إنجازا دوليا جديدا تحققه جامعه المنصورة طبقا لتصنيف شنغهاي للتخصصات الأكاديمية لعام 2022

كتبت : مني الحديدي

“Global Ranking of Academic Subjects 2022”

جامعه المنصوره ضمن افضل 500 جامعه عالميه في عدد 10 تخصصات طبقا لتصنيف شنغهاي للتخصصات الأكاديمية لعام 2022

حيث ظهرت جامعه المنصورة منفردة بمصر في تخصص هندسه الاتصالات و في الفئة (201-300) عالميا.

وفي المرتبة الأولي مصريا في كلا من تخصص الطب السريري (201-300 عالميا) و تخصص التكنولوجيا الطبية (301-400 عالميا).

وظهرت في المرتبة الثانية مصريا في تخصصات الصحة العامة (201- 300 عالميا) والصيدلة وعلوم الادويه (201-300 عالميا) والعلوم البيطريه (101-150 عالميا)وعلوم الرياضيات (301-400 عالميا)والهندسة الالكترونية (401-500 عالميا) وعلوم الحاسب (301-400 عالميا) كما ظهر تخصص الزراعة في الفئة (301-400) عالميا.

 ‏( التناص المسرحي مع أسطورة كلكامش ) مسرحية اطفال.. الغابة مثالا

كتبت ساهرة رشيد:

 قال ا.د. عقيل مهدي يوسف :اختارالكاتب ( جاسم محمد صالح ) عنوان الكتاب : (( مرجعيات الاسطورة في ادب الأطفال)) وهو دراسات في مسرحية        ( أطفال الغابة ) حيث  ضم الكتاب منظورات ‏تخص ‏وجهات نظر المؤلف الذي يتعامل مع أسطورة كلكامش بجعل بطلها مدافعا عن الأطفال بما يمثلونه ‏من الخير ضد الشر. المتمثلين ‏بساحر ‏شيطاني ‏ومعه انكيدو .

‏ناقش د.محمد عمر أيوب  جماليات المخيلة والتعبير في البناء الأسطوري ومرجعياته في  المسرحية الموسومة ‏( أطفال الغابة ) التي الفها  الكاتب المسرحي جاسم محمد صالح ، ليرسم فيها تجليات البعد الأسطوري وانعكاساته على الذات في رسالته الإنسانية والوطنية الخاصة بكيفية بناء الإنسان ، اذ يتناول الكاتب جاسم محمد صالح رسم سمات البطل على وفق متطلبات التقنيات الخاصة بأدب ومسرح  الأطفال بعد دراسته النص الأسطوري في موازنة ما بين الإبداع و الاصل وكذلك يتحدث عن تجربته الخاصة بالكتابة عن المتطلبات الفنية لمسرحية الأطفال ، حيث يجد في الموروث الاسطوري تجليات معرفية تغني تجربة مسرح الطفل لا سيما ما يخص سيرة كلكامش وانتقاله من غابة اوروك ‏الى غابة الطفولة ، ومجملها ‏ينصب على صفات البطل في لغته وأفعاله وتعبيره وحبه للخير ثم يؤكد على الصلات الدرامية ما بين معسكر الجهل والظلام ومعسكر الخير والنور والمعرفة.

ويبسط لنا معاناته وهو يتعامل مع ابطاله  ، فيجد أن بعض الحيوانات تحتج على المؤلف لأنه لم يكتب عنها ثم يقرن الأسطورة والتراث منذ ما قبل الاسلام الى ما  بعده في نصوص مسرحية مثل :

( يا طالع الشجرة ) التي كتبها “توفيق الحكيم”، وهو يرى أن الأسطورة قد تحولت إلى مادة صالحة للعمل المسرحي  بشرط ابتعادها عن مشاهد العنف والقتل والدمار حيث يتسلح المسرحي بفهم دقيق لحاجة المجتمع لكي يؤكد قيم أخلاقية مسؤولة وهو يقارب بناء الحكاية في شخصية كلكامش ، حيث يتابع هذا البطل في مغامراته وترحاله.

