معهد أورام سوهاج …. بارقة أمل في منظومة سوهاج الطبية


تحقيق : حسن بخيت

معهد أورام سوهاج، أحد الصروح الطبية بالمحافظة، والذى يقدم خدمة عالية ومتميزة للعديد من محافظات الصعيد، ويستقبل أكثر من 400 حالة يوميا، وبالرغم من الدعم المالي الضعيف المقدم من وزارة المالية إلا أن مساعدات الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال تعد بارقة أمل لهؤلاء المرضى الذين يحتاجون إلى معاملة خاصة من الناحية الطبية .
يتوافر بالمعهد الكثير من الأطباء الأكفاء فى كافة التخصصات فضلاً عن وجود العديد من الأجهزة الحديثة والمتطورة فى مجال الكشف عن الأورام ، ويقدم المعهد أفضل خدمة متميزة للمرضى والمترددين عليه من محافظات مختلفة .
يوجد بالمعهد العديد من الأقسام التى تقدم خدمة متميزة للمرضي ، حيث يوجد قسم للتخدير ، وقسم لجراحة الأورام ، وقسم علاج أورام للكبار وأخر للصغار ، إضافة إلى المعامل والأشعة ، والطب النووي ، وقسم الطواريء ..
وعن رؤية المعهد ، فهو يهدف أيضا إلى الإكتشاف والتشخيص والعلاج المبكر للأورام ، والذى يؤدى إلى ارتفاع نسبة الشفاء ، وتقليل نسبة المضاعفات ، مما يكون له مردود إقتصادي وإجتماعي عال على الفرد والمجتمع بسبب توفير الموارد المالية التى تنفق في الحالات المتأخرة ، ومن المؤكد أن أمراض الأورام في حالاتها المتأخرة هي إحدى أهم أسباب الوفاة لألاف المرضي

قام ” موقع وجريدة الزمان المصري ” بتنظيم زيارة للمعهد بقصد الإطلاع على ما تم تحقيقه منذ إنشاءه عام 1999 ليعالج مرضي السرطان بمختلف الأعمار في محافظات عديدة بصعيد مصر ، حاولنا إجراء حوارا صحفيا مع الدكتور ” خالد رشاد عويس “، مدير المعهد للتعرف على الخدمات التى يقدمها المعهد وعن الاحتياجات والعقبات التى تواجهه داخل هذا الصرح الطبي الكبير ، لكن لم نستطع إجراء الحوار لتواجد مدير المعهد في مؤتمر طبي خارج المعهد ، وعلى الفور توجه محرر الجريدة الى العيادات الخارجية داخل المعهد لاجراء تحقيق صحفي على أرض الواقع من داخل الأقسام المختلفة بالمعهد .

في البداية يقول “محمد عبد العظيم ” أنه يحصل على دوائه المدون على نفقة الدولة مجانا ، وفي بعض الأحيان يضطر لشرائه لبعض الأدوية على حسابه الخاص في حالة عدم توافره ، فهناك أدوية تكون في بعض الأحيان غير موجودة ، لكن في الغالب لا يوجد مريض فى معهد الأورام يشترى دواءً على حسابه الا في حالات نادرة .
* علاء محمود علي ، ذكر أنه جاء بوالدته البالغة من العمر اثنتين وخمسين عامًا، وكانت مصابة بسرطان الثدى، وتم تحويلها من الطبيب المعالج لها للعلاج بالمعهد ، وعمل عملية “بتر” فورًا لها، لأن المعهد هو المركز الوحيد فى سوهاج الذى يعالج بالمجان، لذلك يلجأ إليه الآلاف من المرضى ، فالمريض عندما يحضر إلى المعهد، يلتقى موظفًا يحرر له ملفًا ويحوله إلى عيادة الاستقبال، وفى هذه العيادة أطباء يطلعون على التحاليل ، ويقررون ما تستدعى حالته الصحية .
* سهير رزق الله ، قالت : أشكر كل من ساهم في إنشاء هذا المعهد بسوهاج ، والذى يعد من أفضل المؤسسات الطبية بالمحافظة ، حيث أنني أخضع للتأمين الصحي وأتردد على المعهد للعلاج من سرطان الثدي، والحمد لله تم علاجي ، وأحصل على الأدوية المتاحة للعلاج بسهولة .
* سلوى محمود ” تقول إنها تعرضت لإصابتين بأورام حميدة فى الثدى، وشعرت بالقلق من أن أتعرض للإصابة مرة أخرى ، وخاصة النوع الخبيث ،وقمت باللجوء الى قسم الأورام بالمعهد فورًا، لاجراء الكشف والتحليل ، لأن المعهد لديه وحدة كشف مبكر، وتلجأ إليها العديد من السيدات للاطمئنان على أنفسهن، وتعليمهن كيفية الكشف على ثدييها .
*وناشد مئات المرضي وزارة الصحة بضرورة توفير كافة الأدوية الخاصة بعلاج الأورام ، وخاصة العلاج بالكيماوي ، وبعض الأدوية الأخري والتى لا تتوافر دائما بالمعهد .

