المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولك تحياتى٠٠٠؟!

 أيها النيل دعنى أكتب ٠٠٠!

وكأنى منعتك ٠٠!

مرحبا بك فى أى وقت ،

فأنا خير لايتوقف ٠٠!

محب بلغات العالم ٠٠!

لى فى التاريخ حكايات ،

يعرفها المصرى

الأصيل ، حكايات إلهام وعطاء  ونفع ونماء٠٠٠!؟

فتفضل ماذا تريد أن تقول مبكرا ؟!

###

اخاف الفتنة ٠٠٠!؟

طبعا لابد أن تخاف ٠٠!

ولكن مما تخاف ؟!

اخاف أن اضل الطريق ٠٠٠!

لك حق

فماذا بعد الضلال إلا الهلاك ٠٠٠!

أين أنت من الله ٠٠٠!؟

ألم تسمع المولى عز وجل يقول:

(( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ))/البقرة ١٦٣

فتمسك بحبل الله وواصل الذكر ب

لا إله إلا الله

فى كل اوقاتك ،

قولا وعملا ٠٠٠!

كيف ذلك ؟!

التزم الحق وواصل مذاكرته ،

وكن قويا بالله الحق المبين ٠٠٠٠!

ألم تسمع قول

« الاسوة الحسنة »

 سيدنا محمد

صلى الله عليه وسلم :

(( افضل ما قلته أنا والنبيون من قبلى

   لا إله إلا الله ))

ارحت قلبى أيها النيل النبيل ٠٠

ولكن المعاملة فى الفتنة صعبة

فبماذا تقول :

ألم تفهم ما قلت لك ،

كن مع الله وبالله ولله

فقد سمعت القشيرى يقول وهو ينظرنى :

[ ما نصبت الكائنات لتراها ،ولكن لترى فيها مولاها ، فمراد الحق منك أن تراها بعين من لايراها ، تراها من حيث ظهوره فيها،

ولاتراها من حيث كونيتها ]

أو انت صوفى أيها النهر٠٠٠؟!

ضحك وقال ما صوفى ٠٠؟!

انا لا اعرف مصطلحات ولكن اعرف اعمال ،

اعرف أخلاق حسنة ،

ولا أعرف مظهريات كلام ،

اعرف جوهر ولا اغرق فى شكليات ٠٠!

وكأنك أيها النيل لاتعترف بالشكل ؟!

ابدا

الشكل يخدم الموضوع ،

فإن لم يكن كذلك بات الهدف المنشود بعيد ٠٠٠٠!

أريد أن أفهم أيها النهر لاسيما أن واقعنا الآن اغرق فى الشكل ٠٠

فهذا أن قلت له( ياحامد ) غضب

لابد أن تقول له (معالى الوزير)

حتى اننى تساءلت لماذا الحرص هكذا ،

والناتج احيانا لاشيئ ٠٠!؟

نظر إلى نظرة المتأمل ،

وقال :

فى زمن السفاسف ترتفع الشكليات والمظهريات اضحت أصل ، ومن ثم ويضيع الموضوع ،

ويضيع الإنسان ٠٠٠!

قلت : صح

نظر إلى وكأنه لم يسمعنى واستغرق فى تأمله

ثم وقف وقال :

ارجو أن تسمع هذه الكلمات التى يصح أن تجعلها لك عنوان ،

فقد قال سيدنا محمد

(صلى الله عليه وسلم ) :-

(( من انقطع إلى الله كفاه مؤنته ورزقه من حيث لا يحتسب ، ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها ))

فانتبه ياعزيزى

 إلى حالك ،

 وواصل مذاكرة الحق

وخاف الله فيما أوكل إليك ،

ولك تحياتي٠٠٠؟!

إلغاء احتفالات عيد الكريسماس في بيت لحم.

كتبت : أمل صفوت

أعلنت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن إلغاء أعياد الكريسماس داخل مدينة لحم بالضفة الغربية وذلك تضامناً مع أهل غزة وسط حرب إسرائيل.

وذكرت «واشطن» أن المشهد المعتاد لاحتفالات أعياد الكريسماس فى بيت لحم ،الذي يمتلئ سطح قاعة كنيسة المهد بطواقم التصوير من جميع أنحاء العالم لالتقاط صورة الشجرة الشاهقة فى ساحة الكنيسة، لن يكون هناك هذا العام ذلك المشهد، فالاجواء فى بيت لحم كئيبة ومظلمة وحزينة.

