الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن : لا شماتةَ في المرضِ ولا دعاءَ في ابتلاءِ أحدٍ

                       

مخطئٌ من ظن أنه ناجٍ من المرض أو لا يصابُ به، وأنه لن يطاله ولا أحداً من أهله وأحبابه، وأنه سيكون بمنأىً عنه وغير معرضٍ له، فهو محصنٌ ومحميٌ، ومحفوظٌ ومصان، ومقروءٌ عليه ومرقيِّ، وكأنه قد أخذ من الله عز وجل موثقاً ووعداً، أو قطع معه سبحانه وتعالى عهداً، أنه لن يبتليه بالمرض، ولن يمحصه بالفتنة، ولن يصيبه بسوءٍ أو يلحق به ضرر، وأن الوباء الذي ضرب العالم بأسره والشعوب كلها سيتجاوزه إلى غيره، وستنجو منه أمته وشعبه، ولن يصاب به سوى أعداؤه ومن يكره، وخصومه ومن لا يحب، والظالمون من الدول والضالون من الأمم، فابتهج وفرح، وطرب وسعد، وطفق يدعو الله عز وجل أن يصيب بهذا المرض أقوماً وينزل سخطه عليهم دون غيرهم، إذ استحقوا بما ارتكبوا من موبقاتٍ العقاب، وما أصابهم ليس إلا من جنس عملهم، وهو انتقامٌ من الله عز وجل منهم، جزاءً نكالاً بما كسبت أيديهم واقترفت نفوسهم.

 

هذه الفئة الضالة الجاهلة لا تقتصر على دينٍ أو مذهبٍ، أو على طائفةٍ وجماعةٍ، إذ يشترك فيها كثيرون من الجهلة، ممن يتشابهون في مشاعر الحقد والكره، والبغض والعداء، ولعل أولهم اليهود الذين ارتفعت عقيرة حاخاماتهم بالدعاء على العرب والمسلمين، وشرعوا يسألون ربهم أن يرسل عليهم سخطه، وأن يحل بهم غضبه، وأن ينجي شعبه المختار من المحنة والمرض، فهم وحدهم –بزعمهم- الذين يستحقون الحياة ويستأهلون النجاة، وأخذوا ينفخون في المزامير ويطوفون في البلاد، ويرتلون في صلواتهم أدعيةً حفظوها وتراتيل امتهنوها، تنز عنصريةً وكراهيةً، وتتشبع بغضاً وحقداً، بأن يأخذ الله عز وجل العرب والفلسطينيين وأن ينجيهم من شرورهم وأضرارهم، فهم الداء والوباء، وهم العلة والمرض، والأدهى أن الذي يقول بكلامهم إنما هم كبار حاخاماتهم وزعماء طوائفهم الدينية الحاقدة.

 

ليس بعيداً منهم ولا مختلفاً عنهم، تقف الإدارة الأمريكية ومعها الطائفة الإنجيلية الجديدة، وفي المقدمة منهم جميعاً رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، ومعه وزير خارجيته مايك بومبيو، الذي شمت بالدول الموبوءة، وضحك على الشعوب المصابة، واستهزأ بالفيروس ونأى بجانبه عمن شكا منه وعانى، وادَّعى أنه وشعبه معافى من هذا المرض، وأخذ يتهكم على الحكومات والمؤسسات الصحية، التي انطلقت في رحلة البحث عن عقارٍ للكورونا، للسيطرة عليه والتحكم به ومنع انتشاره وتوسعه، وأعلن بغطرسةٍ واستكبارٍ وغرورٍ وسفهٍ، أن بلاده ستسبق دول العالم كلها في تصنيع العقار وتجريبه، وأنه سيكون فعالاً وسريعاً في السيطرة على المرض تماماً والشفاء منه كلياً.

