الكشفية التى بعثت بها مصر بامتداد مجارى النيل قادها سليم قبطان أحد الضباط المصريين 
  • بناء القناطر الخيرية تمثل ذروة مشاريع الرى فى عصر محمد على والتى شرع فى بنائها قبل عام واحد من رحلة قبطان .
  •  مصر دخلت السوق العالمية خلال السنوات الأولى لعصر إسماعيل خلال فترة الحرب الأهلية الأمريكية
  • مجاعة القطن نتيجة توقف تصديره من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أوروبا وتبع ذلك أن زادت صادرات مصر القطنية
  • حفرت فى عهد الخديوى إسماعيل 13500 كيلو متر من الترع أكثر 10 مرات مما حفر فى عهد جده
  • كان هدف الخديوى إسماعيل الجرى وراء النيل والوصول إلى أقصى منابعه جنوبا إلى المنابع الاستوائية وشرقا إلى المنابع الحبشية .
  • وصلت مصر إلى مخارج النيل من بحيرات الهضبة الاستوائية ولكنها دفعت ثمن استخدامها الأجانب على نطاق واسع فى حكم تلك الجهات خاصة الإنجليز
  • فى اتجاه الشرق كانت التكلفة أكثر فهناك كانت توجد مملكة متماسكة وقفت حجر عثرة أمام محاولة إسماعيل فى الوصول إلى منابع النيل الحبشية
  • انتهى عصر إسماعيل وتم تأمين جريان النهر إلى مصر إلى حد كبير غير أن الأخطار كانت تتربص بمصر
  • الثورة المهدية فى السودان والتى انتهت بمأساة “شيكان” عام 1883 على إثرها قررت الحكومة البريطانية خروج مصر من السودان
  • عقدت بريطانيا مجموعة من الاتفاقيات لتوزيع مناطق النفوذ كان الهدف الأساسى من ورائها إبعاد مصر عن راوفد النيل العليا .
  • خلال ثورة 1919 اعترفت بريطانيا بأن لمصر مصلحة حيوية فى مياه النيل لا يمكن المساس به ودارت مفاوضات حول ذلك .
  • فى أعقاب قيام الحكم الثنائى عقدت مجموعة اتفاقيات مع الدول المجاورة لتعيين الحدود مع مراعاة عدم التدخل فى جريان مياه النيل مثل المعاهدة الموقعة مع “الحبشة”عام 1902
  • فى 15 مايو عام 1902 كانت المعاهدة مع الحبشة وتضمنت من جانب حكومة أديس أبابا عدم التدخل فى مياه النيل الأزرق وبحيرة تانا بشكل يؤثر على كمية المياه فيهما .
  • المعاهدة المعقودة مع حكومة الكونغو ونصت على ( أن الحكومة لن تسمح بتشييد أى عمل فيه أو قريبا من نهر سلمبكى أو نهر ايرانجو بشكل يؤثر على كمية المياه الداخلة إلى بحير ألبرت .
  • اتفاق 1929 المشهور كان أهم بنوده “ألا تقام أعمال رى أو توليد قوة كهربائية فى السودان يكون من شأنها إنقاص مقادير المياه أو تعديل تاريخ وصولها دون الإتفاق مع مصر.

التاريخ لا يكذب ،واخدع من شئت إلا التاريخ ؛القارىء الجيد لتاريخنا ؛سيجد ان مشكلة مياه نهر النيل لم تحل بالمفاوضات ؛ولكن بالحرب ،كل الدول الإستعمارية التى حاربتها مصر لتحرير الدول الإفريقية من قبضتهم ؛اعترفوا بحق مصر الأصيل فى مياه النيل ،ولكن يخرج علينا الأقزام من تلك الدول اليوم وينون سدا ، ويضربون بكل الإتفاقيات عرض الحائط ؛فلم يعتبروا لإتفاقية 1902 ولا اتفاق 1929 ؛لذلك فلتكن هى الحرب سبيلا لرعهم ؛ليعلموا أن مصر لن تفرط فى حق من حقوقها أمام هؤلاء القزام ومن يساندوهم .

