مصطفى منيغ يكتب عن :  بالأطنان هوت على لبنان

إمتصُّوا الرَّحِيق ، وأشْعَلوا الحَريق ، فيالهم مِن فَريق ، يُغرِقون الغريق ، ويولولون  بعده فقدان مَن كان لهم نفاقاً نِعْمَ الرفيق ، لكنها لبنان ناجية من انفجار أيِّ بُركان ، أحياناَ تُشغِلُ بصَمْتِها الذَّكيّ العالم في كل مكان ، عساها تُنَظِّم حالها في أَتمِّ اطمئان ، وحالما يتهيأ لهؤلاء أنها أصبحت في خبر كان ، تنهض أقْوَى وأقْدر على تجفيف دموع من أخْلَصَ لها من زمان ، تعوِّضه ببسمة الأمان ، تُنقِله من كوابيسِ يأسٍ إن غَفَا بثقل قيدٍ للحرية جَوْعَان ، ليلج مرحلة موضوعها لزرع السفوح المحروقة بشجر الأرز رمز الرموز كأوَّل عنوان ، أما الثاني فيعبر عن عدالة ستقذف خارج الهوية اللبنانية الموقرة بكل مَن خان ، فتعود فضاءات دَبْكَةِ فرح الصبايا والشباب تُقَدِّم لتزيين بيوت مستقبل “عِرسان” ، بما يُوَحِّد قلوبهم على الحُب اللبناني الأصيل المميَّز عَبْرَ ظروف المِحن ، بما أضاف ولا زال مِن الثقة في الوطن ، فلا مبادرات خارجية مبطنة بالمنفعة سراً الموصوفة علناً بما يكنُّه أصحابها للبلد من حنان ، ولا تحقيقات يتحكم في نتائجها  المعروفة مسبقاً لجرائم مرتكبة في حق شعب لبنان ، ولا المتمنيات الوردية المتساقطة على رؤوس مقامات مثل المناسبات بالأطنان ، تستطيع ترمبم ما يُبعد ألآم فقدان أعزَّ الأعزاء عَوائِل شهداء أنفجار مرفأ بيروت في دولة لبنان ، أو تخفيف عناء التشرُّد بين الطرقات المجروحة بغدر ما حَصَلَ بَدَّدَ حصيلة تَعَبِ عشرات السنين لآلاف الضحايا سَكَنَهم (بَعْدَ رخاءِ العيش) الحِرمان ، سوى البدء مِن ازاحة كل رابط بأساليب حُكْمٍ عن تجاوز التدبير الصحيح الراعي حقيقة مصالح الشعب سَلَّمَّ للجميع أكثرَ مِن بُرهان ، وتأسيس قاعدة نظامٍ يجمع اللبنانيين كافة على الإنصاف بينهم داخل مؤسسات رسمية عمومية تشريعية كانت أو تنفيذية مؤهلة تستحق الفرز بين مرشحيها انتخابات حرة نزيهة شفافة يحكمها دستور مُحَرَّر بواسطة حكماء لا يتركون ثغرة (مهما بلغ حجمها) مفتوحة أمام فلاسفة تسرُّب المتطفلين بالاحتيال على مكتسبات الشعب وثرواته الوطنية كبعض المدَّعين يومه أنفسهم بصنَّاع التاريخ  وما هم في الواقع الملموس سوى مخرِّبيه ، عِلماً أن  صنَّاعَ التاريخ ، لا تُقارَن محتويات جماجمهم بما تخفيه قشور البطيخ ،إن افتُضِحَ عيبهم فكَّروا في امتطاء مركبة فضاء للإختفاء فوق سطح المريخ ، ولا يقفون أمام واقع كشَّافٍ مُفرِّقِ النظيف عن الوَسِخ . صنَّاع التاريخ لا تُقاس تصرفاتهم بما دأبت عليه الحرباء الجاعلة لون مقامها لونها للفرار بجلدها من خطورة موقف ساقت وجودها إليه متحدية عن سوء تقدير امكاناتها خارج بيئتها الطبيعية بأسلوب تدلُّ على مرتكبه رائحة الفسيخ . صناع التاريخ لا يقلدون أحلام مَمْعُود على فراش عِلَّةٍ ممدود لتبرير غيابهم ساعة الجد لتغطية مسؤولياتهم بحجاب منظره عن حقيقة ما يجري مُنْسَلِخ .   

