الدكتور عادل عامر يكتب عن :  مربع الخطر  .. الارهاب – المخدرات – غسل الإرهاب – تجارة الأعضاء 

تسعى التنظيمات الإجرامية والإرهابية إلى الاستفادة من مزايا استخدام شبكة الإنترنت المظلمة، وبصفة  بما يحقق لها مباشرة أنشطتها الإجرامية بعيدا عن أية خاصة طابعها السرى وصعوبة تعقب مستخدميها ،رقابة أو مسائلة قانونية، حيث يوجد على هذه الشبكة مواقع لبيع الوثائق المزورة والمسروقة وبيانات البطاقات الائتمانية والحسابات الشخصية، بالشكل الذى أصبحت به هذه الشبكة سوقا سوداء لكل الأنشطة ً غير المشروعة، ويهدف البحث إلى تسليط الضوء على الأنشطة الإجرامية غير المشروعة عبر شبكة  الإنترنت المظلمة، وبحث سبل مكافحتها في ضوء التحديات التقنية والقانونية ذات الصلة، ودور التشريعات  الوطنية في الحد من هذه الأنشطة، ودور أجهزة الشرطة الدولية في تعقبها، والتصور الأمثل للتعامل معها . 

أصبحت التكنولوجيا سلاحا ذا حدين، تعمل التنظيمات الإجرامية على توظيفها في أنشطتها  غير المشروعة، وعلى الجانب الآخر تعمل أجهزة إنفاذ القانون على توظيفها في تعقب هذه الأنشطة الإجرامية وضبط مرتكبيها، ومن ثم فإن التكنولوجيا كما يمكن أن تساعد على ارتكاب الجرائم، يمكن أيضا أن تسهم في مكافحتها، وهى لها دور في إيجاد حلول تساعد ًأجهزة إنفاذ القانون على حفظ الأمن والملاحقة القضائية للمجرمين والنجاح في تطبيق العدالة الجنائية من ناحية؛ كما أن لها دورها في تعزيز أساليب عمل المجرمين والجماعات وتسعى التنظيمات الإجرامية والإرهابية إلى الاستفادة من مزايا استخدام شبكة الإنترنت المظلمة، 

وبصفة خاصة طابعها السرى وصعوبة تعقب مستخدميها، بما يحقق لها مباشرة أنشطتها الإجرامية بعيدا عن أية رقابة أو مسائلة قانونية، حيث يوجد على هذه الشبكة مواقع لبيع الوثائق المزورة والمسروقة وبيانات البطاقات الائتمانية والحسابات الشخصية، بالشكل الذى أصبحت به هذه الشبكة سوقا سوداء لكافة الأنشطة غير المشروعة، 

 ومرتعا للمجرمين والقراصنة المعلوماتيين، والقتلة المأجورين والمزورين وتجار البشر إلى غير ذلك، بحيث يقوم أي مستخدم على الشبكة بالتواصل معهم للحصول على هذه الخدمات في سرية تامة من دون أن يتعرض لأية رقابة رسمية . وقد أشارت التقارير والدراسات إلى خطورة الأنشطة الإجرامية التي تتم عبر الشبكة المظلمة، حيث إن تداول المصنفات الفنية والبرامج من خلال الشبكة السوداء في عام ٢٠٠٥ قد خلف خسائر للشركات التجارية- آنذاك- قدرت بنحو ٣٤ مليار دولار أمريكي على مستوى العالم، فضلا عما أشارت إليه تقارير أخرى من أن أرباح موقع طريق الحرير ٢,١ الذى أنشأ في عام ٢٠١١ واستخدم لترويج المخدرات عبر الشبكة السوداء قد قدرت بـمليار دولار خلال أعوام ٢٠١١ و٢٠١٣ ،كما أظهرت إحدى الدراسات أن تكلفة التزوير الإلكتروني الذى يعتمد على الشبكات السوداء يكلف الاقتصاد البريطاني عشرات المليارات سنويا، ناهيك عما أعلنت عنه إحدى شركات الأمن الإلكتروني من أن الشبكة السوداء في عام ٢٠١٠ أضحت تضم أكثر من ٥٠ ألف موقع إلكتروني للفكر المتطرف وأكثر من ٣٠٠ منتدى افتراضي للجماعات الإرهابية، علاوة على استخدام هذه التنظيمات لأرباح بيع البرامج المسروقة في تمويل العمليات الإرهابية، أضف إلى ذلك استخدام هذه الشبكة بين إجراء اتصالات بين عناصر التنظيمات الإرهابية المتطرفة. 

وجدير بالذكر أن ممارسة هذه الأنشطة الإجرامية عن طريق تنظيـمات إجرامية تحترف الجريمة، وتتسم بالثبات والدوام في تكوينها، وتستهدف تحقيق الربح، وتعمل على ً نطاق دولي واسع، يشمل العديد من الدول، فضلا عن استخدامها من قبل العناصر الإرهابية المتطرفة، لا شك في أن ذلك يشكل خطرا كبيرا على أمن المجتمعات كافة، ويتطلب ضرورة تضافر جميع الجهود الدولية في مواجهتها ، وذلك في ضوء ما يوفره استخدام شبكة الإنترنت من فرص للمجرمين المعلوماتيين من ارتكاب جرائمهم خارج نطاق دولهم، فضلا عن تسهيلها لعملية التواصل وتبادل المعلومات فيما بينهم، مما يمكنهم من الالتقاء في العالم الافتراضي، والتخطيط والإعداد لارتكاب جرائهم، والتي يمتد نطاقها إلى أكثر من دولة، 

 وبل في بعض الأحيان قد تستهدف هذه الجماعات الإجرامــيــة المنظمـة دولا أو مؤســســات تجــاريــة أو اقتصادية بعينها، مما قد يؤدى إلى وقوع أضرار اقتصاديــة جسيــمــة لهذه الــدول أو المؤسسات. أبرز الجهود الأمنية الدولية لمواجهة الأنشطة الإجرامية المرتكبة على شبكة الإنترنت المظلمة: على الرغم من صعوبة تعقب الأنشطة الإجرامية المرتكبة على شبكة الإنترنت المظلمة، فإن الجهود الدولية تتكاتف مع بعضها للتصدي لهذه الأنشطة الخطيرة، ومن أبرز النجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية الدولية ما يلى : 

– غلـق موقـع سـوق الحريـر: والـذى كـان يعـد مـن أكبـر المواقـع الإلكترونيـة للإتجار في المخـدرات وعمليـات غـسل الأمـوال علـى شـبكة الإنترنـت المظلمـة، حيـث تمـت عمليـة  الغلق في عـام ٢٠١٣ ،بمعرفـة الـسلطات الأمريكيـة (مكتـب التحقيقـات الفيدرالي “FBI ” 

وإدارة مكافحة المخدرات ) ُ لموقع سوق طريق الحرير، واعتقل مالكها “روس أولبريخت ، ” لاستخدامه في ترويج السلع والخدمات غير القانونية كالمخدرات وغسل الأموال، حيـث  أشــارت الإحــصائيات إلــي قيــام عــشرات الآلاف مــن المــستخدمين بــشراء وبيــع ســلع وخدمات غير قانونية بقيمة أكثر من ٢٠٠ مليون دولار في سـوق طريـق الحريـر، وقـد قـدرت الأربـاح المتحـصلة عـن أنـشطة الموقـع غيـر المـشروعة آخـر سـنتين قبـل غلقـه بمبلــغ ٢,١مليــار دولار، ومنــذ ذلــك الحــين أغلقــت وكــالات إنفــاذ القــانون الأمريكيــة والأوروبية أسواق حلفاء طريق الحريـر، بمـا في ذلـك “خلـيج ألفـا “و” سـوق هـانزا”، وكـان مكتــب التحقيقــات الفيدرالي الأمريكي قــد أعلــن أن هــذا الموقــع قــد حقــق منــذ إنــشائه عمـولات ماليـة تقـدر بحوالي ٨٠ مليـار دولار، وأن الـسلطات الأمريكيـة قـد تمكنـت بعـد إغلاقـه مـن التوصـل إلـى العديـد مـن تجـار المخـدرات مـن مستخدمي هـذا الموقـع مـن العديد من البلدان، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وأستراليا، والـسويد، وعلـى الـرغم مـن هـذا النجـاح للـسلطات الأمريكيـة في غلـق هـذا الموقـع، فقـد أعـاد أحـد معاوني صـاحب الموقـع الأصلي إطـلاق موقـع (طريـق الحريـر٢ (بعـد شـهر واحـد مـن إغلاق الموقع السابق، بحيث تضمن الموقـع الجديـد بعـد إطلاقـه أكثـر مـن ٥٠٠ قائمـة من المخدرات، إلى أن تمكنت السلطات الأمريكية من إغلاقه من جديد . – غلـق موقـع الـسوق الـسوداء : ومـن أحـدث العمليـات الأمنيـة التي تمـت خـلال الآونـة الأخيـرة هي غلـق موقـع الـسوق الـسوداء Market Dark ،والـذى كـان يعـد أكبـر سـوق 

