نهر الرمان..تجربة موت ..فلسفة الموت وكشوفات معانية!! بقلم الناقدة : ولام العطار

*عند اول خطوات الموت كنت ابصره يتأمل بغموض لم اعتده من قبل كل ماكان يحيط به،وكأنه يشير الى لحظة وداع قد لاتعود به الى ذات المكان،غرفة الانتظاروالوجوه التي تبصره محاولة الامساك بقلق محنته، وفيوض الاسئلة المتلاحقة،التي اشعلت القلب الموجوع بخيارات كثيرة للتفكير في الماذيات،لم اعتده طوال ربع قرن من ان اراه صامتاً،فوضاه المحلقة،ملاحقاته الباذخة لطائر الامل،هما سر تميزه وابداعه ايضاً،لم ار شوقي كريم حسن،دون فكرة قصة او مشروع رواية،او كتاب يتعجل قراءته،ليحط مع الكثير من الغربة عند مدينة بعيدة وكاتب يألفه ويعرف عنه كل ما يريد معرفته،محنته اوقفت خطى الامل قليلاً،لكنه كان يضحك،يشتم،يرقص،يفور مثل تنور،يتوسل بأن يكتب،لكن سكاكين الممنوعات كانت تراقبه،فما كان منه الا ان يهرب مثل عصفور ليقف عند النافذه مراقباً الفضاء النيساني المليء بالغيوم،بماذا عساه يفكر؟!!

السؤال صعب اطلاقة في وقت يمر سريعاً باتجاه الصباح،لكن الكشف كان صاخباً شد الجميع إليه،من منكم يتصور وانتم اصحاب المخيلات الجامحة كيف يكون موتي؟!

لا احد يجيب،البعض كان يترتجف هلعاً،البعض فر مسرعاً خارج اطار اللوحة لانه لايود قراءة ما يشده الى الغيب..عند وهج  شفيف اغمض شوقي كريم عينيه ونام،نام عميقاً متجاوزا كل مايشده الى اللحظات الاتية.

فلسفة السؤال،

جيء به بعد رحلة موته التي استمرت ثلاثة ايام بلياليها،وبضع سويعات..الارباك والانتظار معاني حياتنا الوحيدة، كلنا يسأل دون اجابات..كيف كان موت شوقي كريم المهوس بالحياة والحب والطيبة،شاب وجهه الاصفرار..عودة متعثرة اخافت حتى طبيبه المختص،لكن السومري كان يحمل جبالاً من الهدوء والسكينة،ايكفي الاستيقاظ وتلمس الحياة لاول وهلة ليكون مشروعاً لخبال روائي،كيف يمكن لرجل عاد تواً من موته؟!

كأنه لم يغادر ،لم يذبح،لم يتعرض لشيء،تأمل النافذه متنهداً،وهمس لمن يجلس قبالته،هل يمكن مناولتي التلفون؟!

كان السؤال حمامة حائرة ترفرف فوق الرؤوس،ممكن تحقيق كل الرغبات الا هذه الرغبة المجنونة بامتياز،ابتسم بود عابث تماماً،هامساً—دونوا هذياني!!

من يلاحق هذيانات شوقي وكيف..؟!!

بدأ شوقي العائد تواً من موته الغرائبي يتحدث ببطء متوجع،والهاتف يسجل،وكانت نهر الرمان تجربة موت ،بعنوان آخر..قلب مفتوح..فضاء مغلق..هل كان الموت من يروي الاحداث..أم هي الرؤيا الخزينية التي مازحزحتها المخاوف..من ماذا يبدأ الهذيان ولماذا لحظة الانطلاق هذه؟!

المدخل الصعب ان يصف شوقي كريم..صالة العمليات..وهي المكان المكلل بالبياض،والازرقاقات التي تتحرك على عجل مستوفز..من هاتيك اللحظة كانت نهر الرمان ..تجربة موت،مفتاح جريء لسارد غريب النوايا..على عجل ابداً،

موت خارج معقوله،

حين نشر الفصل الاول او البعض منه،امر شوقي كريم مدونه المطيع ان يمسح هذه الثرثرات غير المتجانسة،لحظات الموت مايجب ان تواجه دون حزم،دون تحدٍ ،دون شراسة، حين تأكد المحو،اغمض عينيه وانطلق باتجاه خلوات موته،في نومه كان يتحدث،،ويبتسم..ويتنهد…ويبكي..خليط من الاضطرابات المشدودة والمشلولة ايضاً،بعد يوم آخر..قال الميت،لطبيبة—ارجوك خذني لاشاهد أخر شهقات انفاسي واقساها!!