 

قد لا يبرئ الإدارة الأمريكية ومعها الكيان الصهيوني أحدٌ من جريمة تخليق فيروس كورونا ونشره، رغم أنهما أصيبا به وانتقل إليهما وانتشر فيهما، وارتفعت أصوات شعوبهما خوفاً وفرقاً وجزعاً وهلعاً، ومع ذلك فقد وَقَرَ في صدرونا يقيناً أنهما اللذان صنَّعَاه وخَلَّقَاه ونشراه وعمماه، وقد أراداه في البلاد التي يعادونها أو تنافسهم، وفي الدول التي تعارضهم وتخالفهم، ولهذا تصر الإدارة الأمريكية على ممارسة حصارها وتنفيذ عقوباتها على الدول الموبوءة كإيران، وتمنعها من محاولة اكتشاف لقاحٍ ناجحٍ للفيروس، بقصد إلحاق أكبر ضررٍ بها، وتكبيدها خسائر كبيرة في الصحة والحياة، وتدمير اقتصادها وتفقير شعبها، وتعطيل مختلف جوانب الحياة فيها، خدمةً لمشاريعها، وتطميناً لحليفتها، ومحاولةً غير أخلاقية لتطويعها وفرض شروطها عليها.

 

أما المسلمون فقد علمهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه لا شماتة في الموت، ولا إشاعة للمرض، ولا تمني للفاحشة، ولا عون على الظلم، ولا ضرر ولا ضرار، ولا أذى للصاحب بالجنب والجار، وعلمنا كيف نكون أصحاب نخوةٍ ومروءةٍ، وأهل شهامةٍ وشجاعةٍ، وأن نتعامل مع الآخرين دوماً بنبلٍ ورجولةٍ، وقيمٍ وخُلقٍ، وأن نقاتل بشرف، ونحارب بأخلاقٍ، فلا نقتل طفلاً ولا امرأة، ولا نجهز على جريحٍ أو أسيرٍ، ولا نهدم صومعةً أو معبداً، ولا نتأخر عن نصرة الملهوف ومساعدة المحتاج وعلاج المريض ورعاية المصاب.

أما بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين والعرب، فلا أعتقد أنه من السهل علينا أن نتمنى السلامة للإسرائيليين، أو أن ندعو الله عز وجل أن تشلمهم رحمته وأن تكلأهم عنايته، فهذا لعمري أمرٌ يصعب على الفلسطينيين تقبله أو العمل به، وهم الذين يكتوون من نير الاحتلال الغاشم وظلمه، ويذوقون على يديه العذاب صنوفاً وألواناً، بما يفوق بكثيرٍ ما أحدثه فيروس كورونا فيهم وفي شعوب العالم قاطبةً.

 

لعل لسان حال الفلسطينيين اليوم يقول بغير شماتةٍ أو تشفي، أن الله عز وجل قد أذاقهم بعضاً مما أذاقوه للفلسطينيين، وجرعهم شيئاً من العذاب الذي اعتادوا على تجريعه لهم كل يومٍ، فهاهم يحاصرون في بيوتهم، وينقطعون عن عملهم، وتتعطل مصالحهم ويتجمد اقتصادهم، فضلاً عن الهلع الذي أصابهم، وحالة الخوف التي تسيطر عليهم، ولم يكن هذا من فعل الفلسطينيين أو نتيجة دعائهم، بل هو غضبٌ نزل بهم كغيرهم، ووباءٌ أصابهم وزلزلهم، وزعزع كيانهم وأربك حساباتهم، فهم لا يستطيعون تحمل خسارة كبيرة في الأراوح، وأعدادهم لا تقوى على استيعاب وفياتٍ كثيرة بينهم.

 

لا يشفي غليلنا نحن الفلسطينيين والعرب من عدونا اللدود الذي اغتصب أرضنا، وشرد شعبنا، وقتل أهلنا، واعتقل رجالنا ونساءنا، ومارس القهر ضدنا، سوى تفكيك كيانه ورحيله عن أرضنا، واستئصال شأفته وإنهاء وجوده في منطقتنا، فلا يعود له وجود اسماً وكياناً، ولا يبقى منهم مستوطنين ولا وافدين، أياً كانت طريقة رحيلهم، حرباً أو وباءً، مرضاً أو فيروساً، نائبةً أو مصيبةً، حينها سنفرح ونسعد، وسنشمت ونرضى، وبغير ذلك فإن سعادتنا منقوصة، وفرحتنا مخنوقة.

