قصة قصيرة بعنوان.. الولد العاق..بقلم القاص العراقى / محمد علي ابراهيم الجبير

 يوسف يحلم ويتمنى بان يبذل كل جهوده حتى يحقق لولده  الوحيد مستقبلا زاهراً .

كان يحلم بان يكون ولده طبيبا ؛

 استطاع ان يدخله في كلية الطب بعد ان انهى دراسته الاعدادية وحصوله على معدل عال في دروسه.

وكانت احلام يوسف بان يقدم ولده الخدمات الطبية الى ابناء مدينتهم الجميلة بالمجان؛عندما يكون طبيباً؛

لاينسى يوسف تلك الايام التي قبل فيها ولده يعقوب في كلية الطب؛ كان يدور على ابناء مدينته الاعزاء ، ويوعدهم بان ولده  عندما ينهي دراسته وحصوله على الشهادة في الطب ويكون طبيباً سيقدم لهم الخدمات الطبية بالمجان وسوف يعالج مرضاهم في بيوتهم ؛

ويقول لهم وهو في غاية السعادة ؛ كيف لايخدمكم وانتم اهله وناسه..وفي المقابل كان اهل مدينتهم يدعون الى ولده بالتوفيق والنجاح ..

استمر الولد في الدراسة ويوسف في اعماله الشاقة في تحميل اكياس المواد الغذائية ، من المحلات الى سيارات الحمل الكبيرة ، وبالعكس؛؛ وهو في غاية الفرح ،وكل ما يحصله من اجور التحميل  يبعثها الى ولده ، ولهذا فان ولده لم  يشعر في اي يوم من الايام  بالحاجة الى اي شىء.

يوسف  مستمر بالعمل الشاق ويرسل بالاموال  شهريا بدون انقطاع لولده يعقوب الذي يعيش كما يعيش الطلاب اولاد الاغنياء ؛

جاء اليوم السعيد الذي تخرج ولده من كلية الطب واصبح طبيبا ً؛تم تعينه في مدينة تبعد عن مدينته الجميلة بمسافة 40كم لم يستطيع يوسف ان يترك ولده  يعقوب وحيداَ بعيداً عنه  ، اضطر ان يترك عمله ويذهب ليسكن مع ولده الوحيد لاسيما ان زوجة يوسف متوفية؛

كان يوسف سعيداً مسروراً  وهو يقوم بجميع اعمال البيت ،كي لايشعر ولده بفقدان والدته ، او يشعر باي نقص في حياته؛

يوسف يدعو الله ان يحقق له احلامه وهي خدمة ابناء مدينته عند نقل ولده الى مدينتهم الجميلة كما وعدهم بذلك؛في احد الايام زارهم بعض الموظفين الكباراسرع يوسف بتقديم واجبات الضيافة للضيوف وهو يرحب بهم ويبتسم في وجههم؛

وآخر ما قدمه الشاي ؛ كل ذلك وولده جالس مع الضيوف الذي سأله أحدهم عن والده بعد ان خرج  من غرفة الضيوف؛ من هذا الرجل الكبير؟

سمع يوسف سؤال الضيف لولده عنه ؛ لم يقل له انه والده ؛بل اجابه انه خادم عنده؛؛

وعند سماع يوسف جواب ولده  سقطت الاواني من يده

وترك البيت فوراً باكياً دون صوت متألماً وكأن طلقة من نار دخلت في وسط قلبه؛

رجع الى مدينته مهموماً مهضوماً ؛ لم يتحمل الموقف سارع للنوم في فراشه ؛؛

 فزع ابناء مدينته لزيارته  والسلام عليه عند سماعهم بانه عاد الى بيته.

وجدوه ميتاً في فراشه ولا أحد يعرف سبب وفاته ؛؛

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.