الدكتور رضا عبد السلام يكتب عن :نصيحة مهمة جدا لأبنائي الحاصلين على الثانوية العامة!!

 


خالص تهنئني لأبنائنا الحاصلين على الثانوية العامة ولأسرهم الأفاضل، وأسأل الله لهم التوفيق في خطواتهم القادمة…

أعلم علم اليقين أن الكل في حيرة الآن، وأي الكليات نختار، وفي نفس الوقت نرى تسابق أكشاك الكليات والمعاهد الخاصة لاقتناص أكبر عدد ممكن من الطلاب…وبالتالي ربح الملايين وربما المليارات!! هذه هي الحقيقة المرة.

حتى لا أطيل على حضراتكم…سأضع مقترحاتي لأبنائي ولأولياء الأمور في نقاط محددة ومركزة، وهي كالتالي:

* مفيش حاجة اسمها كليات قمة وكليات قاع، إلا في بلدنا مصر…ولا تجد هذا الوصف إلا عندما يسود الجهل والغباء والتخلف…وطبعا الغرور والرغبة البهيمية في الاستعلاء على الآخر…وده كلام من الأخر.

فيمكن لنجلك أو نجلتك أن تصعد إلى القمة وهي في معهد…نعم…القمة يصنعها المجتهدون وليس اسم كلية معينة…أنت من تصنع القمة أينما كنت.

* نصيحة من القلب…وبناء على النصيحة أعلاه…اجتهد قدر ما تستطيع لأن يلتحق نجلك بكلية حكومية أو حتى معهد حكومي…ابتعد قدر ما تستطيع عن الأكشاك التعليمية الخاصة…

أستطيع أن أجزم -وعن تجربة شخصية مع اكثر من مؤسسة تعليمية خاصة – بأن أغلب تلك الكيانات هي مؤسسات للربح ولا تقدم تعليما حقيقيا…وأسأل من تخرج من تلك المؤسسات!!

ولهذا فإن خريجوا أغلب تلك المؤسسات (التي تحصل عشرات الآلاف سنويا كرسوم تزيد من أزمات المواطن)، ينتهي بهم الأمر إلى الانضمام إلى طابور العاطلين…فأنا كرجل أعمال اذا ماخيرت بين خريج جامعة حكومية ومعهد أو كلية خاصة أو مجهولة.. أيهما سأختار؟!

* وفر مالك، ولا تدع الفرصة للمتاجرين بأحلامنا وأحلام أولادنا بل ومستقبل بلدنا، وركز على غرس الاهتمام لدى ابنك أو بنتك بالدراسة في الكلية أو المعهد الحكومي الذي التحق به.

* دخول الجامعة أو المعهد ليس نهاية المطاف أو الرحلة أو هدف بحد ذاته…دخول الجامعة هو نقطة البداية، وعلى كل ابن أو ابنه إعداد الذات لغويا وعلميا أثناء الدراسة بالجامعة أو المعهد الحكومي، من خلال دورات تقدمها المراكز المتخصصة الموجودة بالجامعة الحكومية…

ستضيف هذه الدورات والبرامج إلى السيرة الذاتية لأبنائنا، وبالتالي يكونوا أكثر تأهلا للدخول لسوق العمل داخل وخارج مصر.

خلاصة القول، أقول لابني أو ابنتي، لا تفكر كثيرا فيما حصلت عليه من مجموع بالثانوية، فكلنا نعرف حقيقة هذه المرحلة الكئيبة والكبيسة، وعليك أن تفكر في خطوتك القادمة، وأنك يمكن أن تصنع الفارق في أي كلية أو معهد، باجتهادك وثقتك بالله…وتأكد تماما أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا…نعم ونعم بالله.

ولن أمل من تكرار ذكر تجربتي الشخصية، ليتعلم منها الأصفياء، وهو أنني عندما فضلت الالتحاق بكلية الحقوق، كنت مثار سخرية زملائي وكل من حولي…ورغم ذلك أصررت على مواصلة رحلة الحلم والصبر والثقة بالله، ووضعت لنفسي هدفا، وهو أن أكون أستاذا للإقتصاد والمالية العامة بكلية الحقوق…!!!

يشاء المولى عز وجل، عندما اتخرج كأول دفعتي بكلية الحقوق، أن يكون القسم الذي يطلب معيدين هو قسم الاقتصاد والمالية العامة!!! وها أنا الآن استاذ ورئيس قسم الاقتصاد والمالية العامة بالكلية…أيقنت تماما معية الله وأدركت معجزاته….نعم.

فتوكلوا على الله، وضعوا مرحلة الثانوية العامة خلف ظهوركم…اجتهدوا..تمسكوا بالأمل والحلم..والتوفيق كله بيد الله…دمتم بألف خير.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.