وكنت  قد كتبت إبان رئاسة تحرير لجريدة “الوفاق” بتاريخ 6 يوليو 2009 فى العدد 2753 ؛ مقالات عن تلك المشكلة الكبيرة ،ومرت كل تلك السنون ؛واليوم أعاود كتابته لما يمثل من أهمية خطيرة فى ظل تعنت الجانب الأثيوبي وفشل كل المفاوضات ؛والقيادة الأثيوبية يغيب عنها ان نهر النيل أمن قومى بالنسبة لمصر ؛ما كتبناه منذ أحد عشر عاماً وكأننا نقرا الطالع ؛ولكنها ليست مهنتنا ؛ ولكن السياسة وقراءتنا وتحليلنا الذى أفنينا عمرنا فيه هو ما جعلنا نكتب سيناريو الأحداث..وتعالوا معى نقرأ ما كتبنته عن نهر النيل .

لم تكن أزمة المياه وليدة اليوم ولكن تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ ..ففى 2 مايو عام 1929 أرسل مصطفى النحاس إلى تشمبرلين وزير الخارجية البريطانى آنذاك احتجاجا على اتفاقية مياه النيل ووصفت قضية المياه حينذاك بمسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر ،وكتب إبراهيم فوزى باشا كتاب (السودان بين يدى كتشنر وجوردن) وضح فيه دوافع محمد على فى الإتجاه جنوبا فكانت هناك دولة أوروبية تسعى لمعارضته احتلال منابع النيل ،فجمع المهندسين الأوروبيين الذين جاء بهم من بلادهم إلى مصر ،وأقروا جميعا أن وقوع منابع النيل تحت براثن هذه الدولة –وكان المقصود بها بريطانيا – سيضع مصر تحت رحمتهم فصمم على إنفاذ الحملة إلى السودان .

والكاتب الإنجليزي سيدنى قرر الحقيقة ذاتها فى كتابه (ضبط النيل والسودان الحديث) ودلل على أسبقية هذا السبب على غيره فى اتجاه مصر جنوبا أمران :

أولهما : أن حركة التقدم المصرى جنوبا خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر تواكبت مع تعاظم شبكة الرى التى نجحت مصر فى اقامتها خلال تلك الفترة .

وزادت أطوال الترع خلال عصر محمد على بما يصل إلى 1100 كيلو متر ،والحملة إلى السودان بدأت فى نفس عام إتمام كبرى الترع التى حفرت فى عصر محمد على وهى ترعة المحمودية التى استكملت عام 1920 .

 

ثانيهما : الرحلات الكشفية التى بعثت بها مصر بإمتداد مجارى النيل (السوباط والنيل الأبيض) والتى قادها سليم قبطان أحد الضباط المصريين خلال الفترة بين عامى 1839 و1841 ويصعب فصل العمليات الكشفية عن عملية بناء القناطر الخيرية ،التى تمثل ذروة مشاريع الرى فى عصر محمد على والتى شرع فى بنائها قبل عام واحد من رحلة قبطان .

المدهش أن مصر دخلت السوق العالمية خلال السنوات الأولى لعصر إسماعيل ،خلال فترة الحرب الأهلية الأمريكية التى خلقت ما يسميه الإقتصاديون بمجاعة القطن نتيجة توقف تصديره من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أوروبا ،وتبع ذلك أن زادت صادرات مصر القطنية خلال تلك السنوات الأربع من 60 مليون رطل إلى 274 مليون رطل ؛مما أدى إلى زيادة العناية بمشاريع الرى ،وحفرت فى عهد الخديوى إسماعيل 13500 كيلو متر من الترع أكثر 10 مرات مما حفر فى عهد جده ..ولعل ذلك يفسر الأسباب التى دفعت مصر خلال عصر هذا الحاكم إلى الجرى وراء النيل والوصول إلى أقصى منابعه جنوبا إلى المنابع الاستوائية وشرقا إلى المنابع الحبشية .

