قصة قصيرة بعنوان: محبة الوالدين..بقلم:  محمد علي ابراهيم الجبير

وافق والد عزيزه على تزويج عزيزة  من ابن عمها دون علمها،وعندعودة عزيزه من المدرسة،اعلمتها والدتها ان عمها جاء هذا اليوم وخطبها الى عزيز

– يوافق أبي على الخطوبة ،دون علمي وموافقتي وكان من المفرض ان يؤجل الموافقة ليوم أو يومين ؛

– ولماذا يؤجل الموافقة ، هل تريدين أن يستشيرك مثلاً او يسأل عن إبن أخيه ؟ ام ماذا ؟

– يا أمي هذا الزواج يخصني بالدرجة الاولى ، وهو رباط مدى الحياة ، ولابد من موافقتي على الزواج من عزيز ولو كان بن عمي ..

– إبن عمك لايحتاج السؤال عنه، فأنت تعرفينه وهو يعرفك ولايوجد افضل او احسن منه ..

– ليس الموضوع معرفته، ولكن كيف يكون زواجي وأنا لم انهي دراستي لحد الان ،وهو لم ينهي دراسته ولازلنا في الاعدادية ؛ يعني نترك المدرسة والدراسة ؛

– طبعاً بن عمك اهم من الدراسة وما فائدة الدراسة؟

-يا أمي إن الدراسة يعني مستقبلي ، والشهادة

 ضمان للمستقبل ، واستمر النقاش طويلاً دون فائدة ..

– ان قرار والدك نهائي ، ولارجعة فيه ،وقد تم تحديد موعد زواجكم بعد شهر من الان ..

لاتسأل عن وضع عزيزة النفسي بعد اعلمتها والدتها بهذا القرارالنهائي والذي لارجعة فيه ؟ سيطر على عزيزة الحزن واليأس ، وتمنت الموت في تلك الساعة، لانها لم تحقق امنيتها،ولاتريد اكثر من الحصول على شهادة  الدراسةالاعدادية  ، حتى تتمكن في المستقبل الحصول على الوظيفة في حال فشل زواجها ، أو تعرضها الى محنة في المستقبل ،على كل حال تم زفاف عزيزة الى ابن عمها عزيز…

ان عزيز في ريعان الشباب مرح وطيب  ومتقدم في الدراسة ،  لكنه معتمد على والده في كل شيء ، لايعرف اي عمل اومهنة ، سوى الدراسة !

ويوم اخبرته والدته بأن والده خطب له عزيزة أبنة عمه

 -يا أمي اني لم انهي دراستي لحد الان ، ولم يخطرفي بالي الزواج ؛

– ان والدك يتكفل بكل شيء ، ويريد ان يرى اولادك قبل أن يموت ؛

وافق عزيز على الزواج لانه لايستطيع الرفض ، وهو يعرف والده إذا قرر شيء  ينفذه ولايقبل الاعتراض عليه أو المناقشة في قراراته؛ وعزيزلايعصي قرارات والده؛تم الزواج حسب رغبة الاباء دون رغبة عزيز

اورضا من عزيزة ؛ مرت سنة كاملة على زواجهما وانهى عزيز الاعدادية؛وكانت رغبته ان يكمل دراسته إلا أن والده رفض وقال له أني انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر؛وامره ان يترك الدراسة ، ونفّذ أمروالده ، وتم تسليم مفاتيح المحل له، وامره ان يتعلم الحدادة مهنة والده  واستمر بالتدرب على العمل لمدة سنتين ، واتقن المهنة  بشكل ممتاز جداً..

