وقفت الجدة تنظر الى كل حفيدتها فى حده .. وهى تنظر فى المرٱة ، وفجأة قالت الجدة لها _ماذا ترى يا بنت ابنى
ضحكت الفتاة ذات العشر سنوات ، طبعا ارى قمرا منورا ..أأنت لا ترى ياستى ستوته هذا
القمر ، صحيح اية الاسم الوحش ده .
بحلقت الجدة فى عاليه بنت ابنها ولم تجد ما تقولة ..ونصرفت عائدة الى مكانها ، حيث الكنبة البلدى جلست وهى مشغولة البال بما سمعتة من حفيدتها طويلة اللسان..لحظات قليلة مرت قبل أن يظهر امامها حفيدها فؤاد بجسده الممتلئ فأبتسمت الجدة عندما وجدت الواد يرمى بجسده على الكنبه فى قفزةََ واحدة ،وما ان اعتدل حتى قال لها _مالك جدتى
_ قول لى يا فؤاد هو اسمى وحش
_ مين قال كده أنت أسمك من اجمل الأسماء .
قالها واخرج هاتفه من جيبه وكتب فى جوجل اسم جدته ثوانى قليلة واتى معنى الاسم فقال لها انظرى ستى الى معنى اسمك ( ست الستات )ابتسمت الجده وقالت لنفسها
_ بس لما أشوف مقصوفة الرقبة ، ونشوف اسمى ولا اسم عاليه ؟!
أفترشت الجدة عالية امام دارها ،ثم اسندت ظهرها الى الحائط ، وأخذت تتابع احفادها وهم يجرون وراء الكرة ،ويصرخون بكل قوتهم بداعى وبدون داعى .
إلا انها وجدت حفيدها محمود الذى وجدته يجلس فى ظل شجرة التوت التى زرعها جده محمود القصبى يوم زوجهما منذ زمن بعيد ، زمن لا تقدر ان تحدده بالضبط رغم صغر عمرها فهو لم يتعدى ٥٥ عاما ،الا أنها تحكى لاحفادها كما حكت لأولادها الخمس تاريخ هذه الشجرة ، حيث تحكى تلك الرواية
” ان زوجها كان قد قال لها انه سوف يصنع لها شيئا مهما يوم الصبحية ، لكى يخلد ذكرى زوجهما ،وفى كل مره تقص عاليه تاريخ الشجرة التى اصبحت تغذى الجميع بطرحها الوفير من التوت .
ركزت النظر على محمود وندهت علية بكل قوتها
– محمود يااااا واد يااااا محموووووود .
نظر اليها الفتى ووقف وبين يديه هاتفة الذى يعبث فيه بسبابة يده الشمال لانه شمالى ، يتحرك اليها ونظره مسلط على شاشة هاتفه واصبعه لا يود ان يتوقف عن الحركه وفق امامها وقال
– نعم
لم ينظر الى جدته التى ابتسمت، ثم قالت له
– أنت بتعمل ايه
– كما ترى يا تيتا
قالها ولم يوقف أصبعه عن العبث بشاشة هاتفه ، ولم يعرها ادن انتباه ،ابتسمت وهى تقول له
هنا رفع نظره عن شاشة الهاتف وتوقف اصبعة عن العبث واقترب منها ثم جلس بحوارها وقال
– سوف اقول لكى ، لكن بشرط ان تحكى لى حكاية عن جدى محمود ، حدقت فيه ومدت يدها الشمال وسحبته اليه وقبلته فى خده ،وقالت
– شاطر يا واد سوف احكى لك حكاية حدثت فى اول سنه زواج .
