الاساطير السومرية..تأليف صموئيل نوح كريمر..ترجمة يوسف داود عبد القادر..الناشر جمعية المترجمين العراقيين..بقلم /اسمهان حطاب العبادي

الانسان بطبيعته كائن اجتماعي غير منعزل عن ماضيه،ولكي يدرس ويفكر في حاضره عليه ان يعرف ماضيه،وكلما تعمق كثر كلما فتحت له نوافذ جديدة وتساؤلات كثيرة،ليصل الى الجوانب المجهولة ويحل الغاز الماضي التي عجز غيره من حلها،لذا ظهر علم الاثار ( الاركيولوجيا)، الى تطبيق الطرق العلمية على اعمال التنقيب والحصول على حقائق تأريخية جديدة،ممزوجة بدلالات وحقائق ملئت فجوات الاحداث والنصوص التاريخية.

الاساطير والنصوص الادبية من جملة المواضيع التي اسهم هذا العلم في تبيانها،وخصوصا بعد فتح الخط الهيروغليفي والمسماري،وتطور الدراسات العلمية.

الاساطير لها اهميتها الكبيرة في دراسة تاريخ الفكر الانساني،سابقا ادوات البحث قليلة وبسيطة بعد التطور الذي لاح عليها استطاعت ان تنفذ الى اعماق الوجود واستخلاص الحقائق الموضوعية.

لايغفل عن القارئ معنى الاسطورة بكونها ( قصة مقدسة)،تتضمن مواضيع الخلق وبداية الوجود،وتصف الاحداث المثيرة التي صاحبت عملية الخلق والدور الذي قامت به مختلف الالهة والمخلوقات الاسطورية في هذه الاحداث.امتيازهافي براعة التصوير والاسلوب ودقة الصياغة،ووضوح الجانب الفني والادبي وطغيانه على الجانب الفكري،وسبب ذلك لكون المعارف الفكرية الانسانية في الازمان القديمة لم تكن متبلورة ومصنفة.من جملة الاساطير المدونة كانت الاساطير السومرية كان لها نصيب وفير ومؤثر،كما يقول ثيوفيل ميك( لم يساهم شعب في توسيع افاق المعرفة الانسانية بالقدر الذي ساهم فيه الشعب السومري)

الشعب السومري شعب ينتمي الى مجموعة الشعوب السامية او الهندية الاوربية،حيث ازدهرت في القسم الجنوبي من بلاد بابل منذ الالف الرابع حتى نهاية الالف الثالث ق م،طوروا المفاهيم الدينية والروحية ودمجوا الالهة المختلفة على نحو رائع كان لهذا الدمج اثر عميق على شعوب الشرق الادنى،وانتجوا ادبا فخما وانيقاتميز بالخصائص الشعرية ووألفوا ملاحم واساطير وتراتيل ومراثي وامثال وحكم، بحروف مسمارية وعلى الواح طينية يرجع كتابتها الى مايقرب ١٧٥٠ سنة ق م نتاجات مرموقة ابرزت النتاج الذهني والمكانة المتميزة للانسان السومري،من ابرز ماكتبوه كان اساطير النشوء وخلق الكون،كلكامش وانكيدوا، انليل وآن،اسطورة الفأس  والغلة والماشية،وتنظيم الكون ،وولادة ننا ورحلتها الى نفر،التدرج يصل الىنقل الحضارات من اريدو الى ارك.

يلحق بالكتاب ملحق اصل طريقة الكتابة السومرية وتطورها.وجدول يوضح ذلك،مصورات لتمثال الكاهن السومري وتماثيل رخام،

تمكن الكاتب ( صموئيل نوح) المولد في روسيا عام ١٨٩٧ والمهاجر الى الولايات المتحدة الامريكية،في عمر ١٩ من عمره ان يشارك في اعمال بعثات التنقيب الاثرية في العراق ويعمل ردحا من الزمن في جامعة (بنسلفانيا) . ويعتبر من مشاهير العلماء الاثريين المختصين بالمباحث المسمارية،حيث نشر العديد من المقالات والبحوث والمؤلفات واليه يرجع الفضل في الكشف عن اروع فصل في تاريخ الانسانية الروحي والادبي.ومن ايصال الفكرة من الكتاب بلغة بسيطة واسلوب ممتع  واسلوب السرد المعلوماتي مصحوبا بأبيات شعرية٠

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.