الحشرات الزاحفة والطائرة تهدد سياح الأقصر بسبب القمامة والمحافظ ودن من طين وودن من عجين

 

تحقيق: علاء الهمامى- الأقصر

منذ أن تولى المستشار /مصطفى ألهم /زمام الأمور فى مدينة الاقصر والتى تعد من اهم المدن السياحية فى العالم إلا أن الاهمال والفوضى  أصبحوا شعار المدينة وذلك بعدما ترك المحافظة تئن من القاذورات  داخل شوارعها واكتفى  بالجلوس داخل حجرته المكيفة رافضا النزول  إلى شوارع المدينة  والتى أصبحت فى حالة سيئة   من تكسير الأرصفة  وانتشار القاذورات التى ساعدة على ظهور  الحشرات والباعوض والناموس  يرتفع فى اذقتها  الأمر الذى دفع السائحين الأجانب إلى عدم النزول من فنادقهم   حيث أن الروائح الكرية  تخيم على كل  شوارعها.

ناهيك عن انتشار روث الخيول من عربات الحنطور المنتشرة بكثرة

فى البداية يقول احمد حسن موظف أن مرور الاقصر أخر لخبطة ولقد أصبحت السيارات فى شوارع المدينة خانقة للسكان ناهيك عن قيادة الصبية للسيارات بدون رخص وأن السائقين حددوا إقامة اماكنهم على حسب مزاجهم  الخاص  ويعلم ضباط المرور حيث جعلوا من شارع المحطة  موقفا خاصا لهم حيث تحول هذا المكان  إلى مسرح كبير للبلطجة على المواطنين  رغم أننا تقدمنا بعشرات بل بمئات الشكاوى إلا أن المحافظ لم يعر  اهتماما وجعل من أذنيه  واحده من طين والأخرى من عجين

ويضيف  عبد الله محمد – موظف؛ لقد تم اهدار  أكثر من  ستين مليون فى إنشاء مجمع مواقف تم بناه  بقرية الزناقطة  ومع ذلك تركوه ينعق فيه ألبوم  كما انه أصبح وكر لقطاع الطرق والخارجين عن القانون  ناهيك عن تجمع الكلاب الضالة .

ويتطرق عبد الله محمد إلى  مجمع المواقف  بنى عن طريق الخطأ حيث يبعد عن المدينة باكثر  من 8 كيلو متر الأمر الذى جعل السائقين يرفضون الذهاب إليه .

ويضيف صلاح يوسف ؛ بالمعاش أن الأمر يزداد سوءا حيث ان شوارع المدينة لا تطاق من رائحة  روث الخيول التى تزكم الانوف   والتى منعت نزول السائحين الأجانب  من محل إقامتهم علاوة على عدم رصف شوارع المدينة    فإلى متى تئن هذه المدينة العالمية من هذه القاذورات ؟

 

اشكالية الاستبداد المقدس والنزعة الاسقاطية ..قراءة في رواية (لبابة السر) لشوقي كريم حسن ..بقلم :عباس لطيف

تمثل موضوعة التحولات توجهاً ابداعياً مهماً في تجارب الكتاب وهي مظهر من مظاهر الجدل الذي يتبناه المبدع للتعبير عن تحولاتِهِ وتنوع ثيماتهِ وأساليبهِ في التعاطي مع الواقع والفكر, ونجدُ ظاهرة التحولات في تجارب والشعراء والمسرحيين والروائيين وحتماً الرسامين وانتقالاتهم على مستوى الشكل والمضمون والمدارس والمذاهب الفنية والفلسفية, فقد انتقلَ بيكاسو من السريالية الى التكعبية الى المرحلة الزرقاء وتنقل دستوفسكي بينَ الواقعية والواقعية الاجتماعية الى الوجودية والى السايكولوجية, وتنقلَ نجيب محفوظ من التاريخ الفرعوني والى الواقعية والى المرحلة الميتافيزيقية وغيرها.

