أولاً التمهيد :
بسم الله تعالى الذي علم الإنسان ما لم يكن يعلم ” وكان فضل الله عليك عظيماً ” .
ثانياً التقدمة :
كتب أسلافنا العرب الحكم والأمثال لأخذ العظة والعبرة فيما يمر في حياتنا الدنيا للنفع والإفادة لا للحفظ فقط ولا للتفكه والتندر والتطريف بها !!!
والأمثال نوعان :
- أمثال باللغة العربية الفصحى .
ولها كتب مفردة كما هي مبثوثة في ثنايا كتب التراث وكذا ومن أجمع المظان لها كتاب مجمع الأمثال للميداني .
٢- أمثال عامية .
ومن أظرف وأمتع مصادرها كتاب الأمثال العامية لأحمد تيمور باشا – والد كل من محمد تيمور ومحمود تيمور أول من وضعا لبنات القصة والرواية بمفهموها التكاملي وعائشة التيمورية الأديبة الأريبة الزاكية – رحمهم الله تعالى جميعاً – تلكم الأسرة التي كان لها أثر طيب في إثراء التراث والأدب العربي في مطلع القرن العشرين الميلادي !!!
ثالثاً القراءة المتأنية على المثل :
( بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم )
لا غرو أن الإهمال من أنكس الطباع والصفات لصاحبها !!!
وأنه يؤدي إلى نتائج عكسية وخيمة وضرر متعد لا يقتصر على صاحبه وحده !!! كما إن الإهمال لا يخص الجوانب المادية وحدها كفقد المال وكسر الأشياء ذوات القيمة وغير ذات القيمة داخل المنزل بل . هو متعد إلى الجوانب المعنوية !!!
1- من صور الإهمال المادي :
– ترك الأم طفلها يكسر الزجاج أو البورسلين أو الصيني !!!
– ترك الوالدين أبنائهم الصغار يعبثون بالأجهزة الالكترونية والأجهزة الكهربائية !!! – ترك الصغار يلعبون بالكرة داخل المنزل !!!
– ترك الأبناء يرفعون صوت التلفاز أو السماعات الخاصة بالكمبيوتر !!! – ترك الأسلحة الحادة قريبة من متناول الأطفال كالموسي والشفرات القاطعة الحادة المسنونة !!! 2- من صور الإهمال المعنوي :
لا تقتصر صور الإهمال على الجوانب المادية بل . يتطرق الإهمال إلى جوانب ليست أقل ضرراً منها بل تتعداها منها على سبيل المثال لا الحصر :
- -عدم جلوس الآباء والأمهات مع أبنائهم بعد رحلة عمل شاقة طوال اليوم وذهابهم للنوم دون مراجعة وتخلل أحوال الأبناء !!! ؟؟
٢- عدم التعرف على المشاكل التي قد تعوق بعض الأبناء في دراساتهم أو مع أقرانهم !!! ؟؟ ٣- عدم تفهم الوالدين لمراحل التغير الفسيولوجي ومعرفة مراحل النمو العمرية أو النمو المبكر للأبناء وتركهم عرضة لوسائل الاتصال ( السوشيال ميديا ) أو تركهم لتعرف تلك التغيرات من أقرانهم بطرق خاطئة !!! ؟؟ رابعاً المختتم :
وأكتفي بهذه القراءة المتأنية على المثل الرائع ( بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم ) .
فلئن وفقت فبتوفيق من الله تعالى !!! ولئن زللت أو قصرت في بعض الجوانب فلأنه عمل بشري يعوزه الكمال ويعتريه النقصان والعثار والزلل ولله وحده الكمال .
” وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ” .
*كاتب القراءة
ناقد أدبي وكاتب صحفي
بجريدة الزمان المصري
القاهرة في صباح الخميس المبارك الموافق 8/6/2023
الزمان المصرى 