غيـر قــانونى في العــالم علــى شـبكة الإنترنــت ٕ المظلمـة، وقــد تــم غلقـه وإيقاف نــشاطه الإجرامي في عمليــة دوليــة شــارك فيهــا عــدة دول، هي: ألمانيــا وأســتراليا والــدنمارك ومولــدوفا وأوكرانيــا والمملكــة المتحــدة (الوكالــة الوطنيــة لمكافحــة الجريمــة) والولايــات المتحدة الأمريكية “مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI ومصلحة الضرائب DEA بدعم من ٕ منظمـة الـشرطة الأوروبيـة اليوروبـول، حيـث تمـت عمليـة غلـق الموقـع وأزالته بتحليـل تشغيلي متخصص وتنسيق الجهود المشتركة عبر الوطنية بين البلدان المعنية، وكانـت ألمانيـا قـد أخـذت بزمـام المبـادرة فـى هـذه العمليـة الدوليـة، حيـث ألقـت إدارة التحقيقـات الجنائية المركزية في مدينة أولدنبورغ الألمانية القبض علـى مـواطن أسترالي يـشتبه في أنه المشغل لموقع السوق السوداء بالقرب من الحدود الألمانيـة الدنماركيـة خـلال عطلـة نهايـة الأسـبوع، حيـث سـمح التحقيـق، الـذى قادتـه وحـدة الجـرائم الإلكترونيـة في مكتـب ٕ ٕ المــدعي العــام في كــوبلنز، للــضباط بتحديــد موقــع الــسوق وإغلاقه وأغلاق الخــوادم والاسـتيلاء علـى البنيـة التحتيـة الجنائيـة – أكثـر مـن ٢٠ خادمـا في مولـدوفا وأوكرانيـا 

بـدعم مـن مكتـب شـرطة التحقيقـات الجنائيـة الفيدرالي الألماني (BKA (، حيـث منحـت مـن التحقيـق مـع الوسـطاء والبــائعين البيانـات المخزنـة المحققـين خيوطـا جديـدة لمزيــد والمـشترين، وقـد عملـت منظمـة اليورو بول علـى تـسهيل عمليـة تبـادل المعلومـات علـى الصعيد الدولي، وتوفير الدعم التشغيلي المتخصص، وتوفير تحليلات متقدمة ساعدت السلطات الألمانية في تحديد وتعقب المسئول المزعوم، ودعم ألمانيا في تنسيق الجهود التعاونية عبر الحدود التي تشارك فيها شركاء دوليون، بمشاركة فاعلة من فريق الويب المظلم التابع لليورو بول، وتظهر الأرقام والإحـصائيات الخاصـة بموقـع الـسوق الـسوداء Market Dark مـدى خطــورة أنــشطته الإجراميـة، حيــث كــان يـستخدمه مــا يقــرب مــن نـصف مليـون (٥٠٠٠٠٠ (مـستخدم؛ ويتعامـل فيـه أكثـر مـن (٢٤٠٠ (بـائع؛ وتـتم مـن خلالــه أكثــر مــن (٣٢٠٠٠٠ (معاملــــة؛ وكـــان يتــــم مـــن خلالــــه نقــــــل أكثـــــر مـــــن (٤٦٥٠ (bitcoin ) و ١٢٨٠٠(monero بالمعدل الحالي، وهـذا يتوافـق مـع مبلـغ يزيـد علـى ١٤٠ مليـون يـورو، حيـث كـان الباعـة يتـاجرون في الـسوق المـشار إليـه بـشكل أساسي بجميـع أنـواع الأدويـة، ويبيعـون الأمـوال المزيفـة، وتفاصـيل بطاقـات الائتمـان المسروقة أو المزيفة، وبطاقات SIM المجهولة والبرامج الضارة . 

– ضـبط مديري إحـدى المنـصات الإلكترونيـة لنـشر صـور الاعتـداء الجنسي علـى شـبكة الإنترنـت المظلمـة : نجحـت منظمـة الـشرطة الأوروبيـة “اليورو بول” بالتعـاون مـع كـل مــن الــشرطة الألمانيــة والأمريكيــة في ضــبط أربعــة ألمــان أداروا منــصة لنــشر صــور الاعتداء الجنسي على الأطفال على شبكة الإنترنت المظلم يزورها قرابة نـصف مليـون مستخدم، والمعروفة باسم town Boys فى عملية أمنيـة متعـددة الوكـالات بتعـاون أمنـى دولي فعـال، بمـشاركة كـل مـن الـشرطة الجنائيـة الفيدراليـة الألمانيـة والـشرطة الهولنديـة والــشرطة الــسويدية والمركــز الأسترالي لمكافحــة اســتغلال الأطفــال والــشرطة الفيدراليــة الأسـترالية وخدمـة شـرطة كوينزلانـد ومكتـب التحقيقـات الفيدرالي الأمريكي وإدارة الهجـرة والجمـارك الأمريكيـة وشـرطة الخيالــة الكنديـة الملكيـة، وقـد بــدأت هـذه العمليـة الأمنيــة الدوليـة بتحقيـق مـن مكتـب الـشـرطة الجنائيـة الفيدراليـة الألماني حـول واحـدة مـن أكثـر منــصات الاعتــداء الجنسي علــى الأطفــال انتــشارا في أوروبــا علــى شــبكة الإنترنــت المظلمة، حيث تمت الاعتقالات للمشتبه بهـم في كـل مـن ألمانيـا وباراغواي وكان للمعتقلين أدوار مختلفة فيما يتعلق بـالموقع الـذى تـم الاسـتيلاء عليـه، حيـث تمـت إزالــة منـــصة الويــب المظلمــة، مــن قبــل فرقــة عمــل دوليــة أنــشأتها الــشـرطة الجنائيــة 

الفيدرالية الألمانية، والتي تضمنت اليورو بول ووكالات إنفاذ القانون من هولندا والـسويد وأسـتراليا وكنـدا والولايـات المتحـدة، وقـد ركـز هـذا الموقـع علـى الاعتـداء الجنسي علـى الأطفال، وكان لديه ٤٠٠٠٠٠ مستخدم مسجل عنـد إزالتـه، كمـا تـم في نفـس المناسـبة الاستيلاء على عدة مواقع دردشة أخرى على الشبكة المظلمة يستخدمها الأطفال الذين ُ يرتكبون جرائم جنسية، وتظهر مجتمعات المجرمين الأطفال عبر الإنترنت على الويب المظلـم (وفـق مـا يـراه اليورو بول) مرونـة كبيـرة في الاسـتجابة لإجـراءات إنفـاذ القـانون التي تــستهدفهم، تتــضمن ردود أفعــالهم إحيــاء المجتمعــات القديمــة، وأنشاء مجتمعــات جديدة، وبذل جهود قوية لتنظيمهـا وأدارتها، حيـث تـم اسـتخدام الـصور وبيانـات الفيـديو 