في القسم الثاني من الكتاب نجد ان مباحثه تخص كيفية التلقي الفني والنقدي من منظور كُتاب وكاتبات عرب و جزائريين وكلها تدور حول تحليل مسرحية ( أطفال الغابة)،  التي يشرع فيها  المخرج ” عبد الله جدعان ” في مقالته عن المسرحية التي يصنفها بانها تخاطب اطفالا باعمار ما بين سن الثامنة والعاشرة  .

وتتابع الدكتورة ” أمل الغزالي ” تناصات المسرحية هذه التي تكشف  عن شخصيات تاريخية واقعية واخرى اسطورية  خيالية الخاصة بتمجيد بطولات الملك كلكامش بمقاربة طروحات “باختين الحوارية “.

وتتخذ الدكتورة “عقيلة مراجي ” انموذجا أيضا يخص مسرحية (اطفال الغابة )  لتوصيف المسرحية في خصائصها الفنية والأدبية.

    في الوقت ذاته تجد ان هذه المسرحية تنم عن قدرة الكاتب على إستخلاص البعد الجمالي من النص الإسطوري الغرائبي والعجائبي.            

وتضيف الدكتورة الجزائرية ” عقيلة مراجي”  في مبحث آخر لتشيد بحضارة وادي الرافدين معتبرة إياها في مصاف الحضارات العالمية الكبرى.

فالمسرحية تؤكد على جدلية الصراع بين الخير والشر وعلاقتها بالوطن .

ثم تحدد دكتورة “متلف اسيا ” الجزائرية آليات الصراع الدرامي وتجدها متجلية ، ببساطة تركيب مسرحية ( أطفال الغابة )، وسهولة لغتها ودقة أسلوبها التي راعى فيها المؤلف المبدع (جاسم محمد صالح ) ، قاموس الطفل اللغوي ودلالة البناء الدرامي والرمزي ببراعة مدهشة . هادفاً الى تصوير رؤية الإنسان عن الحياة والموت في الفن المسرحي الموجه للطفل .

من جانب آخر ترى الدكتورة “آمال بن صغير”  – من الجزائر

 ان المسرحية الجادة تستمد من الموروث الأسطوري الأفعال والتقاليد والعادات ومعتقدات الشعب الدينية والروحية والتاريخية والخصائص الاجتماعية المتناقلة شفاهياً بصيغة متعالية على آفاق الزمان والمكان ليصبح المسرح قادراً على القيام بوظائف حسية ونفسية و تعليمية.

   وترى أن الكاتب – “جاسم  محمد صالح ”  يعتبر الأساطير العربية القديمة كنزا ومصدرا قيما لمسرح الطفل – المعاصر.

وتتوقف الدكتورة ” آمال ” لتشير إلى (التناص) ومفهومه عند جوليا كريستفا – وميشال فوكو- ورولان بارت – و ميخائيل باختين – لتشير الى ان دلالة مصطلح (التناص) الذي تراه كريستفا هو عبارة عن تقاطع لنصوص مضمرة في هذا النص الجديد بوصفه خلاصة ابداعية باقتباسات يحولها النص الى ابعاد خلاقة جديدة.

 تتحدث الدكتورة “سامية غشير “-  الجزائر عن القيم الجمالية في مسرحية ( أطفال الغابة ) لتقرن قيم الجمال بالابعاد التربوية من حيث :  ” الفكرة –  اللغة – الشخصيات الفضاء. الزمكاني – الصراع – الحبكة –  العقدة – الحوار ( الخارجي والداخلي ) – حل العقدة “.

وتخلص الى ان الكاتب جاسم محمد صالح قدم دراما تتسم بجماليات فنية تلائم عمر الطفل وعقله لتسمو بروحه وتحفزه الى الابداع  والاكتشاف والبحث والفهم .

وترى الأستاذة “سما الابراهيم” – الجزائر .

في مسرحية ( اطفال الغابة)  سيميائيات تعبيرية في استلهام الموروث ، وتقوم بتشريح المسرحية وتحليلها للتاكيد على سيمياء العبور ودلالاته في التحول من نص (قديم للاسطورة) إلى نص مسرحي بمخيال معاصر . ليصبح فيه الطفل هو البطل عند الختام.

