أحمد النقاش يكتب عن : دنيا التطبيل

      على أرضٍ طينتُها مِن نفاقٍ، وهواؤُها من غشٍّ وتدليسٍ ورياءٍ لم يَعُدْ للصَّادِقِين أيَّةُ ذرَّةٍ مِن طاقَاتِ الصَّبرِ. تَمُرُّ الأيَّامُ وتُصَادِفُنا وجوهٌ عَكِرَةٌ لا يعنيها في الحياةِ إلا شأنُها، ولا يهمُّها سوى أنْ تترددَ أسماؤها على موائدِ المنافقين ليل نهار بأعلى صوتٍ وتمجيدٍ؛ فقد دأبت على أن نذكرَها هكذا حتى نُشبعَ غُرورَها.

                 ما بينَ عامٍ وعامٍ لا نشعرُ بجديدٍ؛ فما نراهُ أو نسمعُه منْ مشاهدَ مؤلمةٍ تستقبلُنا هي نفسُها في العام الجديد، لا يرنُّ في أذني إلا قولُ شاعرِنا الكبيرِ “نزار قباني” في قصيدته الخالدة: “متى يعلنون وفاة العرب؟!”:                                  

                                                            أحاولُ منذُ الطفولةِ رَسْمَ بِلادٍ

                                                            تُسَمَّى مـجـازًا بــلاد العرب

ففي أي ركنٍ من أركانِ بلادنا ومنذ قديم الأزل، ونحن لا نعرف معنى الصدق في الأقوال؛ لا نعي ونفهم إلا بحار الرياء وغدرها؛ ففي كلِّ مكانٍ نجدُ ما يُسَمَّى “التطبيل”، وهذا أضخمُ ما يجعلُنا كما نحنُ في تراجُعِنا المُستمِّر.

                        أصبح المجتمعُ سخيفًا سخيفًا إلى أبعدِ الحدودِ فالكلُّ ينافقُ والكلُّ يجري والكل أصبح في معزوفةِ النِّفَاقِ مُساهِمًا. يأتيكَ رجلٌ كبيرُ السنِ فتندهش كيف له أنْ يُسايرَ أمورَهُ بهذا الشكلِ دون أنْ يعترضَ ويهدمَ بحكمتِهِ كلَّ ما يراه على وجه الخطأ.. لتكتشفَ في النهايةِ أنَّه “يساير الأمور”.. وظلت تلك النظرية هكذا تأسرنا حتى أصبحنا عبيدا لها، تخلصنا تماما من كل ذرات الصدق والضمير والبراءة التي وهبنا الله إياها، أصبحنا نعادى صنوف البشر الذين ننتمي إليهم، لا طاقة في قلوبنا سوى للتصفيق، فدعونا نصفق بأعلى صوت إلى أن يصدَّ تصفيقنا سدٌّ اسمه نور الصدق!!

     كم كانت الدنيا جميلة ومشرقةً وذاتَ خيرٍ وبركة ونماء حينما كانت تعجُّ بالصادقين الذين يبغون الله والضمير في كل أعمالهم، وحينما انتهوا من حياتنا صرنا كما نحن الآن؛ فلا شيء سوى العبث وأصوات التصفيق الحاد لهذا العبث.

                 كيف لنا أن نتقدم في بلادٍ لا تعرفُ الموضوعيةَ؟! لا تعرف الشورى في كافةِ الأمورِ! فليس هناك من شكٍّ في نجاح أي وطنٍ إذا قام على هذه المبادئ. أمَّا ما نراه الآن؛ فهو المنحدر الحقيقي، والهُوَّةُ العميقة التي ندفن فيها وجوهَنا وأنفسَنا وضمائرَنا.

                 إنَّ كلَّ ما أخشى عليه في قادمِ الأيامِ همُ الأجيالُ القادمةُ التي نربيها الآن على تلك القيمِ المفرَّغَةِ من الصدقِ، نعودها هذه الأخلاقَ غير الحميدةِ، فبدون أن ندريَ –أو ندري- نزرعُ في نفوسهم هذا الخيطَ اللعينَ من حياكةِ النفاقِ.

