قصة قصيرة … معاناة بدرية قصة..بقلم:  محمد علي ابراهيم الجبير

عاشت بدرية منذُ طفولتها يتيمة ، فقيرة الحال ،تزوجت من شاكر العامل في مصنع قريب من بيتهم الصغير، وبالرغم من كبر سنه ، إلا انه رجل طيب ، اخلاقه ممتازة ، أمين مخلص في عمله ، يحبه رب العمل ..

بعد سنة من زواجه ، رَزَقَهُ الله سبحانه وتعالى طفلاً

اسماه نعيم ،فرحت بدرية و شاكربالمولود الجديد ، وعاهدت ربها بأنها ستبذل المستحيل وتجعل منه ولداً نافعاً، وسوف تربيه تربية عاليه وتوصله الى مقام رفيع  بالرغم من ضعف حالة شاكر المالية ..

توفي شاكر تاركا اليتيم نعبم  وعمره خمس سنوات

فكرت بدرية بالمعيشة واهتدت الى العمل كخادمة في البيوت ،حتى لاتحتاج الى أحد من البشر، وتستطيع أن توفر لها والى ولدها الوحيد مستلزمات الحياة المعاشية

سجلت ولدها نعيم في المدرسة الابتدائية بعدان اصبح عمره سبع سنوات تفوق على اقرانه في الدراسة ، واستمرت بدرية تخدم في البيوت تارةً وتارةً اخرى ، تبيع الباقلاء والحلويات للاطفال ؛بدرية سعيدة في حياتها رغم متاعبها ، ترى في ولدها المستقبل لتفوقه بالدراسة وهوينجح سنة بعد اخرى ..

وفي احد الايام وهو جالس بجوار امه وهي تغسل ملابس الناس بأجور:

-عندما اكبر واتزوج سوف تقوم زوجتي بخدمتك وأعوضك عن هذه المتاعب في المستقبل ان شاء الله .

– الله يحفظك ويحرسك وان شاء الله يأتي ذلك اليوم ، وتتزوج بنت الحلال ، وأنا اخدمكم بعيوني ؛

– لن أسمح لك بلمس عود من الارض عندما اتزوج

– الله كريم ، ماعليك اليوم  إلا أن تدرس وتنجح ، ولاتفكر في شيء في الوقت الحاضر ..

مرت الايام والسنين ،واكمل نعيم دراسته وتخرج من دار المعلمين ، وصدر أمر تعينه ، في منطقة سكناه ؛ لتفوقه على اقرانه ..

تحسنت حالتهم المالية ، يوماً بعد يوم ، وتركت بدرية

كل الاعمال ، واصبح اعتمادهم على راتب نعيم ..

لم يمر يوم إلا وبدرية تؤكد عليه الاسراع في الزواج ؛

-سأختار فتاة طيبة من اصل طيب حتى تخدمناو يرزقنا منها البنين والبنات ويكونون عوناً لنا

– اسرع ياولدي بالزواج لاني اخشى ان اموت

ولم ارى ذلك اليوم ؛

– ماهذا الكلام يا أمي ولماذا العجلة ؟؟

فكرنعيم بكلام والدته ، وخاف عليها من مخاطر الحياة؛

ولاجل والدته وتنفيذاً لرغبتها، قرران يختار زوجة له ؛

وفي احد الايام التقى بفتاة، يبدوعليها الهدوء،و الخجل، متوسطة الجمال ، اعجبته كثيراً..

سأل عنها ، قالوا له والدها حمودي انسان ودود وطيب ومسالم ، الا ان والدتها امرأة قاسية مع زوجها حمودي وغير محبوبة لدى الجيران ، لسوء اخلاقها ..

شاوروالدته ، بخصوص الزواج من هذه الفتاة الخجولة

(حسيبه ).

– يابني اذا كانت حسيبه فتاة خجولةووالدها رجل طيب ومسالم كما ذكرت ، فلا بأس من الزواج منها ، لاسيما انها فتاة طيبة  وشريفة ! (بدرية تنقصها الخبره في معرفة الناس ، واعتقدت ان والدة حسيبة لم يكن لها اي تأثيرعلى زواج ولدها مادام حمودي انسان طيب وودود ومسالم وهو رجل البيت !)

تقدم لخطبتها واتفق مع والدها حمودي الودود على موعد الزواج ، وفعلاً تم الزواج بذلك اليوم المحدد؛

وما أن طلع اول نهار الزواج ، زارتهم والدة حسيبة ، و حسيبة في المطبخ تعد وجبة الافطار لزوجها ، توجهت الى نعيم بلهجة غاضبة وبكلمات قاسية ؛

– ابنتي عروس ومن اول يوم تدخل المطبخ وتخدمكم، وأمك موجودة ؟

وكان من المفروض من ام حسيبة تزورهم ومعها الفطور الصباحي كما هي عادة الناس في صباح اليوم الاول من عرس ابنتها  وتقدم التهاني للعروسين !