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :دومينو السقوط وسيناريو ما بعد هزيمة ترامب   

            

سقط الفيل الجمهوري وجذع خرطومه، وفقأ الحمار الديمقراطي عينيه فعمي، وضرب بالولايات المتأرجحة رجليه فترنح فاقداً اتزانه خائر القوى، ثم سقط على الأرض صريعاً وقد خسر، يتخبط وقد صدم، إلا أنه لم يسلم بالهزيمة ولم يقبل بالخسارة، فعلا صوته وصخب صراخه، وهدد بكلماته وتوعد بسلطاته، وداس بأقدامه الثقيلة القيم الأمريكية والأعراف الديمقراطية، وسف بكلماته وسب وشتم ولعن، ولجأ إلى رصيده الكبير من الوضاعة والعنصرية، والهمجية والديماغوغية، فسفه العقول وتطاول على الأحكام، واستخدم غباءه في إنكار الحقائق وتكذيب الأرقام ونفي الوقائع، إذ لم يصدق ما أصابه وهو الذي كان يمشي على الأرض كالطاووس مرحاً، ويخطو فوق ترابها كالملك مختالاً، بغطرسةٍ وكبرياء، وجنونٍ وغباء.

 

سقط العتل الزنيم، المعتدي الأثيم، الأفاق الذميم، الكذاب الأشر، الفاجر الشره، المغرور المهين، الذي علا في الأرض وبغا، وظلم واعتدى، وظن أنه بصرحه قد بلغ الأسباب، ولكنه خَرَّ من السماء وسقط، وتكسرت عظامه وانعقد من الأسى لسانه، وانتهى زمانه وتجهز للرحيل رجاله، إذ لا مقام لهم بعده، ولا وجود لهم دونه، فقد كان هو سندهم ورافع شأنهم، نفخ في بوقهم شروره، وأودعهم خبثه، فأعلن صهره كوشنير وزوجته، وسفيره في الكيان ومحاميه الأول دافيد فريدمان، ومعهم جيسون جرينبلات وفريقهم، عزمهم على طي متاعهم والرحيل، وهم يعضون أصابع الندم إذ لم يقفزوا من القارب قبل أن يغرق، ويفارقوا الربان الذي أغراهم بسفهه، وشجعهم بجنونه، وأيدهم بجهله.

 

لكن الخيمة التي سقط عمودها، وانهارت ساريتها، سيتفرق من كانوا تحتها، وسينفض من التفوا حولها، ولن يبق أحدٌ يتمسك بها أو يأمل فيها، فهي لم تكن تستر وهي قائمة، ولم تكن تنفع وهي منصوبة، فكيف بها الآن وقد تصدعت وغدت ركاماً فوق بعضها، فإن تداعيات السقوط ستتوالى، وارتداداته الاهتزازية ستستمر، ولن تقف عند حدود الولايات المتحدة الأمريكية، بل ستصيب لعنة الهالك ترامب أنظمةً كثيرةً وحكوماتٍ عديدةً، ممن أشادوا به وراهنوا عليه، وظنوا أنه المُنَجّي والمنقذ، والحامي والسند، والحليف والوتد، فإذا بها ينهار أمامهم ويسقط قبلهم، كجذع نخلٍ هاويةٍ لا ترى له من باقية، فهل سيطول بهم البقاء بعده، أم أنهم سيلحقون به سريعاً، وسيقتفون آثاره يقيناً، وسيلقون مصيره أكيداً.

 

أكاد أجزم أن أنظمةً كثيرة ستسقط، وأخرى ستنهار قوائمها، وستتزعزع قواعدها، وإن كنت لا بد مصرحاً، فإن أول الساقطين سيكون رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يرفض الاعتراف ويصر على الانتظار، ويصلي سائلاً ربه معجزةً تنقذ حليفه، ومفاجأةً تعيد الحياة إلى رفيقه، فقد راهن عليه كثيراً، واعتمد  عليه طويلاً، وبنى معه الآمال العريضة، وعلق عليه مشاريعه العظيمة، ولكنه رحل وتركه في عين العاصفة، يواجه الأخطار والأنواء، ويتعرض للأمواج العاتية والعواصف الشديدة، ولعله يشعر اليوم بدنو الأجل وقرب الخاتمة، رغم أنه يعاند ليبقى ويقاوم ليستمر في منصبه، ويكابر جهلاً وغباءً، إلا أنه حتماً سيسقط وسينتهي، وسيخلع أو يرحل، فإما تدوسه أقدام المتظاهرين الغاضبين، أو يسوقه القضاة إلى السجون والزنازين، أو ينتهي به الحال إلى الجنون وفقدان العقل.