 اما من العراق فقد تناولت الدكتورة :  ” فاتن علي حسين” مفهوم :

 ( البناء الأسطوري ولغة التعامل مع الأطفال ) في تقديم  البطل الخارق كلكامش وهو مزيج من ثلث اله وثلثين بشريين. للدلالة على بعد الواقع البشري القريب، والخيال الالهي البعيد .

     في رموز ودلالات زمكانية من خلال الحوار والافكار واللغة والتعبير المباشر بينه وبين الطفل.

ثم تسرد الباحثة العديد من عناوين الروايات التي كتبها الاديب

 (جاسم محمد صالح).

اخيرا يختتم الكتاب بنص مسرحية  ( اطفال الغابة) .

من ناحية اخرى نرى نحن ان الكثير من الباحثين قد توقفوا عند ملحمة كلكامش ومن بينهم ” عبد المطلب السنيد” الذي قدم رسالة لنيل شهادة الماجستير في المسرح ،إلى جامعة كاليفورنيا في أمريكا وعنوان بحثه هو : ” أوجه التشابه بين ملحمة كلكامش وملحمتي الإلياذة والأوديسا – دراسة مقارنة ” مستنداً الى مصادر رصينة مثل ترجمة ( د. طه باقر ) لملحمة كلكامش . والدراسات التحليلية ل ( فراس السواح) وسواهم من الباحثين العرب والاجانب .

ويسعد – كاتب – هذه السطور  بتقديم مسرحية ( الصبي كلكامش) قبل (اربعة عقود) ، في اكاديمية الفنون الجميلة بغداد . حيث تناولت فيها البطل كلكامش وهو في صباه وعبرت عما يخص الاسباب التعليمية التي نهلها من المدرسة وهو ما ابتكره العراقيون القدامى بريادة عالمية  لاكتشاف الكتابة المسمارية ورموزها كما دونها عالم السومريات ( د.سمونوئيل نوح كريمر ) وحرصت عند تقديمها في العرض المسرحي بالتاكيد على اصالة هذه الملحمة الاولى تاريخياً في العالم وتبيان ملامح البطل كلكامش الذي ينتقل في طفولته من العنف الى السلم دفاعاً عن وطنه متطلعاً الى مستقبل مشرق افضل .

اما مسرحية الكاتب (جاسم محمد صالح  ( اطفال الغابة ) فقد تناولت كلكامش الملك ومعه انكيدو والساحر ومجموعة الاطفال  بحرية ابداعية متخيلة جديدة .

لكن الملحمة نفسها كما خطها ( يراع ) المبدع السومري القديم فانها بعد ان ترجمها ( د. طه باقر ) باتت مسرحية اعدها الفنان “سامي عبد الحميد” ،  محافظاً ما في وسعه على تقديم نصها الأصلي، بمقاربة متماثلة مع الملحمة واجواءها .

 ومما يذكر ان المسرحية قدمت لمرتين الأولى في كلية الفنون الجميلة بغداد – والثانية قدمتها الفرقة القومية بغداد .

لقد أجاد “جاسم محمد صالح ” في تصنيف مباحث كتابه وتبويبها منهجياً ساعياً لتنشيط الظاهرة الفنية والأدبية في المدارس ومخاطبة المجتمع ، بقيادة نخبة من المبدعين المسرحيين، بأختيار طلبة يتمتعون بمواهب وقدرات بينة، واستعدادات نظرية وتطبيقية متزامنة في بعدها المادي والثقافي المشع،  بالخير والجمال والحق .

اذا بات الطفل لدى الكاتب ( جاسم محمد صالح ) هو رهان المجتمع على صنع مستقبل معافى من الأحقاد والقبح والاستبداد وهذا ما يوجب العناية بتثقيفه وتربيته منذ البدء ليتحمل مسؤليته عند نضجه في بناء وطن معافى من الامراض المجتمعية والتخلف والامية وبما تحفزه الثقافة المسرحية من موضوعات تثري البصر والبصيرة  لدى المتفرجين بوعي وتدبر في حسن الاختيار وجدارة التقديم . شكرا للباحث والاديب (جاسم محمد صالح)  في تطلعه الى مستقبل منشود متحضر والذي كرسه ابداعياً في ما قدمه من نصوص مسرحية فنية وروايات ادبية بفكر نير خلاق.