الجدير بالذكر ؛ بيت لحم يقع في الضفة الغربية ، يأتي العالم إليه وقت عيد الكريسماس ، وحسب تقاليدهم  يمتلئ سطح قاعة المدينة بطواقم التصوير من جميع أنحاء العالم لكي يلتقطوا صورة في ساحة المهد، بينما تدق الأجراس في قداس منتصف الليل في كنيسة المهد المبنية على الكهف والتي ولد فيها يسوع.

المصدر: واشنطن بوست

الدكتور محمد عسكر يكتب عن :  تقنية الميتافيرس وعالم ما بعد الواقع!!! هل نحن على أعتاب ثورة جديدة؟

في عام 1992، كتب الروائي الأمريكي نيل ستيفنسون روايته الأشهر”حطام الثلج”، وفي هذه القصة الخيالية، يتحدث ويتواصل البشر مع بعضهم البعض في بيئة إفتراضية ثلاثية الأبعاد مماثلة للعالم الحقيقي بصورة مجازية. وفي تلك الرواية تحديدًا ظهر مصطلح  “الميتافيرس”  للمرة الأولى. ومنذ ذلك الحين، يتم إستخدام مصطلح “الميتافيرس”  لوصف العالم المبني على الواقع الإفتراضي حيث يمكن للأشخاص التفاعل والإبداع والإستكشاف في بيئة مشتركة غامره مشابهه تماما للواقع للذى عهدناه. ولربما جاءت الخطوة الأجرأ لتحويل ذلك الخيال العلمي إلى تقنية حقيقية في أكتوبرعام 2021، عندما أعلنت شركة فيسبوك تغيير اسمها إلى ميتا، وبدأت تستثمر مليارات الدولارات لتحويل نفسها إلى شركة تركز بالأساس على تطوير الميتافيرس – وهي رؤية يقودها مؤسس الشركة ورئيسها مارك زوكربيرغ.

إن ميتافيرس ليس منصّة أو تطبيقًا واحدًا، ولكنها شبكة من المساحات الرقمية المترابطة التي تغطي مجالات مختلفة، مثل الألعاب والترفيه والتعليم ووسائل التواصل الاجتماعي. ولا يزال ميتافيرس يتطور ويواجه العديد من التحديات والفرص المستقبلية، حينها سيكون من المثير للإهتمام أن نرى كيف يمكن له أن يشكل مستقبل التجارب الرقمية البشرية. الميتافيرس هي عبارة عن شبكة إجتماعية ضخمة  تقوم على  أنواع معقدة ومتداخلة من تكنولوجيا الواقع الإفتراضي (VR)  والواقع المعزز (AR) والواقع المختلط   (MR)لتشكل معاً مزيجاً يكون ما يسمى بالواقع الممتد (XR) بالإعتماد على تقنيات البيئات ثلاثية الأبعاد(3D)  لتكوين كائنات إفتراضية تتكامل بشكل وثيق مع المحسوسات المادية والبشرية، وتتداخل معها أيضاً تقنيات الذكاء الإصطناعي وإنترنت الأشياء والرؤية الحاسوبية والمستشعرات الحسية وتقنيات أخرى كالبلوكتشين لضمان تخزين البيانات والتعامل معها بما يضمن الحماية والخصوصية للمستخدمين. ويشترك فيها عدد غير محدود من الأشخاص حول العالم يتم التفاعل بينهم في الوقت الحقيقي وبشكل فعال ومستمر، بحيث توفر بيئة إنغماس حقيقة للمستخدمين وإحساسا حقيقيا بتواصل حقيقي إفتراضي في بيئات مشابهة تماماً للبيئات الحقيقه في الواقع. إن ميتافيرس هي عالم ما بعد الواقع الذى يتم فيه دمج الواقع المادي مع البيئات الإفتراضية بشبكة متصلة تضم تفاعلات مستمرة ومتعددة الأشخاص، ويتم تمثيل المستخدمين فيها بصور رمزية والتفاعل بينهم في الوقت الفعلي وبإحساس غامر يعيشه المستخدمين ويطلق على هذه الرموز أفاتار.(Avatar)

