الكاتب المصرى نبيل عجوه  يواصل كتابة سلسلة مقالاته فى أفلا يتدبرون؟خديجةُ رضى الله عنها

حلقة هذا اليوم عن شخصية عظيمة قريبة الى قلوب المسلمين جميعاً وكانت
هى بلا شك أول شخصية أبدأ بها حلقاتى عن نساء خالدات إلا أنه لم يكن من اللياقة أن نتجاوز أم البشر جميعاً حواء فكانت خلق خاص ومهمة كبيرة فى حلقة الخلافة فى الأرض لم تكتمل قضية الخلافة دونها لا شك. ودليل على عظمة الله القادر. ثم الثانية التى كانت دلاله واضحة من الله سبحانه على طلاقة قدرته. وخلق منها النبى المعجزة إنها مريم إبنه عمران. كما وأن القرآن قد أفرد لهما الآيات الكثيرة بسوره.
مما يصعب معه تخطى أحدهما. وهذه الشخصية لا تقل فى الأهمية والمكانة
والعظمة عنهما وبخاصة فى قلوب المسلمين على مر الزمان من يوم أن تزوجها الرسول وحتى قيام الساعة يكفى أنه لم يتسع قلب الرسول صلى الله عليه وسلم لحب
امرأة أكثر منها أيدته وآوته ونصرته وضحت فى سبيل الدعوة بالغالى والنفيس
فجزاها الله عن الإسلام والمسلمين خيراً إنها أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: أتى جبريل النبى صلى الله عليه
وسلم فقال” :يَا رسُو ل اللَّهِ، هذ هِ خد يجةُ قد أَتَت معها إدام أو طعام أو شراب. فاذا هى قد أتتك فأقرأ عليها السلام من ربها ومنى. وبشرها ببيت فى الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
قد كان للسيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها من عظيم
الصفات ما خول لها أن تنال لمثل تلك المكانة العظيمة فى قلب رسول الله .
فكانت علاقته صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة علاقة سامية طاهرة
قائمة على الحب والاحترام والوفاء والإخلاص، بل ويعلنها النبى صلى الله
عليه وسلم على الملأ وبعد وفاتها؛ قائلا” :إني قد رزقت حبها ” كما أن لأم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها مكانة كبيرة وفضل عظيم عند المسلمين، فهي أول الناس إيمانًا بالرسول، ولم يتزوج عليها في حياتها قطّ، ولا تسرّى بامرأة حتى فارقت الدنيا، وهي خير نساء الأمة مطلقًا، فقد روى البخاري عن علي بن أبي طالب قال. قال رسول الله: «خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة».
كانت السيّدة خديجة (رضي الله عنها) امرأة حازمة لبيبة شريفة، ومن أوسط قريش نسباً، وأعظمهم شرفاً، وأكثرهم مالاً، وقد أنفقت أموالها في أيّام تعرّض المسلمين للاضطهاد والحصار الاقتصادي، الذي فرضه مشركو مكّة، حتّى إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة”، وكان صلى الله عليه وسلم يفك من مالها الغارم والأسير، ويعطي الضعيف، ومن لا والد له ولا ولد، والعيال والثقل.
كان يَظهرُ على خديجة رجاحة الرأي وحسن التدبير وصواب المشورة في حياتها قبل زواجها من الرسول، وفي اختيارها للرسول زوجًا لها، ثم في حياتها معه حتى وفاتها، وكان الرسول يأنس بمشورتها ويحرص على عرض الأمور عليها والاستئناس برأيها، ومن تتبع بعض الحوادث التي عرضت عليها وأبدت فيها رأيًا أو أشارت به، وُجد في ذلك فقهًا وفكرًا وحصافة تميزت به في فترة البعثة النبوية.