التي تم الاستيلاء عليها خلال هذا التحقيق لفـرق عمـل تحديـد هويـة الـضحايا التي يـتم تنظيمهــا بــشكل منــتظم في اليورو بول، ومــن المتوقــع حــدوث المزيــد مــن الاعتقــالات وعمليات الإنقاذ على مستوى العالم حيث تقوم الشـرطة في جميع أنحـاء العـالم بفحـص حزم المعلومات الاستخبارية التي جمعتها اليورو بول . – ضبط أحد المشتبه بهم لتوظيفه قاتل محترف عبر شبكة الإنترنت المظلمة: دعمت منظمـة الـشرطة الأوروبيـة “اليوروبـول” شرطــة البريــد والاتـصــالات الإيطالي ةــ Polizia( (Comunicazioni delle e Postale فــى اعتقــال مــواطن إيطالي يــشتبه فــى قيامــه بتوظيــف قاتــل محتــرف علــى شــبكة الإنترنــت المظلمــة، القاتــل، الــذى تــم توظيفــه مــن خـلال موقـع اغتيـال علـى الإنترنـت مستـضاف علـى شـبكة TOR ،تـم دفـع مـا قيمتـه حــوالى ١٠٠٠٠ يــورو مــن عمــلات البيتكــوين لقتــل صــديقة المــشتبه بــه الــسابقة، وقــد أجرى اليوروبـول تحليـل تـشفير عاجـل ومعقـد لتمكـين تتبـع وتحديـد المـزود الـذى اشـترى المــشتبه بــه العمــلات المــشفرة منــه، ثــم تواصــلت الــشرطة الإيطاليــة مــع مــزود خدمــة التـشفير الإيطالي الـذى تـم تحديـده، والـذى أكـد المعلومـات التـى تـم الكـشف عنهـا أثنـاء التحقيق وزود السلطات بمزيد من التفاصـيل حـول المـشتبه بـه، حيـث أدى التحقيـق في الوقت المناسب إلى منع وقوع أي ضرر ضد الضحية المحتملة . – ضـبط أحـد مـشتهى الأطفـال عـن طريـق شـبكة الإنترنـت المظلـم: تـشير بعـض التقـارير الصحفية إلى أن الإنترنت المظلم قد أسهم في إنقاذ طفل روسي عمره سبع سنوات من بــراثن أحــد مــشتهى الأطفــال (البيــدوفيليا ، ) والــذى اختطفــه واحتجــزه فــى مخبــأ تحــت الأرض لمـدة ٥٢ يومـا في روسـيا، وكانـت عمليـة تحريـر الطفـل قـد تمـت بتـدخل مـن القـــوات الخاصــة الروســية بالتعــاون مــع الإنتربــول، حيــث وردت المعلومــات المتعلقــة ً بالطفـل عبـر قنـوات الإنتربـول للـشرطة الروسـية، حيـث إن وجـود الطفـل صـار معروفـا من المنشورات في الإنترنت المظلم . – مداهمـة أحـد مراكــز استـضافة مواقــع الـديب ويـب في مخبـأ ســابق للنـاتو بألمانيــا تمكنــت الــسلطات الألمانيــة مــن مداهمــة أحــد أكبــر أوكــار ومراكــز استــضافة مواقــع ــــال “Darkweb “في العــالم، والــذى كــان في مخبــأ قــديم تــابع لحلــف شــمال الأطلــسى  (الناتو) فى قرية “ترابن ترارباخ” على ضـفاف نهـر “موسـيل” بألمانيـا، وتعـود وقـائع هـذه المداهمة إلى اشتباه الشرطة الألمانية فى مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يتـرددون على المخبأ، وبعد المراقبة والتحريات تم التأكد من أنه أحد أوكار مواقـع الــ web Dark ، الـذى تـتم فيـه أنـشطة غيـر قانونيـة، فـتم اقتحـام المكـان بقـوة أمنيـة مكونـة مـن ٦٠٠ شرطي، وكــان المبنــى المــشار إليــه علــى مــساحة ٥٠٠٠ متــر مربــع ومغلــق بــأبواب مــصفحة، ويمتــد بعمــق خمــسة أدوار تحــت الأرض، ويقــع علــى أرض مــساحتها ٢,٣فـدان مؤمنـة بـسياج شـائك وكـاميرات مراقبـة، وقـد صـرح يوهـانس كـونز “رئـيس الـشرطة الإقليمية” بأن “: المهمة لم تكن مجـرد اقتحـام للأسـوار الحديديـة، وانمـا مـن الـلازم كـذلك اختـراق الحمايـة الرقميـة لمركـز البيانـات center Data الموجـود بالمخبـأ”، كمـا أضـاف كونز إلى ذلك أن عملية اختراق الـ servers للوصول للبيانـات الموجـودة بـداخلها كانـت ً صـعبة جـدا لكـنهم نجحـوا فيهـا بعـد سـاعات مـن الاقتحـام، وقـد قامـت الـشرطة الألمانيـة بمـصادرة أكثـر مـن ٢٠٠ سـيرفر servers مـع ملفـات مهمـة فيهـا معلومـات عـن أمـاكن وجهات حكومية وخاصة حول العالم ومبالغ مالية كبيرة، كمـا تمكنـت الـشرطة الألمانيـة مـن القـبض علـى ١٣ شـخص تتـراوح أعمـارهم مـا بـين ٢٠ و٥٩ سـنة مـنهم مـن كـان موجودا وقت المداهمة، ومن منهم من ثبت تورطه في هذه الأنشطة غير المشروعة . 

– تفكيك شبكة لاستغلال الأطفال عبر الدارك ويـب: أسـفرت جهـود الإنتربـول عـن تفكيـك شــبكة دوليــة لاســتغلال الأطفــال جنــسيا بتــاريخ /٥/٢٣ ٢٠١٩م، كانــت تتواصــل عبــر شـبكة الـدارك ويـب، فـى عمليـة أسـفرت عـن توقيـف ٩ أشـخاص في ثـلاث دول، وكـان الإنتربـول قـد أطلـق هـذه العمليـة فـى ٢٠١٧ إثـر اكتـشاف مـواد تظهـر اسـتغلالا جنـسيا لأطفال على موقـع عبـر شـبكة الـدارك ويـب، يـضم نحـو ٦٣ ألـف عـضو، 

 وقـد سـمحت هذه العمليـة بإنقـاذ ٥٠ ً طفـلا، حيـث حلـل محققـون مـن عـدة دول إثـر طلـب “الإنتربـول” المـواد المنـشورة، وتمكنـوا مـن تحديـد عنـاوين إلكترونيـة (أى بـي) فـى تايلانـد وأسـتراليا والولايـات المتحـدة، بينمـا عطلـت هيئـة مكافحـة الجـرائم الإلكترونيـة فـى بلغاريـا الموقـع الذى كان ينشر مواد جديدة بصورة أسبوعية على مدى سنوات عدة، ومن بين المـشتبه بهم التسعة الذين أوقفوا، تم التعرف على المشغل الرئيسي للموقع، وهـو رجـل مقـيم فـى تايلاند اتهم بارتكـاب انتهاكـات جنـسية فـى حـق الأطفـال الأحـد عـشر، ومـن بيـنهم أحـد أقاربـه، وكـذلك أوقـف أحـد المـشغلين الآخـرين لهـذا الموقـع فـى أسـتراليا وعثـر بحوزتـه على آلاف الوثائق التي تظهـر انتهاكـات جنـسية بحـق أطفـال تـم تـصويرهم فـى تايلانـد وأستراليا، وأوضحت هذه الصور أنه المسئول الرئيسى عن الانتهاكـات فـى حـق أطفـال لــم يتعــد عمــر أحــدهم ١٥ شــهرا، فيمــا حكــم علــى أحــد الــرجلين بالــسجن ١٤٦ عامــا والثاني ٤٠ عاما في بلديهما . 