وهناك العديد من المميزات التي ستعود على العالم عند إستخدام الميتافيرس حيث سيمكنك الميتافيرس من زيارة كل ما هو موجود في العالم والعيش بداخله وكأنك تعيشه في الواقع. سيساعدك العالم الإفتراضي على تنميه كل مهاراتك مما يزيد من تركيزك وقدراتك العقلية. ستتمكن من رؤية كل ما هو موجود في العالم الإفتراضي مجسمًا كأنك ترى أشخاصاً وكائنات حقيقية. سيمكنك الميتافيرس أيضًا من إستخدام شبكات الإنترنت المحلية والعالمية ؛ مما يجعلك قادر على المشاركة مع الآخرين في كل البيئات المختلفه حول العالم، وهذا سيساعد بلا شك على زيادة الترابط المجتمعى وتبادل الثقافات.

لقد رأينا بالفعل شركات تفتح فروعا لها على منصات ميتافيرس وليدة مثل “هورايزون وورلدز” التابعة لشركة ميتا، إضافه إلى بعض الألعاب الإلكترونية مثل روبلوكس وفورتنايت، كما أن هناك فضاءات أُنشأت حديثا مثل منصه ساندبوكس حيث تبيع شركة نايكي حاليا أحذية رياضية “إفتراضية” من خلالها، كما يمتلك مصرف إتش إس بي سي أيضًا أرضا داخل هذه المنصة ، وبالمثل هناك شركات مثل كوكاكولا ولويس فويتون لها وجود داخل منصة ديسنترالاند.وفي ضوء ذلك، فسوف تتسابق كبرى الشركات بجميع المجالات وليست التكنولوجية فقط، إلى الإنضمام إلى هذا العالم؛ لمواكبة ما يحدث من تغيرات جوهرية سوف تؤثر على شكل ونمط الحياة في العالم كله. فهل سنحتاج إلى قواعد جديدة تماما تحكم تلك الفضاءات الجديدة؟ هل سنقضي وقتا داخل تلك العوالم الإفتراضيه أكثر من الوقت الذي نقضيه في العالم الحقيقي؟ وهل ستتصل العوالم الإفتراضية المختلفة ببعضها البعض بطريقة لا تتم حاليا بين التقنيات المنافسة؟ لا توجد لدى إجابات على أي من تلك الأسئلة حتى الآن، ولكن ذلك لا يمنع الاهتمام الكبير بالميتافيرس والمبالغة في الحديث عنه والترويج له، حيث ترى الشركات فيه وسيلة جديدة لتحقيق الربح.

ولكن هناك تساؤلات أخرى تدور في ذهنى، هل الإنسان طَوّر وتَطّور في مجال التكنولوجيا وما يرتبط بها إلى الحد الذي أفرط فيه وتجاوز وأصبح يشكل تهديداً للبشريه؟ وهل بدأت معالم واقع مختلف تحكمنا فيه التكنولوجيا تتشكل بوضوح؟ أم هل ستكون التكنولوجيا وما أفرزته من أدوات هي العصا السحرية في حل مشاكل البشرية منذ الأزل؟ هل سيعيش البشر في اللاواقع واللانهاية وتكون هناك بداية النهاية؟ هل نحن نسير بلا وعي خلف التكنولوجيا أم أننا مجبرون على ذلك؟ ربما لا أملك إجابة لهذه التساؤلات الغامضة، ولكن ربما يجيب عليها الزمن، وبمرور الوقت تتضح الحقائق.

**كاتب المقال

مستشار التكنولوجيا وخبير أمن المعلومات

 صوت الشّباب في الرّواية العربيّة ..بقلم: الأديبة أ. د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة)/ الأردن

عندما نتحّدث عن “صوت الشّباب في الرّواية العربيّة”؛ فنحن بكلّ تأكيد لا نتحدّث فقط عن الرّوائيّ الذي قام بعمليّة الخلق السّرديّ المتولّد على الورق ليخرج هذا المنجز مكتوباً بما يشّكل جسد الرّواية، بل نحن لا بدّ أن ننظر إلى الأمر من زاوية الفضاء الزّمنيّ والمكانيّ، ومن زاوية مشهديّة المنجز الرّوائيّ، ومن زاوية المتلقّيّ القارئ، ومن زاوية الملتقّي النّاقد أو المتخصّص؛ فالرّؤية للرّواية من هذه الزّوايا تكشف مساحات هذا الصّوت الرّوائيّ الذي يكتبه الشّباب الرّوائيون غالباً في تجارب قد تكون الأولى لهم أحياناً، وقد تكون الأخيرة لهم كذلك، ويتلّقاها في الغالب الشّباب مثلهم، وتنال إعجابهم، أو لا تناله.