ولهذهِ التحولات ضرورتها وبواعثها وهي نوع من القلق أو البحث عن المعنى في أكثر من شكل وطريقة وفضاء.

بهذا الاثملال يمكن النظر الى تجارب الروائي شوقي كريم حسن وانتقالاتِهِ بينَ الواقعية (الشعبية) وأدب المهمشين أو واقعية القاع والواقعية الاجتماعية ذات البعد السياسي وصولاً الى روايتِهِ (لبابة السر) التي استثمرَ فيها المتن الميثولوجي باتجاه الاسقاط والترميز واستكشاف العوالم والصراعات للتعبير عن أزمةِ الانسان بإطارها الوجودي عبرَ الزمان والمكان. وهي رواية تثير الكثيرَ من الاسئلة وتؤشر لمرحلة اشتغال فني متقدم لدى الكاتب وحصيلة لتوغله وتشابك تأملاته في الفكر الاسطوري العراقي القديم وتفكيك رمزيتهِ ومعطياتِهِ.

وإذا كانَ الشعر العراقي والعربي عموماً قد حفلَ بالكثيرِ من تجاربِ التعالقِ مع الاساطير واستثمارها شعرياً فإنَ الرواية العراقية والعربية عموماً ظلَّت بعيدة نسبياً عن هذا الانشغال ومنذُ البدء تضعنا رواية (لبابة السر) ازاء عتبات قرائية بدءاً من تأويلِ العنوانِ وتاريخ احداثها الذي يعود الى (556) قبلَ الميلاد وليس آخرها  حضور شخصية الكاتب شوقي كريم وتماهيهِ مع أحداث وشخصيات الزمن المثيولوجي وحوارياته مع الحكماء والكهنة وغيرها من الشخصيات وكأنه يمثل شاهداً على ما جرى من احداث وفضائح وقتل وسفك وما يقابله من مواجهة وتحدٍ وتجليات عبرَ لعبة سردية تؤشر نوعاً من الفانتازيا والتجريب وتعميق الدهشة والانتباه وتفعيل توجهات النزعة الاسقاطية وانزياح التاريخ المثيولوجي الى التاريخ بمعناه الكورونولوجي والانساني, وكأنه يسعى لتوكيد مقولة ان التاريخ بكل تجلياته الواقعية والاسطورية يعيد نفسه ولكن في المرة الثانية أكثر سخرية ومرارة وان الاستبداد بصيغته المقدسة لا يختلف في فضائحه وشروره عن التاريخ الانساني وتحليقات الخيال المثيولوجي.

ويتخذُ الروائي من مدينة بابل مكاناً وساحةً للصراعِ والاستبداد الذي تتعرض له بسبب طغيان ونزق (مردوك) وحرقه المدينة وارتكاب العنف واشاعة الفساد في المعابد والرذيلة في كلِّ مكان, ويمثل الصراع ببشعته الصمودية للكشف عن أهمية الآلهة وانصاف الآلهة والكهنة على مقدرات الناس وبما يحول شكل الصراع ثنائية الانتسة والالهنة , ولا بدّ لكلّ طاغية من مدينة يعيثُ فيها الخراب ويشعل في مفاصلها النار… حتى يمكن القول ان النار بشكلها الفيزيقي تمثل دلالة سيمائية للطغاة والأشرار والمستبدين وبما تذكرنا ثنائية (تيرون روما).

لكن الروائي ومن أجل خلق معادل وجودي مضاد لهذهِ السيمائية الشريرة فإنهُ يجعل من نهرِ الفراتِ كنوعٍ من المواجهة والتصدي لمقاومة شرورِ النزق السلطوي حتى يتحول نهر الفرات الى نهر (الغانج) المقدس, وقد عززَ هذهِ السيمائية الرمزية بقصة العشق المتوهج بينَ (نبونيد) و (مالونيد) ليضعا صورةً من صور التحدي والنهوض ومواجهة العنف والكراهية والغاء الآخر, وقد حفلت الرواية بالتحريض الذي اقترنَ بالمواجهة, لتقرأ هذهِ السطور التحريضية:

(عاطل سيف الخطأ

عاطل دم الانتظارات

عاطل دم الوردة الآفلة


(الانتظار مهنة كاسدة)

(العيب أن تبقى الكلمات خرساء

عندَ عرش السفاحين).