اقعد المرض والدة عزيز،وطالت مدة مرضها سنوات عديدة واصبحت عاجزة تماماً عن اداء اعمال البيت مثل الطبخ وغيره من الاعمال  ، وان عزيزة قليلة الخبرة  بهذه الاعمال. فكر والد عزيز بالزواج من فتاة تقوم بواجبات البيت ، ومساعدة ام عزيزالمريضة؛ وجد فتاة عمرها عشرون سنة  ، وكان عمره خمسين سنه ، أي( اصغر منه  بثلاثين سنة)  ذات بهاء وجمال وانوثة وحيوية ونشاط ؛ واصبحت عائلتهم متكونه الزوجة الجديدة و من والد عزيزوأم عزيزالمريضة ، ومن عزيز وزوجته عزيزة  الجميلة ..

عزيز وعزيزة والزوجة الجديدةاعمارهم متقاربه ؛

قالت الزوجة الجديدة ، بينها وبين نفسها ، يالها من ظروف تعسة ،كيف أتزوج وأنا الشابة الجميلة من رجل عمره اكبر من عمروالدي ؟ ونظرت الى عزيز الشاب النشيط الممتليء حيوية ،كان من المفروض ان تكون زوجة عزيز وليس زوجه والده واشتعلت نيرا الحقد والحسد على الجميع حقدت على ام عزيزالمريضة دون اي سبب ،لانها ضرتها، فقط وحقدت اكثر على عزيزة زوجة عزيز ، وخالجها شعور داخلي بأنها احق منها بعزيز، كما انها كرهت والد عزيز،الرجل الكبير، والذي تراه اكبر من والدها،كل افكارها شيطانية مبنية على الحقد والحسد والكراهية نعوذ بالله ؛واكثر من ابتلى بها المسكين عزيز، انها فتاة شريرة معدومة الضميراعلنت حربها ومكرها عليهم اجمعين..

بهذا الجو المشحون بالكراهية ، عاش عزيز مظلوماً من القدر (امرأة ابيه تضايقة كلما رأته لوحده) ؛؛

واصبح من الواجب عليه  اعلام والده بالموضوع  ولكن حبه واحترامه لابيه وخوفاً عليه من الصدمة منعه من ذلك..فكركثيراً في كيفية الخلاص منهاولحساسية الموضوعلم يجد غيرالصبرعلى تصرفاتها مع اخذ

 الحيطة والحذر منها ، ولحين مجيء الوقت المناسب للتخلص منها،اخذت تضغط على والدته المريضةوعلى زوجته عزيزه،وتطاولت حتى على والده مستغلة حب الرجل لهاوالهيام بجمالها الاخاذ ، ولم تحترم احد في البيت ؛؛في احد الايام دخل عزيزالبيت ، وجد زوجة ابيه تنهال على زوجته بالضرب المصحوب بالكلام  الجارح، حاول تخليص زوجته منها ،واذا بها تنهال عليه بالشتائم والتهديد بأنها سوف تعلم اباه بكل الذي فعله معها ؛؛

– وماذا فعلت بك ؟

التفتت الى عزيزة وقالت لها :

-أن زوجك يحبني ! وكم مرة أراد مني أن أبادله الحب وارفض لانني امرأة شريفة ! وثانياً اني بمقام والدته كوني زوجة ابيه ؛ هل يرضيك ذلك ياعزيزة،لا احب ان اذكر مافعله معي ؛؛

صدّقت عزيزة قولها دون تردد، ودون ان تعرف ماذا تقصد هذه الشريرة ؟ التفتت عزيزة  الى زوجها وقالت   لن اعيش معك ابداً ولن اصبر على ذلك ، وعليك ان تطلقني اليوم وإلا سوف اخبرعمي بذلك ، حاول اقناعها

وافهامها بانها امرأة  كاذبة ،إلا انها اصرت على طلب

الطلاق وافق عزيز مكرهاً على طلبها خوفاً من ان تخبر اباه بهذه الاتهامات الباطله  التي وجهت اليه من زوجة ابيه الفاجرة ؟ وخوفاً عليه من الصدمة  التي قد تؤدي به الى الموت؛خرجت عزيزة من البيت  الى اهلها ، غاضبة مطلقة ،دون أن تذكر لهم الاسباب ؛

وسيطرت هذه الشريرة على البيت ؟ ولم يبقى إلا والدته المريضة ؛عاش عزيز معذباً لايعلم ماذا يفعل ؟

في احد الايام دخل على والدته كالمعتاد للاطمئنان على صحتها وجدها في حالة صحية سيئة ؛نقلها فوراً الى المستشفى ،وبعد اجراء الفحص عليها ، اتضح ان ام عزيز شربت كمية كبيرة من الدواء، مما أدى الى ضعف قلبها ،وسأل الطبب عزيز من اعطاها  الدواء بهذه الكمية  المميتة ؟ قال له : لاأدري !