سادسا: الجهود الوطنية: 

تتجه الآن العديد من دول العالم للتصدي إلى المواقع الموجودة على الشبكة السوداء ومحاولة الكشف عن مستخدميها، حيث قامت بعض الدول بتطوير برامج خبيثة، تتم من خلالها مهاجمة أجهزة الحاسب الآلى لعدد كبير من الأفراد للتوصل إلى مستخدمي برنامج TORوالكشف عن هويتهم، وهو الأسلوب نفسه الذى اتبعته أيرلندا فى ٢٠١٣ للقبض على إريك أوين ماركيز Eoin Marques Eric ،الذى كان يدير شبكة سوداء كبيرة تدعى hosting . Freedom كما أعلنت روسيا عن جائزة تقدر بنحو أربعة ملايين روبل لمن يستطيع اختراق مواقع الشبكة السوداء، ولكن وكما أظهرت حالة SilkRoad 

،ليس من السهل محاربة هذا النوع من الشبكات، والتصدي لانتشار استخدامها، والحد من الأنشطة الإجرامية التي تمارس من خلالها . 

وعلى الرغم من هذه الجهود لمجابهة صور الإجرام عبر الشبكة المظلمة، فإن هناك بعض الأصوات التى تؤيد استخدام الشبكات المظلمة وبرنامج TOR والبرامج المثيلة له، نظرا لاستخدامهم كأدوات للتعبير عن الرأى وحماية خصوصية المواطنين فى مواجهة الرقابة الحكومية، علاوة على التوقعات المستقبلية لاستخدام الشبكات السوداء والمواقع والتطبيقات  المنبثقة عنها فى إحداث تغييرات جذرية فى النظام العالمى وفواعله، 

 وبصفة خاصة العملات الافتراضية، والتى يتصاعد استخدامها فى المجتمعات الافتراضية، حيث من المتوقع أن يواجه النظام الاقتصادي العالمي إشكالية تآكل الثقة فى التعاملات المالية، مما قد يتسبب في أزمات اقتصادية على المستوى العالمى، فى مقابل تزايد نفوذ أصحاب ومديري هذه الشبكات الافتراضية، وتراكم ثرواتهم بطريقة غير مشروعة، كما أن هذه الشبكات من الممكن أن تحتكر خدمات الاتصالات فى الفضاء الإلكتروني بشكل يؤثر مستقبلا على سيادة الدول، ويفقدها السيطرة على التفاعلات عبر المجال الافتراضي 

النتائج: 

١ -انتقال جزء من أنشطة الجماعات الإجرامية المنظمة إلى الواقع الافتراضي، مستغلين الشبكة المظلمة كسوق سوداء وبيئة خصبة لمباشرة أنشطتهم الإجرامية، وتشير التقديرات إلى تحقيق هذه الجماعات المنظمة لأرباح ضخمة من هذه الأنشطة غير المشروعة، معتمدين فى ذلك على العملات الافتراضية المشفرة. 

٢ -استغلال المجرمين المعلوماتيين ما تتسم به الشبكة المظلمة من سرية واستخدام تقنيات التشفير المعقدة التي تصعب عملية متابعتهم وتعقبهم، لمباشرة أنشطتهم الإجرامية، بعدائية، بما يشكل عائقا في ملاحقة هذه العناصر الإجرامية، عن نظر سلطات العدالة الجنائية وصعوبة إثبات الجرائم المرتكبة. 

 ٣ – تبذل الدول والمنظمات الدولية ذات الصلة بمكافحة أنشطة الإجرام المنظم جهودها المضنية لمواجهة الأنشطة الإجرامية المنظمة التي ترتكب على الشبكة المظلمة، على الرغم من صعوبة تتبع هذه الأنشطة الإجرامية بسبب استخدام تقنيات التشفير. 

ثانيا: التوصيات: 

١ -ضرورة تضافر الجهود الدولية وتعزيز التعاون الدولي الأمني والقضائي، لتحقيق المواجهة الفعالة لمواجهة أنشطة الإجرام المنظم عبر الشبكة المظلمة. 

٢ – النظر نحو استحداث وحدات أمنية متخصصة لمكافحة جرائم الشبكة المظلمة والعملات المشفرة، وتعزيز دور منظمة الإنتربول في التنسيق بين هذه الوحدات، لتحقيق المواجهة الفعالة في مكافحتها. 

٣ -العمل على دعم أجهزة إنفاذ القانون بالمساعدات التقنية والتدريب المتقدم اللازم لإجراء 

أعمال التحري المتعلقة بالشبكة الخفية وكيفية ضبط الجرائم المرتكبة عبر الشبكة المظلمة.     ٤ -مواصلة العمل على تطوير الحلول التقنية المساعدة لرصد وكشف الجرائم المرتكبة على  الشبكة المظلمة كأدوات التنقيب على المعلومات والزواحف الشبكية لفهرسة البيانات على الشبكة المظلمة والأدوات التحليلية لتعقب مسارات العملات الافتراضية المشفرة، وبرمجيات سلاسل الكتل للتحفظ على الأدلة الرقمية. 

**كاتب المقال

دكتور القانون العام والاقتصاد

عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان

مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي  للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا

مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية

مستشار تحكيم دولي         محكم دولي معتمد      خبير في جرائم امن المعلومات

نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي  لحقوق الانسان والتنمية

نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا

عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة

عضو منظمة التجارة الأوروبية

عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان

محاضر دولي في حقوق الانسان

المصريون يشتكون إلى الله .. “لقد سحقتنا الدولة. لمن نذهب؟ وماذا سيحل بنا؟”..”نحن  أموات.. لقد ذبحونا.. الأسعار جنونية!”

تحقيق : حافظ الشاعر

“الناس أموات. لقد ذبحونا. الأسعار جنونية!”، هذا بعض ما سمعناه من رجل في منتصف العمر بأحد أحياء القاهرة الراقية عندما خرجنا لنسأل الناس عن ارتفاع الأسعار، في ظل تراجع غير مسبوق للجنيه المصري أمام العملات الأجنبية.

ويقول الرجل الأربعيني الذي كان حديثه أشبه بالصراخ: “كل ما أريده الآن هو مقبرة كي أُدفن فيها وأستريح. لكن حتى أسعار المقابر لم تعد في متناول اليد”.

وانخفض الجنيه المصري لأدنى مستوى له على الإطلاق أمام الدولار. وحتى مارس آذار الماضي، كان سعر الدولار يقترب من ستة عشر جنيها مصريا، أما الآن فقد تراجعت قيمة الجنيه المصري كثيرا، ليصل سعر الدولار الواحد إلى نحو سبعة وعشرين جنيها.

وفقد الجنيه أكثر من نصف قيمته أمام العملات الأجنبية خلال بضعة أشهر فقط، ويتزامن ذلك مع موجة تضخم موجعة تضرب البلاد.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها الجنيه تعويما، أو طرحا وفقا لقيمة العرض والطلب، فقد انخفضت قيمته بأكثر من خمسين في المئة في عام 2016 عندما حصلت مصر على أول قرض من صندوق النقد الدولي. ثم شهد سعره ثباتا نسبيا في الأعوام التالية حتى مارس/آذار من العام الماضي.

ووفقا للأرقام الرسمية، تبلغ معدلات التضخم نحو عشرين في المئة، بينما يقول خبراء إن نسبة التضخم الحقيقية قد تكون أكبر من ذلك بكثير. فالكل يشكو أيا كانت طبقته الاجتماعية.

“رفقا بنا”

أكملنا جولتنا في شوارع القاهرة لنلتقي ربة منزل خمسينية تشعر بقلق عميق بشأن مستقبل أبنائها وتقول: “لا أدري كيف سأزوج أولادي؟ فنحن نعاني أشد المعاناة لكي نسدد نفقات تعليمهم”.