قالوا عن خديجة رضى الله عنها
***آمنت بى اذ كفر الناس وصدقتنى اذ كذبنى الناس وواستنى بمالها اذ حرمنى الناس ورزقنى الله ولدها اذ حرمنى اولاد النساء) (محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم)
*** ما غرت على احد من نساء النبى صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر ذكرها وربما يذبح شاة ثم يقطع أعضائها ثم يرسلها الى صديقات خديجة كأننى قلت له كأنه لم يكن فى الدنيا امرأة الا خديجة فيقول انها كانت وكانت وكان منها الولد( عائشة الصديقة)
*** كانت خديجة اول من آمن بالله ورسوله وصدق محمد صلى الله عليه وسلم فيما جاء به عن ربه وآزره عن أمره فكان لا يسمع من المشركين شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له الا فرج الله عنه بها تثبته وتصدقه وتخفف عنه وتواسيه وتهونن عليه ما يلقى من قومة) (عبد الله بن عباس)
***هى ممن كمل من النساء كانت عاقلة جليله دينه مصونه كريمة .( الامام الذهبى)
من هى خديجة
هي خير النساء في أمة محمد .. كانت وفاتها صدمة في تاريخ الإسلام والرسالة
أول من أسلم من الناس.. وأول من توضأ وصلى..
* (مولدها): ولدت (عام 556م.. 68 ق.هـ).. بمكة..
* (أبوها): “خويلد بن أسد القرشى”..
* (أمها): “فاطمة بنت زائدة”..
* (أختها).. “هالة” أُم “أبو العاص بن الربيع” تزوج بابنتها “زينب” بنت محمد..
* (أبناء إخوتها).. “حكيم بن حزام، الزبير بن العوام”.. (حوارى رسول الله)..
* (عمها).. “عمرو بن أسد” كان (زعيم قومه).. بعد وفاة أبيها يوم (حرب الفجار)..
* (ابن عمها).. “ورقة بن نوفل”.. الذى بشرها (بنبوة سيدنا محمد)..
من الأحداث التى أحدثت هزة فى حياة النبى محمد صلى الله عليه وسلم. حدثان حدثا فى رمضان ويعدا صدمة في تاريخ الإسلام والرسالة المحمدية، هما وفاة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وعمه ابو طالب التي توفيت بعد وفاته بثلاثة أيام وقيل بأكثر من ذلك، في شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث سنين عام 620م، ولها من العمر خمس وستون سنة، وكان مقامها مع رسول الله بعدما تزوجها أربعًا وعشرين سنة وستة أشهر، ودفنها رسول الله بالحجون ولم تكن الصلاة على الجنائز يومئذ، وحزن عليها النبي ونزل في حفرتها.
وتتابعت الأحزان على رسول الله بموت أبي طالب وخديجة المصائب لأنهما كانا من أشد المعضدين له المدافعين عنه، فاشتد أذى قريش عليه حتى نثر بعضهم التراب على رأسه وطرح بعضهم عليه سلى الشاة وهو يصلي، وسُمي العام الذي مات فيه أبو طالب وخديجة بعام الحزن، ولم ينسَ رسول الله محبته لخديجة بعد وفاتها وكان دائمًا يثني عليها ولم يتزوج عليها حتى ماتت إكرامًا لها، وقد كانت مثال الزوجة الصالحة الوفية، فبذلت نفسها ومالها لرسول الله وصدقته حين نزل عليه الوحي.
ولدت خديجة بنت خويلد في مكة قبل ولادة الرسول عليه الصلاة والسلام بخمسة عشر عامًا، أي على وجه التقريب ولدت في عام 556م، نشأت وترعرعت في بيت جَاهٍ ووجاهة وإيمان وطهارة سلوك، حتى سميت بالطاهرة وعرفت بهذا اللقب قبل الإسلام، وكانت كثيرًا ما تتردد على ابن عمها ورقة بن نوفل تعرض عليه مناماتها، وكل ما يمر بها.
وما إن بلغت خديجة رضي الله عنها سن الزواج حتى أصبحت محط أنظار شباب قريش وأشراف العرب، فقد كانت فتاة راجحة العقل كريمة الأصل ومن أعرق بيوت قريش نسبًا، فتزوجها أبو هالة بن زرارة بن النباش التميمي، وعاشت معه مدة ليست بالطويلة، ورزقت منه بولدين هما: هند وهالة، ثم تُوفي تاركًا لها ثروة ضخمة ثم تزوجت من بعده بعتيق بن عائذ المخزومي، ثم طلقها وقيل: بل تُوفِّي عنها بعد أن رزقت منه ببنت اسمها هند قال الإمام الذهبي: «كانت خديجة أولاً تحت أبي هالة بن زُرارة التميمي، ثم خلف عليها بعده عتيق بن عابد بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم، ثم بعده النبي محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، فبنى بها وله خمس وعشرون سنة، وكانت أسنّ منه “أكبر منه” بخمس عشرة سنة».