 

وفى أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن التاسع عشر ؛بدأ التقدم المصرى ناحية الجنوب وضم كل ما أصبح يشكل خطرا فيما بعد جنوب السودان ؛فضلا عن المناطق الشمالية من اوغندا وتمكن المصريون من الوصول إلى مخارج النيل من بحيرات الهضبة الاستوائية ودفعت مصر ثمنه بعد ذلك ،والسبب أنها استخدمت الأجانب على نطاق واسع فى حكم تلك الجهات خاصة الإنجليز ويشتهر منهم السير صمويل بيكر والجنرال تشارلز جوردون ،وأصبح الأخير فيما بعد حاكما عاما للسودان .

وفى اتجاه الشرق كانت التكلفة أكثر فهناك كانت توجد مملكة متماسكة وقفت حجر عثرة أمام محاولة إسماعيل فى الوصول إلى منابع النيل الحبشية ،وكلفت المحاولة مصر ثلاث حملات خلال عامى 1875 و1876 ،وانتهت بعقد معاهدة صلح بين البلدين لم تنل منها مصر ما كانت تسعى إلى تحقيقه من اعتلاء الهضبة.

وانتهى عصر إسماعيل وتم تأمين جريان النهر إلى مصر إلى حد كبير غير أن الأخطار كانت تتربص بمصر ..فى الوقت نفسه لم تتأخر كثيرا فى أن تحيق بها وأثرت على العلاقة بينها وبين السودان .

وفى ثمانينيات القرن التاسع عشر احتلت بريطانيا مصر عام 1882 ،وقامت الثورة المهدية فى السودان وانتهت بمأساة “شيكان” عام 1883 وقررت الحكومة البريطانية خروج مصر من السودان،وأصدر السير ايفلين بيرنج ممثل بريطانيا فى مصر “أن إخلاء السودان لن يترتب عليه أى تهديد لاستمرار جريان مياه النيل إلى الشمال على اعتبار أن الدولة المهدية لا تملك الإمكانات الفنية لتشكيل مثل هذا التهديد ..إلا أن محمد شريف باشا رئيس الوزلااء المصرى آنذاك لم يقتنع بما قاله ممثل بريطانيا وأن هناك مخاطر هائلة سوف تحق بمصر إذا ما تم تنفيذ خطة بيرنج ؛فالقرار معناه تمكين الثوار من مجرى النيل من منابعه إلى نقطة تعتبر حدا جنوبيا لمصر مما دفعه إلى تقديم استقالته .

وما يحدث الآن حدث عام 2009 فى دارفور..ولم يمض وقت طويل حتى تبين للسير بيرنج الذى أصبح اللورد “كرومر” منذ عام 1891 خطأ سياسته ..وهنا احتد الخلاف بين دولتى “بريطانيا وفرنسا” ،وحاولت حكومة باريس بالإمساك بورقة المياه فى التعامل مع بريطانيا ،ووصل الأمر إلى تحرك حكومة لندن واستعدادها للحرب من أجل هذه القضية .

وهنا نوضح ان العلاقة بين مصر والسودان مرت بأربع مراحل من عام 1820وحتى عام 1885 ؛حيث كان المسعى المصرى يدور حول الوصول إلى منابع النيل الإستوائية والحبشية .

وخلال تسعينيات القرن التاسع عشر ..شهدت تقدما حثيثا من سائر القوى الأوروبية التى وضعت أقدامها حول حوض النيل (بلجيكا وفرنسا )من الجنوب الغربى ،و(ألمانيا من الجنوب الشرقى ) ،و(ايطاليا من الشرق)،ووقعت بريطانيا مجموعة من الإتفاقيات لتوزيع مناطق النفوذ كان الهدف الأساسى من ورائها ابعادها عن راوفد النيل العليا .

وفى أعقاب قيام الحكم الثنائى بمقتضى اتفاقية عام 1899 عقدت مجموعة اتفاقيات مع الدول المجاورة لتعيين الحدود مع مراعاة عدم التدخل فى جريان مياه النيل مثل المعاهدة الموقعة مع “الحبشة” فى 15 مايو عام 1902 تضمنت تعهدا من جانب حكومة أديس أبابا بعدم التدخل فى مياه النيل الأزرق وبحيرة تانا بشكل يؤثر على كمية المياه فيهما ،والمعاهدة المعقودة مع حكومة الكونغو ونصت على ( أن الحكومة لن تسمح بتشييد أى عمل فيه أو قريبا من نهر سلمبكى أو نهر ايرانجو بشكل يؤثر على كمية المياه الداخلة إلى بحير ألبرت .