وتضيف المرأة التي يبدو الغضب والإنهاك واضحين على وجهها: “لا نستطيع أن نشتري اللحم بسبب الغلاء. بالكاد نأكل الدجاج مرة أو وتوجه حديثها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قائلة: “أرجوك أن ترفق بنا. فنحن فقراء وكادحون ونكسب قوت يومنا بشق الأنفس. يمكنك أن تأخذ ما تريد من الأغنياء”.

ويقول خبراء إن “مرونة سعر الصرف” كان مطلبا أساسيا من مطالب صندوق النقد الدولي الذي وافق مؤخرا على إقراض مصر ثلاثة مليارات دولار لمدة 46 شهرا. وهذه هي المرة الرابعة التي تحصل فيها مصر على قرض من الصندوق. فمنذ عام 2016، اقترضت الحكومة نحو 20 مليار دولار، لتصبح من بين أكثر الدول اقتراضا من الصندوق.مرتين شهريا”.

أزمة الدولار

وعلى مدار العام الماضي، شهدت الخزينة المصرية نقصا واضحا في احتياطي النقد الأجنبي، ما تسبب في عدة أزمات، على رأسها تعثر الاستيراد، في بلد يعتمد بشكل كبير على السلع القادمة من الخارج.

وبسبب تعقيدات إجرائية في عمليات الاستيراد تكدست كميات ضخمة من البضائع في الموانئ لأشهر، لكن الحكومة نجحت مؤخرا في الإفراج عن بعضها. وأعلن رئيس الوزراء مصطفي مدبولي الإفراج عن بضائع من الموانئ بقيمة 6.25 مليار دولار، الشهر الماضي، من أصل بضائع تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 14 مليار دولار.

ويقول هاني جنينة، الخبير الاقتصادي والمحاضر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن أزمة الدولار مرتبطة بعوامل عالمية مثل الحرب الروسية الأوكرانية، وما سببته من اضطراب في أسواق المال، ومن ارتفاع ملحوظ في أسعار السلع، بجانب عوامل محلية تتمثل في زيادة الإنفاق الحكومي.

ويوضح جنينة لبي بي سي أن الكثير من الاقتصادات الناشئة، ومنها مصر، عانت بسبب خروج ما يسمى برؤوس الأموال الساخنة من الأسواق، “فقد خرج أكثر من 20 مليار دولار من السوق في بداية العام الماضي”، تزامنا مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، على حد قوله.

أما فيما يتعلق بالعوامل الداخلية التي أسهمت في خلق تلك الأزمة، فيرى الخبير الاقتصادي أن التوسع الحكومي في مشروعات البنية التحتية وإنجازها في فترة زمنية قصيرة سبب ضغطا على موارد البلاد من الدولار.

ويضيف جنينة أن “المشروعات في حد ذاتها مفيدة لكن ما أُنجز في عام أو عامين كان من الأفضل أن ينجز في خمسة أعوام مثلا”، مضيفا أن التسارع في الإنفاق الحكومي دفع الدولة للاستدانة من أجل إنجاز تلك المشروعات.

وامتلأت صفحات المواقع الاجتماعي في الأسابيع الأخيرة بشكاوى من صعوبة شراء الدولار داخل البنوك، ما أدى لانتعاش السوق السوداء للعملات الأجنبية. وسارع الناس لشراء الدولارات أو السبائك الذهبية باعتبارهما ملاذا آمنا للادخار في وقت تنهار فيه قيمة العملة المحلية.

وفي محاولة من الدولة لمواجهة هذه الظواهر، طرح أكبر بنكين حكوميين شهادات ادخار بعائدات تصل قيمتها إلى خمسة وعشرين في المئة، وهي أعلى نسبة عائدات في تاريخ البنوك المصرية. ومع طرح هذه الشهادات تظهر المخاوف من ركود يضرب الأسواق لأن عائدات تلك الشهادات ستكون أعلى من أي مكاسب قد تحققها المشروعات الاستثمارية، مما يدفع الناس للإحجام عن الاستثمار.

وقبل نحو أسبوعين، رفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة على الإيداع والاقتراض بمقدار ثلاث نقاط مئوية. وقال البنك المركزي في بيان إنه سيستخدم كافة أدواته النقدية لاحتواء الضغوط التضخمية. وأضاف أنه يحدد قيمة الفائدة بناء على معدلات التضخم المتوقعة وليس معدلات التضخم السائدة.

ويقول علاء عبد الحليم الخبير الاقتصادي لبي بي سي إنه “من الأفضل لمصر القضاء على السوق السوداء؛ فخزينة الدولة تعتمد على تحويلات المصريين في الخارج، باعتبارها من أهم مصادر توفير العملة الأجنبية، وهذه التحويلات يجب أن تتم داخل النظام المصرفي وليس في السوق الموازية”.

وعن المخاوف من الركود، يقول عبد الحليم إن طرح هذه الشهادات “أشبه بالدواء المُر. فالحكومة تعطي الأولوية الآن لمحاربة ما يعرف (بالدولرة) أي تحويل كل المدخرات للدولار. ولا يمكن الحديث عن الاستثمار إلا عندما يستقر سعر الجنيه أمام الدولار”.

“لمن سنذهب؟”

كثرت التساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي عن عدم وجود بيانات حكومية واضحة تكشف للناس تفاصيل المرحلة المقبلة (صورة أرشيفية)

تؤكد الدولة المصرية على لسان مختلف مسؤوليها أن المعاناة الاقتصادية الحالية هي جزء من ظرف عالمي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، لكن الناس في الشارع باتوا يفندّون هذا المنطق.

يقول رجل رقيق الحال في أحد أحياء القاهرة الشعبية: “كنا نظن في بادئ الأمر أن الأزمة في القمح فقط. لكن أزمة القمح العالمية حُلّت وعادت أوكرانيا لتصدير القمح. أما معاناتنا فمستمرة. فأسعار كل السلع ارتفعت. لم أعد آكل اللحم ولا حتى الدجاج”.

ويضيف غاضبا: “لقد سحقتنا الدولة. لمن نذهب؟ وماذا سيحل بنا؟”

وعلى ما يبدو، لم يعد الناس في الشارع يلقون بالاً لحديث خبراء الاقتصاد أو المتخصصين، فما يعنيهم هو معيشتهم اليومية، والصعوبة البالغة التي تواجههم من أجل تأمين أبسط أساسيات الحياة.

ارتفاع مؤشرات البورصة

من ناحية أخرى، يؤكد هاني جنينة أن سوق المال استقبل قرار تحرير سعر الصرف بالكثير من الترحيب. ويدلل على ذلك بارتفاع مؤشرات البورصة.

لكنه اتفق مع عبدالحليم على أن سعر الجنيه المصري حاليا أضعف من قيمته الحقيقية؛ إذ من المفترض أن تصل قيمة الدولار لنحو 23 جنيها.

ويفسر جنينة هذا الضعف بوجود “فجوة زمنية بين اتخاذ قرار تحرير سعر الصرف ودخول موارد دولارية، لأن بعض الأموال تنتظر اتخاذ مصر مزيدا من الإجراءات الإصلاحية حتى تدخل للسوق”.

ولم تحصل مصر حتى اللحظة سوى على الشريحة الأولى من قرض صندوق النقد والتي تقدر بنحو 350 مليون دولار. ويوضح جنينة أن الحكومة لا يمكنها أن تتراجع عن سياسة تحرير سعر الصرف لأن هناك حالة من التشدد والتدقيق العالمي فيما يتعلق بإقراض الدول الناشئة، فيتعين على مصر الالتزام بشروط الصندوق.

وعادة ما تلجأ الدول المتعثرة للاقتراض من صندوق النقد بهدف أن تبعث برسالة طمأنة تجذب بدورها المستثمرين الأجانب. ويقول جنينة إن هناك شركاء من الخليج وأوروبا ينتظرون من الدولة الالتزام ببنود الاتفاق مع الصندوق كي يضخوا أموالهم داخل السوق المصرية.