اندهش نعيم وتحير بماذا يجيب ام زوجته في اول يوم من زواجه ؛

سارعت بدرية بالترحيب بها ، وترضيتها وتعهدت لها بأنها ستقوم باعداد الفطور ؛وبكل اعمال البيت ؛

– نعم الرأي رأيك ! قالت لها ام حسيبة ؛

في اليوم التالي لم تنهض حسيبة من الفراش ؛؛

-من الواجب عليك ان تقومي وتعدي الافطار بنفسك بدلاً من والدتي المتعبة ؛

– لامانع لدي ولكني اخشى دخول أمي وتراني

في المطبخ ؛ وانت عرفتها ، فسكت على مضض ؛؛

ومرت الايام والشهور والمسكينة بدرية تقوم باعمال البيت وخدمة ولدها وزوجته الخجولة ؛ تطبخ ، وتغسل الملابس ،وتنظف البيت ، وحسيبة اما نائمة ، او تصدر آوامرها الى بدرية ..

ام حسيبة تزورهم صباحاً ومساءاً ، وتتدخل في الامور الصغيرة والكبيرة ، وام نعيم المسكينة ساكتة لن تتكلم خوفاً على ازعاج ولدها ، وكلما اراد نعيم ان يصلح الامور ، والدته لن تسمح له بكلمة واحدة ، وهو مطيع لوالدته ويسمع لقولها،حاول نعيم ان يقنع زوجته ويشرح لها بان من واجباتها كزوجة ناجحة ان تقوم باعمال البيت بدلا من امه الكبيرة والمتعبة ..

– ان امك بصحة جيدة ، وماذا في الامر ان تقوم باعمال بيتها ، فيسكت نعيم !

مرت السنة الاولى :ولدت حسيبة طفلاً ، عم الفرح البيت واول الفرحين بالمولود الجديد بدريه ..

كانت ام حسيبة وبدون ادنى خجل اصدرت اوامرها الى بدريه ، ان تترك الولد لها لتربيته،وعلى بدرية خدمة البيت لاغير ؟

اصاب بدرية العجب من هذا التصرف والكلام الغريب

-ان الولد بن ولدي نعيم كيف اتركه ؟

– اخاف على الولد ؟ قالت ام حسيبة

– مم تخافين عليه ؟

– اخاف عليه منك !

وعند مجيء نعيم للبيت شرحت له والدته موقف ام حسيبة وماقالته ، وكيف منعتها من لمس الولد ، فذهب الى زوجته منزعجاً ومعترضاً على هذه التصرفات استقبلته حسيبة  بنظرة كراهية وبغضب لم يسبق ان رآها بذلك الوجه الغاضب ؛

– ماذا تريد امك ؟البيت كله لها وتحت تصرفهاوتريد فوق هذا  ان تأخذ ولدي مني ؟

اصاب نعيم الذهول والعجب من قولها !

– نعم ، خدمة البيت لها فقط، لاغير ؛؛

– وماتريد  امك اكثر من الخدمة ؟

قرر الذهاب الى والدها حمودي الطيب الودود المسالم كما يقولون !

شرح لحمودي الموقف كله ، وماقالته ام حسيبة وماقالت ابنته ؛ بحق والدته ،؛

-ياولدي انت تعرف ام حسيبة لاتتراجع عن مواقفها ،إذا ارادت شيئاً فلابد من تنفيذه !

-ارجع الى زوجتك حسيبة فانها افضل من امها !

– ياعمي حسيبة لاتختلف عن امها بشيء !

– نعم لابد ان تكون مثل امها في الاخلاق والتصرف !

والان اصحبت مثلي ياولدي تعيش في الشقاء والعذاب والناس يطلقون عليك الطيب ،المسالم ، والودود !

فكر نعيم بهذه المشكلة الكبرى ، ايترك والدته التي ربته وهو ذلك اليتم الفقير ،وبذلت المستحيل في تربيته ، وتعليمه وعرضت نفسها للذل والهوان من اجله ؟؟

او يترك هذه المرأة الشريرة والتي لاتختلف عن امها

في طباعها وسوء اخلاقها ؟

وفكر في مصير ولده ، واخيراً اتخذ قراراً نهائياً ، بان يترك هذه المرأة الشريرة ،ويعطيها ماتريد؛ وياخذ ولده منها ، ويعطيه لوالدته وفاءً منه لها ، لتربّية تربية صالحةً ، كما ربته على مكارم الاخلاق ، ونفذ قراره الصحيح ، وعاشوافي سعادة تامة بعد درس بليغ ..

