ليلك شتاء..
وسماؤك بلا قمر..
شبح غريب يفتك بالبشر..
تعلو في المدن أصوات الجياع..
وجمال الاشياء فيها إندثر..
فجفت الانهار من حولها ..
وخوت على عروشها النخيل..
بصمت القدر..
نهبوا الخزائن واعلنوا..
ان للذئاب يداً في دولة الغجر..
سافر الخبز مع الريح ..
والغيم الثقيل يحبس المطر..
الغبرة لا تنجلي عن كون ينتحر..
صواعق الرعب هزت مدينتنا ..
وقالوا شيطان انشطر..
مازلنا صغار في عيون كل مَنْ كبر..
استوطنت فينا كآبة الحروب..
وزدانت بنا مذاهب النبوغ..
الكل يعوي يريد ان يعقد المهر..
العروس حبلى قبل نوافذ الشروع..
كانت تعالج مرضى فقدوا الجنس
حين علقوا اشرعة القلوع..
وباتت العذراء تشكو عزلتها في الصحر..
نؤلف البحوث ..
ونكتب للتاريخ روايات الضياع والفقر..
قضينا العمر بين متعة النوم..
ومتعة اللهو في السهر..
ثم عشنا مشاعر الحب والجمال..
ورسمنا في الخيال اجمل الصور..
وتوارينا خلف قضبان الزمان ..
لان القادمين كانوا رعاة للبقر..
كل شيء لاح في الافق وانتهى.
وبقت فينا علامات الضرر..
غنت لنا الطيور حين رأتنا..
نعوم فوق مياه البحر..
وشعاع الشمس يهتف لنا..
من بين اغصان الشجر..
عشقنا النجم البعيد..
لانه امير للفضاء المستقر..
سوف نحمل على الاكتاف مآسينا..
ونمشي على الاثر…
يامذيع الاحداث هوناً علينا ..
فقد كسبنا ود عدونا الاشر..
فنحن مللنا صراخكم..
واقسمنا اليمن على الرقاب..
كل مَنْ خالفنا نسقيه الأمَرّ..