ويضيف: “أتوقع تنفيذ عدد كبير من عمليات الاستحواذ داخل السوق خلال الفترة المقبلة، بما يحد من أزمة الدولار ويسهم في استقرار السوق والسيطرة على التضخم”.

وخلال الأشهر القليلة الماضية شهدت السوق المصرية استحواذ رؤوس أموال خليجية على حصص من عدة شركات في قطاعات مختلفة وهو ما أثار انتقادات واسعة للحكومة التي اتهمت ببيع أصول البلاد من أجل حل أزمة الديون.

غياب المعلومات

وهناك من يرى أن حالة الضبابية التي تكتنف الوضع الاقتصادي في مصر، فضلا عن التذبذب في قيمة العملة قد يكون عاملا طاردا للمستثمر الأجنبي.

وكثرت التساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي عن عدم وجود بيانات حكومية واضحة تكشف للناس تفاصيل المرحلة المقبلة.

ويرى علاء عبد الحليم أن الدولة المصرية تقدم معلومات للمؤسسات الدولية مثل صندوق النقد أكثر مما تقدم للمواطن المصري الذي بات عليه أن يبحث عن المعلومات لدى تلك الكيانات الدولية.

وكتب أحد المواطنين على تويتر “لماذا لا تحدثنا الحكومة؟”.

المصدر:B B C عربى

  متلازمة الفتاة المحظوظة تغزو العالم على التيك توك

“أشعر بأنني فتاة محظوظة وبأن كل شيء يجري يصب في مصلحتي، وأن الكون مسخر لخدمتي”.إذا كنت من اللائي يعملن بهذا المبدأ، فهذا يعني أن لديك متلازمة الفتاة المحظوظة.

انتشر هاشتاغ #Luckygirlsyndrome (متلازمة الفتاة المحظوظة) في جميع أنحاء العالم في فترة أعياد رأس السنة الجديدة، حيث حقق الوسم أكثر من 80 مليون مشاهدة.

وإذا استعرضت مقاطع الفيديو على موقع تيك توك الخاص بك، قد تظهر أمامك فيديوهات لعشرات “الفتيات المحظوظات” التي تتحدث فيها الفتيات عن القوة التي تغير الحياة الشخص عند التحول إلى فتاة محظوظة.

مضمون فكرة أو مفهوم “الفتاة المحظوظة” هو أن التفكير الإيجابي سيساعدك في تحقيق أهدافك.وعلى الرغم من أن الكثيرين يجزمون بصحة العمل بهذا المفهوم، إلا أنه لا يوجد دليل علمي على ذلك.

لم يقتنع الجميع بهذا المفهوم، ووصفه البعض بأنه “الترند الأكثر اعتداداً بالنفس على تيك توك حتى الآن”.

كما قيل إن الضغط على النفس من أجل “التفكير بأفكار جيدة” قد يكون غير مفيد إذا كنت تعاني من بعض المشاكل من ناحية الصحة العقلية.

وبينما يمكن أن يكون التفكير الإيجابي شيئاً جيداً، قال أحد الخبراء لبي بي سي نيوزبيت، إن هناك بعض المشكلات التي لا يمكنك حلها بقوة التفكير وحدها.

“كل شيء يسير على ما يرام”من المؤكد أن صانعة المحتوى تامانا كاور إحدى المؤمنات بهذه الفكرة تماماً.

كانت الفتاة البالغة من العمر 22 عاماً، من مقاطعة ديربي، جنوب إنجلترا، تشعر بالسلبية تجاه العمل عندما شاهدت متلازمة الفتاة المحظوظة على الإنترنت وقررت تبني أسلوب جديد في حياتها.

بالنسبة إلى تام، تعمل الفكرة من خلال تأكيداتها اليومية لنفسها بأنها محظوظة وأن كل شيء يعمل لصالحها، وغمر نفسها بسيل من مشاعر الامتنان والتأكيد على قائمة من الأشياء التي تطمح لتحقيقها.

وتقول: “لم أكن أعرف أي شيء عن ذلك سابقاً، ولكن كلما غصت في البحث أكثر، فهمت المعنى بشكل أعمق، وهو الإيمان بأنك الفتاة الأكثر حظاً وبأنك تجسدين ذلك وتعيشين هذا النمط من الحياه، أدركت أنه يرتبط كثيراً بإظهار ذلك فعلاً ومعايشة هذا الشعور”.

وتقول إنها حققت نتائج إيجابية حتى الآن.

كانت تام تحلم بأن تكون عارضة أزياء وتم حجزها مؤخراً لالتقاط صور لها.لقد أتيحت لها أيضاً فرصة العمل مع الماركات التجارية الكبرى عبر الإنترنت.

تقول: “لم يحدث ذلك حتى غيرت طريقة تفكيري وبدأت أقول إن ذلك سيحدث”.”ومنذ ذلك الحين، بدأت أشعر بأن الفرص تنهال علي وكل شيء يسير على ما يرام”.

“استحضار الأشياء لتصبح واقعاً”

وتقول هولي توماس، طالبة الحقوق البالغة من العمر 20 عاماً، من مدينة مانشستر، إنها لم تؤمن بالتجلي أو الروحانية إلا منذ حوالي خمس سنوات.

والآن، هي من بين أولئك المقتنعات بأن تتمتع بمتلازمة الفتاة المحظوظة.تقول: “أعتقد أنه يمكنك استحضار الأشياء إلى الواقع”.”يمكن أن تكون أشياء صغيرة، مثل اجتياز جميع إشارات المرور الخضراء أثناء رحلتك إلى العمل”.

“إنها مجرد ذهنية المحظوظة”.

“وأحياناً أعتقد أنه مع متلازمة الفتاة المحظوظة، تجذب أشياء لم تكن تعلم أنك تريدها بالفعل”.

تماماً مثل تام، تحصل هولي على 99 في المئة من الأشياء التي تقول في قرارة نفسها إنها ستحصل عليها”.

لكن هذا لا يعني أنها لا تؤمن بالعمل الجاد، وتقول “لا مكان للحظ في القانون” عندما يتعلق الأمر بدراساتها.

لكنها تعتقد أن متلازمة الفتاة المحظوظة، ساعدتها في العثور على رحلات اللحظة الأخيرة، والانتقال إلى شقتها، وحتى كما تقول مازحة، عندما يتعلق الأمر بلعب موسيقى الروك والورق والمقص”.

تقول: “الكثير من الأشياء الصغيرة من هذا القبيل، والتي لا أعتقد أنني يمكن أن أعمل من أجلها في الواقع، تحدث لي بفعل الحظ فقط”.

تأكيد التحيز

الدكتورة كارولين كينان طبيبة نفسية درست ترند الفتيات المحظوظات.في حين أنها تعتقد أن التفكير الإيجابي مفيد، إلا أن لديها بعض المخاوف. تقول كارولين إن متلازمة الفتاة المحظوظة مبنية على فكرة تُعرف باسم قانون الافتراض، والذي يعتمد على مبدأ أنه يمكنك أن تجعل ما تتخيله لنفسك حقيقاً.

وتقول: “ستكون هناك للأسف، بعض المواقف في الحياة لا نستطيع إظهارها والتفكير في طريقنا للخروج منها”.

“أشعر بالقلق عند وقوع الأشخاص في مواقف قد لا تكون فيها هذه الاستراتيجية فعالة”.إنها فكرة يتفق عليها منتقدو متلازمة الفتاة المحظوظة.

فقد صادفنا مستخدمي إنترنت وهم يلومون أنفسهم عندما فشل التفكير الإيجابي في مساعدة قريب مريض أو علاج أمراض مزمنة.

وتشير كارولين إلى أننا كبشر بارعون جداً في ايهام انفسنا عندما نريد الحصول على شيء فعلاً”.

تقول كارولين: “هناك أيضاً شيء يسمى بالتحيز التأكيدي، والذي أعتقد أنه من المحتمل أن يكون له صلة وثيقة بالموضوع”.

