الدكتور عادل عامر يكتب عن :اهمية التعديلات للحياة السياسية في مصر

إن التعديلات الدستورية، والتي يتم الاستفتاء عليها في داخل مصر وخارجها، لها العديد من التأثيرات الإيجابية على جوانب الحياة السياسية في مصرو أنها ستسمح للرئيس عبد الفتاح السيسي بمكافحة التطرف والإرهاب على نطاق واسع وبقوة أكبر. أما بالنسبة للإرهاب الحديث فمن الممكن رصد أول علاماته في مراحل مبكرة في العديد من دول العالم وعلى رأسها دول الغرب. لقد كانت الحرب العالمية الثانية نقطة تحول في تاريخ الإنسانية من جهة ومن جهة أخرى فقد كانت نقطة انعطاف للإرهاب والعنف في التاريخ.

والسبب أنه مع هذه الحرب أخذ الإرهاب والعنف وجهاً مختلفاً تماماً. واليوم، يعاني العالم العربي والدول الإسلامية التي تشهد صراعات مذهبية وعرقية من العنف والإرهاب والتطرف. لأن الإرهاب والتطرف والعنف كما أنهم لم يعترفوا بالحدود ولم يميزوا بين العروق، فهم لم يحترموا أي دين أيضاً. وفي هذا الصدد أصبحت هذه الظاهرة مشكلة دولية غير قابلة للحل.

لا شك بان الإرهاب ظاهرة خطرة تستهدف الإنسان وأي نشاط يتعلق به بقدر ما تستهدف أسس أو أركان الدولة. لأن الإرهاب لا يأخذ بعين الاعتبار حجم الكوارث البشرية التي ستنتج عنه. أحد العوامل التي تزيد من مضمون هذه الجريمة هو إصرار الأشخاص(الإرهابيون) على إدخال ما تلقوه من الآراء الايديولوجية إلى الحياة. في النهاية فإن فرض أي رأي باستخدام العنف والقوة هو شكل من أشكال الإرهاب. بناءً على ذلك، يمكننا القول إنه هناك علاقة وثيقة بين التطرف والإرهاب. إن الإرهاب ظاهرة معروفة منذ العصور القديمة، ولكنها اليوم اكتسبت أبعادًا مختلفة في المجتمع الحديث. لم ينشأ العنف والإرهاب والتطرف من تلقاء أنفسهم. على العكس فإن لهم العديد من الأسباب. معرفة الأسباب في هذه النقطة أمر بالغ الأهمية، لأنها ستساعد في حل المشكلة.

 فكما أنه من غير الممكن العلاج من دون تشخيص فإنه من غير الممكن أيضاً التشخيص من دون معرفة الأسباب. وهنا تكمن أهمية اكتشاف جذور العنف والإرهاب والتطرف. معرفة أسباب هذه الظواهر هي موضوع يهم العالم أجمع. أن الأجهزة المنوط بها مكافحة الإرهاب تتعامل مع الإعلام على أنه عبء، وليس شريكا وطرفا في مواجهة التطرف والإرهاب.

أن المشكلة الأساسية التي تواجه التعامل الإعلامي مع الأحداث الإرهابية تتعلق بغياب المعلومات الرسمية التي تصدر عن الدولة، مما يجعل المتابعين يتجهون إلى وسائل الإعلام الإلكترونية التي تقدم في كثير من الأحايين بيانات مغلوطة، وهو الأمر الذي يصعّب من مهمة الإعلام الرسمي في تصحيح تلك البيانات المغلوطة، الأمر الذي يفقد مصداقية كثير من وسائل الإعلام. ولنجاح وسائل الإعلام في توعية المواطنين من التطرف والإرهاب، فإن عليها تجديد الشخصيات الدينية، وتقديم وجوه جديدة، بعدما ملّ المشاهد من تكرار الشخصيات نفسها، والخطاب،

