المرأة و العنف المجتمعي في رواية ‘ تاء الخجل ‘ ..للروائية فضيلة الفاروق ..بقلم : خديجة مسروق / كاتبة جزائرية

عرفت الرواية الجزائرية نقلة نوعية في تسعينيات القرن الماضي, باستحداثها للموضوعات , بعد أن ظلت لعشريتين أو أكثر , متمركزة حول موضوع الثورة التحريرية و تداعياتها . عمل الروائي الجزائري على مواكبة الأحداث ,خاصة بعد التحولات التي عرفتها الجزائر  في فترة العشرية السوداء . فظهرت نصوص روائية كثيرة , عملت على رصد الواقع الجزائري بمأساويته و دمويته الفظيعة .و تدخل  هذه الأعمال الروائية  ضمن أدب أطلق عليه أدب الأزمة .

فضيلة الفاروق, من  الأقلام الروائية  التي كتبت عن  الواقع الدرامي المليء بصور القتل و الدمار و العنف و  الإغتصاب  في الفترة التسعينية ,. و عبرت عن موقفها من سلبية القانون الجزائري آنذاك ,هذا القانون الذي  لا يقف مع   المرأة   في حالة الاعتداء عليها بشكل كبير .

 في رواية تاء الخجل التي كتبتها في العام 2001 بلبنان , تقوم بتشريح الواقع الاجتماعي و السياسي و الأمني في الجزائر , في زمن الإرهاب . بشكل صريح و كاشف,  و بجرأة عالية في وقت لم يكن متاحا للروائي الجزائري أن يكتب عن كل شيء يحدث داخل بلاده , و خاصة في ما  يتعلق بالوضع الأمني و السياسي .

رواية تاء الخجل , التي حامت حولها  كثير من الرؤى و الانتقادات , لجرأة الروائية في طرحها لموضوعات تتعلق بالجسد و الأنثى و الجنس .و أنا شخصيا قرأت عن سلبية  تلك الآراء ,و هذا ماجعلني  ما جعلني أحجم عن قراءتها كل هذه المدّة . لكن في لحظة غير شعورية وجدت نفسي أمسك بالرواية , و أقرأها في يوم واحد . اكتشفت أن الروائية كانت موضوعية جدا , و  لم أجد في الرواية ما يخدش الذائقة الأدبية للقارئ على الإطلاق .

الفاروق في تاء الخجل قامت بتعرية واقع المرأة الجزائرية في  المجتمع الذكوري . ووقفت على  مظاهر الظلم الذي يلحق بها داخل هذا المجتمع .

 انطلقت الفاروق  من مسقط رأسها , من منطقة آريس , و من مجتمعها المسيج بالعادات و التقاليد , التي لا يمكن لأحد أن يعبث بها .  اختارت الفترة التسعينية , فترة العنف الفظائعي االذي نشأ عن الصدام بين السلطة و الجماعات الإسلامية المسلحة , وتحول آنذاك  إلى صراع دموي خطير .

 تفجرت لغة الرواية بشكل صارخ , تحمل طابعا دمويا , نقرأ ذلك في الصور التي نقلتها الفاروق في سرديتها . جعلت من بطلتها كاتبة و إعلامية  , تتقاطع مع شخصيتها .تقتحم عالم الأنثى , فتصطدم بما تكتشفه من حقائق , دفعها ذلك  لمحاولة الهروب من الأنثى التي بداخلها و رفضها  . تقول   ‘ لهذا كثيرا ماهربت من أنوثتي , و كثيرا ما هربت منك ‘

تاء الخجل , تاء التأنيث المفتوحة . المرأة كائن حرّ خلقت لتمارس حقها في الحياة , في التعليم , في الرأي , و في العمل ..تاء التأنيث في المجتمع الذكوري تساوي الخوف و الخجل و الضعف .

الصوت السردي الذي يروي الحدث الروائي , هو صوت الشخصية الرئيسة في الرواية ‘ خالدة مقران ‘ , التي تعود إلى أصول  بربرية  , من  منطقة آريس بالشرق الجزائري, التي .عاشت فيها طفولتها و صباها . رأت  في منطقتها الفوارق التي يضعها المجتمع الذكوري بين المرأة و الرجل .و يجعل من المرأة كائنا من الدرج الثانية .