وتقول، تخيل أنك ذاهب إلى مقابلة عمل.”إذا شعرت بأنك غير مستعد، فمن المرجح أن تلاحظ علامات صغيرة تتوافق مع هذا الشعور وإذا لم يهتم المحيطون بك بما تقول، فهناك احتمال أن ينتابك شعور سلبي”.

الآن، أتخيل نفس المقابلة، لكن يرافقها شعور الاستعداد لها.

تقول كارولين: “ستقول في نقسك وانت ذاهب الى المقابلة: أعلم بالضبط ما سيحدث هنا، سأحضر هذه المقابلة، سأحصل بالتأكيد على هذه الوظيفة”.

“ثم أرى الناس يومئون لي برؤوسهم. هذه هي الأشياء التي سأشاهدها لأنها هي التي تدعم إيماني”.

انتقد بعض صناع المحتوى على التيك التوك عبر مقاطع فيديو هذه الموجة قائلين إنه يمكن أن يُترك الناس في حالة لوم لأنفسهم على حدوث أشياء سيئة، حتى لو كان ذلك خارج عن إرادتهم.

وأشاروا إلى أنه من الصعب بشكل خاص بالنسبة لمن يعانون من الإعاقة، أو بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطهاد وقمع عنصري ممنهج حيث لا يمكنهم “التفكير في طريقهم للخروج من أوضاعهم”.

تعترف هولي بأن متلازمة الفتاة المحظوظة “تبدو ضرباً من الجنون” لكنها حثت الناس على تجربتها قبل رفضها.

تقول: “فقط حاول أن تخبر الجميع أنك ذلك الشخص الرائع، وأنك محظوظة حقاً وشاهدي ما سيحدث”.

“إذا لم تنجحي، فلديك كل الأسباب لعدم تصديق ذلك، لكن الأمر جدير بالمحاولة”.

المصدر:B B C عربى

كيف يرى المصريون الجدل بشأن حقوق الإنسان في بلادهم؟

تبدو الفجوة واسعة، بين مايقوله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وما تقوله جماعات محلية ودولية لحقوق الإنسان عن واقع حقوق الإنسان في مصر، وقد اتضحت تلك الفجوة، خلال الأيام الماضية، من خلال تصريحات للرئيس المصري، أدلى بها خلال مشاركته في جلسة لمنتدى شباب العالم، الذي يقام في منطقة شرم الشيخ بمصر، وشهدت “انتقادا حقوقيا” من إحدى المشاركات.

وكانت ممثلة تحالف البحر المتوسط، والتي لم يذكر اسمها في الجلسة، قد قالت إنه ” ورغم التطور المحدود الذي ظهر في اعتماد إستراتيجية حقوق الإنسان في أيلول/سبتمبر الماضي، نشعر بالقلق تجاه حالات الاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري وقمع المجتمع المدني وانتهاكات للسجناء”، مناشدة اتخاذ “إجراءات تصحيحية سريعة”.

السيسي يفند

وفي رده عبر مداخلة بالجلسة، نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، قال الرئيس المصري “شعرت أن الخطاب قاس جدا لكن صدقوني الواقع الموجود في مصر ليس كذلك، وبالتالي هذا شكل من أشكال الإساءة، بقصد أو من دون قصد للدولة المصرية” مطالبا بضرورة أن يتم وضع قضايا، مثل توفير فرص العمل، وحق السكن والرعاية الصحية، والتعليم المناسب، باعتبارها حقوقا أصيلة، من حقوق الإنسان، وأنها تمثل تحديات للدولة المصرية.

وتعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي، بصورة أكثر تفصيلا لنفس القضية، خلال لقائه بالصحفيين الأجانب في شرم الشيخ، وكان أحد الصحفيين، من إذاعة مونت كارلو الدولية، قد سأل السيسي عن “أعداد المحبوسين بسبب الرأي والخلفيات السياسية، المتزايد خلال الآونة الأخيرة وحالات الاختفاء القسري وأوضاع حقوق الإنسان”، ضاربا المثل بقرار توقف أعمال الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، بعد 18 عامًا من العمل في المجال الحقوقي.

وفي معرض رده قال السيسي ” أحيانا البيانات بتكون مش دقيقة” ومضى قائلا”احنا بلادنا مش لاقية تاكل، البلد دي عايزة تعيش والشعب دا عايز ينمو زي ما الباقي كِبر، مش عايزين حد يعيقنا.. تاني بقول محدش هيحب شعب مصر أكتر مننا بس احنا بنحبه صح.. عايزين نزود الدخل للمواطن، المصري مبيتفسحش علشان مش لاقي، عايز ياكل، حد يقول كدا آه انا بقول كدا، قضيتي اني اخد بإيد البلد دي لقدام”.

انتخاات سنوية

لكن ما أثار المزيد من الجدل بين المصريين، هو قول الرئيس في نفس الجلسة بأنه مستعد لتنظيم انتخابات كل عام في مصر، وقد وجه السيسي كلامه للصحفيين الأجانب قائلا ” ولكن بشرط واحد أن تتحملوا أنتم التكلفة المادية للعملية الانتخابية”،وتابع “مستعد أن أفعل ذلك كل عام بحضور كل المنظمات الدولية: الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمات المجتمع المدني، وأن تكون هذه المنظمات في اللجان، وإن قال المصريون: لا، سأتركهم وأرحل”، وفي معرض حديثه عن خطورة التظاهرات على الوضع الاقتصادي في مصر تابع السيسي قائلا “إدوني 50 مليار دولار كل سنة وأنا هطلب من المصريين يقفوا في الشارع (للتظاهر)”.

وفي أعقاب حديث الرئيس المصري، عاد هاشتاج #ارحل_يا_سيسي لتصدر قائمة الأكثر تداولا مصريا على موقع “تويتر”، بعد فترة من الغياب ، ورأى العديد من المغردين ضمن هذا الهاشتاج أن تصريحات السيسي، كانت بمثابة محاولة لامتصاص تداعيات الانتقادات التي وجهت للسطلة، خلال منتدى شباب العالم، والتي جاءت من شخصيات أجنبية، ومثلت خروجا عن حالة إكالة المديح الدائم للمؤتمر وللنظام.

تباين بين رؤيتين

وإذا كان السيسي قد تحدث باستفاضة، عن رؤيته لقضية حقوق الإنسان في مصر، فإن منظمات حقوق الإنسان وخاصة الدولية منها، تنظر إلى واقع الأمر في مصر نظرة مختلفة تماما، وتعتبر تلك المنظمات، أنه وفي الوقت الذي بدأ فيه النظام في مصر، تحركات إيجابية في مجال حقوق الإنسان في العام الماضي 2021، عبر إلغاء قانون الطوارئ، والأفراج عن بعض السجناء السياسيين، فإنه وبموازاة ذلك، سعى لإقرار تشريعات جديدة ربما تكون أكثر قمعا من قانون الطوارئ وعلى رأسها مايعرف في مصر بقانون الجمعيات الأهلية.

ويقضي القانون، بأن تقوم كل المنظمات غير الحكومية، بتسجيل نفسها لدى السلطات الرسمية، بحلول الحادي عشر من كانون الثاني/يناير الجاري، وإلا فسوف يتم حلها، وهو يضع معايير صارمة، لعمل المنظمات المدنية، كما يعطي صلاحيات كبيرة للسلطات المصرية، حتى تراقب وتتحكم في عمل هذه المنظمات، وكذلك في تمويلها، كما يمنعها من أي عمل “سياسي”، من شأنه أن “يهدّد الأمن القومي”، وهو ما يعتبره حقوقيون، بندا فضفاضا قد يسمح بتدخل السلطة وفق تفسيراتها الخاصة.

ودفع هذا القانون الجديد، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في مصر، والتي تعد إحدى أقدم، وأهم المنظمات الحقوية المصرية، إلى الإعلان عن توقفها عن العمل، والإغلاق يوم الإثنين 10 كانون الثاني/يناير الجاري أي قبل يوم واحد، من الموعد النهائي الذي ضربته السلطات لتقدمها بأوراق التسجيل.