وفى أكتوبر عام 1910 نصح السير مازر فى جمعية زراعة القطن فى لندن بل ونبه على خطورة استمرار اعتماد لانكشير على القطن المصرى ولابد من زراعته فى السودان فى اقليم الجزيرة ،ولم تمض خمس سنوات إلا وكانت حكومة لندن خصصت قرضا قدره 7 مليون للمضى قدما فى المشروع ،وتقرر زراعة 300 ألف فدان فى الجزيرة وتوفير مياه الرى لها بإقامة سد “سنار” .

وعلى ضوء ما كان وقتذاك من إتمام بناء خزان أسوان عام 1902 ،واتمام تعليته الأولى عام 1912 دليلا على احتياجات مصر المائية .

وأدت ثورة 1919 وقبول بريطانيا بإلغاء بإلغاء حمايتها على مصر إلى دخول عنصر جديد فى العلاقة المائية بين البلدين وهو العنصر السياسى ..واعترفت بريطانيا بأن لمصر مصلحة حيوية فى مياه النيل لا يمكن المساس به ودارت مفاوضات حول ذلك .

أولها عام 1920 بين (سعد – ملنر) اعترف خلالها الأخير بأن لمصر مصلحة حيوية فى ايراد النيل الذى يصل إليها مارا بالسودان ونحن عازمون أن نقترح اقتراحات من شأنها أن تزيل هم مصر وقلقها من جهة كفاية ذلك الإيراد لحاجتها الحالية والمستقبلية .

مفاوضات (عدلى- كرزون)  وتعهد الجانب البريطانى بأن يضمن لمصر نصيبها العادل من مياه النيل .

مفاوضات (سعد – ماكدونالد) عام 1924 تضمن اقتراحا بدعوة مجلس الأمم لتقرير طريقة تأمين المصالح المصرية فى مياه النيل .

وفى اعقاب حادث اغتيال السيرلى ستاك ..أنذر المندوب السامى البريطانى بالقاهرة سعد زغلول وأكد أن حكومة السودان ستزيد المساحة المزروعة من 300 ألف فدان إلى عدد غير محدود ؛وعلى أثره استقالت حكومة سعد زغلول وتم العدول عن الإنذار فى أقل من شهرين فى خطابين متبادلين يسن رئيس الوزراء الجديد أحمد زيور والمندوب السامى ،وتشكلت لجنة فنية بين ممثلى مصلحة الرى فى مصر والسودان فى أول مايو 1926 كان الأساس لأول اتفاق حول مياه النيل وهو اتفاق 1929 المشهور،وكان أهم بنوده “ألا تقام أعمال رى أو توليد قوة كهربائية فى السودان يكون من شأنها انقاص مقادير المياه أو تعديل تاريخ وصولها دون الإتفاق مع مصر .

واستمر الاتفاق حتى تم الشروع فى بناء السد العالى وتم عقد اتفاق بين البلدين ..اتفاق نوفمبر 1959 والذى اعاد توزيع المياه على ضوء المشروع العملاق الجديد.

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :عوائقٌ وعقباتٌ أمامَ مخططاتِ الضمِ الإسرائيلية الموقفُ الأمريكي

                          

من المتوقع أن تباشر الحكومة الإسرائيلية إجراءات الضم الفعلية في بداية الشهر القادم (تموز 2020)، لكن بالنظر إلى وجود خلافات بين قطبي الحكومة، نتنياهو وغانتس، وضغوط الأحزاب اليمينية وقادة المستوطنين، وخلافات أخرى مع الإدارة الأمريكية ودول أوروبا، سأفصلها تباعاً في حلقاتٍ متسلسلةٍ، فضلاً عن عقباتٍ أخرى لا يمكن التقليل من شأنها مع الجيش والأجهزة الأمنية، وتقديراتهم المختلفة وتحذيراتهم الجدية من مواقف الأردن والسلطة الفلسطينية، والدول العربية “المعتدلة”، والشارع الفلسطيني بصورة عامةٍ.