وكانت خديجة ترسل الرجال في تجارتها إلى الشام واليمن، وكانت دائمة التدقيق والتمحيص فيمن تختاره حتى بلغها عن محمد ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه، فبعثت إليه وعرضت عليه أن يخرج في مالها تاجرًا إلى الشام، وقيل بل إن أبا طالب بن عبد المطلب عم الرسول هو من أشار إليه بالعمل في تجارة خديجة وقال له: «أنا رجل لا مال لي، وقد اشتد الزمان علينا، وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام، وخديجة بنت خويلد تبعث رجالاً من قومك في عيراتها، فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك».
وبلغ خديجة ما كان من محاورة الرسول وعمه، فأرسلت إليه في ذلك، وقالت: أنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلاً من قومك، فقال أبو طالب: هذا رزق قد ساقه الله إليك، فخرج مع غلام خديجة ميسرة، وأوصته أن يقوم على خدمته وألا يخالف له أمرًا وأن يرصد لها أحواله، وجعل عمومة الرسول يوصون به أهل العير، فلما قدما بصرى من الشام، نزلا في ظل شجرة، فقال نسطور الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، ثم قال لميسرة: أفي عينيه حمرة قال ميسرة: نعم لا تفارقه، قال: هو نبي، وهو آخر الأنبياء، ثم باع سلعته، فوقع بينه وبين رجل تلاح، فقال رجل احلف باللات والعزى، فقال الرسول: ما أحلف بهما قط فأعرض عنهما، فقال الرجل: القول قولك، ثم قال لميسرة: هذا والله نبي تجده أحبارنا منعوتًا في كتبهم، وكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتد الحر يرى ملكين يظلان الرسول من الشمس، فوعى ذلك كله ميسرة، وكان الله قد ألقى عليه المحبة من ميسرة، فكان كأنه عبد له، وباعوا تجارتهم وربحوا ضعف ما كانوا يربحون، فلما رجعوا كانوا بمر الظهران وقال ميسرة: يا محمد انطلق إلى خديجة، فأخبرها بما صنع الله لها على وجهك فإنها تعرف لك ذلك، فتقدم محمد حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة، وخديجة في عليةٍ لها فرأته وهو على بعيره، ودخل عليها فأخبرها بما ربحوا في تجارتهم، فسرت بذلك، فلما دخل عليها ميسرة أخبرها بما قال الراهب نسطور، وبما قال الآخر الذي خالفه في البيع، وكانت قد ربحت ضعف ما كانت تربح، وأضعفت لمحمد ضعف ما سمت له.
وأخذت خديجة تفكر في أمر محمد بعدما سمعته من غلامها ميسرة، وبعدما رأت من أمانته وصدقه، فأفضت بسرها لصديقتها نفيسة أخت الصحابي يعلى بن أمية وقالت: «يا نفيسة إني أرى في محمد بن عبد الله ما لا أراه في غيره من الرجال، فهو الصادق الأمين وهو الشريف الحسيب وهو الشهم الكريم، وهو إلى ذلك له نبأ عجيب وشأن غريب، وقد سمعت ما قاله غلامي ميسرة عنه، ورأيت ما كان يظلله حين قدم علينا من سفره، وما تحدث به الرهبان عنه، وإن فؤادي ليكاد يجزم أنه نبي هذه الأمة» فقالت نفيسة لخديجة: تأذنين وأنا أدبر الأمر، قالت نفيسة: فأرسلتني خديجة إليه دسيسًا أعرض عليه نكاحها فقبل وقيل بعثت خديجة إلى الرسول فقالت له: يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك ووسطتك في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك، ثم عرضت عليه نفسها.