بيروت في 20/3/2020

الدكتور عادل عامر يكتب عن :الأنثى الحقـيقـية في نظـــر الرجــل

فن لا تجيده الكثير من النساء تضـيع أنوثة الـمرأة أحـياناً إن علا صوتها.. أو أصبح خـشـناً فـظاً أو أدمنت « العـبوس » والانفـعال أو تعـامـلت « بعــضلات » مفـتـولة ولا يسـتغـله وأن يمنحها القـوة بعـطـفه  أو نطقت لفـظاً قـبـيحاً أو فاحـشـاً أو تخـلـت عــن الرحـمة تجـاه كائن ضعـيف أو أدمـنـت الكراهـية وفـضلتها عـلى الحـب

أو غـلبـت الانتقام عـلى التسامح أو جهلت متى تـتـكلم .. ومتى تصـمـت أو قـصـر شعـرها وطال لسانها  تضيع أنوثة المرأة حيـن تهـمل الـرقة والطـيـبة

وحـيـن تـنسى حـق الاحتـرام والإكـبار  للـرجل زوجاً وأباً وأخاً .. ومعـلماً  وحـيـن لا توقــر كبـيـراً أو ترحـم صغـيـراً جمال المرأة ليس في قـوامها .. أو ملامحها فحـسب  ورشاقتها ليست في (الريـجيـم) القـاسي الأنوثة شيء تـشعـره .. ولا تراه غالباً

يقـول الرجل:

أريدها ضعـيفة معي قـوية مع الآخرين هذه هي الأنثى الحقـيقـية في نظـــر الرجــل  والرجـل يسـتطيع مساعــدة المرأة عـلى الاحـتـفاظ  بهذه الأنوثة بأن يحـترم ضعـف المرأة معه  وحـنانه واحـتـرامه  وأن يعـلّمها الضعـف  الجـمـيل وليس ضعـف الانزواء وفـقـدان الثقة.

الأنوثة فــن والرجل يستطيع بذكائه أن يعـلّم زوجـته هـذا الفـن فـبعـض الرجال يتقن هذا الفـن وبعـض الرجال يدفع المرأة إلى أن تتخـلى عـن أنوثـتها وضعـفها وتتمرد عـلى الرجل لأنه استغـل حـبها وضعـفها وأهانها بدلاً من أن يثني عـليها هنا بعـض النساء يتغـيرن إلى النقيض الرجل  الواثق من نفسه يستطيع أن يقود أقوى النساء ويحـيلها إلى كائن وديع يحـتاج منه لمسة حـنان.

لكل رجل ميوله والجوانب التي يركز عليها في إعجابه بالمرأة، ولكن يجتمع معظم الرجال على عدة نقاط يجب أن تتوفر في كل امرأة حتى تبدو أنثى بكل ما للكلمة من معنى… ما هي هذه الأمور.

يقـول الرجل أريدها ضعـيفة معي قـوية مع الآخرين. هذه هي الأنثى الحقـيقـية في نظـــر الرجــل … والرجـل يسـتطيع مساعــدة المرأة على الاحتفاظ بهذه الأنوثة بأن يحترم ضعـف المرأة معه .. ولا يسـتغـله وأن يمنحها القـوة بعـطـفه وحـنانه واحـتـرامه .. وأن يعـلّمها الضعـف الجـمـيل وليس ضعـف الانزواء وفـقـدان الثقة.

الأنوثة فــن .. والرجل يستطيع بذكائه أن يعـلم زوجـته هـذا الفـن .. فـبعـض الرجال يتقن هذا الفـن.. وبعـض الرجال يدفع المرأة إلى أن تتخـلى عـن أنوثـتها وضعـفها وتتمرد عـلى الرجل لأنه استغـل حبها وضعـفها وأهانها بدلاً من أن يثني عـليها .. هنا بعـض النساء يتغـيرن إلى النقيض.

الرجل الواثق من نفسه يستطيع أن يقود أقوى النساء ويحولها إلى كائن وديع يحـتاج منه لمسة حـنان.

متى تفقد المرأة أنوثتها حسب رأي الرجال

إن علا صوتها.. أو أصبح خـشـناً فـظاً، أو أدمنت العبوس والانفعال، أو تعـامـلت بعــضلات مفـتولة، أو نطقت لفـظاً قـبـيحاً أو فاحشاً، أو تخلت عن الرحمة تجاه كائن ضعـيف، أو أدمنت الكراهـية وفـضلتها عـلى الحـب، أو غـلبت الانتقام على التسامح، أو جهلت متى تـتـكلم .

