زيد الطهراوي يكتب عن : حين يكتب الشعر

 

في كتاب “الإغتراب في شعر بدر شاكر السياب” يتحدث الكاتب أحمد عودة الله الشقيرات عن بعض أسباب هذا البحث في شعر السياب و شخصيته

ذلك أن الشقيرات ذكر في كتابه القيم أنه كان يصاب بالحزن عندما يقرأ للسياب أو لغيره من عباقرة الأدب فما هو السر في ذلك؟ و هل هذه حساسية خاصة بالكاتب الشقيرات وحده؟

و لذلك بدأ الكاتب بالغوص في الشعر العربي مخترقا الزمان و المكان ليكتشف اكتشافا عجيبا ربما لم يسبقه له باحث أو ناقد

هذا الاكتشاف هو أن الشعر العربي في مختلف العصور يتنفس حزنا و كآبة و هذا يفسر سبب الحالة النفسية السيئة التي تطرأ على الكاتب و هو يقرأ الشعر القديم و الحديث

و بعد أن نبش الكاتب الشعر القديم و الحديث انتقل الى شعر السياب ليكتشف نفس الاكتشاف بل إنه أضاف بأن الشاعر السياب الذي عانى من الفقر و المرض و التشريد تحول الى نواحة في شعره فملأه بالشكوى و الألم

و قد استطيع الدفاع عن هذا البحث و أكبر دليل أحمله هو الشعر العربي القديم الذي كانوا يفتتحون قصائده بالبكاء على الراحلين و على آثارهم كأوتاد الخيمة و اتخذوا من ذلك نهجا كصبغة فنية و استمر هذا البكاء الى العصر العباسي حين كان بعض الشعراء يخالف هذا النهج فيبتعد عن المقدمة البكائية و لكنه يعود إليها لأن الخليفة العباسي كان يحب افتتاح القصائد بالبكاء

نعم؛ قد استطيع الدفاع عن هذا البحث و لكنني استطيع أيضا ان أدافع عن شاعرنا السياب الذي ابتلي بالفقر و المرض و التشريد فكان من الطبيعي أن لا يبدع القصائد الضاحكة

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.