   فيما يكون للنّقد نظرته الفاحصة تجاهها، وهي نظرة تتدرّج من الرّفض إلى التّحفظ إلى القبول إلى الإعجاب في كثير من الأحيان، دون أن نغفل أنّ الكثير من الأصوات الرّوائيّة حول قضايا الشّباب لم تصدر من شباب، بل صدرتْ من روائيين محترفين ومتمرّسين استطاعوا أن يعاينوا أزمات الشّباب في مجتمعاتهم، وأن يدرسوها بعمق، وأن يقدّموها للقارئ بكل جرأة ومصداقيّة ومرارة، وكثيراً منهم مَنْ حاول أن يضع حلولاً لها على الرّغم من أنّ وظيفة الرّواية هي التّجسيد والتّصوير وتسليط الضّوء لا إيجاد الحلول؛ فالأديب ليس مصلحاً، بل كاشفاً.

  من هذا المنطلق نستطيع أن لا نحصر رواية الشّباب في سنّ المبتدئين منهم في هذا الشّأن إن كنّا ننطلق من النّظر إلى هذه الرّوايات من حيث الموضوع والفئات المستهدفة بها، لكن إن نظرنا إلى الأمر من زاوية التّجارب الجديدة للرّوائيين العرب الذين يدخلون هذا الغمار لا سيما عبر أعمالهم الأولى؛ فإنّنا نستطيع بسهولة أنّ نصف هذه التّجارب في الغالب بالتّخبّط في الشّكل والتّناول واللّغة إّلى حدّ قد يصل إلى الرّكاكة والتّفكك في التفاصيل البنائيّة والسّياقيّة واللّغويّة، بما يقدّم شكلاً سرديّاً ضعيفاً يشبه من صنعه، ويماثله في السّطحيّة والاندفاع وعدم التمّكن وضعف الأدوات والتّصميم على التّصدّي لهذا الفنّ الصّعب المتّأبّي بغية الشّهرة أو الحصول على الجوائز أو الاهتمام النّقديّ والمجتمعيّ، أو غيرها من الأسباب التي تضطلع بمهمّة أن تصنع عملاً روائيّاً ناجحاً.

     هذا ملمح مهمّ يؤكّده عدد الرّوائيين العرب الشّباب الذين يصدرون رواياتهم الأولى في كلّ عام، كما تؤكّده إدارات الجوائز العربيّة في حقل الرّواية التي تحدّثنا عن أرقام ألفيّة من الرّوائيين الذين يقدّمون أعمالهم الرّوائيّة للجوائز في مشهد عجيب يعجّ بجيوش من الرّوائيين الذين يلهثون وراء الشّهرة والكسب المالي ليعودوا جميعهم بخفي حُنين، ولا يُكتب الفوز والنّجاح والشّهرة إلّا لأقلّ القليل منهم.

  في هذا الصّدد تكون الجوائز العربيّة قد غذّت هذا السّعار الغريب في صفوف الشّباب الذين تجرّؤوا على خوض غمار فنّ الرّواية دون أدوات أو موهبة أو حرفيّة أو اقتدار، لا سيما في ظلّ نجاح بعض الأعمال الرّوائيّة الفاشلة، وتسليط الضّوء والاهتمام عليها لأسباب كثيرة ليس منها الإبداع والاقتدار والاستحقاق.

  في المقابل نجد القلّة من الأقلام الرّوائيّة الشّابة التي انطلقتْ من موهبة حقيقيّة تُرهص باقتدار حقيقيّ بعد تغذيتها بالقراءة والاطّلاع والممارسة الحذرة الذّكيّة التي أنتجت بحقّ أعمالاً روائيّة تبشّر بمستقبل روائيّ متميّز لأصحابها إنْ ساروا على الدّرب ذاته بجديّة وإصرار.