 وأن كثيرا منها قد فقد مصداقيته. أهمية إدماج الأمن الفكري في التعليم، وتصحيح المفاهيم المغلوطة في المقررات الدراسية، والاهتمام بدراسة مادة الدين بالمدارس. كما أشارت إلى تجربة بعض الدول في التربية المدنية التي تقوم على تدريس حقوق الإنسان، والانتماء إلى الدولة، والتي من شأنها تأكيد أن الانتماء إلى الدين لا يجبّ الانتماء إلى الدولة، مع ضرورة التركيز على الأنشطة والهويات، لأنها تُخرج الطاقة السلبية عند الطلاب، وتدريس المقررات من خلال الحوار والتعليم النقدي.

أن تلك التعديلات الدستورية تضمن استمرار السيسي في نجاحه المرتبط بالانتعاش الاقتصادي، وهذا سيؤدى إلى المزيد من الاستقرار للبلاد. أن ثقة مؤسسات دولية لها ثقلها في قدرة الاقتصاد المصري، على الوفاء بتعهداته وزيادة معدل النمو بشكل ملحوظ أمر يدعو للتفاؤل والطمأنينة وهو الأمر الذي كان له أثر بالغ في السيطرة على معدلات التضخم خلال الأشهر القليلة الماضية، مشيرا إلى أن هناك توقعات باستمرار زيادة معدل النمو إلى 5.5% بعد أن وصل إلى 5.2% في العام المالي الأخير. انخفاض التضخم سيسمح بخفض أسعار الفائدة الرئيسية، في حين سيستمر الجنيه المصري في تعزيز سعره مع ارتفاع الاحتياطيات الأجنبية ونمو إنتاج مصر من الغاز الطبيعي. عجز الحساب الجاري سينخفض في الفترة من 2018 إلى 2020، ثم سيحقق الحساب فائضاً في عام 2022 حيث سيتجاوز معدل نمو الصادرات، معدل نمو الواردات التي ستتباطأ (مقارنة مع 2017) من خلال زيادة انتاج الوقود المحلي.

أن التعديلات الدستورية أيضا تجعل نسبة 25% من البرلمان القادم للمرأة، مما يعد نجاح واستحقاق مستحق للمرأة المصرية. والحقيقة ان مصر من الدول التي وقعت على الاتفاقية الدولية لإلغاء جميع اشكال العنف ضد المرأة والتي تنص على اتخاذ الدول الموقعة التدابير الوطنية التي تكفل تمثيل المرأة في البرلمان بما لا يقل عن 30 % والى الان لم تتخذ مصر التدابير التي تكفل ذلك.

أضف لذلك ان مركز مصر الآن، في مؤشر عدم المساواة بين الجنسين الدولي في التمكين السياسي هو 122 من 149 دولة، وإذا وصلت نسبة المرأة في البرلمان إلى 25%، يصبح مركز مصر 91 من 149 دولة، بتقدم 31 مركز إلى الأمام، ومع نسبة الوزيرات 25% إلى نسبة البرلمانيات المقترحة وهي 25% يصل ترتيب مصر الدولي إلى 67، بمعنى إن مصر سوف تقفز بـ 55 نقطة…وقد لا يدرك المواطن العادي ان مثل هذه الإنجازات في وضع المرأة يعزز موقف مصر سياسيا في العالم وفي مجلس الامن بالأمم المتحدة.

واذا تذكرنا ان الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030، جاءت لتحسين نسبة المشاركة السياسية للمرأة حتى تصل إلى 35% في عام 2030. ، وان دستور 2014 صان كل الحقوق والحريات والمساواة والفرص المتكافئة ومنع التمييز ضد المرأة المصرية. ، وخصص نسبة المرأة المصرية في المجالس المحلية 25% ….لأدركنا ان المقترح في التعديلات الدستورية بتخصيص 25% من مقاعد البرلمان كحد ادني للمرأة لهو السياق الطبيعي لمرحلة سياسية تشهد انتصارا لحقوق المرأة ليس عن مجاملة وانما عن اثبات كفاءة في المواقع السياسية العليا ، بل هو نصف المأمول فقط . الدولة ليست السلطة التنفيذية التي كثيرا ما تبتلع الدولة. وليست هي السلطة التشريعية التي تشرع للدولة والمؤسسات المستقلة. ولا تتبع النظام السياسى. بل هي السلطة القضائية التي تحمى حقوق المواطن والجماعات. ويخضع الجميع لها باعتبارها ممثلة للقانون.