. ومتى تصـمـت، أو قـصر شعرها وطال لسانها، تضيع أنوثة المرأة حين تهمل الرقة والطيبة، وحين تنسى حق الاحترام والإكبار للرجل زوجاً وأباً وأخاً .. ومعلماً، وحين لا توقر كبيراً أو ترحم صغـيراً.

جمال المرأة ليس في قـوامها .. أو ملامحها فحـسب. ورشاقتها ليست في “الريـجيـم” القـاسي. الأنوثة شيء تشعره .. ولا تراه

أن الاثني :-

 امرأة فاضلة من يجدها ؟ لأن ثمنها يفوق اللآلئ  بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج إلى غنيمة  تصنع له خيرا لا شرا كل أيام حياتها  تطلب صوفا وكتانا وتشتغل بيدين راضيتين  هي كسفن التاجر . تجلب طعامها من بعيد وتقوم إذ الليل بعد وتعطي أكلا لأهل بيتها وفريضة لفتياتها  تتأمل حقلا فتأخذه ، وبثمر يديها تغرس كرما

تنطق حقويها بالقوة وتشدد ذراعيها  تشعر أن تجارتها جيدة . سراجها لا ينطفئ في الليل تمد يديها إلى المغزل ، وتمسك كفاها بالفلكة  تبسط كفيها للفقير ، وتمد يديها إلى المسكين لا تخشى على بيتها من الثلج ، لأن كل أهل بيتها لابسون حللا  تعمل لنفسها موشيات .

 لبسها بوص وأرجوان  زوجها معروف في الأبواب حين يجلس بين مشايخ الأرض تصنع قمصانا وتبيعها ، العز والبهاء لباسها ، وتضحك على الزمن الآتي  تفتح فمها بالحكمة ، وفي لسانها سنة المعروف  تراقب طرق أهل بيتها ، ولا تأكل خبز الكسل  يقوم أولادها ويطوبونها . زوجها أيضا فيمدحها بنات كثيرات عملن فضلا ، أما أنت ففقت عليهن جميعا  الحسن غش والجمال باطل ، أما المرأة المتقية الرب فهي تمدح  أعطوها من ثمر يديها ، ولتمدحها أعمالها في الأبواب

لكل آدم ميولا ته الخاصة التي يرتكز عليها عند إعجابه بحواء، لكن بالرغم من هذه الميولات المختلفة، فالرجال يجتمعون في مجموعة من النقاط، التي لا يستطيعون التنازل عليها عند اختيارهم للمرأة، هذه النقاط التي يجب أن تتوفر في حواء حتى تكون أنثى في نظر آدم ومن بين هذه الصفات التي يبحث عنها الرجل في المرأة هناك الضعف، إذ يريدها أن تكون ضعيفة معه و قوية مع الآخرين، فيحترم ضعفها معه، و لا يستغل هذه النقطة لمصلحته الخاصة، بل يمنحها عطفه وحنانه و احترامه، فيعلمها بذلك المعنى الجميل للضعف لا الانزواء و فقدان الثقة بنفسها.

يعتبر معظم الرجال الأنوثة بمثابة الفن، هذا الفن الذي تتقنه الكثير من النساء، و الذي يغرم به جل الرجال، كونه بالنسبة إليهم بمثابة الحبل الذي يقيدهم و يربطهم بحبيبتهم إلى الأبد إلا أنه للأسف هناك الكثير من الرجال ممن يعيرون اهتماما للنقاط السالفة الذكر، فيدفعون المرأة إلى التخلي عن أنوثتها و ضعفها،

 و يجعلونها تتمرد على الرجل كونه يستغل حبها و ضعفها، و يهينها طوال الوقت بدل أن يثني عليها لكن كما بإمكان الرجل أن يحول أنوثة المرأة إلى سيل جارف يجرف كل شيء في طريقه عند الغضب، بمقدرته أن يقود أقوى النساء و يحولها إلى كائن وديع و لطيف و محب، إن أعطاها القدر الكافي الذي تحتاج إليه من المحبة و الحنان و الرعاية.

