الأستاذ الدكتور أيمن تعيلب يكتب عن : لحظة من فضلك

عندما تشيطن سلطة ما فى المجتمع فئة ما فهى بالضرورة تخلع عليها الدنس والرجس كله بينما تخلع القدسية على جميع تصرفاتها كأنها وحى مقدس لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه،مجتمعات الوهم والخديعة تترنح دائما بين مطلق التدنيس ومطلق التقديس،فكل تدنيس لفئة ما فى المجتمع يقابله على الفور على الجهة الأخرى تقديس مطلق للفئة الأخرى،ولايسود هذا التفكير الغرائزى غير المسؤول إلا فى المجتمعات الهمجية الغريزية التى تلغى العقل والضمير والتدبر والمراجعة من حياتها فتخضع للسائد وتركع للشائع حيث تستمد الحقيقة مما قيل لا مما حدث،بل يكون القول سابقا على الحدث بل خالقا له من عدم،فى مجتمعات القهر والمنع والقمع تسود الأقوال لا الأفعال وتستمد الحقيقة من الكلام لا من الفعل ويتم تدنيس فئة تدنيسا مطلقا بوصفها مسؤولة مسؤولية كاملة عن جميع الشرور والآثام،كما يتم تقديس الفئة المقابلة لها بصفة مطلقة بوصفها مسؤولة مطلقة عن جميع ألوان الخير.هذه هى مجتمعات الاستقطاب والاستئصال والضلال والقهر والكذب والخديعة.لا تتوقع إلا مزيدا من الضلال والروغان والموت إلا إذا فضلت الشعوب حب الحقيقة على حب المصالح السياسية وحب العدالة على حب المصلحة،وحب الوطن على حب الأشخاص.إن أسوأ الجماعات الإنسانية هى التى ترى نفسها كاملة الصفات.الحقيقة والعدالة والرحمة هى أساسات الشعوب العظيمة،الشعوب المحبة للحياة والعقل والضمير والوطن.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.