أحمد ذيبان يكتب عن : اجــــــــــــعل من اخـــــــــــتلافك خـــــوف الله بعــــــــــــــيدا عن العاطــــــــــفة العمــــــــــــــــــــــياء

تتحكم العاطفة العمياء في النقاشات والمواضيع الثقافية والدينية والسياسية والاجتماعية وغيرها في عقول اغلب العرب والدول النامية بعيدا عن الضمير الحي والوجدان والخوف من الله تعالى

وهذه العاطفة تنسيهم الحدوديات والانسانية وتجعل المظلوم متهما والظالم بريئا بل تتعدى اكثر من ذلك بحيث تجعل الظالم انسانا بطوليا شجاعا كريما حتى وان كان الظالم قاهر للشعوب ومغتصب حرياتهم وكراماتهم

وتلك الصفات العربية وصفات الدول المتخلفة ليس وليدة في الساحة العربية والاسلامية بل هذا الثوب هو عبر تاريخ طويل وعريض

وبدليل منذ واقعة الطف الدموية قبل اكثر من 1400 سنة والى الان لا يزال هناك مؤيدين الى يزيد بن معاوية بن ابي سفيان ويعتبرونه قائد تاريخي للدولة الاسلامية وصحابي جليل رغم انه قتل احفاد رسول الله وآل بيته الاطهار !!!

فهل يصح ان نؤيد يزيد معاوية على اقتراف تلك الجريمة ونعطي له الذرائع بأنه كان لا يعلم ان يقتل الحسين !!!؟؟؟

او بانه قد اوصى بأن يأتي راس الحسين اسيرا وليس مقطوعا !!!؟؟؟

كذلك هناك الكثير من شبيهات هذه الامور من الجرائم الانسانية التي تأخذ الكثير من الناس العاطفة التي تجرد الانسان من الضمير الحي ومن الانسانية ومن الرحمة ومن الدين ومن الوجــــــــــدانية وندافع عن كل قائد او رئيس دولة جرد شعبة من الامان والحرية وجعل لهم مقابر جماعية من الحروب والاعدامات والمشانق والدفن الجماعي للأحياء ونعظم هذا الرئيس مهما كان انتمائه الى اي دولة كانت عربية او اجنبية امثال هتلر وحكام في الكوريتين والصين ودول أوربا والدول العربية وغيرهم

اذا للأسف لماذا تأخذنا العاطفة والوهم بتعظيم وحب القتلة والمجرمين لمجرد انهم صنعوا لهم تاريخ وهمي مجدهم بدماء الابرياء من شعبهم المسكين ترى هل هذا هو من الانصاف والعدالة والانسانية والرحمة والوجدانية !!!؟؟؟

للأسف اصبحنا كعرب ومسلمين لا نعترف بالدين ولا بالرحمة ولا ب الانسانية ونعظم القتلة والمجرمين ونتأسف ونتأثر ونحزن كونهم غادروا الدنيا بعقوبة ربانية لهم وما جزاء الظالمين الا خسارا

تخيل ان لديك صديق قتل انسان وحرمة من حقة في الحياة وبعد ارتكاب جريمته تبقى محب ومؤيد لهذا الصديق ومساند له بل ومعظم له وتعتبره بطلا شجاعا سيكتب التاريخ له بأحرف من ذهب

اذا فكيف بمن قتل شعب كامل او شعوب كاملة بملايين من البشر وكان يتستر باسم الدين والوطنية والاسلام وبأسم العز والبطولة والشجاعة !!!؟؟؟

قال الرسول الكريم

(لَهَدْمُ الْكَعْبَةِ حَجَرًا حَجَرًا أَهْوَنُ مِنْ قَتْلِ الْمُسْلِمِ )

صدق رسول الله

تخيل ان قبلة الاسلام والمسلمين في العالم اجمع واطهر بقاع الارض عند الله وركن من اركان الاسلام فيها وهو الحج وبيت الله الحرام تهدم حجرا حجرا ومعنى حجرا حجرا اي اشد انواع التهديم اهون عند الله من سفك دم مسلم واحد

وذلك لحرمة دم المسلم وعظمة حق الانسان في الحياة عند الله

اذا كيف بمن يمجد كل قائد مهما كان رسمة او اسمة قتل الالاف او ملايين البشر سواء بعلمة او بغير علمة المهم انه والي او مسؤول عن تلك الدولة !!!؟؟؟؟

كيف بمن حرم الانسانية من الابرياء وحرمهم من حقهم في الحياة بدم بارد دون رحمة او وجدان !!!؟؟؟

فكيف لنا ان نعظم ونحترم هذا الانسان وهذا التعظيم والتأييد يعتبر اشتراك في الجريمة مع القاتل هناك عند الله سبحانه وتعالى يوم تجد كل شئ مكتوب في كتاب لا يغادر صغيرة وكبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا

هناك عند الله يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم

ووقتها يجرك المجرم القاتل معه الى جهنم وبئس المصير

قال تعالى

ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا *

صدق الله العظيم

اذا الطريق واضح وغير معتم امامك فكر وشغل عقلك بعلم وقلبك بالدين والرحمة والانسانية والوجدان بعيدا عن العاطفة العمياء السوداء التي تسود القلب والعقل والروح وتصغر لك الظلم وتعظم لك بطولات اخذها قاداتها او ناسها بدم الابرياء من الشعوب

فأنت حر اما بأ ختيار طريق العقل والانسانية والوجدان والخوف من الله تعالى

او بأختيار طريق الشيطان والتكبر والظلم والقساوة وتعظيم اصحابها المجرمين

فانت حر في الاختــــــــــــيار

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.