وهذا العشق وقدسية الفرات والتحريض كلها مؤطرة بوصايا الحكيم(سن), ولم تكن بابل وحدها تعاني نزق وعبث الكهنة وعنف المعابد بل امتدَ الشرّ الى مدن نفر وكيش/ أريدو/ ايسن وسومر.. لتصبحَ أرض السواد كلها أرضاً للاحتراقِ والبغضِ بعدما حوربَ ونفي ديموزي وعشتار وذهبت تراتيل التضرع ادراج الرياح.

وقد اشتغل النص الروائي على استثمار اللغة الشعرية وتحليقها ثماهياً مع فضاء الاسطورة ومنطقها واجوائها.

إنَ رواية (لبابة السر) لم تكن ترجمة حرفية للمتن الاسطوري لكنها سعت الى تفكيك الاستبداد وإنَ ما حدثَ قبلَ الميلاد قد حدث بما يطابقه ويماثله ويزيد عليه في ظل نوع آخر من الاستبداد السلطوي وهو الاستبداد الايديولوجي والفكري وبما تمثله الحروب والصراعات والاقتتال والارهاب والعنف تحت مسميات وتوجيهات مختلفة ما هو إلا امتداد لنزق الآلهة الميثولوجية وإن أساطير العنف والقتل تتناسل حضيرة شريرة أو متوالية رثة.

ومن الظواهر الفنية التي وظفها الروائي الى جانب اللغة الشعرية المحلقة ظاهرة استثمار الحوار بشكله المسرحي لتعميق الاثارة وكشف مستويات الحوار وتوجهات الشخصيات, وظلت الرواية مشدودة في نسق صراعها الى التقييم المانوي للوجود: النور والظلام/ استبداد/ حرية/ قوة/ ضعف/ المرأة, الرجل, الأرض, السماء, الحاضر, المستقبل, الآلهة, الشعب, الواقع, النبوءة, الظلم, البشارة, الموت, الحياة.

ومثلت الاسئلة الوجودية للإنسان في العيش والكرامة والحرية والشقاء والسعادة … اسئلة محورية انتظمت مسار الصراع منذ البدء وحتى النهاية, وكانَ جوهر الفكرة المركزية يتجوهر حول قصة عشق (نبونيد ومالونيد) ليؤسس تحليقاً خلاصياً مفاده إن الحب ينقذ العالم وهو الذي يهزم الجبابرة والطغاة وانصاف الآلهة رغم الاستبداد والقبح ومن أجل ألا يتحول الانسان الى مجرد قربان مجاني للمتسلطين والبغاة… وكانت الجملة الختامية في الرواية أو لحظة التنوير ذات دلالة سيمئية وترميزية ( يا لأرض السواد… كم أنتِ عامرة بالرجاء!!) وقد فتح الروائي بها زمن التحريض وملحمة الضوء الآتي من المواجهة والمطاولة وتجاوز الخدر الطقوسي باتجاه الأمل وكفاح الانسان من أجلِ الحرية والكبرياء والوجود لأبهى.

وتبقى هذهِ الرواية علامة مهمة في السردية العراقية باشتغالها ومضمونها الانساني المتقدم.

