بين القلب والروح ..بقلم/ حمزة الشوابكة

عندما نُعمل عقل القلب في الحكم واتخاذ القرار؛ ندرك أشياء وأمورا لم نكن لندركها إذا لم نُعْمله بتلكم الطريقة، فعندها نكون قادرين على إدراك الفرق بين الخير والشر، وبين الحسن والبَسَن، وبين القوي والضعيف، وبين الناقد والمنتقد، وبين خير الخيرين وشر الشرين!

فعندما نريد أن نصل إلى الحقيقة، لا بد وأن نُبحر في بحر ضفتاه عقل قلب وروح، وكلما تعمقنا بالغوص في أعماقه؛ كلما كنا قادرين على إدراك الحقيقة النقية، واكتشاف ما لا يمكن اكتشافه دونما غوص، ولكن! لا بد لمن قرر الغوص أن يكون ممتلكا للمعرفة، لتدرك الحقيقة دونما تشويش، فهناك فرق بين العلم والمعرفة، فلا يكفي العلم دونما تكرار وتكرير، لتصير إلى معرفة زبدتها حكمة ثم إدراك لحقيقة، فكم من حكَم ليس أهلا للتحكيم! وكم من محلل ليس أهلا للتحليل! وكم من منتقد ليس أهلا للنقد! واعلم أنه ليس أي أحد قادر على إدراك الحقيقة؛ وإن كثر المنتقدون لها لدحرها، فلا يُعقل أن يكون كل الطلبة في صف معين من الأوائل، كما لا يمكن أن يقود دولة أكثر من حاكم، وكذلك لا يمكن أن يكون الغالبية حكماء، وخصوصا في زماننا الذي كثرت فيه الفتن، وكثر فيه أتباع الأهواء والشهوات، زمن كثر فيه من لا يفكر أبعد من يوم أو بعض، زمن أحمد فيه الله سبحانه أنني ممن منتقدوه كثيرون في خضم فتن لا ترحم، زمن الغلبة فيه للقلة الحكيمة؛ وليست للغالبية العقيمة..!

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.