بعد أن رضي محمد بالزواج من خديجة كلّم أعمامه أبو طالب والعباس وحمزة فذهبوا إلى عم خديجة وخطبوها إليه عاشت خديجة مع الرسول عليه الصلاة والسلام خمسة عشر عامًا قبل بعثته، أحاطته بكل رعاية وعناية واهتمام، وكانت هذه السنوات هي السنوات التي شغلت فيها خديجة بإنجاب أولادها باستثناء عبد الله الذي ولد بعد البعثة، فقد رزقت بأبنائها زينب ورقية وأم كلثوم، والقاسم الذي كان يكنى به الرسول، وفاطمة الزهراء، ثم عبد الله الذي عُرف بالطيب الطاهر، كانت خديجة منشغلة بتربية أولادها، ثم شاء الله أن يتوفى القاسم، وفي هذه الفترة طلب الرسول من عمه أبو طالب وقد لاحظ كثرة الأولاد عنده أن يعطيه عليًا ليربيه، أراد التخفيف عليه، وقامت خديجة برعايته أتم رعاية، وعندما مات العوام بن خويلد خلّف وراءه الزبير وهو ابن سنتين، فقررت خديجة أن تكفله وترعاه
وواكبت خديجة رضي الله عنها نزول الوحي قرآنًا وتكليفًا، فحين عَلَّم جبريل النبي عليه الصلاة والسلام الوضوء والصلاة قبل فرضها خمس صلوات، صلت مع النبي في نفس يوم تعليم جبريل له، وقد رُوي «أن جبريل ظهر للنبي أول ما أوحي إليه في أحسن صورة وأطيب رائحة وهو بأعلى مكة فقال: يا محمد، إن الله يُقرئك السلام، ويقول لك: أنت رسولي إلى الجن والإنس فادعهم إلى قول لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم ضرب الأرض برجله فانبعثت عين ماء، فتوضأ منها جبريل عليه السلام ورسول الله ينظر إليه، ليريه كيفية الطهور للصلاة، ثم أمره أن يتوضأ كما رآه يتوضأ، ثم قام جبريل يصلي مستقبلاً الكعبة، ثم أمره أن يصلي معه فصلى ركعتين، ثم عُرج به إلى السماء ورجع إلى أهله، فكان لا يمر بحجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله، فسار حتى أتى خديجة فأخبرها، فغشي عليها من الفرح، ثم أخذ بيدها حتى أتى بها زمزم، فتوضأ حتى يريها الوضوء، ثم أمرها فتوضأت، وصلى بها كما صلى به جبريل عليه السلام».
وبهذا كانت أم المؤمنين رضي الله عنها خديجة أول من آمن، وأول من ثبت، وأول من توضأ وأول من صلى «كان أول من آمن بالله وصدق صديقة النساء خديجة، فقامت بأعباء الصديقية، قال لها عليه السلام: خشيت على نفسي، فقالت له: أبشر فو الله لا يخزيك الله أبدًا، ثم استدلت بما فيه من الصفات والأخلاق والشيم على أن من كان كذلك لا يُخزى أبدًا».
انتقلت خديجة رضي الله عنها في هذه المرحلة من دورها السابق الذي قامت به في تثبيت النبي عليه الصلاة والسلام وتبشيره إلى دور جديد في مؤازرته ومعاونته في تبليغ الدعوة، ومواجهة المشركين وإعراضهم وعدوانهم قال عبد الله بن عباس: «كانت خديجة بنت خويلد أول من آمن بالله ورسوله، وصدق محمد رسول الله فيما جاء به عن ربه وآزره على أمره، فكان لا يسمع من المشركين شيئًا يكرهه من ردٍ عليه وتكذيبٍ له، إلا فرَّج الله عنه بها، تثبته وتصدقه وتخفف عنه، وتهوّن عليه ما يلقى من قومه».
الفقه والحكمة
كان يَظهرُ على أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها رجاحة الرأي وحسن التدبير وصواب المشورة في حياتها قبل زواجها من الرسول، وفي اختيارها للرسول زوجًا لها، ثم في حياتها معه حتى وفاتها، وكان الرسول يأنس بمشورتها ويحرص على عرض الأمور عليها والاستئناس برأيها، ومن تتبع بعض الحوادث التي عرضت عليها وأبدت فيها رأيًا أو أشارت به، وُجد في ذلك فقهًا وفكرًا وحصافة تميزت به في فترة البعثة النبوية، ومن نماذج فقهها:
ومن فقه خديجة وحصافتها أنها ما إن سمعت بالرسول وسيرته اقتربت منه، وحرصت على أن تربطها معه علاقة عمل، وكان بعدها زواجها منه.
وأجمع أهل السير والمؤرخون على أن أول من آمن بالرسول هي خديجة، ولم يكن إيمانها إيمان عاطفة، بل كان إيمان بصيرة ويقين وتصديق، ومنه موقفها من الوحي: لما رجع الرسول من غار حراء ترجف بوادره، دخل على خديجة فقال: زملوني، زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة: أي خديجة ما لي لقد خشيت على نفسي، فأخبرها الخبر، قالت خديجة: كلا أبشر فو الله لا يخزيك الله أبدًا، فو الله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلَّ وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.