وعرف ان زوجة ابيه هي التي اعطتها الدواء لكي تتخلص منها هي الاخرى،وتدهورت حالتهاالصحية

على اثر ذلك وانتقلت الى رحمة الله …

ازداد تعلق والد عزيز بزوجته عند فقدان والدة عزيز ،وهو لايعلم باي شيء عن تصرفات زوجته الجديدة وماذا حدث في البيت؛عزيز ترك البيت وسكن في المحل ،ويتناول طعامه من السوق ؛ إلا أن زوجة ابيه لم تتركه ، وأخذت تلاحقه وتذهب الى المحل بلا خجل وعندما يشاهدها عزيز مقبلة على المحل يترك العمل ولايعود إلا بعد مغادرتها ؛بعد مدة من هذه المعاناة والعذاب والصبر؛تعرض والده لمرض مفاجيء، لم يمهله طويلاً على اثره انتقل الى رحمة الله ..وفي نفس اليوم الذي توفي والده دخل على هذه الزوجة الخائنة  والشريرة، طردها من البيت ركلاً وضرباً وخنقاًوكادت تموت بين يديه ؛وقال لها لن اسمح لك بالبقاء في هذا البيت الطاهر يوماً واحداً ، وسوف ارسل لك حصتك من الميراث ..توسلت به ، وقالت له : انها تحبه ، فقال لها : يافاسقة انت سبب طلاق زوجتي وابنت عمي ، وانتِ سبب وفاة والدتي ، ووالدي، انت عديمة الاخلاق والضمير ، كيف تفكرين بذلك وانت زوجة ابي وبمقام امي ؟اذهبي ياعدوة الله الى الجحيم ، وإلا سوف اقتلك ؛وعندما تيقنت بانه مصمم على قتلهافي حال بقاءها في البيت ، خرجت  بالغزي والعار ..وعندما علمت عزيزة بظروف زوجها ومعاناته وعرفت الحقيقة ،جاءت لزوجها تطلب العفو منه واعتذرت كثيراً، قِبل اعتذارها وعادت الي بيتها ، معززة مكرمة وعاشت عزيزة وعزيز بسعادة وهناء وصفاء بعد ان دفعا الثمن غالياً.. 

قصة قصيرة بعنوان:  تأخير الزواج ..بقلم : محمد علي ابراهيم الجبير

كان مصعب شاباً وسيماً ،يسكن لوحده في البيت الكبير، معتمداً في معيشته على واردات الاملاك والاراضي الزراعية الواسعة التي ورثها من ابيه،فهو من الاغنياء وغير محتاج لأي شيء لكثرة وجود الخدم والحشم في بيته، لهذا فإنه لم يفكر يوماً في الزواج ،وكم نصحه اصدقائه على ان يتزوج  فيرد عليهم بأنه لن يتزوج ولا يرغب بالزواج في الوقت الحاضر ، ومتى ما اراد الزواج ، فابستطاعته ان يختار ما يشاء من النساء، وفي اي وقت يراه مناسباً للزواج ، ويحدده بنفسه ..