كان جدك قد اشترى سيارة جديده بمناسبة سعيدة حدثت له ، وبدأنا نركب السيارة معا نقضى بها بعض المشاور القريبه من البيت الى أن يتعلم السواقة كما ينبغى ، وفى احد المرات كنا نسير بالسيارة وفجأة وجدنا أمامنا سيارة ، وكان لازم علينا ان نرجع بالسيارة الى الخلف حتى تمر تلك السيارة التى كانت نقل ثقيل ذات مقطوره ، هنا واقف جدك السيارة ، وخرج منها وانا قد احتلنى القلق والخوف لانى كنت اظن ان جدك قد يتعارك مع السائق ، لكن لم يحدث شيئا من هذا كله .
وإنما الذى حدث هو ضحنكا جميعا وكأنا قنبلة من الضحك قد انفجرت عندما قال جدك للسائق الاخر الذى ينظر فى انداهش الى جدك ،( انا لا اعرف الرجع بالسيارة تعال انت رجعها) فضحك الرجل حتى دمعت عينه وخرج من سيارته وهو مازال يضحك وكذلك انا فقد ضحكت من صراحة جدك المفاجأة ، وقال لجدك حاضر ارجعها وفتح الباب واداره السياره ورجع بها الى الخلف
– يخرب عقلك ياجدى على تلك الصراحة التى ليس لها مثيل .
– والان حدثنى عن حلمك و نفسك تطلع ايه لما تكبر .
– انا نفسى جدتى ان اصمم لعبة اللكترونيه ، مثل تلك اللعبة التى العبها .
أظن أننا جميعا شاهدنا هذا الفيلم الذى كتبه وحيد حامد وقام ببطولته الفذ عادل إمام .لكن لابد أن أعيد تلخيص قصة الفيلم لأنه من خلال هذا الملخص سوف تفهم ما الذى يحدث فى فلسطين
فعرفه بطل الفيلم وتلك الشخصية هى التى يقوم بها الفنان عادل إمام ، تعيش فى قرية بها محطة قطار ، وأكل عيشه هى أن يحمل الشنط و البضائع ليوصلها إلى أصحابها . ولا يوجد لديه أمل فى الحياة غير أن يعيش أيامه بفقرها ومرها ، ولا يحلم بشئ لأنه غير معنى بالغد لأن الغد لمن لديه فضيلة الأحلام ، فيعمل على تحقيقها من خلال البحث العلمى لكى يصل إلى التقدم العلمى لأن الحل فى العلم ولا شئ غير العلم .
ويوجد ايضا رجلا فتوة ” إسرائيل ” يخافه الناس ويقوم بكل شئ خارج على القانون حتى القتل يقوم به بالنيابة عن الغير اى هو مرتزقة يقتل حسب الطلب . هنا لابد أن نفتح قوص ونقول داخله من جديد حتى ( إسرائيل التى تقتل وتخرب لحساب الغير ، والغير معروف ولا داعى لذكر اسمه ) وعندما يأخذ عرفه مشاويرعربون من مندوب الرجل الذى يدفع لقتل خصومه فى السوق بطريق الخطأ ، فيسعد عرفه بتلك الأموال التى يراها لأول مرة فى حياته ، فيسعد لأول مرة فى عمره فأخذ يحلم بما سوف يفعله بتلك الأموال التى منحته القوى والعزم وعندما يعرف عسران بهذا ، يفقد صوابه وما أن يعرف من تقمص دوره واستلم العربون لعملية قتل جديدة .. وأنه هو الهلفوت هو ما اخذ تلك الأموال حيث اعترف هو بذلك حتى فقد ثوابه واشتبك معه فوقعا على شريط سكة حديد وهنا يظهر قطار يدخل المحطة وعسران مشتبك مع عرفه والناس أو الجمهور واقف ينتظر النتيجة ..وفجأة يقف عرفه المبهدل فى ذاته فيهلل الجمهور وهنا تحول عرفه إلى بطل عندما تبين لهم موت عسران .
إذن نفهم من هذا أن العدو ضعيف فى ذاته وتكمن المشكلة فينا نحن .. وفينا نحن تكمن فى الخطاب الذى نسمعه كل يوم جمعة . ولا يحفزعلى الأخذ بالاسباب .