وتشير منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية لحقوق الإنسان، إلى أن تسجيل المنظمات غير الحكومية “عملية معقدة تتطلب مئات الأوراق”، وليس هناك أي ضمانة باتمام التسجيل، بعد الخوض في كل الاجراءات المطلوبة، لأن “التسجيل يتوقف على موافقة وزارة التضامن الاجتماعي علنا”.

وترفض السلطات المصرية، الانتقادات الموجهة لهذا القانون الجديد، والذي امتدحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في منتدى الشباب الدولي بشرم الشيخ حيث قال إنه “سيحمي حقوق الإنسان وسيتيح تأسيس المنظمات غير الحكومية من خلال تقديم إشعارات للسلطات بدلا من الحصول على إذن حكومي”، قائلا إنه يندرج في سياق مقاربة تدبير مجال حقوق الإنسان في مصر.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش، قد قالت في تقرير لها نشر مساء الخميس 13 كانون الثاني يناير، وحمل عنوان “مصر… لا نهاية للقمع المنهجي”، إنه رغم إنهاء حالة الطوارئ في البلاد، في تشرين الأول أكتوبر/الماضي، ألحقت الحكومة أحكام مرسوم الطوارئ بقوانين أخرى، وواصلت محاكم “أمن الدولة طوارئ”، مقاضاة نشطاء حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين السلميين.

كما تناول التقرير أيضا تعديلات قانون الجمعيات الأهلية واعتبر أنها، أضفت طابعا رسميا على قيود واسعة وتعسفية على منظمات المجتمع المدني المستقلة، بما يفرض على المنظمات التسجيل بحلول 11 كانون الثاني/يناير 2022، أو المخاطرة بحلها.

المصدر:B B C عربى

أطباء ينصحون بضرورة وقف الدواء “تدريجياً” لتجنب أعراض الإكتئاب

أوصى المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية البريطاني بضرورة تقليل جرعات مضادات الاكتئاب على مراحل وبمساعدة طبيب مختص.

وقال إن ذلك يساعد في السيطرة على أعراض الانسحاب التي يمكن أن تحدث بسبب الأدوية.

كما نشر المعهد معلومات جديدة توضح كيفية تحسين خدمات الرعاية في مجال الصحة النفسية في إنجلترا وويلز.

وقالت لجنة من الخبراء إن خدمات الرعاية الاجتماعية يجب أن تتفق مع المرضى على خطة العلاج المناسبة.

ويتضمن ذلك تقييم الحالة المرضية وهل يناسبها التوقف عن تناول أدوية، وما هي الفترة الزمنية اللازمة للانسحاب.

كما أوصت اللجنة بضرورة إيلاء اهتمام إضافي للبالغين من خلفيات عائلية تنتمي لأقليات عرقية ممَن يعانون من الاكتئاب.

يأتي ذلك بعد أن أظهرت بيانات نشرتها الهيئة الوطنية للخدمات الصحية البريطانية لعام 2021 أن 57 بالمئة من الأشخاص من خلفيات عائلية بريطانية مختلطة أو سوداء أو بريطانية سوداء أو آسيوية أو آسيوية سوداء أكملوا دورة علاج للاكتئاب مقارنة بـ 64 بالمئة من الأشخاص من خلفية عائلية بيضاء.

وتنطوي التوصية على ضرورة تقديم خدمات الصحة النفسية بطريقة مناسبة ثقافيا وإزالة حواجز اللغة أيضاً.

وتقول الهيئة إن الوصفات الطبية لتناول مضادات الاكتئاب سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق في عام 2022، إذ تناولها 8.3 مليون شخص في إنجلترا.

كما تشير الإحصاءات إلى أن واحداً من كل ستة بالغين، من عمر 16 عاماً وما فوق، في المملكة المتحدة عانى نوعاً من أنواع الاكتئاب في صيف عام 2021، مع بقاء المعدل أعلى مما كان عليه قبل جائحة فيروس كورونا وفرض تدابير الإغلاق.

“لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع”

يرى المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية البريطاني أن الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب خفيف يتعين أن يخضعوا لعلاج سلوكي أو تمرينات جماعية قبل مناقشة تناولهم أي دواء.

وقال بول كريسب، المسؤول عن توجيهات المعهد: “في كثير من الحالات، يعاني الأشخاص من أعراض الانسحاب، وقد تختلف المدة التي يستغرقونها للتخلص من هذه الأدوية بأمان، وهذا هو سبب الإشادة ببيان لجنتنا المفيد والعملي للانسحاب تدريجيا من هذه الأدوية بمرور الوقت”.

وأضاف: “لكن يجب التأكيد على أنه لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع للتخلص من مضادات الاكتئاب”.

“دوار مستمر”

بدأ جون جونيور، البالغ من العمر 34 عاماً، تناول مضادات الاكتئاب في عام 2017 بعد تشخيص إصابته باكتئاب واضطرابات القلق العام.

ولجأ جون إلى الاعتماد تدريجياً على تناول جرعات من دواء سيرترالين، ويقول إن الدواء “ساعد بالفعل” في كبح الأفكار الانتحارية التي كانت تنتابه.

وعلى الرغم من ذلك وجد أن الآثار الجانبية لا يمكن تحملها.

وقال لبي بي سي: “كنت أعاني من خفقان، وهو عارض جانبي صعب جداً، وكنت أعاني من جميع أنواع الصداع والصداع النصفي والقلق الشديد وأشياء أخرى، وحتى ارتفاع ضغط الدم أيضاً”.

وأضاف: “بعد ذلك وُصفت لي أدوية أخرى في مسعى للتغلب على الآثار الجانبية الإضافية التي كنت أعاني منها”.

وقال: “وصل الأمر بي إلى حد اعتقادي بأنني سأعتمد بشكل كامل على مضادات الاكتئاب”.

وخلال الفترة التي فُرضت خلالها تدابير الإغلاق للحد من انتشار جائحة كورونا، قرر التخلي عن الدواء، على الرغم من عدم استطاعته التواصل مع طبيبه.

وقال: “كان هاتفه (الطبيب) مشغولاً دائماً، مما جعل الأمر صعباً بالفعل”.

وأضاف: “كنت أعاني من المزيد من الآثار الجانبية ولم يكن ذلك مفيدا بالنسبة لي، بعد أن تعب جسدي إلى أقصى حد، وأدركت أنني يجب أن أتوقف عن ذلك”.

ويقول إن “التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب” يسبب الشعور بـ “الإعياء، والصداع، والقلق الشديد، والتعرق، والأرق طوال الليل” وشبّه الأمر بـ “دوار مستمر”.

وأضاف جون أنه تأقلم بشكل جيد بعد أن توقف عن تناول مضادات الاكتئاب، وأنه يذهب إلى صالات الألعاب الرياضية ويمارس التأمل للحفاظ على صحته النفسية.

ورحب بالتوجيهات الجديدة التي أصدرها المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية وقال: “أعتقد أن وجود خطة لكل فرد فكرة رائعة لأنها ستتيح للناس تحقيق الهدف المرجو. وسيكون الحصول على هذا التواصل والطمأنينة من الأطباء أمرا رائعا”.

وقال ستيفن باكلي، من منظمة “مايند” الخيرية للصحة النفسية: “إن الأدوية تساعد بعض الناس، لكنها ليست دائما مناسبة لآخرين”.

وأضاف: “إذا كنت تتناول دواء لصحتك النفسية، فقد تصل إلى حد ترغب فيه التوقف عن تناوله”.

وأضاف: “نقترح بشدة استشارة طبيبك أو فريق الصحة النفسية إذا كنت تفكر في الانسحاب من أدويتك، أو تريد تغيير دواء، أو إذا كنت تعاني من أعراض الانسحاب، من أجل تقديم الدعم لك بغية التوقف عن تناول الدواء أو تغييره بأمان بطريقة تدريجية”.

المصدر:B B C عربى