مرت السنين بسرعة مذهلة وقارب عمرمصعب على الخمسين وهولايدري وفي أحد الايام شعربمرض اقعده في الفراش، انتبه الى نفسه والى احواله ،لم يجدأحد في البيت من اقاربه ،لا زوجة ،ولا اولاد، لايوجد معه الا الخدم،اخذ يفكرويسأل نفسه ما مصيرهذه الاموال

والاملاك والاراضي،لمن تكون عندما أموت ؟وندم على السنين التي ذهبت هباء والتي عاشها دون زوجه

ولا اولاد،اذن ما فائدة الحياة وماهي لذتها بدون زوجة واطفال ؟الم تكن الزوجة سكن للانسان واستقراراً  له ؟  الم يجعل الله سبحانه وتعالى الاولاد  زينة الحياة الدنيا ؟

واكثر من الأسئلة مع نفسه ،وزاد تفكيره بهذا الموضوع واتضح له مدى خطأه ،وعدم سلامة تفكيره في ايامه الاولى ! وكان من المفروض انه متزوج منذ زمن طويل واولاده يملأون البيت فرحاً وسعادةً ويعيش كما تعيش الناس ، لوكنت متزوجاً لكانت امرأتي الان بجواري تخدمني وترعاني واولادي محيطين بي من كل جانب وحياتي سعيدة ،ولكن هل ينفع الندم ؟

احس بدنو الاجل ،وربما تكون هذه الايام هي الاخيرة ، ودعا الله مخلصاً ان يمن عليه بالشفاء العاجل ، ويعطيه الصحة ، لعله يصحح خطأه ويتزوج ويرزقه الله بالذرية من زوجةٍ صالحة..

فاستجاب له رب العالمين ومنَّ عليه بالشفاء ، طلب من اصحابه ومعارفه بان يساعدوه بالبحث عن فتاة تليق به  وقام بنفسه ايضاً بالسؤال عن الفتيات ، ويقولون له عند فلان فتاة جميلة ، يتقدم لخطبتها، وبعد يوم او اكثر يرفض طلبه ، بان البنت لاترغب في الزواج ؛وهكذا   كلما تقدم الى احداهن ، يرد له الجواب له نشاور البنت ونعطيك النتيجة ،  ويستلم الجواب بالاعتذار ، وعرف أن سبب الرفض كبر سنه ، لبلوغه اكثر من خمسين سنة والعجيب بالامر انه يخطب من بنات العشرين اوالثلاثين ! معتقداً انه اذا تقدم الى اي فتاة توافق فوراً وبدون تردد، كونه صاحب ثروة كبيرة،ويعتقد ان معظم الفتيات يرغبن الزواج من صاحب المال ؛؛ ولم يخطر  بباله إن معظم البنات يرفضن الزواج من الرجل الكبير؛

نعم كان مرغوب وهو شاب وسيم في ريعان شبابه ،اما الان وهو في هذا العمر لاتقبله اي فتاة ، ويجوز تقبله  زوجاً لها ،المطلقة اوالارملة اوالكبيره السن التي لم يخطبها احد،أو صاحبة الايتام ، تتزوجه لاجل اولادها ؛

مرت مدة اشهر وهو على هذا المنوال ، يخطب ولم توافق عليه اي فتاة !

اخيراً جاءه احد اصدقاءه ، قال له : توجد ارملة عمرها 40 سنة زوجها متوفى ولها بنت واحده تعيش معها هي وزوجها (اي زوج ابنتها)ربما توافق في الزواج منك !

فكر مصعب وقال في نفسه : انها في الاربعين من عمرهاوزوج ابنتها يسكن معها ،فكيف يكون شكل هذا الزواج يامصعب ؟قرر مصعب ان لايتزوج ويعيش وحده ويقضي بقية ايامه دون زواج ..

ندم على ايام شبابه التي ذهبت دون استقرار ،وتذكر تلك الايام عندما كان الوجهاء يعرضون عليه الزواج من بناتهم ، وهو يرفض ، وكم من فتاة صارحته

بالزواج وهي من ذوات الجمال والكمال ،وهويرفض

ندم اشد الندم وتأسف اسفاً شديدً، على تلك الايام التي ذهبت وهو بدون زواج ؛؛  واحس بالوحدة وهو  في بلده، وتراه دائما حزينا ويشعربالغربة! رغم كثرة الخدم في بيته ؛؛

في احد الايام كان جالساً في حديقة بيته ،طُرق الباب الخارجي للحديقة ، فقام و فتح الباب ،واذا بشخص غريب يسأل عن احد الجيران ، ومعه فتاة في غاية الجمال لايتجاوز عمرها الثلاثين سنة..