محمد علي ابراهيم الجبيربعنوان/ معاناة بدرية قصة قصيرة

عاشت بدرية منذُ طفولتها يتيمة ، فقيرة الحال ،تزوجت من شاكر العامل في مصنع قريب من بيتهم الصغير، وبالرغم من كبر سنه ، إلا انه رجل طيب ، اخلاقه ممتازة ، أمين مخلص في عمله ، يحبه رب العمل ..

بعد سنة من زواجه ، رَزَقَهُ الله سبحانه وتعالى طفلاً

اسماه نعيم ،فرحت بدرية و شاكربالمولود الجديد ، وعاهدت ربها بأنها ستبذل المستحيل وتجعل منه ولداً نافعاً، وسوف تربيه تربية عاليه وتوصله الى مقام رفيع  بالرغم من ضعف حالة شاكر المالية ..

توفي شاكر تاركا اليتيم نعبم  وعمره خمس سنوات

فكرت بدرية بالمعيشة واهتدت الى العمل كخادمة في البيوت ،حتى لاتحتاج الى أحد من البشر، وتستطيع أن توفر لها والى ولدها الوحيد مستلزمات الحياة المعاشية

سجلت ولدها نعيم في المدرسة الابتدائية بعدان اصبح عمره سبع سنوات تفوق على اقرانه في الدراسة ، واستمرت بدرية تخدم في البيوت تارةً وتارةً اخرى ، تبيع الباقلاء والحلويات للاطفال ؛بدرية سعيدة في حياتها رغم متاعبها ، ترى في ولدها المستقبل لتفوقه بالدراسة وهوينجح سنة بعد اخرى ..

وفي احد الايام وهو جالس بجوار امه وهي تغسل ملابس الناس بأجور:

-عندما اكبر واتزوج سوف تقوم زوجتي بخدمتك وأعوضك عن هذه المتاعب في المستقبل ان شاء الله .

– الله يحفظك ويحرسك وان شاء الله يأتي ذلك اليوم ، وتتزوج بنت الحلال ، وأنا اخدمكم بعيوني ؛

– لن أسمح لك بلمس عود من الارض عندما اتزوج

– الله كريم ، ماعليك اليوم  إلا أن تدرس وتنجح ، ولاتفكر في شيء في الوقت الحاضر ..

مرت الايام والسنين ،واكمل نعيم دراسته وتخرج من دار المعلمين ، وصدر أمر تعينه ، في منطقة سكناه ؛ لتفوقه على اقرانه ..

تحسنت حالتهم المالية ، يوماً بعد يوم ، وتركت بدرية

كل الاعمال ، واصبح اعتمادهم على راتب نعيم ..

لم يمر يوم إلا وبدرية تؤكد عليه الاسراع في الزواج ؛

-سأختار فتاة طيبة من اصل طيب حتى تخدمناو يرزقنا منها البنين والبنات ويكونون عوناً لنا

– اسرع ياولدي بالزواج لاني اخشى ان اموت

ولم ارى ذلك اليوم ؛

– ماهذا الكلام يا أمي ولماذا العجلة ؟؟

فكرنعيم بكلام والدته ، وخاف عليها من مخاطر الحياة؛

ولاجل والدته وتنفيذاً لرغبتها، قرران يختار زوجة له ؛

وفي احد الايام التقى بفتاة، يبدوعليها الهدوء،و الخجل، متوسطة الجمال ، اعجبته كثيراً..

سأل عنها ، قالوا له والدها حمودي انسان ودود وطيب ومسالم ، الا ان والدتها امرأة قاسية مع زوجها حمودي وغير محبوبة لدى الجيران ، لسوء اخلاقها ..

شاوروالدته ، بخصوص الزواج من هذه الفتاة الخجولة

(حسيبه ).

– يابني اذا كانت حسيبه فتاة خجولةووالدها رجل طيب ومسالم كما ذكرت ، فلا بأس من الزواج منها ، لاسيما انها فتاة طيبة  وشريفة ! (بدرية تنقصها الخبره في معرفة الناس ، واعتقدت ان والدة حسيبة لم يكن لها اي تأثيرعلى زواج ولدها مادام حمودي انسان طيب وودود ومسالم وهو رجل البيت !)

تقدم لخطبتها واتفق مع والدها حمودي الودود على موعد الزواج ، وفعلاً تم الزواج بذلك اليوم المحدد؛

وما أن طلع اول نهار الزواج ، زارتهم والدة حسيبة ، و حسيبة في المطبخ تعد وجبة الافطار لزوجها ، توجهت الى نعيم بلهجة غاضبة وبكلمات قاسية ؛

– ابنتي عروس ومن اول يوم تدخل المطبخ وتخدمكم، وأمك موجودة ؟

وكان من المفروض من ام حسيبة تزورهم ومعها الفطور الصباحي كما هي عادة الناس في صباح اليوم الاول من عرس ابنتها  وتقدم التهاني للعروسين !