                        انظروا إلى الأطفالِ والشبابِ في مجتمعِنا لتجدوا صدقَ ما أقولُ؛ فلا شيءَ أمام معظمِهم سوى البعدِ عن القيمِ الحقيقيةِ، واللهث وراء الأشياءِ العابثةِ وحسب .. فهل هذه هي النهاية؟! هل هذه خاتمةُ الدنيا لتحطمَ كلَّ عالٍ من القيمِ وتتركنا في دنو وانحطاط!!

                        لا أتمنى ذلك أبدا؛ فعندي أملٌ كبيرٌ أنْ يعودَ كلُّ شيءٍ إلى مكانِهِ، أنْ تُزهِرَ حقولُ الصدقِ من جديد، ونبذر حباتِ الورودِ بألوانها لتسطعَ على عُمرِ الخُلقِ والوضوحِ والجمالِ والخيرِ منْ جديدٍ.

                        لديَّ من الآمال ما أنشدُهُ في هذا الوطنِ الحبيبِ من الخيرِ والعزِّ، وفي يومٍ منَ الأيامِ لا بُدَّ أنْ تشرقَ هذه الأحلامُ لتكونَ واقعَنا الذي نُعايشُهُ بالفعل.

بني أدمين..بقلم: أحمد عرابي

أعلامنا زي اليهود

مالهمش عهد ودين

طريقنا ليه مسدود

والاسم   مسلمين

أمامنا ميت إخدود

وطريقنا هم وطين

رقص وطبل وزمر

لعب قمار وخمر

وكلنا  ساكتين

جرس أنذار ف ميدان

هتلاقي الكل مدان

هتلاقي ألف جبان

وتلاقي ميت غلبان

عايشين ومش عايشين

والاسم بني آدمين

فينا اللي باع وخان

وفينا اللي حب و صان

القلب حجر صوان

والكل مالوش أمان

الكل ضعيف إنسان

قراءات شكسبيرية ودعوات للغة موحدة لا وصفية …في دار المأمون بالعراق

كتبت: ساهرة رشيد

تصوير: منير ماهر

أقامت دار المأمون للترجمة والنشر احدى تشكيلات وزارة الثقافة والسياحة والآثار، ندوة بعنوان (تاجر البندقية أفكار وسلوك/ بين الماضي والحاضر)  صباح يوم الاثنين 9/1/2023

 استضافت فيها التدريسي وعضو جمعية المترجمين العراقيين، المترجم عباس عزيز علي تحدث فيها عن الإسطورة شكسبير الذي ظل الشخصية الخالدة والأكثر تداولًا بين الناس على الرغم من مرور مئات السنين على وفاته، داعيًا من خلال دراساته المتعمقة للأعمال الشكسبيرية إلى ضرورة التأسيس للغة موحدة بذات المعايير التي دعا لها شكسبير لتكون أساس قوة ووحدة الشعوب، مؤكدًا أن تكون لغة رصينة لا وصفية فحسب كما هو حاصل اليوم، لأن تعدد اللهجات بما لا يقبل الشك كان عامل فرقة وضعف للشعوب وتركها نهبة للإستغلال.

وتناول المحاضر الشخصيات المسرحية التي شكلت ثيمات أعمال شكسبير لاسيما مسرحية (تاجر البندقية) التي يتصارع فيها الخير والشر بشخصياتٍ متعددة، تمتد دلالاتها وظلالها في الحياة حتى وقتنا الحاضر. وأوضح أهمية ودلالات الرقم 3 في المسرحية، مشيرًا إلى أن عبقرية شكسبير تتجلى في أن يخلق نوعًا من التراجيديا الكوميدية مازجًا بين هذين الفنين المسرحيين كما إستطاع أن يصنع شخصيات في ذهنه بأسمى ما يكون عكست قدرته الفريدة في إظهار معالم الناس ومكنوناتهم ونجح في مساعيه فمنح أعماله الخلود بما حمل من تصميم على ذلك، وترك إرثًا إبداعيًا تجاوز الـ 36 عملًا من أعظم الأعمال المسرحية التي ظلت تتناقلها الأجيال وتدرس إلى الآن. وكان مرآة لمجتمعه وما يعتلج فيه من دون خجل عندما كتب هذه المسرحيات ولم يكن ضد أحد. 