رحب بهم مصعب ، وادخلهم  بيته بعد الحاح كبير

ولم يستطيع ان يخفِ اعجابه بالفتاة ، وابتسمت بوحهه

وشعر بشعور غريب لم يحس بمثله من قبل ودخلت الى قلبه بلا استئذان، فقام بواجب الضيافة مرحباً به وبإبنته وتبادل الحديث معه ..

– اقدم لك نفسي ،أنا كامل من اهالي هذه المدينه واصدقائي فيها فلان وفلان واخذ يعدهم واحدا بعد الاخر وكان من ضمن اصدقاءه زاهروالد مصعب ؛؛

– ان  المرحوم زاهر والدي ،وعندما سمع الرجل ذلك قام وقبل مصعب وقال مرحباً بإبن الغالي ؛؛ 

-ياولدي ان والدك زاهر صديق طفولتي وعشنا   

 سنين طويلة في محلة واحده ،فرح مصعب فرحا كبيراً؛

 – واين كنت هذه المدة  ياعمي؟

-تركت المدينة وعشت بعيداًعنها لاشتغالي بالتجارة ، وكنا في احسن الاحوال ، وضرب الدهر ضربته تعرضت الى خسارة كبيرة فقدت بها كل أموالي وجميع ماأملك ،على اثرها توفيت زوجتي ، وبقيت انا وابنتي نجاةغرباء بلا تجارة او عمل ،لهذا قررت العودة الى مسقط رأسي ( مدينتي السابقة ) لعلي اجد صديقي القديم حاج مجيد ليعاونني ويسلفني لأعود الى اعمالي التجارية ! فرد عليه مصعب بان صديقك الحاج مجيد قد توفي منذ سنتين،( رحمة الله عليه ) ولكن ياعم لاتهتم ، انت صديق والدي وانا والحمد لله اموالي كثيرة ولايجد معي احد يساعدني في تجارتي ولااجد افضل منك، وارجوان تمسك حساباتي وتسكن معي انت وابنتك نجاة وارجوك ياعم  تقبل رجائي ؛

فقال له كامل بعد ان شكره على هذه الثقة الكبيرة :كيف نسكن معك وانت غير متزوج لحد الان ؟ واخشى من عدم موافقة نجاة على السكن معك ، ولكن لدي رأي ياولدي ؛

– ماهو ياعمي ؟

– مادمت عرضت عليَّ العمل معك ، وأديت معي واجبات الصداقة التي كانت مع ابيك ، اعرض عليك الزواج من ابنتي هذه بعد موافقتها طبعاً،

والتفت الى ابنته

– ماذا تقولين يانجاة ؟

– الامر لك ياوالدي ..

– على بركة الله وبالتوفيق ان شاء الله قالها، مصعب  و تم الاتفاق بين الطرفين على الزواج وتمت مراسيمه وكان يوماً بهيجا مفعما بالفرح والسرور..

تسلم كامل اعمال مصعب التجارية وقام بها خير قيام ..

بعد عام رزقوا بولد  اسماه والده ( يحيى ) وقام بتربيته

وعاش في ظل والده بالعز والدلال ،ولما بلغ عمر يحيى الرابعة عشر سنة ،التفت مصعب الى زوجته نجاة :

-قررت ان ازوج ولدي يحيى فماذا تقولين؟

– يا ابا يحيى ان الولد صغير ولم يكمل دراسته ولماذا العجلة ؟

– ازوجه حتى ارى اولاده قبل ان اموت ،

والزواج المبكر خير من تأخيره !