 

فإن عملية الضم قد تتأخر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أو قد يتم تنفيذها على مراحل تبدأ مبكراً بضم المستوطنات الكبرى وتكتلاتها، وصولاً إلى الأغوار وغيرها، إلا أنها لن تلغَ ولن تشطب من التداول السياسي، إذ هي حلم نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف، المدعوم من الإدارة الأمريكية ومن المسيحيين الأنجليكانيين وأعضاء الحزب الجمهوري في الكونجرس الأمريكي، ولكن التوقيت المحدد للضم بات يعرض الراعي الأمريكي للخطر، ويهدد الأمن والاستقرار داخل الكيان الصهيوني، الأمر الذي استدعى التوقف والتفكير ملياً.

 

يبدو بالنسبة لنتنياهو أن عدم التوافق مع الإدارة الأمريكية لجهة التوقيت وسرعة المباشرة، هو أكبر العقبات وأكثرها جدية بالنسبة له، فعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية هي عراب خطة الضم، وصاحبة صفقة ترامب التي تمنح الإسرائيليين 29% من أراضي الضفة الغربية دفعةً واحدةً، وتلقى دعماً وتأييداً كبيرين في البيت الأبيض والكونجرس، إلا أنها طلبت من الحكومة الإسرائيلية التريث في اجراءاتها، وعدم الإسراع في تنفيذ بنودها، واشترطت عليها أن تتزامن عملية الضم مع حواراتٍ ومفاوضات مباشرة مع السلطة الفلسطينية، تمهيداً لحلٍ دائمٍ ومستقرٍ، وألا تكون الخطوات الإسرائيلية من جانبٍ واحدٍ.

 

علماً أن الاجتماعات بين الجانبين الإسرائيلي والأمريكي لم تتوقف، حيث واصلت اللجان الفنية التي يرعاها السفير الأمريكي لدى الكيان الصهيوني دافيد فريدمان، أعمالها الدؤوبة لرسم الخرائط وتحديد المناطق والمسارات والشوارع والطرق والمستوطنات والمعسكرات، تمهيداً لعمليات الضم وبسط السيادة الإسرائيلية، التي يشجع عليها ويستجلها فريدمان شخصياً.

 

إلا أن الظروف المستجدة التي واجهتها الإدارة الأمريكية بعد أزمة كورونا والركود الاقتصادي، وارتفاع نسبة البطالة وتعطل عجلة الاقتصاد، والتداعيات الاجتماعية والأمنية التي فرضتها قضية جورج فلويد، والاضطرابات التي شهدتها مختلف المدن الأمريكية، قد جاءت كلها في وقتٍ حرجٍ جداً، إذ تسبق الانتخابات الرئاسية بخمسة أشهر، مما قد يضعف حظوظ ترامب للفوز بولايةٍ ثانيةٍ، رغم أن اليمين الأمريكي المتمثل في الجمهوريين والتحالف اليهودي المسيحي الصهيوني الداعم لإسرائيل، قد بدأ في إعادة تنظيم صفوفه لمواجهة الاستحقاق القادم، الذي بدا تهديده جدياً وحقيقياً.

 

يبدو أن الحكومة الإسرائيلية قد وجدت نفسها مع الإدارة الأمريكية في وضعٍ حرجٍ للغاية، فهي لا تريد أن تفقد فرصة وجود ترامب في السلطة رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، فتخسر فرصة ضم الأراضي في حال خسارته في الانتخابات القادمة، وفي الوقت نفسه تخشى من إغضابه ومخالفة سياسته في حال قيامها بالضم رغم تحذيراته، مما سيكون له أبلغ الأثر السيء عليهم في حال فوزه.

 

رغم هذه المخاوف والهواجس فقد أعلن عددٌ من المسؤولين الأمريكيين أن عملية الضم هي مصلحة وقرار إسرائيلي، ولا شأن للولايات المتحدة الأمريكية في توقيته وحجمه، وهي حرة في تحديد الوقت والآلية المناسبة لتأمين أمنها، في الوقت الذي يقللون فيه من حجم التأثير السلبي لعملية الضم على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويقللون من درجة غضب الرئيس الأمريكي شخصياً في حال عجلت الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ وعده وتطبيق خطته، بل إن بعضهم يرى أن عملية الضم قد تزيد من فرص فوز ترامب مرةً أخرى وستصب نتائجها في صالحه.