  في التّجارب الرّوائيّة جميعها للشّباب العربيّ، أكانتْ تجارب متميّزة كُتب لها الاشتهار والنّجاح وخلق بصمتها الخاصّة، أم كانتْ تجارب مترنّحة بين النّجاح والفشل، أم كانتْ تجارب فاشلة توارتْ في الظّلّ؛ فإنّها جميعاً قد انطلقتْ من رؤية خاصّة للشّباب وإدراك خاصّ بهم لواقعهم، كما سجّلتْ مشاكلهم ومعاناتهم وأفكارهم وأحلامهم ومعاناتهم، كذلك أظهرتْ تجاربهم وحيواتهم ومواقفهم الحياتيّة بغضّ النّظر عن حظوظهم من الفنيّة والإبداع والموهبة والقدرة على التّشكيل والبناء والتّناول، كما تجسّدتْ بكلّ وضوح معطيات واقعهم المتباين من حيث الظّروف والتّدافع والواقع المرير والتّحدّيات    والإكراهات واللّغة والبيئة والمشاكل والحلول والبناء والتّشكيل، وهي بذلك -دون شكّ- قد أخذت أنساقاً لغويّة وأشكالاً بنائيّة ومحمولات متعدّدة تتناسب مع حيواتهم ومشكّلاتها وعناصرها؛ فظهرتْ صورة عنهم في كلّ شيء حتى في قدراتهم اللّغويّة والفكريّة والتّحليليّة، بل إنّها كشفتْ كذلك عن مكوناتهم النّفسيّة والعقليّة والإدراكيّة، وكانت الحاضنة الصّادقة والتّأريخ الدّقيق لمكنون ذواتهم وتجاربهم وأطوار حيواتهم.

  هذا الأمر جعل الشّباب المهتم بالرّواية يُقبل على قراءة ما تنتجه أقلام الرّوائيين الشّباب انطلاقاً من فضولهم تجاه هذه التّجارب، لا سيما تلك التي طرحتْ قضاياهم بجرأة وصراحة، حتى لو فعلتْ ذلك بطريقة فجّة إلى حدّ الإسفاف، أو بطريقة غريبة حدّ الخروج أحياناً عن أنماط الرّواية التّقليديّة، بل أحياناً إلى حدّ الخروج عن العناصر الأساسيّة المكوّنة لفنّ الرّواية ما دامتْ تتعاطى مع أفكارهم ولغتهم اليوميّة وسياقاتهم الخاصّة وطروحاتهم المتباينة، إلى حدّ أنّ بعض التّجارب الرّوائيّة قد نالت إعجاب الشّباب المتلقّي على الرّغم من أنّها فاشلة فنيّاً؛ لأنّها ترضي جوانب ما عندهم، فروّجوا لها عبر وسائل التّواصل الإلكترونيّ، وصنعوا لها حضوراً وتسويقاً كبيراً في أوقات ما.

   لكن في النّهاية سقطتْ هذه التّجارب جميعها في الظّلّ، وطواها النّسيان، كما طوى أسماء مَنْ كتبوها، شأنها شأن أيّ موضة شاذّة، تنفجر، ثم تستشري، ثم تموت؛ لأنّ هذه الرّوايات لم تحمل أسباب حياتها، إنّما عاشتْ قليلاً بسبب الصّدفة والتفاف بعض الأصوات حولها لاختراقها بعض التّابوات التي تلفت نظر الشّباب، ثم سرعان ما اندثرتْ دون بعث.

  لكن الحياة بقيتْ من حظّ التّجارب الشّبابيّة النّاجحة فنيّاً وبنيويّاً ورؤيويّاً، وهي ذاتها التي لفتتْ نظر النّقّاد الذي توقّفوا عندها مليّاً بالدّراسة، كما هي ذاتها التي ستكون –دون شكّ- لبنات في المشهد الرّوائيّ العربيّ المعاصر على امتداد رقعة الذين يكتبون بالعربيّة من العرب وغير العرب لتوصيف مشهد روائيّ يعجّ بالتّجارب والأشكال والإصدارات التي كثرتْ إلى حدّ يُعجز أيّ دارس أو باحث أو ناقد أو متلقٍ عن أن يحيط به كاملاً.