اندهش نعيم وتحير بماذا يجيب ام زوجته في اول يوم من زواجه ؛

سارعت بدرية بالترحيب بها ، وترضيتها وتعهدت لها بأنها ستقوم باعداد الفطور ؛وبكل اعمال البيت ؛

– نعم الرأي رأيك ! قالت لها ام حسيبة ؛

في اليوم التالي لم تنهض حسيبة من الفراش ؛؛

-من الواجب عليك ان تقومي وتعدي الافطار بنفسك بدلاً من والدتي المتعبة ؛

– لامانع لدي ولكني اخشى دخول أمي وتراني

في المطبخ ؛ وانت عرفتها ، فسكت على مضض ؛؛

ومرت الايام والشهور والمسكينة بدرية تقوم باعمال البيت وخدمة ولدها وزوجته الخجولة ؛ تطبخ ، وتغسل الملابس ،وتنظف البيت ، وحسيبة اما نائمة ، او تصدر آوامرها الى بدرية ..

ام حسيبة تزورهم صباحاً ومساءاً ، وتتدخل في الامور الصغيرة والكبيرة ، وام نعيم المسكينة ساكتة لن تتكلم خوفاً على ازعاج ولدها ، وكلما اراد نعيم ان يصلح الامور ، والدته لن تسمح له بكلمة واحدة ، وهو مطيع لوالدته ويسمع لقولها،حاول نعيم ان يقنع زوجته ويشرح لها بان من واجباتها كزوجة ناجحة ان تقوم باعمال البيت بدلا من امه الكبيرة والمتعبة ..

– ان امك بصحة جيدة ، وماذا في الامر ان تقوم باعمال بيتها ، فيسكت نعيم !

مرت السنة الاولى :ولدت حسيبة طفلاً ، عم الفرح البيت واول الفرحين بالمولود الجديد بدريه ..

كانت ام حسيبة وبدون ادنى خجل اصدرت اوامرها الى بدريه ، ان تترك الولد لها لتربيته،وعلى بدرية خدمة البيت لاغير ؟

اصاب بدرية العجب من هذا التصرف والكلام الغريب

-ان الولد بن ولدي نعيم كيف اتركه ؟

– اخاف على الولد ؟ قالت ام حسيبة

– مم تخافين عليه ؟

– اخاف عليه منك !

وعند مجيء نعيم للبيت شرحت له والدته موقف ام حسيبة وماقالته ، وكيف منعتها من لمس الولد ، فذهب الى زوجته منزعجاً ومعترضاً على هذه التصرفات استقبلته حسيبة  بنظرة كراهية وبغضب لم يسبق ان رآها بذلك الوجه الغاضب ؛

– ماذا تريد امك ؟البيت كله لها وتحت تصرفهاوتريد فوق هذا  ان تأخذ ولدي مني ؟

اصاب نعيم الذهول والعجب من قولها !

– نعم ، خدمة البيت لها فقط، لاغير ؛؛

– وماتريد  امك اكثر من الخدمة ؟

قرر الذهاب الى والدها حمودي الطيب الودود المسالم كما يقولون !

شرح لحمودي الموقف كله ، وماقالته ام حسيبة وماقالت ابنته ؛ بحق والدته ،؛

-ياولدي انت تعرف ام حسيبة لاتتراجع عن مواقفها ،إذا ارادت شيئاً فلابد من تنفيذه !

-ارجع الى زوجتك حسيبة فانها افضل من امها !

– ياعمي حسيبة لاتختلف عن امها بشيء !

– نعم لابد ان تكون مثل امها في الاخلاق والتصرف !

والان اصحبت مثلي ياولدي تعيش في الشقاء والعذاب والناس يطلقون عليك الطيب ،المسالم ، والودود !

فكر نعيم بهذه المشكلة الكبرى ، ايترك والدته التي ربته وهو ذلك اليتم الفقير ،وبذلت المستحيل في تربيته ، وتعليمه وعرضت نفسها للذل والهوان من اجله ؟؟

او يترك هذه المرأة الشريرة والتي لاتختلف عن امها

في طباعها وسوء اخلاقها ؟

وفكر في مصير ولده ، واخيراً اتخذ قراراً نهائياً ، بان يترك هذه المرأة الشريرة ،ويعطيها ماتريد؛ وياخذ ولده منها ، ويعطيه لوالدته وفاءً منه لها ، لتربّية تربية صالحةً ، كما ربته على مكارم الاخلاق ، ونفذ قراره الصحيح ، وعاشوافي سعادة تامة بعد درس بليغ ..

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.