حسين عبد العزيز يكتب عن : إلى أسامة الأزهري ..لا فضل لأزهرى على المصرى الا بالتقوى ..فهل أنتم اتقياء فيما تقولون هذا السؤال ؟!

فكرت كثيرا قبل أن اخط هذا العنوان ومن بعده المقال ، لأن الذى نسمعه من رجال الأزهر الشريف ، فاق الحد ولا يمكن ان يحتمل أكثر من ذلك .

وقد اشار الدكتور أحمد زايد إلى ذلك فى كتابه المهم جدا والذى يحمل عنوانا ملفتا للعين والنظر  ” صوت الإمام ” وفيه يناقش قضية الخطاب الدينى الذى نسمعه كل يوم جمعة قبل الصلاة ، وهنا لابد ان اشير الى ملحوظه غاية فى الأهمية وهو لو كان الوضع كما فى صلاة العيد أي الصلاة تتم قبل الخطبة لما بقى احد ليسمع الخطبة التى تحولت سوط تعذيب يعذب به المصلون كل جمعة  .وانا يوم الجمعة الموافق ” ١٩/ ٨ / ٢٠٢٢ “قلت للجالس بجوارى بالمسجد القريب من بيت “ما يقوله هذا الخطيب ليس صحيحا لأنه  ألمح الى اننا مسلمون من أجل أن نصلى على النبى وان المسلم لا يكون مسلما إلا بالصلاة على النبى ويكفى المسلم ان يصلى على النبى حتى يكون مسلما  . وعندما سألته لماذا نصلى على النبى لم يعرف يرد أو يجيب بأى كلمة .

وكل خطب الجمعة بهذه  الشكلية حيث تدعو الى الاهتمام بالآخرة ولا تدعوه إلى الاهتمام بالدنيا ، وقد قلت لأحد الشباب الذى يقابل الناس ويدعوهم  الى الاهتمام بالآخرة لأنها هى الأهم ومن اجلها خلقنا ، فقلت له موضحا ” ان من يكسب الدنيا يكسب الآخرة ، ومن يخسر الدنيا يخسر الآخرة ” فنظر الى متأسفا وقال انت قدمت لنا درسا سوف نعتمد عليه ..

إن مشكلة خطباء المساجد ” رجال الأزهر المندسين بين الناس ”  هى أنهم لديهم يقين انهم يمتلكون الحقيقة المطلقة . وتلك هى الكارثة التى لا حل لها غير أن نموت ويأتى”  الله” بخلق جديد يعرف معنى الحياة ومعنى الموت ومعنى ان يولد الفرد منا مسلما ؟!

فنحن نعيش فى حقبة تعد صعبة للغاية بالنسبة للمسلم فهو متهم فى كل مكان يتواجد فيه ، فهو بالنسبة لخطباء المساجد مقصر وسوف يلقى عذابا شديد  فى الدنيا والآخرة ، وفى نظر الآخر هو إرهابى أو مشروع إرهابى نتيجة لما يشاهده ويسمعه  ، كل هذا بسبب ما فرض علينا منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر  حيث تولد لدى الطرفين الرغبة فى الهجوم على الإسلام .. وتم تشويه الإسلام من قبل الطرفين حيث تم تحويله الى دين عنف وقتل وتخريب مع أنه فى الأساس هو دين رحةه وتسامح  ..

وأنا هنا سوف أقدم.. جزء يسير من سيرة الإمبراطور المغولى المسلم الشهير  المسمى ” بأكبر العظيم “

والذى اوردها الكاتب البحرينى الدكتور ” على محمد فخرو ” فى المقاله المنشورة فى جريدة الشروق تحت عنوان ” علينا الاختيار .. العقل و العدالة أم التفكير ؟ “

اعتماد على كتاب الكاتب الأمريكى الهندى الأصل  والأستاذ فى جامعة هارفورد الأمريكية ” فكرة العدالة  ”  حيث يشير إلى أن أصل قيم العقلانية و الاخوة والتسامح و العدالة فى القانون لم تولد فى حقبة الأنوار الأوروبية كما يعتقد ، و إنما سبق إلى الإيمان بها ، وتطبيقها ، أناس أخرون فى تاريخ البشرية الطويل .

ومن تلك النقطة نجد الدكتور ” على محمد فخرو ”   يقول فى المقال ” لذا وبفخر واعتزاز عندما يتحدث عن متطلبات تواجد العدالة واستمراريتها فى  المجتمعات من مثل العقلانية و التسامح و الانفتاح على الآخر ، يشر الى الإمبراطور المغولى المسلم الشهير المسمى ” أكبر العظيم ” وهو يشير إليه كمثل للعقلانية و التسامح .

هذا الامبراطور كان يوجد بداية الألفية الثانية للهجرة ، منتصف القرن السادس عشر  الميلادى ، عندما كانت أوروبا تعيش فى ظلام الحروب الدينية وجنون محاكم التفتيش التى كانت تحرق النساء البريئات باسم محاربة الهرطقة والسحر الشيطاني ..

هذا الإمبراطور أعلن على الملأ بأن العقلانية ، وليست التقاليد و الأعراف هى التى يجب أن تحكم التعامل مع القضايا الصعبة فى حقول السلوك وبناء مجتمع العدل .

وفى هذا الحال قام بمراجعة هائلة للقيم الاجتماعية و السياسية وللممارسات القانونية والثقافية فى المجتمعات التى كان يحكمها ، هذه المراجعة قادت الإمبراطور إلى حصيلة من المبادئ والممارسات التى يشيد بها الكاتب منها

# التركيز الشديد على ان العلاقات قيما بين مكونات المجتمع “مسلمين وغير مسلمين ” يجب أن تكون تعاونية تؤدى إلى السلم الأهلى ومن أجل ذلك تبنى المبدأ الصوفى ( السلام للجميع  ) أساسا لملكه الإمبراطورى

# شرع مبدأ التسامح الدينى فى امبراطوريته التى كانت فيها اعداد كبيره من غير المسلمين  وعلى الأخص أتباع الديانه الهندوسية ، شرع بأنه لا يجوز التدخل فى حياة الناس بسبب انتماءاتهم الدينية ، وثبت حقهم فى الإيمان بالدين الذى يرغبون .

ومن اجل التفاهم بين الأديان دعى إلى لقاءات دورية فى عاصمة الإمبراطورية بين علماء الديانات التوحيدية وغير التوحيدية ، بل والإلحادية ، وذلك بقصد التعرف على الآخر واحترام حقوقه والتمهيد للإعلان الرسمى عن أسس الدولة المدنية التى تمارس الحياد بين الأديان و اتباع الأديان .

.وقد أعلن معارضته لزواج الأطفال على أساس أن الهدف من الزواج لا يمكن أن يتوفر فى مثل هذا الزواج ولأن هناك إمكانية إيذاء للأطفال . وهو نفس المنطق الذى دعاه لمحاربة الممارسة الهندوكية التى كانت لا تسمح للمرأة الأرملة بالزواج مرة ثانية ، على أساس أن ذلك هو ممارسة غير عادلة .

إن هذا الإمبراطور المسلم يعتبره بعض المؤرخين من بين أعظم أربعة حكام فى تاريخ البشرية .

وكان تأثيره كبيرا على الزعيم الروحى المهاتما غاندى .

إذن التقوى والعمل الصالح هى الفيصل ،

والتفكير السليم تقوى وتعد عملا صالحا ..

وليس شئ اخر !

يتبع

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.