فقالت كل شيء باوانه ، يتزوج عندما يدرك ويعرف امور الحياة والمسؤولية ، ويعرف كيف يتصرف ،

– مرت السنوات الكثيرة عليَّ دون ان اتزوج .

وحرمت من لذة الحياة ، وعانيت من الوحدة ماعانيت الى ان وفقني الله بالزواج منك ..

– ارجو ان لاتطبق ظروفك على ظروفه  واتركه ينهي دراسته وبعدها يتزوج ..

– نحن ليس بحاجة الى الدراسة ، وما فائدة الدراسة نحن بخير من فضل الله ؟ المهم عندي ولدي ولاأحب ان تمر عليه الظروف الصعبة التي مرت عليَّ ..

– انت رفضت الزواج بنفسك في بداية شبابك .ومع

ذلك جمعنا الله وانجبنا ولدنا يحيى ، فالزواج يا ابا يحيى قسمة ونصيب ،

-لابد من زواجه؛؛

 -لامانع من زواجه؛ ولكني ارجوك ان يكون زواجه عندما يبلغ الثامنة عشرة من عمره المبارك .

وافق مصعب على رأيها واجل فكرة العجلة في الزواج

ان مصعب يحترم نجاة ويحترم رايها، لذكائها واخلاقها العالية ، وتقديراً لمشاعرها، اذ ان والدها قد توفى منذ مدة قصيرة ..

وبعدان بلغ يحيى الثامنة عشرواكمل الدراسة الاعدادية، اختاروا له فتاة جميلة من عائلة محترمة وتم زواج يحيى من مها وكان عمرها 16 سنة في الصف الرابع الاعدادي ، تركت مها المدرسة عند زواجها ، وانتقلت الى بيت زوجها ووالديه معه ، وخلال خمس سنوات انجبت خمس اولاد…

كان مصعب في غاية السعادة وهو يري اولاد ولده يحيى يلعبون في البيت ..

اطمئن مصعب على ولده الوحيد وعلى مستقبله ، بعد ان زوجه مبكراً وحقق حلمه ،

وقال : الحمد لله على هذه النعمة الكبيرة ،وابقاني الى هذا الوقت،لأرى ولدي واولاده وهم بخير..

وبعد مدة توفى مصعب  وترك زوجته وولده واحفاده في عيش رغيد ونعمة واسعة..

١٧٦طالب يتقدمون لأداء اختبارات القدرات في اليوم الاول بتمريض سوهاج

كتب :حسين الحانوتي

تفقد الدكتور مصطفي عبد الخالق رئيس جامعة سوهاج اختبارات القدرات لطلاب الثانوية العامة والمؤهلة للالتحاق بكلية التمريض والمعهد الفني للتمريض للعام الجامعي الجديد ٢٠٢٢/ ٢٠٢٣ يصاحبه الدكتور حسان النعماني نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث والمشرف على كلية التمريض والدكتور عبدالناصر يس نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب والمحاسب أشرف القاضي أمين عام الجامعة ووكلاء الكلية وعدد من أعضاء هيئة التدريس بالكلية

وقال الدكتور مصطفي عبد الخالق أن اختبارات قدرات كلية التمريض والمعهد الفني للتمريض بدأت اليوم وتستمر حتي ٦ من أغسطس القادم موضحا أن الاختبارات تقدم لها في اليوم الأول ١٧٦ طالب وطالبة وتبدأ بالامتحان النظري للغة الإنجليزية ومدته ساعة يليه اختباري التفكير الناقد والسمات الشخصية ومدة كلا منهما نصف ساعة مضيفا أن الطالب يؤدي الاختبارات متتالية بشرط اجتياز كل اختبار على حدى بمجموع يعادل 60% من الدرجة الكلية للاختبار وإلا يعد الطالب راسبا