تقنيات السرد والجوانب الفنية والجمالية في المنجز الروائي والقصصي لشوقي كريم – حمدي العطار

رواية (لبابة السر) والمجموعة القصصية (قطار شفاه أحمر) نموذجا

قوة المضمون في روايات شوقي كريم تجعل الدراسات النقدية  لرواياته وقصصه  تتجه نحو القيم المعنوية للسرد وتهمل الجوانب الفنية للنص،  ومن اجل ذلك قدم شوقي في رواية لبابة السر شكلا فنيا ملفت للنظر وقصص جمالية الشكل في مجموعته قطار احمر الشفاه .فهل نجح شوقي في تغليب العنصر الجمالي على المضمون؟

وقبل ان تتناول الورقة النقدية الخصائص الفنية للرواية والقصة عن شوقي والاجابة على تساؤل الورقة النقدية ،  لا بد الاشارة الى ان الشكل الادبي واسلوب شوقي في التعبير عن افكاره لا يمكن ان تصل للمتلقي لولا استخدامه بشكل ناجح اساليب السرد الحديثة.

 كاتب غير محايد

هو لا يرى الوطن أو الشعب الا من خلال الفقراء والكادحون، الفقراء هم الذين يزرعون الارض لذلك يقف شوقي معهم ضد الاقطاعي والسركال وهم الذين يبنون ويصنعون ، الفقراء عبر  التاريخ هم من يصنع الخيرات ويديم الحياة ويسهم بشكل كبير في صناعة الحضارة، واغلب اعمال شوقي تطرح سؤالا جوهريا (لماذا الظالمون يمعنون في ابتزاز الفقراء)؟ اذن شوقي اديب ليس محايدا بل هو ينحاز الى المظلومين والفقراء! فهو ناطق لخواطر المعدمين والمهمشين ! فهو (اديب الفقراء)!

غزارة الانتاج 

شوقي كريم غزير الانتاج حتى انني لا اتخيله الا وهو يقرأ او يكتب ولا اعلم عدد الساعات التي يقضيها في النوم! معظم ما يكتبه نابع من عمق التراث المحلي ، ونجد في سردياته تتسلل الفاظ من افواه الناس، كما نجد الاماكن بدلالات يومية ، وقد يجد القارئ- احيانا- صعوبة في ادراك ابعاد تلك الشخصيات والاحداث وعلى الاخص اذا كان القارئ من المدينة ولم يزر القرى والارياف الجنوبية! القراء الذين يقفون عند حدود النص الذي يكتبه شوقي لا تنفعهم سرديات شوقي لأنها تحتاج الى قارئ يبحث عن متعة المشاركة في التصور والمتخيل.

شخصيات حالمة

جميع أبطال شوقي حالمون، ولم يسمح شوقي لأحلام ابطاله ان تتحقق بل هو بارع في تصوير (الخيبة) لأنه رائد الواقعية الانتقادية في السرد الروائي والقصصي، ومع هذا يكرر وجود الحلم في قرارة نفس كل شخصية من شخصياته الروائية والقصصية،، وعلى الاغلب يكون الحلم تحررا أو تقدما أو معرفة .

 

السرد عند شوقي

اسلوب شوقي في السرد (موارب) ولم يقدم فكرة النص بشكل مباشر، ولديه قدرة على خلق أمكنة للشخصيات واحلامهم والازمنة عنده تتشظى بين الماضي والحاضر والمستقبل. هو يشاكس القارئ المستسلم ويمزج ما هو تسجيلي بالخيال ويزرع الاحلام في خيال القارئ كما في شخصياته ويستعرض صعوبات تحقيقها.واذا كان السرد (هو ترتيب الاحداث بطريقة تتوخى الجمال) فإن السرد عند شوقي مهمته بجعل الاحداث على سطح السرد وأيجاد منافذ ومصادر لدخول القارئ الى عمق اللغة التي يستخدمها ، فهو لا يولي اهتماما كبيرا في (المبنى الحكائي) – الاحداث واعادة صياغتها-بل يركز على (المتن الحكائي)- وهي المادة التي تصلح لتكوين الاحداث، يقدم شوقي (الحبكة) بشكل ما بعد الحداثة التي لا تكتمل الا بوجود ذكاء وذاكرة  القارئ ، وكثيرا ما يكون اسلوبه يعتمد على التقديم والتأخير واضافة وحدات سردية جديدة.

