الباحثة الليبية نبيلة سالم الطاهر  تكتب عن :هاشم عباس الرفاعى و”مفازة الحب”.. قصائد سردية تنثر فيها  الشعرية الحقة

 

قرأت نصوصا عدة من “مفازة الحب”, استوقفتني قصائد سردية تنثر فيها  الشعرية الحقة فتباغت المتلقي بتلاعب سردي مائز: تارة يكون الخطاب فيها بصيغة المتكلم وتارة بصيغة الغائب … بينما تغلب تقنية القناع على بعض النصوص, كتوظيف شخصية “المهدي” وغيره.

أما حضور الأنثى الطاغي على معظم نصوص الديوان فدلالته الأكبر تنطلق من العتبة الرئيسة: “العنوان/ مفازة الحب”,  بوصفه أول مفتاح إجرائي به تنفتح مغاليق النص وعبره تفك شفراته…

تبدو اللغة الشعرية لغة واصفة. تعالج الحاضر بلغة حاضرة أحيانا, وماضية أحيانا أخر. وذلك عن طريق الترميز أو المباشرة.

أغدقت الثقافة الشعبية في بناء النص الشعري عند الرفاعي, فأسهمت في ذلك خير إسهام. حيث اعتمدت الذات الكاتبة على خلفيتها النصية استعانة بما تستحضره الذاكرة ويمليه الواقع حدثا ولغة وزمنا…

فللهجة الدارجة نصيب في ذلك. نقرأ مفردة: “باط” وتشير إلى دلالة الارتفاع بيد من يقوم بالضرب, بينما نقرأ “بيط” بدلالة الهبوط بالضرب على الجسد…

تكمن أهمية الاستعمال الجيد للغة  الدارجة بصورة التفاصيل الدقيقة, فتساعد على ربطها بالصلات الوثيقة التي تجعل الإنسان يعيش مع ما حوله من أفراد في الظروف والبيئة ذاتها…

لا تزال هذه الأيقونة باذخة العطاء. لأنها كتبت بمداد الروح الذي لا ينضب معينه. تفتح ذراعيها لكل متلق هاو للحرف والكلمة, فهي تعددية القراءة والتأويل …

 

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.