 

لن يكون نتنياهو وحيداً، ولن يلق مصيره المحتوم منفرداً، بل سيأخذ معه أصدقاءً حالفهم، وآخرين جلبهم ترامب بالعصا واقتادهم بالجزرة، ولكنه رحل قبل أن يثبتهم، ومضى قبل أن يطمئن عليهم، فغدوا بسقوطه أيتاماً على موائد شعوبٍ ظلموهم وآذوهم، واعتدوا عليهم وأهانوهم،  وأهدروا كرامتهم وأساؤوا إليهم وصادروا حريتهم، ونسوا أن شعوبهم لهم بالمرصاد، وأن أقدار الزمان تترصدهم وسنة الحياة تترقبهم، فاستحقوا هذه الخاتمة التي تليق بكل من راهن على العدو واستنصر به، وآمن به وصدقه، وتحالف معه وأيده، فهل يجدون لهم اليوم من دون الله نصيراً، وعند شعوبهم لهم شفيعاً، أم تراهم يستغلون ما حدث للتوبة والإنابة، والتغيير والتصحيح، والاعتذار والاعتبار.

 

برحيل البغي الدعي الأفاق الكذاب ستنكشف الغمة، وتنتهي المحنة، وتضع الحروب أوزارها، وتسكن البوم والغربان أوكارها، ويرفع الضيم عن الشعوب المغلوبة والأمم المقهورة، ويجد الظالمون أنفسهم غرباء وحيدين، ضعفاء منبوذين، لا يجدون من ينصرهم ويؤيدهم، ولا من يزودهم بالسلاح ويدعمهم، وسيضطرون إلى احترام غيرهم، ووقف العدوان عليهم، وترك شعوبهم وشأنهم، يقررون مصيرهم بأنفسهم، ويختارون نظام حكمهم، وينتخبون من يثقون فيه ويطمئنون إليه حاكماً، ليكون خادماً لهم حريصاً عليهم.

 

لست مراهناً على الجديد ولا مؤمناً بعدالته، أو مسلماً بنزاهته، أو متوقعاً نصرته، فهو في عرفي والهالك سواء، لا يختلف عنه في شيءٍ إلا في نعومة ملمسه، وخفوت صوته، وهدوء حركته، ولكنه كمن سبقه غادرٌ حاقدٌ، ماكرٌ خبيثٌ، يلدغ كالأفعى ويقرص كالعقرب، ذلك أنه يمثل إدارةً قديمةً ودولةً عميقةً، لها استراتيجيتها وعندها منهجها، تؤمن بمصالحها وتعمل لخدمة أهدافها، ولا يؤمن بحقوقنا ولا ينتصر لنا، ولا يساند قضايانا ولا يرد الظلم عنا، ولا يعاقب من اعتدى علينا ولا يحاسب من احتل أرضنا، بل سيبقى ينصره ويدعمه، ويسانده ويؤيده، ويقف معه ويساعده، تلك هي الولايات المتحدة الأمريكية، الأفعى الرقطاء التي تغير جلدها، ولكنها تبقي على سمها الزعاف قاتلاً، ولا تتخلى عنه أبداً.

 

بيروت في 8/11/2020

الناقد عبد البارى محمد المالكى يواصل كتابة رسائله إلى محبوبته بعنوان : رسالتي إليها … (الرابعة والعشرون )

أميرتي النبيلة …

أ كان لزاما ً علي ّ أن أعيش جوى ً بعد عتاب … وأملاً بعد حيرة … ؟

إذ أحببتك ِ … وعشقتك ِ .. فجننت ُ بك ِ … والجنون أسمى آيات العشق ياسيدتي .