ومن ناحية أخري وحرصا من الجريدة على تقديم توعية كاملة عن الأورام ومسبباتها وطرق الحماية منها وكيفية علاجها ، ذهبنا لنتحاور مع أحد المتخصصين في جراحة وعلاج الأورام بجامعة سوهاج .
الدكتور ” كمال الشرقاوي ” هو أستاذ ورئيس قسم جراحة الفم والفكين وأورام الرقبة بجامعة سوهاج ، وأجرينا معه هذا الحوار

* ماهى أكثر الأمراض السرطانية انتشار فى مصر الآن؟
– كان من الشائع جدًا الإصابة بسرطان المثانة والمعروف أسبابه بالإصابة بـ”البلهارسيا”، ولكن الآن السرطان الذى يحتل رأس القائمة السرطانية فى مصر، هو سرطان “الكبد”، حيث يعاني الآلاف من المصريين بفيروسات “سى وبى” والالتهاب الكبدي الوبائي والذى قد يتحول فى كثير من الحالات إلى سرطان ،.ويهدد السرطان حياة الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء العالم كل عام، وفي أغلب الأحيان نرى مرضى السرطان يستسلمون لهذا المرض الخبيث سريعاً، لذا يتعين على الجميع التعرف على أسباب الأورام ، وطرق تجنبها والوقاية منها، فالسرطان يحدث نتيجة النمو الشاذ للخلايا السرطانية، والتي سرعان ما تتكاثر داخل الجسم، وينتهي الأمر في معظم الأحيان بتلف الأنسجة والخلايا والأعضاء المصابة. وقد يحدث السرطان غالباً لوجود تلوث بيئي بالإشعاع مثلاً ، أو تناول مواد كيميائية او فطريات مسرطنة أو وجود خلل جيني ،والذي قد يؤدي الى أورام متوارثة في العائلة .
و الجدير بالذكر ان اكثر الأورام السرطانية انتشاراً في مصر هي – أورام الثدي ، والكبد ، والقولون ، والرئة ، والمثانة ، والبروستاتا ، و الغدةالدرقية .

* ما هى الأمراض الأخرى التى يمكن أن تتحول إلى أمراض سرطانية؟
– ليس بالضرورة أن يتحول مرض ما إلى مرض سرطاني، فالأمر مختلف مع الإصابة بفيروس “سي” والذى يمكن أن يتحول فى بعض الحالات إلى سرطان، لأنه يعمل على خلايا الكبد ويمكن أن يتحور فيها إلى سرطان ولكن يمكن أن تتحول الأورام الحميدة إلى خبيثة فى بعض أنواع منها مثل سرطان الثدي مثلًا.