وقد مر بنو إسرائيل بحكم القضاة في مرحلة تاريخية بعد حكم الأنبياء. وقد قيل لا يجوز التعليق على حكم القضاء لاستقلاله ونزاهته وقيامه على العدل. وفى الأمثال «العدل أساس الملك». وصورته على واجهات المحاكم الميزان. وهي أيضا صورة العدل الإلهي. والميزان لا يظلم. وهو مثل السماء والأرض «وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ».

الدولة هى الوطن. هو ما يأمل الإنسان من تحقيقه من خير وعدل. أما النظام السياسى فقد يكون هو السبب في هجرة الأوطان، شرعيا أو لا شرعيا. فيصبح أجنبيا بدل المواطن من أهل البلد أو يغرق في البحر أو يموت في الصحراء عطشا. ولا مانع أن تكون الهجرة إلى إسرائيل. ويتزوج إسرائيلية. وينجب ذرية إسرائيلية. فالطفل الإسرائيلي ينسب إلى أمه، وليس إلى أبيه.

وقد صورت بعض الأفلام المصرية هذه المأساة بعد أن بلغ المصريون المهاجرون إلى إسرائيل بالآلاف. ويظل طوال عمره مواطنا من الدرجة الثانية مثل عرب إسرائيل أهل البلاد حتى ولو وصلوا إلى الأغلبية بعد عشرات السنين.

يتحول النظام الإسرائيلي إلى دولة ووطن. وتتحول الدولة العربية إلى نظم سياسية وهجرة. دولة تجذب المواطنين، ونظام سياسي يطرد مواطنيه. في حالة أصبح النظام السياسى هو الدولة، وفى حالة أخرى أصبحت الدولة هو النظام السياسى. والمواطن ضائع في الحالتين. يحن إلى وطنه الأول وليس إلى دينه أو نظامه السياسى. ويظل الحنين إلى الأوطان هو الحامي للدولة. وتظل أغاني سيد درويش في ثورة 1919 تصدح في القلوب.

الدكتور عادل عامر يكتب عن :دور الشعب في الاستفتاء

 

إن نظام الديمقراطية شبه المباشرة يعد نظاما وسطاً بين نظامي الديمقراطية المباشرة؛ حيث يتولى الشعب السلطة بنفسه, ونظام الديمقراطية النيابية؛ حيث يقتصر دور الشعب على اختيار ممثلين يتولون الحكم باسمه ونيابة عنه, وعلى هذا النحو يضحى نظام الديمقراطية شبة المباشرة نظاماً نيابياً متطوراً,

ومن أهم صور الديمقراطية شيه المباشرة الاستفتاء الشعبي الذى تقوم فلسفته على  الشراكة بين هيئة المستفتيين، والدولة في المشاركة في بعض سلطات الحكم، حيث تتجلى مشاركة الشعب في شؤون الحكم بصورة جلية صريحة. تقوم الديمقراطية شبه المباشرة على أساس وجود برلمان منتخب، يمارس مهامه وصلاحياته، ولكن بعض الأمور الهامة تُرد إلى الشعب ليقول كلمته فيها،