وأنّى لي غير ذلك ..؟ وأنت تعيشين في خيالي ! وتسرحين بين أفانيني …! وتتبخترين عن يميني ..! وتميدين عن شمالي ..! أنظر اليكِ بعينيّ الرقيب …وعينايَ لاتنفكّان من النظر إليك ِ خلسة ً ، أطلبك ِ باستحياء ، وأرجوك ِ على خجل ..وأنت ِ تعلمين علم اليقين أنّ الرجولة َ في صلبي ، والصدق َ في فؤادي ، والشوق َ في كبدي ، واللهفة َ بين أضلاعي …

فلا مناص َ لي من الجنون ياسيدتي ، عاجلا ً أمْ

آجلا ً …

فذاك ما يُعرَف ُ بالحب النبيل عند ابتهال ٍ في لحظةِ يأس …

والسلام ..

قُلتُ أنا عربي..قصيدة الشاعر محمد العبودى

قالوا ومَن تكون…؟

قُلتُ انا العربي……..!

قالوا ومَاذا يعني…؟

بكيتُ على نسبي

وجرتْ مدامعي على حسبي

ياأسفي على أسمي

على هويتي على كياني

على تأريخي على معتقدي

تنكروا واستقبحوا

وأنا قمرُ الظلام

فبغيره كيف يهتدوا….؟

صرختُ عاليًا

أنا الوطن

أنا الأمة

ضحكوا بأستياء

وسخروا حتى بكيتُ

وبكتْ معي معالمي

جبالي ضاعت هباء

وسهولي باتت جرداء

ورافديّ كنهرينِ قريةٍ

مات أهلُها بصمتٍ عجيب…!