خالدة مقران كانت تتذمر من ظلم  الرجل للمرأة  و معاملته الدونية لها . كانت تحاول في كل مرّة التمرد على التقاليد التي ترغم المرأة على الاستسلام .و الانقياد لأوامر الرجل , بأن تكون خادمة له , تلبي طلباته عن طواعلية . تجسد ذلك في المشهد السردي الذي تتحدث فيه الروائية عن انتظارأمها و نساء العائلة كلهلن لرجالهن , اللواتي كنّ لا يتناولن وجبة الغذاء قبلهم  .

 كل يوم جمعة  كن لا يتناولن غذاءهن إلا بعد  عودة  الأزواج من صلاة الجمعة , يقدمن لهم الغذاء وينتظرن حتى ينتهون  من الأكل , ليأتي دورهن  في الأكل  .

كانت  الصبية خالدة مقران  تتمرد على مساعدة أمها وعماتها في جمع الأواني و غسلها , وتتمارض كل  يوم  جمعة , لأنها ترى أن قيام النساء بذلك فيه نوع من العبودية ‘ كان يزعجني أن أرى سيدي ابراهيم في موقع السلطان , و أعمامي و أبناءهم حاشيته المفضلة , يجلسون في غرفة الضيوف حول المائدة الكبيرة , و ينتظرون خدمتنا لهم ,, لهذا كل يوم جمعة أصاب بالصداع ,أتمارض , و اختار لنفسي موقعا في البستان ,أو على السلالم لأختفي عن الأنظار ,كانت تلك أولى بوادرتمردي , و مقاومة العائلة ‘ ص 19

تعجبها ‘ اللاعيشة ‘ رمز المرأة القوية , التي فرضت وجودها بين الرجال , ساهمت في  الثورة الجزائرية , كانت تجالس الرجال و تشاركهم أحاديثهم السياسية .و لها كلتمها المسموعة .

تصاب الصبية خالدة مقران  بذهول رهيب , حين تكتشف أن والدها تزوج على أمها ,لأنها لم تنجب له طفلا ذكرا .المرأة في المجتمع الذكوري لا كيان لها إذا لم تنجب الذكر .

ترى بطلة الفاروق خالدة مقران  المثقفة , بأن المرأة في مجتمعها مخلوق مضطهد , تعيش على الهامش في المملكة الذكورية ‘ منذ القدم , منذ الجواري و الحريم …منهن ,إلي أنا .. لا شيء تغير سوى تنوع وسائل القمع , و انتهاك كرامة  النساء ‘ ص 07..

تشير الفاروق إلى نظرة الناس  للفتاة الجامعية . فالفتاة التي تلتحق بالجامعة تتهم بالعار .لذلك ترفض العائلات في منطقتها  مواصلة بناتهم تعليمهن الجامعي , لكن خالدة مقران, و  لأن والدها يحب العلم وافق  بأن تواصل تعليمها بالجامعة . تخرجت خالدة  من جامعة قسنطينة وعملت بالصحافة المكتوبة هناك .

كانت خالدة مقران قد عاشت قصة حبّ مبكرة . كانت هي و نصر الدين يلتقيان حين كانا يدرسان بآريس . شاعت قصة حبّهما حين التحقت هي بجامعة قسنطية و هو بجامعة الجزائر . كان يزورها من وقت لآخر .  وقفت  عائلتها في وجه هذا الحب ّ الذي  يعد عارا بالنسبة لهم. تبدي تذمرها من التفكير الرجعي لمجتمعها  ‘ يزعجني ..أننا معا كنا ننتمي لتلك البيئة الجبلية القاسية التي تترصد   الحب بعيون الريبة ‘ ص 29. .و لأن خالدة متمردة على كل شيء , و نصر الدين كان طيب القلب ذهب كل واحد منهما إلى سبيله في صمت . سلطة الرقيب المجتمعي تحاكم المرأة لأنها أنثى , وتسلط عليها العقوبة القصوى حين تحبّ.  كانت خالدة  تخاطب نصر الدين  في كتاباتها ‘ أعترف  اليوم انني كنت هشة حتى العظم ,انني هربت منك بعد أن أعياني الخجل لمواجهة الجميع بحبك ‘ ص29.