ومن جانبه أشار الدكتور حسان النعماني، إلى أنه يتم تصحيح الاختبارات إلكترونيًا دون تدخل بشري لضمان الشفافية وتعلن النتيجة فور الانتهاء من التصحيح وقبل أداء الاختبار الذي يليه وفى حالة عدم اجتياز الطالب لأى من الامتحانات يعد راسبا ويتم رد أوراقه لمكتب التنسيق لإعادة ترشيحه طبقا لرغباته مضيفا أنه في حالة اجتياز الطالب لاختبارات القدرات يؤدي اختبار الكشف الطبي واللياقة البدنية بعدها يتم قيد اللائقين بالكلية بشكل نهائي ويقوم الطالب بسداد المصروفات الدراسية والتسجيل واستكمال باقى الإجراءات.

المصدر: الصفحة الرسمية لجامعة سوهاج

د.ابورغيف.. النواب سيبقى مناضلا  شاخصاً في تأريخ العراق.

كتبت : ساهرة رشيد

تصوير : ادهم يوسف 

قال الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة والسياحة والآثار د.نوفل ابورغيف أن هذا التأبين يمثل حدثاً وطنياً،

وأشادَ الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة والسياحة والاثار د.نوفل ابورغيف بالمسيرة الزاخرة للسياسي والفنان والشاعر العراقي الكبير مظفر النواب، واصفاً إياهُ بأيقونة الرمزية الوطنية والشخصية الفذة التي حفرت بصمتها بشموخ في الذاكرة العربية الجمعية وتركت أثراً بالغاً في نفوس جمهوره العربي الواسع وأبناء شعبه، بوصفه مناضلاً عتيداً وتشكيلياً وشاعراً مخضرماً سيبقى شاخصاً في تأريخ العراق المعاصر .

جاء ذلك في كلمته التي ضمتها جلسة الإفتتاح لمهرجان اربعينية  الشاعر  الراحل مظفر النواب الذي أقامته دار بابل للثقافات والفنون بالتعاون مع وزارة الثقافة وعلى مسرح الرشيد تحت عنوان (الشاعر  لايترجل).

وأضاف الشاعر د.نوفل.ابورغيف: أن الوزارة تحيي الجهود التي بذلتها دار بابل للثقافات والفنون والإعلام يإشراف وإدارة عضو مجلس النواب الأسبق الأخ الشاعر د.علي الشلاه وتشيد بالجهد النبيل لإقامة هذا المهرجان بحضور كبير عربيا وعراقياً ،حيث حضره رئيس أتحاد الأدباء وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي والأمانات في الإتحاد إلى جانب حضور وزير العمل د.عادل الركابي ووكيل وزير الثقافة السيد عماد جاسم وعدد من المدراء العامين  د.جمال العتابي و د.عارف الساعدي و سفراء الدول العربية وأعضاء الهيئات والبعثات الدبلوماسية وعدد من المديرين العامين في مختلف الوزارات

بمشاركة أدباء وفنانين من الدول العربية يتقدمهم الشاعر التونسي الكبير المنصف المزغني ومن لبنان الإعلامي والشاعر زاهي وهبه والفنانات أميمة خليل و فايا يونان وجمع غفير من كبار الشعراء والأدباء والمثقفين المبدعين العراقيين ومحبي الشاعر الراحل مظفر النواب .

وقدم المشاركون كلماتهم بالمناسبة وتضمنت شهادة للدكتور جمال العتابي وكلمة أتحاد الأدباء للشاعر  عمر السراي سبقتها كلمة الجهة المنظمة للمهرجان، للدكتور علي الشلاه.

وفي ختام كلمة الوزارة بالمناسبة أكد الدكتور ابورغيف أن الراحل  مظفر النواب قامةٌ فارعة من القامات العراقية والعربية الإنسانية الخالدة لماتركه من إرث وأثر معرفي شعري وجمالي قيِّم وسيبقى زاخراً في الذاكرة العراقية على إمتداد تأريخ العراق .