فالناخبون في ظل هذا الشكل من أشكال الديمقراطية يشكلون سلطة رابعة إلى جانب السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وبهذا يزداد نفوذ الناخبين على حساب البرلمان، كأن يكون للشعب حق الاستفتاء التشريعي، أو السياسي، كأن يكون الاستفتاء على قانون دستوري أو عادي، أو الاستفتاء على أمر من أمور السياسة غير التشريعية، أو أن يكون للشعب حق الاعتراض على قانون معين في مدة معينة، يصبح القانون نافذاً إذا مضت المدة دون اعتراض عليه، وإلا وجب رده حال الاعتراض عليه إلى الجهة التي أصدرته للنظر فيه ثانية، أو كحق الشعب في اقتراح القوانين،

 ويُسمى بحق الاقتراح الشعبي، وإلزام البرلمان بمناقشتها، أو عزل رئيس الجمهورية، وإقالة النائب، أو حل البرلمان، ففي هذه الصور وغيرها، حسب ما يقرره دستور الدولة، يكون للشعب باعتباره صاحب السيادة مباشرة تلك المهام، وإن كانت في الأصل في ظل الديمقراطية النيابية من اختصاص البرلمان. تعود الديمقراطية في أصلها إلى ممارسة السلطة السياسية في المدن اليونانية القديمة ، ففي هذه المدن المواطنون يجتمعون بصفة دورية ومنتظمة بهيئة جمعية عامة يصوتون على القوانين ويعينون القضاة ويراقبون أعمال المجلس الخمسمائة وهذا النظام الذي طبق في المدن اليونانية كان نظاما ديمقراطيا مباشرا قاصرا .

وتلجأ بعض الأنظمة الديمقراطية الحديثة الى اشراك الشعب اشراكا فعليا في ممارسة  السلطة ، وتحقيقا لهذه الغاية تقوم هذه الأنظمة أساسا الأخذ بالنظام النيابي مع الرجوع الى الشعب في بعض الأمور المهمة يمارسها بنفسه مباشرة ،

فتبقي على الهيئات النيابية المنتخبة من الشعب والتي تمارس السلطة باسم الشعب مع الأخذ ببعض مظاهر الديمقراطية المباشرة التي تجعل السلطة في يد الشعب يمارسها بنفسه ، وهذا هو النظام الوسط الذي يجمع بين الديمقراطية النيابية والديمقراطية المباشرة ، ولذلك يسمى بنظام ” الديمقراطية شبه المباشرة ” .

    ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ: 

ﺗﻘﻮم  اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺷﺒﻪ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺰج ﺑﻴﻦ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة واﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ وﺑﻤﻌﻨﻰ ﺁﺧﺮ ﻳﻌﺪ ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺷﺒﻪ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻧﻈﺎﻣﺎ وﺳﻄﺎﺑﻴﻦ ﻧﻈﺎﻣﻲ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻮﻟﻰ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ وﻧﻈﺎم اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔﺣﻴﺚ ﻳﻘﺘﺼﺮ دور اﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻴﺎر ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻳﺘﻮﻟﻮن اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﺳﻤﻪ وﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ  .

 أﻣﺎ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺷﺒﻪ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺗﺤﺘﻞ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ وﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، وﺗﺮﻣﻲ إﻟﻰ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺸﻌﺐ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﺘﻘﺮﻳﺮ ﻓﻲ اﻟﺸﺆون اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻻ أن هﺬا اﻟﺘﻄﻮر ﻳﻈﻞ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﻔﺘﺮض اﻟﻨﻈﺎم ﺷﺒﻪ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ وﺟﻮد هﻴﺌﺔﺳﻠﻄﻮﻳﺔ ﻣ ﻨﺘﺨﺒﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﺣﺘﻔﺎظ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﺒﻌﺾ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺎﺷﺮهﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ   .

 ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ : 

ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺷﺒﻪ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة وﺳﺎﺋﻞ وأﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺘﻌﺪدة وهﺬﻩ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ هي  : 

اولا- اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﺸﻌﺒﻲ، اﻻﻋﺘﺮاض اﻟﺸﻌﺒﻲ، اﻻﻗﺘﺮاح اﻟﺸﻌﺒﻲ، إﻗﺎﻟﺔ اﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎﺋﺒﻬﻢ، وﺣﻖ ﻋﺰل رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ

 . أوﻻ  /اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء   . ﻳﻌﺪ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﻦ أهﻢ ﻣﻈﺎهﺮ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺷﺒﻪ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت آﺘﻄﻮر ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﻨﻴﺎﺑﻲ ﺗﻄﻮر ﻣﻦ ﺷﺎﻧﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﺣﻖ اﻟﻤﺴﺎهﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن ﻓﻲ   ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ، وﻟﺬا ﻓﺎن اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺷﺒﻪ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﺗﻌﺪ ﻣﺰﻳﺠﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮ اﻃﻴﺘﻴﻦ اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ واﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺟﻮهﺮ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ وهﻮ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ اﻟﻤﻨﺘﺨﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺐ وﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻟﻘﺪ ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ أﻣﻮر اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﺎﻟﺸﻌﺐﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺷﺒﻪ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ إﻟﻰ ﺟ ﺎﻧﺐ ﻣﻤﺜﻠﻴﻪﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻤﺎرﺳﺔ

ﻣﻈﺎهر اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔﺷﺒﻪ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة واﻟﺘﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﺸﻌﺒﻲ . وﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻃﺮح ﻣﻮﺿﻮع ﻋﺎم ﻋﻠﻰ هﻴﺌﺔ اﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻷﺧﺬ رأﻳﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ أو اﻟﺮﻓﺾ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲﻓﺎن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻳﻜﻮن ﺑﻨﻌﻢ أو ﻻ وﻣﻮاﻓﻖ أ و ﻏﻴﺮ ﻣﻮاﻓﻖ وﻟﻼﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺻﻮر ﻣﺘﻌﺪدة ﻓﻤﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﺪﺳﺘﻮر وﻳﺴﻤﻰ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﺪﺳﺘﻮري أو ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﻌﺎدﻳﺔ وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ اﻟﻌﺎدي وإذا آﺎن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖﺑﻘﻀﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ آﻌﻘﺪ ﻣﻌﺎهﺪة ﻣﻬﻤﺔ أو اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﺣﻠﻒ أو ﺗﺠﻤﻊ  دوﻟﻲ ﻓﻴﻜﻮن اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ   .

 أﻣﺎ ﻋﻦ أﺷﻜﺎل اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن إﺟﺒﺎرﻳﺎ إذا آﺎن اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻤﻘﺘﺮح ﻳﺴﺘﻠﺰم اﻟﻤﺼﺎدﻗﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﻣﺜﺎﻟﻪ أن ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﺧﺬ ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺸﻌﺐﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻧﺼﻮﺻﻪ، وﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﺧﺘﻴﺎرﻳﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻟﻠﻬﻴﺌﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﺣﺮﻳﺔ ﻃﺮح اﻟﻤ ﺸﺮوع ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء وهﺬﻩ اﻟﺠﻬﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻤﺜﻠﺔ ﺑﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ أو اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أو ﻋﺪدا ﻣﺤﺪدا ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ أو ﻋﺪدا ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻣﻦ أﻋﻀﺎء اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن أي إن أﻣﺮ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻳﻜﻮن ﺟﻮازﻳﺎ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﻤﺤﺪدة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻘﺮرﻩ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﺴﻠﻄﺘﻬﺎ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ   .

 وﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ  ﻣﻴﻌﺎدﻩ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﺼﺪور اﻟﻘﺎﻧﻮن إذا ﻣﺎ ﺗﻄﻠﺐ اﻟﺪﺳﺘﻮر إﺟﺮاءﻩ ﻗﺒﻞ إﻗﺮار اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻻﺣﻘﺎ إذا ﻣﺎ ﺗﻄﻠﺐ اﻟﺪﺳﺘﻮر إﺟﺮاءﻩ ﺑﻌﺪ إﻗﺮار اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن  . أﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﻮﺗﻪ اﻹﻟﺰاﻣﻴﺔﻓﺎﻧﻪ ﻳﺒﺪو ﻣﻠﺰﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺣﻮال ﻻن اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ وﻻ ﺗﻘﻮى ﻋﻠﻰ إهﻤﺎل إ رادة اﻟﺸﻌﺐ، وﻳﻨﻘﺴﻢ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﻮﺗﻪ اﻹﻟﺰاﻣﻴﺔ إﻟﻰ اﺳﺘﻔﺘﺎء ﻣﻠﺰم ﻳﺤﺘﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﻨﺘﻴﺠﺘﻪ وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻏﻴﺮ ﻣﻠﺰم ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻴﺪﻳﻦ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ،  آﺬﻟﻚ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﺎﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ان ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ إﺑﺪاء راﻳﺔ ﻓﻲ رﺟﻞ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻌﻴﻦ آﺎﻧﺘﺨﺎﺑﻪ رﺋﻴﺴﺎ

ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻣﺜﻼ او ان ﻳﺒﺪي اﻟﺸﻌﺐ راﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻮي رﺟﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ هﺬا اﻧﺘﻬﺎﺟﻬﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﺸﻌﺒﻲ هﻮ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ أو ﻋﺪم اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻌﻴﻦ        .

 ﺛﺎﻧﻴﺎ / اﻻﻋﺘﺮاض الشعبي  . اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاض اﻟﺸﻌﺒﻲ هﻮ ﺣﻖ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦﻟﻼﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻰ اﻗﺘﺮاح ﻗﺎﻧﻮن ﻣﻘﺪم ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺧﻼل ﻣﺪة ﻣﻌﻴﻨﺔ، وﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﺮاض ﺗﻮﻗﻴﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﻋﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈذا رﻓﻀﻪ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻐﻲ هﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن، أﻣﺎ اﻟﻔﺎرق ﺑﻴﻦ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء  واﻻﻋﺘﺮاض هﻮ اﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﺟﺐ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ إﻻ ﺑﻌﺪ ﻋﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺐ وﻣﻮاﻓﻘﺘﻪ أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻋﺘﺮاض اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻴﻜﻮن اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻣﻜﺘﻤﻼ وﻟﻜﻦ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺼﻮﻳﺖ اﻟﺸﻌﺐ  . 

  ﺛﺎﻟﺜﺎ / اﻻﻗﺘﺮاح  اﻟﺸﻌﺒﻲ . ﺑﻮاﺳﻄﺔ هﺬﻩ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻳﺴﺎهﻢ اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ  اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮم ﻋﺪد ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ ﻳﺤﺪدﻩ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺑﺎﻗﺘﺮاح ﻣﺸﺮوع ﻗﺎﻧﻮن ورﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن ﻓﺈذا اﻗﺮﻩ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن ﻳﻌﺮض اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺘﺮح ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﺸﻌﺒﻲ وإذا رﻓﻀﻪ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن ﻳﻌﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺐ ﻹﺑﺪاء رأﻳﻪ ﻓﻴﻪ  . 