الفاروق توجه نقدها للمؤسسة الدينية , لما تتكلم عن زوج عمتها ‘ سيدي ابراهيم ‘ الذي كان يفرض رأيه على عائلتها , يتحكم في قراراتهم . أيضا حين تتكلم عن الفئات التي تفصل الاسلام على مقاسها , تحرم تحلل حسن هواها و مصلحتها ..

 ‘ هناك قضايا لا تحلها صرخات الجرائد , هناك قضايا يحلها العدل , و يحلها القانون  و الضمائر الحية ‘ ص 48..

تكشف الروائية عن عدد النساء اللواتي كن ضحية للارهاب الأعمى , في الفترة التسعينية .تذهب خالدة مقران الاعلامية , لاستجواب المغتصبات من طرف الإرهابيين  في مستشفى قسنطينة .تلتقي بيمينة التي اختطفها  رجال من الجماعات المسلحة و قاموا باغتصابها هي و عدد كبير من النساء . فالاغتصاب كان في تلك الفترة  بمثابة استراتيجية حربية ,تقول الفاروق في  في سنة 1994  سجلت ‘ 550 حالة اغتصاب لفتيات و نساء تتراوح أعمارهن بين 19 و 40 سنة ‘ ص31. بعد تعرضها لنزيف حاد , تفارق يمينة الحياة .

ماتت لأنها أرادت ان تموت حتى تتخلص من تهمة العار التي ستلحق بها طوال حياتها .بعد أن  اعترفت  لها بحقائق خطيرة تتعلق بالجماعات الارهابية التي تدعي الإسلام .  كانوا يختطفون النساء و الفتيات و يذهبون بهن إلى  الجبال عند أميرهم , تقول ‘ انهم يأتون كل مساء و يرغموننا على ممارسة العيب , حين نلد يقتلون المواليد . نحن نصرخ و نبكي و نتألم , و هم يمارسون معنا العيب ‘ ص 39 .. بعد فترة يعيدون ضحياتهم إلى أهلهن , لكن الأهل يرفضنهن , فيألجأن إلى الانتحار أو إلى ممارسة الرذيلة .

تتحدث الروائية عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبت في حق أعداد مهولة من النساء الجزائريات في فترة الارهاب , وتشير إلىى قانون  الصمت السائد في  ذلك الوقت  ‘ 1013امرأة ضحية الاغتصاب الإرهابي في سنتي 1994و 1997.. تضاربت الأرقام بحضور قانون الصمت ‘ ص 31..

لا أحد في قلبه الرحمة تقول الفاروق في التسعينيات ,الوطن صار مقبرة .لا شك في أن  قسنطينة لا تعرف الصباحات كما عهدها زوارها . صباحاتها جنائز و لياليها قصف و دمار . كل شيء في جبالها و جسورها  تعوّد على الحرب منذ عهود خلت ..

و تسلط الفاروق في روايتها الأضواء  من جهة أخرى على واقع الفن في بلادها , الذي يخيّب كل آمال المبدعين و الفنانين , و تخص بالذكر النساء , فالمرأة إذا امتهنت التمثيل تعد عاهرة . كنزة نموذج لهذه الحالة , ممثلة مسرح , جاءت من سكيكدة إلى  قسنطينة  لتمارس الفن المسرحي, لكنها تصطدم بالواقع الذي يحتقر المرأة الفنانة ‘ خمس سنوات و أنا أعطي وقتي وتفكيري و جهدي للمسرح , فهل أعطاني شيئا ؟ .انني أُرشق بالحجارة من طرف الأطفال ..و الجمهور الذي يصفق لي ليلا بعد العرض , كان يصفني بالعاهرة نهارا ‘ ص 34..   قررت كنزة اعتزال المسرح و العودة إلى مدينتها .

‘ قسنطينة تغريك ,و لا تؤمن بالحب ّ,تثيرك , تؤمن بك , تستدرجك نحو الانصهار لتتخلى عنك , و تحتمي دوما بالصمت ‘ ص 61..قسنطينة مبهرة بجمالها تغري زائرها ليقع في حبها , لكنها لا  تبادله مشاعر الحب , لأنها لا تعترف بالحبّ , هكذا تراها الفاروق .