من الجدير بالذكر أن التعمق في أعمال شكسبير يفصح لنا أنه ركز على العقل والقلب وضرورة الموازنة بينهما لأن رجحان أحدهما على الأخر تكون نتيجته الحتمية أما طريق الجحيم المؤكد أو الفردوس الأبدي. وهذه الثيمة الشكسبيرية المتعارف عليها،في كون الصراع قائمًا دائمًا ما بين الروحانيات والماديات، شكلت رمزية كبيرة في معظم أعماله.

وبإشارات دلالية عميقة المعاني. وأوضح الضيف مكانة المرأة في عصر النهضة التي أشار لها شكسبير ودورها المؤثر في المجتمع من خلال الشخصيات النسوية الواضحة الحضور في تلك المسرحية. 

وقد حضر الندوة عدد من الأساتذة والأكاديميين في مجال الترجمة والمسرح منهم الدكتور عقيل مهدي والمترجم الكبير دولة أبونا الذي يعد من مؤسسي دار المأمون والدكتور شاكر حسن راضي، الذين أسهموا في أغناء النقاش بمداخلاتهم في موضوع الندوة.

وفد من دار ثقافة الاطفال… يزور الى مستشفى الطفل المركزي للسرطان العراقية

كتبت : ساهرة رشيد

تصوير : حيدر منير

وجه وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقى  الدكتور قاسم طاهر السوداني ورئيس اللجنة التطوعية الدكتورة ابتهال خاجيك وضمن  إطار مبادراتها الإنسانية بزيارة مستشفى الطفل المركزي والإطلاع  على الخدمات الطبية والصحية المقدمة لمرضى السرطان .

دعت دار ثقافة الأطفال ولجنة العمل التطوعي في وزارة الثقافة والسياحة والآثار الجهات الحكومية كافة الى التحرك العاجل لحشد جميع الجهود وزيادة الدعم الحكومي الاستثنائي للأطفال المصابين بالسرطان  وتقديم الرعاية الصحية الكاملة  لهم وتوفير المستلزمات الطبية والعلاجية المتطورة المطلوبة .

وأكدت مديرعام الدار الدكتورة ابتهال خاجيك خلال لقائها مدير مستشفى  الطفل المركزي التعليمي الدكتور محمد علي  واطلاعها على الواقع والخدمات الصحية المقدمة للأطفال المصابين بالسرطان أن هذه الشريحة وعوائلها بأمس الحاجة الى تدعيم الوضع النفسي لهم والتخفيف عن معاناتهم من خلال  وجود أطباء اختصاصيين بالطب النفسي وباحثين اجتماعيين بالإضافة الى ضرورة توفير الأدوية والمواد الطبية الخاصة بالأمراض السرطانية.

وقالت أننا نقف  مع هولاء الأطفال بكل مشاعرنا في الدعم والمساندة ومشاطرتهم جانبأ من ظروفهم  وما يمرون به  من أوضاع صحية خاصة من أجل التخفيف عن آلامهم  .

 وقدمت المدير العام للدار يرافقها ممثل لجنة العمل التطوعي الوزارية الاستاذ مصطفى صباح نصيف خلال زيارتها لمستشفى الطفل المركزي التعليمي مجموعة من الهدايا والملابس والاحتياجات الضرورية للاطفال المصابين بالسرطان كما قدم الفنان قائد عباس ومجموعة من قسم الفنون الدرامية في دار ثقافة الأطفال فقرات فنية  للفرح و الترفيه ورسم الابتسامة على وجوه الاطفال محلقاً بهم  في مساحة مليئة بالسعادة  بعيداً عن دائرة المرض والالم والمعاناة .

وشكرت الدكتورة تكلان الملاكات الطبية والصحية على حرصها لتقديم أقصى جهودها في رعاية الأطفال وخاصة المصابين منهم بالسرطان متمنية الشفاء العاجل لهم.

المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن :  صناع حضارة …!؟

مع الانترنت ،

باتت القيم فى مأزق ،

بل صراع وجودى أيهما ينتصر ؛

 الإنترنت وأدواته وسوء استخدامه من ناحية  ، والقيم الأخلاقية الحياتية من ناحية أخرى ٠٠٠!

لا احد يستطيع أن ينكر أننا الآن بتنا فى عالم متسارع الخطى نحو تكنولوجيا الأصل فيها انها لخدمة الإنسان ورفاهيته ،

فماذا لو اسيئ استخدامها ٠٠٠٠!؟

ماذا لو باتت موجهة لتدمير الشباب ٠٠٠!؟

ماذا لو باتت موجهة  لتدمير الدول وطمس هويتها ٠٠٠!؟

ماذا لو أننا ايقنا أننا بتنا نعيش ومن خلالها المؤامرة  الكبرى ،

التى لا تتوقف عن التشكيك فى أنفسنا وقدراتنا وبث اليأس فى النفوس ،

ووأد الآمال ٠٠٠!!!؟؟

ماذا لو أدركنا أن أعداء الوطن يرغبون  فى أن نكون بلاشخصية أو هوية ٠٠٠!!!؟

أنها بحق (معركة وجود)

بعد أن ثبت باليقين انها تستهدف

 تغييب العقل،

وطمس الهوية،

 والقضاء على شخصيتنا ،

 انها هزيمة بتآكل ذاتى مستعر ٠٠٠!؟

فيه رأينا  مثلا معركة تشويه تاريخنا ورموزنا بشكل دائم ومستمر بل ومتجدد ٠٠!؟

وما ذلك إلا بغرض إسقاط قدوتنا من عيون شبابنا ٠٠!!!

فإذا ما رأينا بين الحين والحين من يرمى رموزنا وقادتنا بما يقلل منهم أو يحقرهم فاعلم تماما أنه من هؤلاء الذين يريدون هدم هويتنا ووطننا ٠٠٠٠!!!؟؟؟

لاشك أن( معركة الوعى )

باتت تتقدم الأولويات فى ظل ازدياد وسائل التواصل وتلك العولمة الشرسة ، وهذا الإنفتاح الاجبارى على الآخرين ٠٠٠

إذ لايمكن الانغلاق أو الانعزال عن تلك التكنولوجيا والتى حتما لها فوائد عديدة إذا ما ملكنا ناصية أنفسنا وكانت اجابتنا واضحة حيال السؤال الكبير ،

ماذا  نريد من استخدامنا لهذه التقنية ٠٠٠!!؟؟؟

إذ لابد من معرفة الهدف ،

وايضا الاطمئنان إلى سلامة هذا الهدف ،

وتحديد وقت للاستخدام ٠٠٠

وقياس مردود هذا الاستخدام على النفس وعلى البيئة القريبة والوطن الكبير،

إذ أنه مثلا لاينبغى أن يكون الإنسان منا وسيلة لنشر ما هو فاحش أو بذئ أو ذميم أو محبط أو مادون ثوابتنا الأخلاقية والوطنية ،

فالإنسان منا فى ذاته بحق بات

(أمن قومى) ،

 حيال تلك التقنية المتفاعلة والمنتشرة ، بحسب الاستخدام والهدف ٠

 فلنراجع أنفسنا حيال استخدام الإنترنت ،

حتى لانقع فى خية الإدمان السلبى المدمر ،

لاسيما أن أعداء الوطن لاينفكون عن العمل لهذا بكل قوة،

 ووفق نظرية المؤامرة الكبرى ،

شقيقة الفوضى الخلاقة

وابنة عم سلام القرن اياه ،

فلنراجع أنفسنا ،

كل فى محيطه ،

وليتأكد كل منا أنه لبنة فى صرح بناء الوطن واساسه الهويتى الثابت والقائم على الدين واللغة والتاريخ

ودفء الحب ،

باعتبار أننا وعبر التاريخ وحتى البعث

صناع حضارة ٠