 

إلا أن مخاوف الحكومة الإسرائيلية تجاه مواقف الإدارة الأمريكية القادمة حقيقية، فهي لا تخطيء في فهم الإشارات الأمريكية العاجلة، ولو أنها جاءت مضطربة وغير منظمة، إلا أنها إشارات جدية لجهة تغير ما في المزاج السياسي الأمريكي، سواء عاد ترامب إلى البيت الأبيض قوياً، أو حل مكانه في البيت الأبيض مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، ولهذا فإنها أصبحت عملياً بين نار غضب ترامب وجحيم احتمال تجميد تنفيذ الخطة أو إلغائها في حال فوز الديمقراطيين، وحارت بين دفع وتشجيع فريدمان الذي لا يريد الانتظار، وبين كوشنير الخائف القلق، الذي يدعي أنه يريد سلاماً دائماً وحلاً واقعياً.

 

الإدارة الأمريكية لا يعجبها أن تنفذ الحكومة الإسرائيلية من خطة ترامب للسلام ما بدا لها، وتمتنع عن تنفيذ البنود الأخرى، فقد نصت الصفقة الأمريكية على تجميد الاستيطان، وتجميع المستوطنات القائمة، والمباشرة في مفاوضاتٍ مع السلطة الفلسطينية، والتمهيد للقبول بدولة فلسطينية على ما تبقى من الأرض، وطالبت نتنياهو بالحصول على موافقة وتأييد شريكه في الحكم على الخطة، إلا أن الإدارة الأمريكية لمست أن الحكومة الإسرائيلية قد عدلت وبدلت في الخطة من تلقاء نفسها، دون الرجوع إلى المكلفين بالملف في الإدارة الأمريكية، وعجزت عن الحصول على تأييد غانتس الكامل للخطة.

 

أمام هذه المخاوف فمن المتوقع أن تقدم الحكومة الإسرائيلية على تقسيم عملية الضم، وتباشر فوراً في ضم الكتل الاستيطانية الكبرى التي تشكل 10% من مساحة الضفة الغربية، على أن ترجئ الباقي إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، وقد يقوم نتنياهو بعدها بخطواتٍ مفاجئة تجاه شريكه في الحكومة، فقد يحرمه من حقه في تداول الرئاسة، إذا لجأ إلى حل الحكومة ودعا إلى انتخاباتٍ مبكرةٍ، في حال شعر أن حظوظه ترتفعُ، والأخطار من حوله تتبدد، وفرص عودته رئيساً للحكومة منفرداً تزدادُ.

يتبع ….

 

بيروت في 24/6/2020

ذكريات /الذكرى الثانية ..” لما انت ملكش في القهوة بتطلب قهوة ليه؟”.. بقلم : الأديب حسين السنوسى

انقضى الأسبوع الأول من الأسابيع الثلاثة التي قضيناها في السكن، وقد مر بطيئا كأنه شهر أو أكثر، كنا نتظاهر فيه بالسعادة، ونحدث زملاءنا من بلدتنا عن فضل السكن وراحته خاصة بين المحاضرات، وأية راحة في السكن؟، لا خصوصية ولا طعام جيد ولا وسيلة للتواصل مع الأهل والأصدقاء، ثم عدنا إلى بلدتنا في نهاية الأسبوع وقوبلنا بحفاوة من الجميع وكأننا كنا في غربة وسفر طويل، وجلسنا نحكي الأساطير، وذهابنا إلى السينما، ومتعة السكن الكاذبة في المنصورة.

فوجئنا في الأسبوع التالي بستة من زملائنا قرروا محاكاة تجربتنا في السكن، وقد استأجروا شقة كاملة لهم، قررنا نحن الثلاثة القدامى أن نذهب لزيارتهم، كان أحدهم في هندسة وآخر في تربية واثنان في آداب واثنان في تجارة.