تفقد حواء أنوثتها في الكثير من الأوقات و الحالات، عندما يعلو صوتها و يصبح خشن المسمع، إن انفعلت و عبست في وجه من حولها، أو عندما تنطق لفظا قبيحا و فاحشا، و عندما تنعدم لديها مشاعر الرحمة، و في الوقت الذي تفضل فيه الكره على الحب تضيع أنوثة حواء عندما تهمل الطيبة و الرقة، وحين تنسى ….

لكل امرأة سر خاص ونعومة تجذب الرجل إليها وتحببه فيها، ولكل امرأة أسلوبها وطريقتها في إظهار رقتها ومتى ما استطاعت إبراز دلالها أكثر كانت الأقرب إلى قلب زوجها.

ان الأنوثة فــن والرجل يستطيع بذكائه أن يعلّم زوجته هـذا الفن فبعـض الرجال يتقن هذا الفـن وبعض الرجال يدفع المرأة إلى أن تتخلى عن أنوثتها وتتمرد على الرجل لأنه استغل حبها وضعفها وأهانها بدلاً من أن يثني عـليها، هنا بعض النساء يتغيرن إلى النقيض والرجل الواثق من نفسه يستطيع أن يقود أقوى النساء ويحيلهن إلى كائن وديع يحتاج منه لمسة حـنان.

الرقة والأنوثة هي أسلحة فتاكة للمرأة بإمكانها أن تستخدمها في أحلك الظروف وأصعب المواقف ولاشك أن الرجل يذوب في رقة المرأة، ومتى ما فقدت المرأة الرقة فلن نجد فرقا كبيرا بينها وبين الرجل، فأكثر ما تميز المرأة عن امرأة أخرى هي رقتها ودلالها

*كاتب المقال

دكتور القانون العام

عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان

مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي  للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا

مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية

مستشار تحكيم دولي         محكم دولي معتمد      خبير في جرائم امن المعلومات

نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي  لحقوق الانسان والتنمية

نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا

عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة

عضو منظمة التجارة الأوروبية

عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان

محاضر دولي في حقوق الانسان

 

تعرف على ما تقدمه المكتبة الإلكترونية التي أنشأتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، لمساعدة أبنائنا الطلاب على المذاكرة

 

كتب: أحمد بلال

تعرف أكثر على ما تقدمه المكتبة الإلكترونية التي أنشأتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، لمساعدة أبنائنا الطلاب على المذاكرة، حيث تضم المكتبة مختلف المناهج الدراسية الكاملة لجميع الصفوف بداية من رياض الأطفال وصولًا إلى المرحلة الثانوية باللغتين العربية والإنجليزية، متاح لجميع الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين الإطلاع عليها دون الحاجة إلى إنشاء حساب من خلال الرابط: https://study.ekb.eg

 

حسن بخيت يكتب عن : ” رسالة إلى أمي “


أوصانا الله تبارك وتعالى بالأم خيراً، وليس من جميل القول أجمل من قول الله عز وجل: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ، وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ، أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}

وقد أوصانا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالأم خيراً في أكثر من حديث شريف، من أشهرها ما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: (أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ €

أقول ذلك والعالم يمر بمحنة ومأساة حقيقية ، في ظل انشغال الناس بفيروس كورونا ،، ومحاولة من الجميع في وقف زحفه واقتحامه للدول وللبشر ،، ولقد أنست هذه الظروف العصيبة التي نعيشها ما اعتدنا عليه من الاحتفال “بيوم الأم” الذي يوافق الحادي والعشرين من مارس من كل عام، وكان الكثيرون يشترون الهدايا لتقديمها لأمهاتهم، وآخرون يحتفلون مع أمهاتهم بمختلف الصور ،، رغم أنني لا أحب أن تكون للأم مناسبة كى نحتفل بها من أجلها ،، لأن الأم تستحق أن يكون العمر كله لها عيدا وعرفانا بفضلها ، والذى لا يستطيع إنسان مهما فعل معها من البر أن يرد لها من فضلها شيئا ….