السرد عند شوقي يتوزع بين (السرد المنحني) الذي يبدأ من نقطة الحاضر ويتجه الى المستقبل ويعود الى الماضي، كما في قصة الانحسار في مجموعة قطار أحمر الشفاه  ((لحظتي هذه، قاسية، ولا يمكن تكرارها. لحظة انهيار صمتي، كانهيار جبل جليدي، ترقبته العيون سنوات)) وهناك ايضا السرد اللولبي الذي يعتمد بعض الاحداث في القصة لأكثر من مرة ورواية الحدث الواحد من وجهات نظر متعددة (الهارموني) كما في قصة (فضاءات خارج التدوين) والتي حملت مجموعة من العناوين الفرعية (فضاءات الاجابة-فضاء الفراغ- فضاء السر-فضاء ….- فضاء الاسطوانة) وهنا يستخدم شوقي الشعر والفلسفة مع لازمة متكررة “وحدي أنا السيد كافل الرعد من له الحق في اعلان الخبر واشاعته بين الناس/ وحدي وبهدوء استثنائي ارتديت أجمل ما يمكن أن أحتفظ به من ملابسي، كنت قد ورثتها عن شقيقي الذي احترق بنار الحرب الاخيرة/ وحدي جلست أرقب الأشياء التي كانت تدور حولي مهللة، كانت الأصوات تملأ وحدتي بالجنون/ وحدي انا كامل الرعد وقفت أنتظر لسنوات طويلة، شطب الرمان مثلي مل الانتظار فأوكل مهمة مراقبتي الى رجل بعينين جاحظتين تثيران السخرية والحزن معا/ وحدي كنت أضحك، فليس أحد سواي ينتظر”

يكتب حكايات

معظم قصص شوقي تشعر بأنها مقاطع سقطت من رواياته ، كأنه نسي اضافتها الى الرواية فجعلها صالحة لتكون قصة قصيرة مثلا (بيع الاشياء الثمينة والعزيزة عند شخصياته الروائية والقصصية وشراء بدلا عنها اشياء عادية كبيع هدية السلطان العثماني لشراء عربة لبيع اللبلبي ، او بيع طوق الام لأعطاءه الى الاب لكي يتزوج امرأة اخرى) في القصص كما في روياته شوقي يستخدم الحركة السريعة في السرد ومن البداية تتعرف على ملامح شخصياته وما سوف تتوقع ان تكون عليه الاحداث لكنه يخلق مفاجات كثيرة ومنطقية، البيئة او الامكنة التي يقدمها شوقي هو يحبها لكنه في نفس الوقت يرفض قبولها كما هي لذلك تكون نهايات الشخصيات مفجوعة وقاسية.

رواية لبابة السر او سر اللبابة 

هو عنوان يمن ان يقرأ باتجاهات متعددة فقد يكون (رسالة بابل) و(لبابة السر) و(سر اللبابة)

وهي رواية التي يمكن ان تقراءها من الاخير الى البداية ولا يختل عندك الفهم كما يمكن ان تفتح اي صفحة وتبدأ بالقراءة ولن يفوتك شيئا من المتعة والانسجام، رواية ليس لها بداية او نهاية تقليدية، هو نص مفتوح على كل الاحتمالات، غير قابل للاختصار او التلخيص فهي وجبة سردية متكاملة وتدريب على كتابة التاريخ بأسلوب فلسفي وحضاري.