* ماهى معدلات الشفاء العالمية لأمراض السرطان، ومقارنتها بمثيلتها فى مصر؟
– لا نستطيع القول إن معدلات الشفاء من الأمراض السرطانية عامة، خصوصًا أن الأمراض السرطانية ليست مرضًا واحدًا كما هو شائع فى مصر، بل عشرات من الأمراض، فعلى سبيل المثال سرطان الثدى عند النساء ليس نوعًا واحدًا من الورم، بل أنواع عدة من الأورام مختلفة الأسباب والنتائج، منها أنواع انقسام الخلايا فيها أقل، ومنها أنواع أخرى سريعة الانتشار فى الجسم، فكل عضو من أعضاء الجسم يمكن أن تصيبه مجموعات من الأورام.
والشيء الآخر الذى يجعل من الصعب أن تكون هناك معدلات شفاء متساوية أومحددة، هو المرحلة التى تم تشخيص المرض السرطاني فيها، فتتوقف المعدلات هنا على سؤال مهم للغاية، وهو هل بدأ العلاج مع المريض فى بداية انتشار المرض فى جسده، أم كان فى حالة متأخرة صعب معها الشفاء من الأساس ، لكن بصفة عامة معدلات الشفاء في مصر عالية و تصل للمستوى العالمي اذا كانت في نفس الدرجة ، ولكن ينقصنا التشخيص المبكر الذي يعتمد على عمل مسح شامل و منظم للحالات الأكثر شيوعا كما هو متبع في الدول المتقدمة لاكتشاف هذه الحالات مبكرا
و بالتالي فإن نتيجة العلاج تكلل بنِسَب نجاح عالية، وأكد على ان كثيرا من الاورام في مصر تصل نسبة شفاؤها الى اكثر من ٩٠ و ٩٥٪‏ مثل أورام الغدة الدرقية ، ففى الخارج لا يتفوقون علينا فى الناحية الطبية، ولكنهم يتفوقون علينا من الناحية الخدمية ورعاية المريض، بالإضافة إلى درجة وعى المريض بمرضه، فتلك هى الأسباب التى تعطى فرقًا فى معدلات الشفاء من عدمها.

* معدلات الإصابة بأمراض السرطان بين المصريين أصبحت فى تزايد، تُرى هل هناك أسباب جديدة وراء المرض بخلاف المتعارف عليها؟
– هناك زيادة حقيقية وزيادة غير حقيقية، الزيادة غير الحقيقية ترجع إلى أنه أصبح الآن يتم تشخيص مريض السرطان فى النجوع والقرى، وأصبح أى طبيب قادر على اكتشاف المرض وتحويل المريض لمركز مختص، فى حين كان المرضى بالسرطانات فى الماضي، يعانون مع المرض ويموتون دون أن يُعرف مرضهم، وهناك أيضا زيادة حقيقية فأعداد المرضى فى تزايد، وأيضًا اختلفت المراحل العمرية للمرضى، فمن قبل كان عمر مريض السرطان يتعدى الستين، أما الآن فالمريض يمكن أن يكون طفلًا أو شابًا فى العشرينات، مثل سرطان “القولون” مثلًا كان يصاب به كبار السن، أما الآن فهو يصيب الشباب، والإصابة بهذا السرطان تحديدًا ترجع إلى عاداتنا الغذائية مثل الأكلات الحريفة و”المسبكة”،مضيفًا ناهيك عن الأسباب الحقيقية للإصابة بالسرطانات وهى التلوث الهوائى والمائي، والمبيدات المسرطنة، وحقن الدجاج بالهرمونات، وكذلك حقن الخضر والفاكهة، والمواد الحافظة فى الأغذية فالمواطن المصري محاصر بكل هذه الأسباب ، لكن تحديدا فمن الملاحظ زيادة إعداد مرضى الأورام في مصر ، مثل الليمفوما و الليوكيميا، و أورام الغده الدرقيه و القولون، وهذه الزيادة هي زيادة حقيقية ، وأيضا زياده ظاهرية بمعني ان هناك زياده ناتجة عن وعي مجتمعي و الاهتمام بالأورام و بطرق التشخيص و المتابعه الطبية مما يسهم في الكشف عن كثير من الأورام
* كلمة أخيرة توجهها لأطباء الأورام ، وللمرضى ، وللمجتمع المحلي ؟
لكي نقهر الاورام يجب الآتي علي الاطباء المتخصصين سواء الجراحين او اطباء علاج الاورام و الباثولوجى و الطب النفسي ، والتخدير و علاج الآلام ان يعملوا مع بعضهم بعضا بروح الفريق الواحد.
وعلى المجتمع المحلي المساهمة في تقديم الدعم المادي، خاصة رجال الأعمال والجمعيات والمؤسسات الخيرية ، لان الدولة وحدها لا تستطيع أن تنفق مليارات الجنيهات في علاج الأورام ، في ظل تزايد انتشارها، وأيضا لابد من تقديم الجانب المعنوي لمرضى الاورام واسرهم ، فكثير منهم في أمس الحاجهة لهذا الدعم النبيل
وعلي الدولة ان توفر كل ما هو جديد و ممكن للكشف والعلاج لهؤلاء المرضي فهم في أمس الحاجه لمثل هذا الدعم .

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.