.قررت الروائية فضيلة الفاروق  الرحيل إلى الخارج مثل كثير من رفقاء دربها في الكتابة,  , بعد موجة الاغتيالات التي كان يتعرض لها الكتاب و الاعلاميون من طرف الجماعات المسلحة, تقول ‘ لم تعد أسوار القبيلة هي التي تستفز طير الحرية  في داخلي للهروب, صار الوطن كله مثيرا لتلك الريبة..مثلي مثل ملايين الشباب  الحالمة بالهجرة إلى حيث نوم لا تقضه الكوابيس  .صرت أخطط للهروب .أريد هواء لا تملأه  رائحة الاغتصابات ‘  ص 32.. خارج بلادها المليئة بالدرامية , ستتنفس الحرية  , تمارس حريتها في الكتابة , في التعبير , و تمارس حقها في الحياة , دون خوف أو تهديد .

تاء الخجل , رواية للبوح , رصدت الراهن الجزائري في الحقبة التسعينية .تعد تجربة ذاتية , تدخل ضمن أدب السيرة الذاتية .

اعتمدت  الفاروق على السرد المختزل مع التكثيف الغزير, يتميز بطابع درامي مأساوي , يترجم سردية النص و يصف الظواهر الإجتماعية التي أفرزتها الحقبة التسعينية  . بدت الروائية متمردة على قوانين العرف الذكوري , التي تجعل من المرأة كائنا من الدرجة الثانية .متمردة على الأنثى التي بداخلها , التي تضعها في خانة الهامش . متمردة على الوطن الذي لم يمنحها الأمان . لغة الكتابة فخمة  وعالية  لا تخلو من التخييل الشاعري , الذي يغري القارئ و يفتح شهيته ..  

الفنان القدير توفيق عبد الحميد يصدم جمهوره ويعلن اعتزاله الفن نهائيا

كتبت أ:مل صفوت

 صدم الفنان توفيق عبدالحميد، جمهوره ومحبيه منذ قليل ، من خلال إعلان اعتزاله لمهنة التمثيل نظراً لظروفه الصحية.

وكشف ذلك عبر حسابه الشخصي علي فيسبوك قائلاً : “ظروفي الصحية تحول دون الاستمرار في مهنة التمثيل ولذلك أعلن اعتزالي” .

ومن المقرر أنها ليست المرة الأولى لإعلان اعتزاله عن مهنة التمثيل ، فإعتزل من قبل عام 2010 .

وعاد عبدالحميد، للتمثيل بعد غيابه عن الشاشة 12 عاماً، من خلال مسلسل «يوتيرن» مع ريهام حجاج في الموسم الدرامي الرمضاني 2022 .

المصدر: صحف ومواقع

 وزير الأوقاف : مصر في عهد الرئيس السيسي تعيد ريادتها في تلاوة القرآن والابتهالات الدينية.

كتبت : خلود حموده

قال وزير الأوقاف “محمد مختار” يوم أمس  الجمعة بإن الرئيس السيسي رئيس الجمهورية قام بإصدار قرار بإعادة المسابقات العالمية للقرآن الكريم التي تقيمها وزارة الأوقاف المصرية سنويا ، وتكريم الفائزين واعلان أسمائهم في المسابقة.

وامر  الرئيس السيسي بزيادة جوائز المسابقة لأكثر من ثمانية ملايين جنيه في هذا العام،وتخصيص مليون جنيه لدعم معاشات القراء والتوسع في مكاتب تحفيظ القرآن الكريم والمسابقات القرآنية في جميع أركان مصر وأحياء الأذان والقرآن في المساجد وافتتاح أكثر من ثلاثين مركز لتعليم القرآن لجميع الفئات ،وخصص أكثر من خمسين مليون جنيه سنويا لخدمة القرآن الكريم.

وافتتاح دار لخدمة القرآن الكريم في العالم بمساجد مصر ومركزها الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة.

المصدر: وسائل اعلام مصرية