حيرة السؤال

شوقي في هذه الرواية هو من يسأل التاريخ والالهة وحتى القارئ اسئلة محيرة ولا يجد القارئ جوابها ، هو يريد للمتلقي ان يتحفز لمعرفة الاجابات عن تلك الاسئلة المصيرية والتي تجعل حكايات الرواية مشوقة بقدر ما هي مؤلمة! اليست هي (حكايات وطن مقتول) – كما يعبر عنها شوقي-  فهو في الاستهلال كان السؤال (هل اهتز عرش مردوك؟!!) وتتوالى عملية التذكير بنوعية الاسئلة الثقيلة والذكية في السرد “تملأ الرؤوس اسئلة لها لذة الوجع، تنبت مثل شوكة” ص8 “أمتلأت الأفواه بالاسئلة، وغصت الحناجر بأحجار الاعمار”ص12 وفي الاسئلة احيانا العتاب والحزن والمكابرة”ما الذي جعل هذا الشيخ المكبل بالبياض يركض وراء حكايات قد لا تكون حدثت قط، إن بين زمننا وزمن حمورابي سنوات وأزمنة لا يمكن لأي انسان إحصاؤها وعد معالمها”ص16 “ما الذي جعله يكشف بحور الاسئلة التي تمور في أعماقي “ص17 ولا يجد شوقي الراحة وحتى السعادة الا بالأكثار من الاسئلة “نعم.. ارتجف جسدي بأسئلة الاستقرار لأعماقنا “ص20 وفي االرقيم الحادي عشر -17- وهنا تأويل الرقيم كمكان لكتابة المعرفة ينهي شوقي اسئلته وكانها بداية اخرى للسرد حينما كان عنوان الرقيم “صورة الترتيل الأول” 

“ما الذي يوهج ريح السؤال” وبلغة شاعرية تطرح هذه المرة الاسئلة عسى ان تكشف سر اللبابة

((لماذا تلعب أعماق الفجر بقيظ الأرواح، وما سر الهمهمة العرجاء في مدن الخوف؟ ما السر في بضع اناث يأكلن سباع المحنة؟ ما السر في موت الغابات بفؤوس الوحدة؟ ما سر الرغبة في اعلان السر”

الخاتمة

شوقي لم يقع في فخ تحويل اللغة السردية الى نص شعري على الرغم من انخراط اللغة السردية في شعرية لكنها كانت مبررة فنيا، وقدم شوقي رواية متماسكة وتعبر عن مشاكل الحاضر برؤية فلسفية وابعاد تاريخية.

إضاءة ..إلى الأستاذ الحبيب . شوقي كريم حسن ..(( بعض من وفاء )) ..بقلم : رجب الشيخ

السؤال الذي يحيرني …!!!كيف استطاع هذا الروائي المتمرد ان يبني تلك الصور الغرائبية في جمل مبهرة يستطيع من خلالها سرق الأنظار حول روايته الجديدة( لبابة السر ) والتي تعتبر من الروايات المختلفة من حيث المبنى في تشكيل الرؤية القصصية في حبك  أحداث تاريخية ونقلها بشكل مختلف بعض الشيء من التشوق الادراماتيكي في حواريات مبهرة استطاع من خلالها خلق الحركة الإبداعية وإمكانية تأسيس عوامل الادلجة التكوينية التي يستخدمها  في نقل فلسفة الرؤية الانطباعية المجتمعية ضمن تداخلات حياتية كون الكاتب من البيئة الفقيرة وله جذور سومرية مرتبطة بإصالة الحدث الذي ينتمي إلى مسميات تاريخية عميقة بمديات التطوير الذاتي