كُلُّ الياوقيتِ في بلدي

باتت مباحة

حتى الأسرة العذراء

اُغتصبت

وضاعت ثرواتي

وأصبحت علينا وباء

سومريٌ أنا

وفرعوني الزمان

وحضرموت إحدى مدني

ضحكوا وضحكت كلُّ الأقدار

ماتت كلُّ العناوين

شُلتْ كلُّ المراسيم

وها نحن ننتظرُ

الموتَ أدوارًا وأدوار

نبيلُنا صامتٌ دون قرار

والشريفُ على الطرقات عريان

الجوعى هم الأغلبية الآن

والمحرومون في أُمتي كالسواد

وحتى الاحرارُ عُلّقوا على مشانقِ الغدر والبهتان

ليتسيدَ الكسيف ويحتجُ على الثوار

آهٍ على أُمتي ضاعت

وتلاشت أحلامٌ وأحلام

وشاعت في أرضي الأوهام

هذا يمني…..   إقتلوه

وهذا دمشقي. أحرقوه

وهذا عراقي.. اصلبوه

وهذا وتلك حتى الأطفال

عُلقوا كعناقيد عنبٍ على الواحِ خشبٍ

مزججٍ مسموم

فبتنا في أوطاننا غرباء

ولعبَ الغرباءُ في الأوطان

تبًا للغمانِ في أمتي

باعوا الشرفَ واشتروا العار

مَن تكون….؟

أنا العربي…

وماذا يعني……؟

ناهي العامري… أرشفة السرد !!بقلم :شوقى كريم حسن

  • ولد اراد المعرفة، سأل فلوبير يوما، وهو يقرأ الاشهر من سردياته ، مدام بوفاري، كيف كتبت كل هذا التأريخ ومن اين جئت به؟ فلوبير صانع تجسيدي له منبوشات لم يطلع عليها احد سواه، ولايمكن لغيره الوصول اليها، اجاب.. الطرق التي اريد ولوجها اصنعها بنفسي وامنحها الحياة التي اريد واخذ معي كل مايبهرني واحتاجه في رحلة الانتقال التي قد تدوم لبعض الوقت!! تلك المعرفية التوضيحية، لم ينتبه اليها السارد العراقي منء بدايات المسرودات التدوينية، ظل مشغولاً الى حد البله ، بالمؤدلجات التي جعلت السرد يدافع عن الايدلوجيات ويتبناها بشكل مضحك وخال من البنائيات الفنية، ولكن الامر مالبث أن تغير وكأن الحروب، دفعت بالسراد الى ولوج مطامير غير مكتشفة، تدون التواريخ وتجسد صراعات شخوصها وفعالياتهمْ، مع خلو واضح للايدلوجيا وضوابطها الدفاعية، هذا ماتفعله السرديات العراقية منذ انهيار الصنم حتى الان، مسرودات تدوينة ، توثق حقائق ماحدث وتشير بجرأة الى ماقد يحدث ذات لحيظة انفجار غير محسوبة العواقب، من وسع هذا الباب المزدحم بالداخلين، ولج ناهي العامري، الى عمق مكونات الاسئلة، بعد ان خبر الكتابات الصحفية وتعلم منها مايساعده على ايجاد لغة سردية محايدة، لاتخوض في اشكاليات الشاعرية ومستوياتها التي امتدت الى العمق، يلج ناهي العامري منابش اختياراته دون عناء مع بعض من التفحص والتقصي الاختياري، يرسم ملامح شخوصة ، بدقة رسام، وينتقل الى ماهيات الفعل الحركي، تسلسل مرويات العامري السردية داخل الامكنة المعلنه، مزحزحاً الازمنة لغرض توظيفها لغاياته التشيدية، لا عناء في الامر السردي، مادام الفاعل التاريخي خاضراً، ويمكنه ان يقدم للسارد مايحتاجه من صراعات ثيمية، وحواريات تعتمد التطابق الواقعي بكل تفاصيله مع حركات تسهم في تواصل الافعال وتعمل على تماسكيات الثيم وتلاحقاتها المهمة، لايشعر المتلقي مع شخوص ناهي العامري، بالغربة قط، لانها تشكل جزءً من ذاكرته الجمعية، ومواجعه واحزانه، عبر مساحة السرد وهي في عمومها ضيقة ولا يمكن ان تتشعب، يؤمن المتلقي، بل ويجزم ان ما يقرأ كان قد كشف تفاصيله، لكن اعادة ناهي العامري السردية، منحته الفرادة في الاختيار والبناء، والفرادة في استخدام اليومي المحكي مع رشات من الدراما الادهاشية التي تشد المتلقي اليها، لايغفل العامري تجميل خياراته بوابل من المعشوقات وقلوبهن المتطلعة الى لحظات اللقاء، والاغتسال بماء اللوعة والانتظار، تلك مهمة وان كانت تشتغل على ماهو خارجي، مهملة بالتمام ردود الافعال النفسية والتي يمكنها اعطاء الشخوص المجسدة بعداً تأثيرياً مقنعاً، ماتلبث ان تتحول هي الاخرى الى تاريخ مختلف بتمامه، هل يمكن ان يتحول السارد الى مؤرخ يمشي على ذات المؤرخين الذين تحركهم رغبات ومطامع شخصية؟ ام ان سردياته تنحاز الى الجمال وارثياته دون اهمال الارشفة الخالية من القصدية، السياسية والاجتماعية والفكرية؟.المهمة على غاية من الارهاق، وتحتاج الى سارد فطن واع الى مثل هذه المهمة، التي تزيح الادلجة بل وربما تعمل على محوها، شخوص ناهي العامري، حيادية امام مايحدث، تسهم في بناء الثيم وتثبيتها وتطوراتها ايضاً مع رفض للتبني والدفاع الاعمى، والابتعاد بكلية واضحة عن كل مايحسب على انه انتماء و اسهام وايمان بالثوابت القيمية التي قد تخالف المفاهيم القيمية الجمعية، وتظل لغة ناهي العامري داخل حدود السرديات الاعتيادية، الواقع لاينتج لغة خطاب متعالية او عليا، لهذا يظل الخطاب داخل مسرودات ناهي العامري، الاقرب الى روح المتلقي وشرائعة، الحكي السائر بتسلسل هاديء، والثيم البسيطة المكملة لبعضها بتصاعدية معروفة الحدود والابعاد، ناهي العامري سارد مجد وهذا مادفع به الى امام رغم تجاهل النقدية العراقية الذي اظنه مقصوداً، لان نقديتنا لاتبحث عن الجديد وان كان فاعلاً وتتمسك بثوابت الاسماء والاجيال ايضاً، محنة كبيرة تظل تلاحق اجيال السرد لازمنة طويلة، ومنهم ناهي العامري الذي يسعى وهو يحمل عصا السرد الذي يهش بها على مسروداته وله فيها مآرب اخر، عميقة الحضور والتأثير!!