ومن مظاهر فقه خديجة، أنها ذهبت إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وهي تعرف ما لديه من العلم وما له من دين، وطلبت منه أن يسمع الرسول ويقص عليه ما رأى وما سمع، وكان جواب ورقة: قدوس قدوس إنه الناموس الذي نزل على موسى، وإنك يا محمد نبي هذه الأمة، وكانت هذه الكلمات تأكيدًا وتوثيقًا لشعورها وحدسها بأن محمد رسول الله.
بِر ووفاء
عن أم المؤمنين عائشة قالت: «ما غرت على أحد من نساء النبي عليه الصلاة والسلام ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي يُكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يُقطّعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول: إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد».رُويَ عن النبي أنه: «كان إذا ذبح الشاة يقول أرسلوا بها إلى صويحبات خديجة».
وعن أم المؤمنين عائشة قالت: «استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله، فعرف استئذان خديجة فارتاح لذلك فقال اللهم هالة بنت خويلد».
وفي رواية لأحمد عن أم المؤمنين عائشة قالت: «كان النبي إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء قالت فغِرتُ يومًا فقلت: ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق قد أبدلك الله عز وجل بها خيرًا منها قال: ما أبدلني الله عز وجل خيرًا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء». وعن أنس بن مالك قال: «كان النبي إذا أُتي بالشيء يقول: اذهبوا به إلى فلانة، فإنها كانت صديقة خديجة، اذهبوا به إلى بيت فلانة، فإنها كانت تحب خديجة».
عن أم المؤمنين عائشة قالت: «جاءت عجوز إلى النبي وهو عندي، فقال لها رسول الله: من أنت، فقالت: أنا جَثامَة المزنية، فقال: بل أنت حَسَّانَةُ المزنية، كيف أنتم، كيف حالكم، كيف كنتم بعدنا، قالت: بخير بأبي أنت وأمّي يا رسول اللهَ، فلما خرجت قلت: يا رسول اللهَ تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال، فقال: إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن حسْن العهد من الإيمان».
وروى أحمد بن حنبل عن عائشة زوج النبي قالت: «لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم، فبعثت زينب بنت رسول الله في فداء أبي العاص بن الربيع بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت لخديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها، قالت: فلما رآها رسول الله رق لها رقةً شديدة، وقال: إن رأيتم أنْ تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها فافعلوا، فقالوا: نعم يا رسول الله، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها».
خديجة الكبرى عليها السلام عند الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله
رويت عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في مناقب السيّدة خديجة عليها السلام، نسلّط الضوء على بعضاً منها:
1. يا خديجة إنّ الله عز وجلّ ليباهي بك كرام ملائكته كل يوم مرارا.
2. والله ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدَّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس، ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس
3. خديجة سبقت جميع نساء العالمين بالإيمان بالله وبرسوله
4. أحببتها من أعماق فؤادي 5. أحبّ من يحبّ خديجة
6. لم يرزقني الله زوجة أفضل من خديجة أبداً
7. لقد اصطفى الله عليّاً والحسن والحسين وحمزة وجعفر وفاطمة وخديجة على العالمين
8. وقال صلى الله عليه وسلم يخاطب عائشة: لا تتحدّثي عنها هكذا، لقد كانت أوّل من آمن بي، لقد أنجبت لي وحُرِمتِ
ألا تستحق خديجة رضى الله عنها أم المؤمنين بأن تكون من أوائل السيدات الخالدات فى التاريخ بما كان لها من مكانة عظمى فى الدعوة الاسلامية بمالها ورعايتها لرسول الانسانية كما قال عنها وفيها. ألا يكفى أن الله جل وعلا كان يرسل لها السلام من فوق سبع سموات. ألم يكن من مكانتها وعظمتها أن الوحى كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى فراشها. ألا يكفى أنها أول من آمنت برسول الله وأول من توضأت وصلت ورائه بعد أن علمه جبريل عليه السلام كيفية الوضوء والصلاة إنها خديجة الصديقة أم المؤمنين رضى الله عنها وأرضاها تستحق أن يكتب عنها ولا ينبرى قلم فى الكتابة عنها. والى حلقة قادمة مع سيدة أخرى شرفت الدنيا بهن لكم منى المودة والمحبة والسلام .

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.