مما دفعة للبحث وتصوير الحالات الانفعالية تحتاج إلى ديناميكية و استخدم السارد   خبرته اللغوية والبلاغية في إيجاد البديل خلف مديات الترميز والجمال ودلالات أشياء كثيرة تجعل من القاص يفتش عن استبدال الصيغة اللونية لوضعها على ثيمة النص بطريقة رشيقة ممتعة تعتمد على اسلوبه المكتنز بجمالية النقلات الإبداعية  وتساؤلاته قبل الانطلاق  فى بناء  الفكرة داخل النص ووضع الأسس المهمة  في عملية التكثيف في رسم الصورة المشرقة للتطور الأدبي مقرونا في صياغة العمل الجاد لواقع جديد وذلك من حيث وضع ضوابط تتماشي بشكل متوازن مع  الحركة اللولبية والمتحركة في حيثيات المعنى معتمدا على كيفية صياغتها ضمن أنساق الفهم المرتبط بأدوار الدراما المدونة على الورق والتعايش ضمن مفاهيم راسخة من معطيات المرحلة الجديدة بالرغم ما يعتري الواقع من تقلبات نفسية وضغوط استطاع شوقي الا لملمة الأحداث بشي من الواقعية الحقيقية ونقل التوجهات  التوجسات الاعتبارية إلى  ألانتقالات في سير احداث الرواية ….

وكما عودنا في نتاجاته السالفة كيفية السرد الحكائي المرتبط بالواقع المتمرد الذي تم عرضه من خلال الارهاصات النفسية المجتمعية بسيناريو عميق ،

ناهيك عن التأثيرات المفتوحة في عملية إقناع القارئ بالتعايش مع النص الحواري وربط تلك الأصوات الخارجة من رحم التصوير الذهني ونقلها إلى أرض الواقع والإمساك الشديد بالتلاحق الفكري ، الإدراك الصوري  وخلق منه صورة عميقة بالمعنى مع اتخاذ بعض الخطوات الناجعة في إيجاد المفردات التعبيرية الجديدة والتي تدور في فلك تهيئة المساحات بين الخيال والواقع ..وعملية الإقناع الحقيقي التي تجعل من القارئ أن يفتش عن الأسباب والتأويلات الصورية بشكل السرد الحكائي البارع في تجليات مقبولة تستند إلى أساس لها من المصداقية والتعامل الراقي في كيفية انتقال الحدث إلى الأخوية المدهشة والتصوير السمولجي في تعدد الأدوات الحركية داخل الجملة المتناسقة بالقيمة الاستشارية ضمن الدال والمدلول…حين ندرك أن التداول المعرفي في خضم هذا الإدراك الصوري تجد السارد حريصا جدا ان يخلق منه صورة عميقة بالمعنى مع اتخاذ بعض الخطوات الناجعة في إيجاد المفردات التعبيرية الجديدة والتي تدور في فلك تهيئة المساحات بين الخيال والواقع ..

رغم انه في بعض الأحيان يستخدم التأويل المرمز لبعض الإشارات الحسية والاستعارات البديلة في تهيئة البيئة اللغوية المرنة لوضعها أمام المتلقي لفك الاشتباكات البلاغية والصورية…

امتعتنا ايها السارد الجميل بكل أشكال التميّيز النوعي وهذا الوعي في مدركات العقل …

….

 

النصيحة ..بقلم :صالح علي الجبري


حق واجب على كل مسلم أن يبذل النصيحة لأخيه المسلم
و لقد نصحتك أن قبلت نصيحتي
فالنصح أغلى ما بذلت و أطيب
نصيحتك للفرد لوحده هي النصيحة الحقيقية
و نصيحتك له في جماعة هي نوع من التوبيخ و الإهانة
و الناصح آمين في نصحه فلا ينصح إلا بالحق و الصدق و الأمانة …
و قد اختصر الرسول صلى الله عليه وسلم
الدين كله في كلمة واحدة
حيث قال ، الدين النصيحة و لكننا نجد أن
البعض يرفض العمل بنصيحتك بحجة أنها ليس فيها شيء جديد.
من أجل النصيحه ستبقى قلوبنا مدينة يلقى فيها أناساً نحتفظ بودهم في أعماقنا ..
علينا بالنصائح لأن غبار الوقت لن يستطيع إخفاء ملامحنا ..
بالنصائح سنظل نصافح بشوق و
نحتوي المحبه بحنين ..

جميل أن نحب في الله للأبد ..
والأجمل أن يبادلنا من أحببناه هذا الحب للأبد