جنون ان يطلب ميت مشاهدة قبره،لكنه فعلها..فعلها بكل جرأة وعناد..تأمل الصالة تفحصها..تعرف على المخدرة وتامل الزاوية التي تجلس عندها المرأة المغشية بالسواد،،والاناء الذي وضع فيه القلب..والاجهزة الباردة مثل قطعة ثلج،اظنه ابتسم لموته،ولربما صافحة مبدياً شديد الاحترام،ولربما اقتعد البلاط الشديد البرودة والقسوة،.

(عودة الابن المجلل بالارتياح)

 المسرح اول الاسترجاعات،هو هكذا يحمل مسرحه بين ثناياه،وضع الاسس وشيد ديكوراً واول من امر بحضوره كان صاحبه الصانع للمرح برناردشو،الفابي المغالي في تعصبه،،وحتى يكتمل الصراح حمل الهدهد عرش اليزابث وشكسبير وهاملت واطراف اخر من مقومات الصراع،،المسرح اخر الالعاب وابهاها واكثرها قرباً من الجنون،ولكي تكتمل اللوحة ويبدأ العرض ،حمل العطار والشاعر وهما الحقيقة الوحيدة في هذا الفصل،الذي كتب اولاً،لم يعتد شوقي كريم كتابة رواياته بانساق تسلسلية ابداً،لا ادري كيف يجمع الاحداث ويديرها..كيف يحافظ عى مواقع شخوصة ويسهم في تحريكهم،لكنه يفعلها ببساطة وفرح صبياني وكأنه طفل اكتشف مراده..حول الفصول الى ابواب ولانه سومري تمسك بسباعية الايام ولكل يوم مدخل وحكاية وصراع،هنا حضرت الحرب بكامل قسوتها،ونبقت صاحبة الكرسي،وضج المكان بالوجوه المتصارعة،في نهر الرمان..تجربة موت ماكان السارد يرغب بالواقع ورتابته،فاخذ متلقيه الى نوعية كشف صعبة للغاية،الاعضاء تتصارع،تمنح وتأخذ(القلب..العقل..الروح..النفس..

الدم..الانفاس..الوجوه داخل نهر من دم يشبه نهراً من رمان)، الابواب السبع جعلته قلقاً،عصبياً في الكثير من الايام،ومتوجعاً ايضاً، يشطب ليكتب..يكتب ليعلن احتجاجه،تجربة كتابة سردية وبلغة شوقي كريم امر متعب جداً، ومحفوف بالمخاطر،لان الزمان السردي كان واسعاً،متناثراً ايضاً.،لم يشأ لملمته،وما فعل غير انه شظاها لمرات كثيرة،وبرغم هذا التشظي ظل يتمسك بفرادة بمكان الموت الاول وان احصينا في نهر الرمان تجربة موت اكثر من ثلاثين مكاناً،بعضها درسته الايام لكن السارد اعاد اليه الحياة في موته،كيف تلك هي لعبة السرد ومغايرته،تجارب ثلاث في الادب العربي تحدثت عن هذه الازمة واقصد ازمة الموت،اولها يوسف شاهين في شريطه السيمي (الاسكندرية ليه)وثانيهما تجرية  الشاعر محمود درويش التي كانت مرتبكة وخائفة جداً،

السؤال الذي لابد منه،هل نجح شوقي كريم حسن،في ان يقدم مسرودتة فلسفية فكرية معرفية مغايرة..سابقي الاجابة رهن القراءات المتكاثرة حول نهر الرمان ..تجربة موت..وربما ستكون لي وقفة ثانية اكشف من خلالها مجاهيل القص عند شوقي كريم حسن!!

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.