صدور رواية “أَدْرَكَهَا النّسيان” لسناء الشّعلان

عمان- الأردن:الزمان المصرى

صدر في العاصمة الأردنية عمان عن أمواج للنّشر والتّوزيع رواية ” أَدْرَكَهَا النّسيان” للأديبة الدّكتورة سناء الشّعلان، وهي وهي الرّواية الرّابعة لها بعد روايتي “أعشقني” و”السّقوط في الشّمس” اللتين صدرتا في عدّة طبعات، ورواية “أصدقاء ديمة” التي ستصدر في طبعتها الأولى عن جائزة كتارا القطريّة في شهر أكتوبر من هذا العام.
وقد قالت الشّعلان عن الرّواية: “إنّا فخورة بهذه الرّواية في مسيرتي الرّوائيّة؛ إذ هي تجربة سرديّة خاصّة في الدّخول في عوالم كابوسيّة تندد بسقوط المجتمع ورموزه في خضم أحداث إنسانيّة دامية تقهر الإنسان، وتسحق وجوده، وتعلي من قيم الفساد والخراب والظّلم والقهر. هذه الرّواية هي صرخة وجع في وجه القبح والسّقوط والتردّي، كما هي انتصار للحبّ والخير والحقّ على الرّغم من متاهات الواقع وإكراهاته وفساده”.
وهي رواية ملحميّة متداخلة الأزمان والأماكن ضمن بنى سرديّة متداخلة؛ فهي مزيج متجانس ومتداخل من رواية وسيرة ونصوص نثريّة ونصوص شعريّة مساندة، وهي تُروى على لسان أكثر من راوٍ، حيث هناك الرّاوي العليم الذي يروي من زاوية الحدث المتسلسل إلى جانب الرّاوية الجزئيّة “باربرا” التي تقوم بدور سردي للراوي العليم في هذه الوظيفة، أمّا الرّاوي البطل “الضّحّاك” والرّاوية البطلة “بهاء”، فهما يتناوبان على لعب السّرد ضمن أزمان متداخلة.
هي رواية الصّراعات المطلقة بين عناصرها المختلفة؛ فهناك صراع على مستوى الزّمان والمكان والشّخوص والحبكات، وتلعب تقنيّات السّرد أدوارها المختلفة والمتباينة في خلق الحدث الذي يتوزّع على أزمان الاستشراف والاستدعاء والاسترجاع.
والرّواية قائمة كلّها على تقنيّة القطع السّينمائيّ، حيث هناك مشهديّة الحدث بشكل اللّقطة السّينمائيّة. والرّواية تتجاهل تعيين الزّمان والمكان في حالة إغفال مقصودة لتعينهما من أجل تعميم التّجربة الإنسانيّة، وتوزيعها على الإنسانيّة كاملة، وذلك عبر رصد ستين سنة من عمر بطلي الرّواية “الضّحّاك” و”بهاء”، وهي فترة زمنيّة محمّلة بتجارب إنسانيّة ومخاضات تاريخيّة عربيّة مهمّة، وهي تقدّم ذلك ضمن دائرة شخصيّة ضيّقة تنحصر في حكاية الحبّ والفراق التي جمعت بطلي القصّة على المستوى الظّاهريّ المباشر.
في حين أنّ البنية الدّاخليّة التي تحمل المعنى الغائب للرّواية هي تقدّم مشهديّ زمنيّة تاريخيّة للمنطقة العربيّة وللإنسان العربيّ ضمن منظومة كبيرة من العلاقات وحركاتها.
هذه الرّواية تحكي عن معاناة “بهاء” بطلة الرّواية في حياتها الصّعبة في ظلّ فقرها ويتمها، ثم تعرض تجارب حياتها في مواجهة مرض السّرطان الذي أصاب دماغها، وبدأ يأكل ذاكرتها بالتّزامن بالتقائها بالصّدفة بحبيبها الضّائع ” الضّحّاك” الذي يقرّر أن يقف إلى جانبها في أزمتها هذه.
وتتوالى أحداث الرّواية ضمن أزمان استرجاعيّة واستشرافيّة متداخلة مقدّمة لنا نسيج سرديّ كامل يضمّ البطلين وحياتهما الملبسة المتداخلة التي تكشف عن تجربتهم الإنسانيّة، بقدر ما تكشف عن التّجربة الإنسانيّة الجمعيّة في قطبي العالم العربيّ والعالم الغربي.
وقد قال الأديب والنّاقد العراقيّ عبّاس داخل حسن عن الرّواية: “أَدْرَكَهَا النّسيان” رواية حبّ وانسحاق مصائر واغتراب وحرمان وضحايا حروب معلنة وخفية وبوح … وفي الرّاوية كلّ عوامل النّجاح الذّاتيّة والموضوعيّة، والأمر المهّم فنيّاً هو أنّها مثّلت شكلاً جديداً ضمن تيار الرّاوية الجديدة في المشهد الرّوائيّ العربيّ الحالي، وتحتاج قراءات متعدّدة، وأنا متيقّن من أنّها ستنال استحقاقها الإبداعيّ من القرّاء والمهتميّن بالرّاوية العربيّة”.
في حين قال الدكتور الهنديّ أورنك زيب الأعظمي عنها: “إنّ هذه الرّواية هي ليست رواية الحبّ والعشق والحرمان فقط، بل هي رواية لأسفار الواقع ومآلات البشر ومصارع الأحرار ونكد المتسلّطين وقبح الظّالمين ومعاناة المسحوقين والمهمّشين وفضح صريح لستر الكاذبين والمدّعين وأرباب السّلطة والنّفوذ والنّفاق ، هذه هي رواية سبّ الفساد والمفسدين، ولعن المخرّبين، وتجريم الخائنين، إنّها مساحة كونيّة تشبه تجربة الأحرار والمنكودين والمحرومين والمسحوقين في كلّ زمان ومكان.
بل يمكن القول إنّ “بهاء” و”الضّحّاك” يمكن أن يكونا رمزاً للأوطان لا للمواطنين فقط، كما يمكن أن تكون تجربتهما المريرة في الحياة صورة مصغّرة عن تجربة الأوطان والشّعوب في أزمان المكابدة والسّقوط والانحطاط والفاسدين والخونة، وفي ظلّ هذه التّرميزات يمكن أن نفسّر ونؤوّل الرّواية وأحداثها من منظور أعمق من مجرّد حكاية امرأة مسحوقة يصيبها مرض السّرطان، ويفقدها ذاكرتها، وتجد ملجأ لها في حضن حبيبها المخلص الحنون”.