اعتدت منذ صغري وأنا تلميذ بالصف الخامس الإبتدائي أن أكتب كلمة في يوم الأم ، وأقوم بقراءتها في الإذاعة الصباحية ليوم الحادي والعشرين من شهر مارس في كل عام ، وعند خروجي من المدرسة في نهاية اليوم الدراسي نفسه أشتري لها الحلوى ، وكان المألوف وقتها والمتاح للجميع ما تسمى ” بعلبة الملبن ” فهي عبارة عن علبة من ورق وبداخلها 12 قطعة صغيرة من حلوى الملبن ،، كنت أشتريها من مصروفي الخاص ، وأقوم بأكل نصفها ، واهداء نصفها الأخر هدية لأمي …

والآن اكتب رسالتي ، وسوف تنتشر هذه الرسالة في الصحف الورقية والمواقع الألكترونية ، وأيضا على مواقع التواصل الاجتماعي ليصل أريجها الى اقصى حدود الدنيا كما كان ينتشر حنانك في ارجاء البيت كله ..

عندما أكتب في أي قضية ،اعتمد على عقلي وما أفكر فيه بصورة عملية، وبالتأكيد لابد وأن أتبع القواعد والخطوات المحددة لكتابة المقال ،مع الإلتزام بأسس وأساليب الكتابة، التى تبدأ بعصر الأفكار وتحويلها مباشرة إلى نص مكتوب، ولا تعتبر الكتابة الإرتجالية بالأمر الخاطئ أبدا، فالمقال أولا وأخيرا يعبّر عن كاتبه بفكره وأدبه وطريقة نظره للموضوع دون أن تختلط مشاعر الكاتب بكل كلمة يكتبها ،، لكن عندما أفكر في أن أكتب ” عن الأم ” فإنني بالطبع أكتب بلغة ملؤها المحبة والنقاء وبمشاعر مختلطة بكل تفاصيل العلاقة، كلماتي تمتزج مع كل اللحظات والساعات والأيام التي تربطني بمن أحب، تختلط مشاعري مع ذكريات السنين التي أخذت من أعمارنا، أكتب مشاعر حقيقية لا تعرف المجاملات أو الاصطناع، مشاعر لسنا مجبرين عليها تحت شعارات واهنة

والله إن القلم ليعجز ، واللسان ليتلعثم ، والفؤاد ليتخفق كلما راودتنى نفسى بالكتابة إلي” أمي ” ولا أدرى كيف أعبر عما يكنه قلبي شوقا إليها وحبا فى نعيم رضوانها وجنة حنانها .

أمي الحبيبة :
—————–
والله لا أجد من مصطلحات اللغة لفظا يرادف كلمة ( أم ) ولم أجد فى الدنيا مخلوقا أفضل منك ، لكن دعينى أمتطى صهوة قلمى العاجز لعله يخرجنى من خضم هذا البحر ويعبر بى إلى شاطىء الحب والحنان .

أمي … ألاف الكيلو مترات تبعدنى عنك ، وتحول هذه المسافة الكبيرة بيننا وتحرمنى من رؤيتك وخدمتك والبر بك ، لكن دوام الحال من المحال ، وأقوات الله مقسومة لخلقه فى مشارق الأرض ومغاربها ، وعلينا أن نسعى جاهدين لإكتسابها

أمي … والله لا أنسى عناق الوداع كل عام لتقبيل رأسك وكفيك ، فلا ندرى بما تخبىء لنا الأيام ، ولكن نعيش على أمل ونطمح إلى وصال ولقاء طال الزمن أم قصر …

أمي الغالية :
—————
لا أظن أن الإعتذارات كافية ، ولا الإتصالات مجدية ، ولا الزوجة والأبناء والأصدقاء قادرون على سد فراقك . فلتسامحينى ، لقسوة قلبى وأنا أعيش بعيدا عنك مع زوجتى وأولادى ، فقد تمر بى ايام وأنا أشعر بأن الأرض ضاقت علي بما رحبت ، وأقول لنفسى ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) ، أهذا جزاء من حملت وولدت وسهرت وتعبت وكبرت وعلمت ؟!
لكن فليغفر الله لى على تقصيرى فى حقك ، رغم أننى والله لم اكن عاق بك يوما ، لكن ظروف معيشتى وقدرى أن يكون رزقى فى غربتي ..