كانت الزيارة بين المغرب والعشاء، وصلنا الشقة وكانوا يتضاحكون ويتسامرون، وبعضهم يعد وجبة العشاء ( مكرونة)، جلسنا نتبادل الأحاديث والضحات حتى انتهى زميلنا الطاهي من إعداد الطعام، وجاء حاملاً (حلة المكرونة).

المعروف أن حبات المكرونة متفرقة متباعدة، إلا هذه المكرونة، كانت حباتها متماسكة متعانقة بينها ود عجيب، كأنها تنتمي إلى حزب واحد، كتل مكرونية كأنها طهيت بالجبس، لم يلتفت أحد من أصحابنا إلى تلك التفاصيل السخيفة وقطعوا الأحاديث، وانقضوا على حلة المكرونة، وقد أمسك كل واحد منهم ملعقة كبيرة أشبه بالمغرفة، ولم نشاركهم في الأمر، فقد نسوا من لهفتهم أن يدعونا إلى الطعام، وبدأت المعركة، وغرز كل واحد منهم مغرفته في الحلة ليخرج بما لا يقل عن ربع كيلو مكرونة، وفتحوا الأفواه على مصراعيها ليتمكنوا من استيعاب هذه الكتلة المكرونية، وقد عم الصمت، فلا تسمع إلا أصوات الملاعق وهي تدك جوانب الحلة، والأفواه التي تلوك الطعام، وقبل أن يفرغ أحدهم من بلع الملعقة الأولى، تجده يبادر بملء الثانية استعداداً لالتهامها، لم تمر إلا دقائق وقد فرغت الحلة من المكرونة تماماً، لم يبق فيها إلا بعض قطرات من الصلصة على جوانب الحلة، ولو أمكن التهامها لتم ذلك.

وضع كل منهم يده على بطنه في سعادة، كأنه أكل نصف خروف، ثم قال أحدهم : النهاردة فيه ماتش للأهلي وعاوزين نتفرج عليه، بس هنتفرج فين؟

رد آخر مسرعاً : نروح أي قهوة نتفرج فيها على الماتش.

لم نفكر كثيراً، وانطلقنا نبحث عن قهوة، ووفقنا إلى واحدة.

وقفنا نحن التسعة على باب القهوة شبه المليئة بالزبائن نبحث عن مكان يسعنا جميعاً فلم نجد.

وما هي إلا لحظة وجاء عامل القهوة، شاب قوي البنية حاد الملامح، يحمل في يده اليسرى (صينية) عليها أكواب فارغة، وحمل باليمنى طاولة كبيرة بكل قوة وضعها خارج القهوة وأتى بالكراسي من هنا وهناك، ثم نظر إلينا في جد قائلاً :

تشربوا ايه؟

رددنا تقريبا في نفس واحد : نشرب شاي

هم العامل بالانصراف، فإذا بصوت يخرج من بيننا قائلاً :

أنا هشرب قهوة، كان زميلنا في كلية الهندسة، نظر إليه العامل نظرة استنكار، ثم انصرف مسرعاً داخل القهوة، وما هي إلا لحظات حتى أتى بصينية عليها أكواب من الشاي يحملها بيده اليسرى، ويقلب السكر فيها باليمنى، كأنه في عراك معها، وتعلو كل كوب من الشاي رغوة أشبه برغوة الصابون في منظر مقزز، جمعت قوتي وهممت أن أطلب منه إزالة تلك الرغوة من الكوب الخاص بي، لكن ملامحه حالت دون ذلك، وآثرت السلامة ولم أتكلم، خشية ردة فعل من هذا الأحمق.

وقبل أن ينصرف سأله زميلنا :فين القهوة بتاعتي؟

نظر إليه في حده وبصوت أجش رد قائلاً :اصبر شوية.

كتمنا الضحكات ولم نستطع أن نبدها خشية العاقبة، دخل العامل سريعاً كعادته ولم يلبث أن عاد بفنجان القهوة ووضعه أمام صاحبنا، فحمله صاحبنا على الفور ومع أول رشفة منه نادى على العامل في شجاعة : لو سمحت شوية سكر القهوة مُرَّة.