لليوم الثانى.. المصريون يصوتون على التعديلات الدستورية

يصوت المصريون على التعديلات الدستورية المقترحة من قبل البرلمان، والتي تشمل من بين موادها تعديل مدة العهدة الرئاسية لتصبح ست سنوات بدلا من أربع

، كما تتيح التعديلات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي البقاء حتى العام 2030 في حال فوزه في الاستحقاقات المقبلة..

التعديلات أثارت جدلا واسعا في الشارع المصري الذي انقسم إلى فسطاطين، أولهما يحث على ضرورتها لاستكمال ما يصفها بمشاريع الحكم الحالي، أما الثاني فلا يرى من سبب لتعديل الدستور سوى المد في بقاء الرئيس على كرسيه.. فهل تحظى هذه التعديلات بتأييد الشارع المصري؟

بعدما فعلتها مع مصر ..السعودية والإمارات يدعمان الشعب السودانى بـ ثلاثة مليارات دولار أمريكي

أعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات أنهما ستقدمان حزمة مشتركة من المساعدات لجمهورية السودان، يصل إجمالي مبالغها إلى ثلاثة مليارات دولار أمريكي.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بأن 500 مليون دولار من حزمة المساعدات، قدمت من البلدين كوديعة في البنك المركزي السوداني وذلك لتقوية مركزه المالي.

وأضافت أن الهدف من تلك الوديعة هو تخفيف الضغوط على الجنيه السوداني، وتحقيق مزيد من الاستقرار في سعر الصرف.

وأشارت الرياض وأبوظبي إلى أنهما ستصرفان باقي المبلغ لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب السوداني تشمل الغذاء والدواء والمشتقات النفطية.

وأكدتا أن ذلك يأتي من باب استشعار منهما لواجبهما نحو الشعب السوداني، ومن منطلق التعاون البناء، ودعما لجمهورية السودان.

المصدر: واس