أمي ….أعلم أن النوم يخاصم جفون عينيك عندما أتاخر فى الإتصال بك ، وقد تصفقين وتفرحين تارة عندما أرسل إليك كل شهر جنيهات زهيدة لأنك شاهدتى ثمرة ما زرعت وحصاد ما غرست ، وربما تزف عينك الدموع بطريقة عفوية تارة أخرى عندما تتذكرين أننى فى غربة قد تطول ، ولا تنامى حتى تطمئنى على الإبن الغائب ..

أمي الحبيبة :
—————-
مرارة الغربة كالحنظل ، فما أحوجنى إلى دعواتك لي ولجميع سكان الأرض بأن يرفع الله عنا الوباء وتلبلاء ،، وانا على يقين بأن دعائك لم ولن ينقطع ليخالط كل يوم أذان الفجر ، ويرتفع إلى عنان السماء ..

وفى نهاية كلماتى يا أمى لا أملك من الدنيا ما أهديه إليك الا أن أدعو الله أن يحفظك من كل سوء ومكروه ، وأن يجمعنا وأبى وزوجتى وأولادى وسائر المسلمين بحبيب القلوب محمد صل الله عليه وسلم ..
كل يوم وكل الأمهات بخير وصحة وعافية ..رسالتي الى كل أم على أرض المعمورة …حسن بخيت

رحلتي القمرية إلى قاهرة معشوقتي..قصة قصيرة ..بقلم :منى فتحي حامد

أسدلت الستار و غادرت الديار ، و حلقت بطائرتي رغم القسوة البرد و مرارة كورونا و تنين الإعصار ، و عدم احساسي ممن حولي بالدفء و الحنان ، فقدان احتواء ، أنانيون إلى حد السماء ، آه يا ويلتي …

فصحوت و استيقظت من غيبوبتي على إشراقة شمس تناديني ، أنتٓ انسان ، ارحل من ذاك الميدان ، معشوقتك ليست هنا ، بل هي بلقيس هناك …

و بدأت رحلتي ، حتي وصلت إلى أميرتي ، معشوقتي، منية الخيال ،بلقيس الوادي بقاهرة المعز لدين الله الفاطمي ..

اتصلت بها تليفونيآٓ و فجأة ،بلا أي استئذان،
هلا غاليتي ، أين أنت يا مُهرٓتي ، أينما تكونين أشتاق إلي روحكِ ، أحن إلى ضفاف نيلكِ ، صفاء همسكِ ، طيبة فؤادك ….

** أجابتني:
هلا و مائة مرحبا ، بابن العروبة مثال الأصالة و الشهامة و الوفاء ، متى أتيتٓ إلى أرضنا ، آراكٓ إنسانا صادقا ، منكٓ و إليكٓ الخير مقصدا ، سابحا حالما بجزيرة يسكنها صدق ملائكة …

** فأجبتها :
آه حبيبتي ، سأقص عليكِ ما جرى و حدث معي ، منذ وصولي إلى هنا ، منهم مٓنْ طوقوني بالابتسامات الزائفة و النظرات المنافقة ، ومنهم من استقبلني طمعا و رغبة في إتمام أمرا ، و منهم من كان بائعا ضميرا ، فاستنفذت طاقتي معهم صبرا و احتمالا ..

ثم تساءلت نفسي :
لماذا ما ظهرت وجوههم لي مسبقا ؟
لماذا كانت ماسكات و جوههم من أقنعة بارعة

لقد جئت من بستاني إلى السلام و الأمان مهاجرا ، ما لمست بسنواتي السابقة حنانا ، على الرغم من إهداء عمري و روحي للآخرين فداءا و موطنا و مالا و سعادة …

معشوقتي أحتاج أحضانكِ لضلوغي بلسمآٓ ، وحدكِ الطبيب إلى جسدي و وريدي مداويآٓ ، أتوقُ إلى عناقكِ و قبلاتكِ راغدا منتعشا متعطشا ، فمِن سماء مقلتيكِ ، ربيع شرياني و لآليء الندى و زهور الأوركيدا …

و إن سافرت إلى فضاء النسيان ، باتت مشاعركِ في نبضاتي الماء و الهواء ..
و بروحي و وجداني ستظلين المنى ، العشق و الهوى ..