وهنا وقعت الواقعة، كسفت الشمس وخسف القمر، واستدار العامل إلينا بقوة وعيناه الحمراوان ترسل إلى صاحبنا نظرات حادة تكاد تحرق المكان، ثم قال بصوت أجش مرتفع :أنت طلبت قهوة مظبوطة، ودي مظبوطة، لما انت ملكش في القهوة بتطلب قهوة ليه؟

هنا لم نتمالك أنفسنا، تغلبنا على خوفنا وكانت لنا ردة فعل واحدة، لا تتوهموا أننا عنفناه لطريقته الفظة مع صاحبنا، حاشا لله، وأنى لنا هذا مع ذلك العتي الأحمق، بل انفجرنا في الضحك بصوت عالٍ، جعل الجالسين ينظرون إلينا في غضب، فما كان منا إلا أن طلبنا الحساب، ودفعناه وانطلقنا مسرعين في الشارع ونحن نتمايل من شدة الضحكات وليس على ألسنتنا جميعاً إلا عبارة واحدة نوجهها لصاحبنا المهندس

“لما انت ملكش في القهوة بتطلب قهوة ليه”

وللحديث تتمة..

 

تحرير172 محضر تموينى خلال يوم واحد بالمنوفيه

كتبت : مني الحديدي

إستمرارا لشن الحملات التموينية لضبط المخالفين وكذا الحملات المرورية لتطبيق قرارات مجلس الوزراء للحد من إنتشار فيروس كورونا حفاظاً على صحة وسلامة المواطنين
وفى إطار توجيهات اللواء إبراهيم أحمد أبو ليمون محافظ المنوفية

قامت مديرية التموين والتجارة الداخلية بالمنوفية بشن حملات لضبط المخالفين وتشديد الإحكام وضبط الأسعار والرقابة على المخابز والأسواق والمحال التجارية والعامة ومستودعات البترول فى ظل تداعيات إنتشار فيروس كورونا

حيث تم تحرير 172 محضر تمويني خلال يوم واحد تنوع ما بين تحرير 52 محضر مخالفات مخابز و120 محضر مخالفات أسواق .

وأضاف وكيل وزارة التموين بالمحافظة بأنه تم تحرير 8 محاضرجنح ضد أصحاب محلات بقالة بمراكز الباجور وسرس الليان وقويسنا لبيعهم السجائر بأزيد من السعر الرسمى ، كماتم تحرير محضر ضد صاحب مستودع بوتجاز بناحية منشأة دملو مركزقويسنا لبيعه أسطونات غاز بأزيد من السعر الرسمى .
مؤكداً على إستمرار تكثيف الحملات التموينية وتطبيق القانون على المخالفين حفاظاً على حقوق المواطنين وحمايتهم من المستغلين .

الجنس بين فريق ” واعي ” و ” مستهدف “

#فريق_واعي :
* قرأت بعدد خاص عن الجنس صدر عن مجلة الهلال ، ونجد بصفحة ٢١٢ موضوعًا عن :
فريق اسمه ” واعي ” ويهدف لمجتمع بدون إباحية ، والفريق يضم مجموعة من الشباب المتخصص الراغب في إحداث فارق في عالمنا العربي من خلال زيادة الوعي بالآثار الضارة للإباحية .. وبدأوا تجربتهم في ٢٠١٤ ، وأنشر للفائدة موقعهم الإلكتروني لتقديم حلول وخطوات عملية :
https://www.antiporngroup.com/

_ توضيح : عدد المجلة تم نشره بشهر نوفمبر ٢٠١٧ وهو مكون من ٢٥٨ صفحة ، وموضوعاته تحتوي على : الجنس في الكتابات والأدب العربي والعالمي ، والثقافة الجنسية بموروثاتنا ، والجنس باليهودية والمسيحية والإسلام ، والجنس بالفنون من سينما وغناء والتشكيل وقراءة خرائط الجسد .

#فريق_مستهدف :
* وباتجاه معاكس للأسف الشديد نجد أعمالاً تمثيلية ، وتظهر علينا مواقع وتطبيقات تهدف للكسب بتَشْويه قيّمنا ، وتيسر لروادها نسبة من الكسب مع الشهرة من خلال الظهور لجمهور ولفريق ” مستهدف ” تغييبه بفنون التعري والرقص والإباحية تحت ستار الحرية والإبداع الشخصي