واشار الوكيل الأقدم الى أنَّ ماقدم وما سيقدم بعنوان مظفر النواب لايكفي لإيفاء هذه الشخصية حقها وأنه لم يكن مؤطراً يوماً بالأطر الضيقة فكرياً او جغرافياً او معرفياً بل كان ايقونةً نوعيةً يلتقي عندها هاجس الوطن والجمال، داعياً أن يكون هذا المهرجان منطلقاً لمهرجانات أخرى للإحتفاء ب شعراء العراق الكبار .

 وقدمت خلال المهرجان الذي استهل بقراءة آي من الذكر الحكيم وعزف للنشيد الوطني كلمات وقصائد لمثقفين وشعراء وأدباء عرب وعراقيين تمجدت بشخصية الراحل مظفر النواب وفعاليات فنية وموسيقية، ليستمر منهاج المهرجان في ثلاثة أيام حافلة بالبرامج والجولات والانشطة والزيارات

رحيل فتاة ..مسرحية شعرية بقلم :  الكاتب محمدعلي كاظم

الفصل الأول

جاء والألم يكسر ظهره

محدودبٌ لايقوى على رفعه

يسير بخطوات مثقله

يكاد أن يصل إلى نهاية مسيرته

سألتُه ودمع العين على خده

مابالك ياعم ؟ وما هو خطبك ؟

أطرق بالرأس حزناً

ونطقت عيونه ألماً

وحمرت وأصبحت كالدمِ

قال : راحت أم أبيها بحادثٍ

افقدني صبري

ماتت أعز الناس وهي في حجري

لو عاينتها بعد الموت

حورية من البحرِ

فيها أبتسامة الوداعِ

تقول لي صبرا ياأبي

وكيف الصبر على من كانت

هي غصني ؟

تأملت يوما أرها طبيبةً

ولم أدرِ  الموت يسرقها

من يدي

…………

الفصل الثاني

قدمت إلى بابك اطرقه

لعلي اسمع منك جواباً

ناديتك أكثر من مرة

فلا أجد منك كلاماً

احلم هذا الذي يراودني

أم كان صوابا ؟

فتحت الباب لعلي

أجد الاحبابَ

نظرت إلى زوايا غرفتها

وجدت لها في كل ركن كتاباً

فتحت خزانتها فلمَ

غير الاثوابِ ؟

شممت عطرها فهب النسيم

فأخذتها عناقا. 

لم أعلم أني اعانق ملبسها

بل وجدت الروح فيها

سالت دموعي وبكيتها

حتى ابتلت الدموعُ ملابسها

فتحت الدرج وجدت أوراقاً

كتبت فيها أعز الناس أبي

رسما كأنه حجابا

بالله عليكم كيف التصبر

على وجعي ؟

ولم يبقَ  في العين ماءً

…..

الفصل الثالث

جلسنا وياليتنا ماجلسنا

أنا وأمها وأخوتها والاصحابُ

ذاك يبكي وأخر يلطم على وجهه

وقد جدد المصابُ

الأم لاتسمع لها غير  همسا

بح الصوت حزنا على هداها*

وتمر بنا الايام فلا

ننسى ذكراها

لبسنا السواد وكسينا الجدار

سواداً

وأظلمت شمسنا وغاب عنا

قمرنا

فصرنا كلنا محاقا

لله أشكو  مصابي عسى

الله أن يصبرنا

حتى يلحقنا الله بها

وعنده يكون اللقاءَ

رحلت من غير أن تودعنا

وأشعلت في القلب نيرانها

من لنا بعد الهدى أملا

ذابت مع الريح صنوانها

لم يبق غير القبر عنوانها

نغدو إليه كل يومٍ

عسى يرد من في القبر جوابا

هي الدنيا لاتأمنها

تغر بك يوما

ويوما يكون فيه مصابا

يابن آدم لاتغتر بها

وقل لها طلقتك ثلاثا

وارجو من الله أن يلحقني بها

فما عاد العيش رغيدا

منحك الله الصبر أيها الاب على فقد أغلى الناسِ

* أسم البنت هدى