عيد..قصيدة بقلم : حافظ الشاعر ..اهداء لعيد ثورة 23 يوليو ولزوجتى

 كان عيدا لكل العرب

والباحثون عن الحرية

من أغلال أهل الحرب

من سياط السيد

وصمت الفقير العبد

وكان لى عيدا

للتمرد على العزوبية

وفك أغلال القيد

وكان سجانى يملك المفتاح

فطرق قلبى بنجاح

وطاف حوله حتى اخترقه كيوبيد

فتسمرت عينى أمام سهمه

فوقعت صريعا للهوى بجب

   ” في زمن الهرج والمرج إفتح عقلك “..بقلم وإعداد/ أ.د.أحلام الحسن ..الحلقة /3..( قصائد أبي طالب ابن عبد المطلب ودلائل الإيمان فيها أوضح من الشمس الساطعة )

” الهدف من كتابة هذه الحلقات يقوم عن البحث عن الحقيقة التاريخية لا غير، وعن مدى صحتها، واﻷهم من ذلك ماهية الحقبة الزمنية التي كتب فيها التاريخ ،لما في ذلك من أهميةٍ تحدد النسبة المئوية في صحتها ولما في دور البلاط الملكي آنذاك من سلطةٍ ونفوذٍ وقوةٍ نراها جليةً في العصر اﻷموي والعباسي خاصة، ولكل بلاطٍ بطانة داعمة له، ولا يستطيع تابع التابعي أن يروي حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله المتقين وصحبه الميامين لا يوافق رؤى متقلّدي دفة السلطة آنذاك، أو يمس سلطانهم، والحديث حول سقطات التاريخ حديثٌ لن ينتهي إلى قيام الساعة نسأل الله تعالى لمّ شمل المسلمين على كلمةٍ واحدة.

أواصل في هذه الحلقة الحديث عن إيمان أبي طالبٍ وشتان بين الإيمان والإسلام ، فالإسلام ما نطق به اللسان والإيمان مكانه القلب، يقول الله تعالى في محكم كتابه المبين { قَالَتِ ٱلْأَعْرَابُ ءَامَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلْإِيمَٰنُ فِى قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَٰلِكُمْ شَيْـًٔا ۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } وفي الآية الكريمة الرد الأوفى على من نطق الشهادتين ولم يؤمن بها قلبه ومن غير الله أعلم بعباده، وقضية عمار ابن ياسرٍ رضوان الله عليهما تحت سلطة قريش مشهورة وفيها العبرة، الخوف على النفس أو الخوف على من هو أعزّ من النفس كحال أبي طالبٍ مع رسول الله “ص” وصريح أبيات أبي طالبٍ الشعرية في إيمانه بلغت الكثير الكثير، والجدير بالذكر أنّ أبي طالبٍ كان يعرف بنبوة النبي محمدٍ ” ص” من قبل أن يولدَ وآمن بها، لذلك نجد تضحياته وتاريخ مواقفه مع رسول الله ” ص” تاريخًا مشرّفًا في أعنف وأصعب مراحل بدء الدعوة الإسلامية .

نموذجٌ من أبيات أبي طالبٍ الشاهدة على إيمانه والتي ملأت التاريخ :

يا شاهدَ الخلقِ عليَّ فاشهدِ *** إني على دينِ النبيِّ محمدِ

ألا أن خيرَ الناسِ أمّاً ووالداً *** إذا عُدَّ ساداتُ البريةِ أحمدُ

نبيُّ إلهي والكريمُ بأصلهِ *** وأخلاقِه وهو الرشيدُ المؤيّدُ

حزيمٌ على جلّى الأمورِ كأنهُ *** شهابٌ بكفّي قابسٍ يتوقّدُ .

     رسالة أبي طالب للنجاشي :

      روى الطبري في تاريخه: أنه “بعدما علِم أبو طالب أنَّ قريشاً تتربص بالمؤمنين الذين هاجروا إلى الحبشة، وكان فيهم ابنه جعفر؛ خشيَ عليهم ممّا يمكرون، فكتب إلى النجاشي رسالةً بديعة مادحاً كرمه، وفطنته، ونصرته للحق، ومُوصياً خيراً بالمستضعفين الفارِّين إليه بدينهم، ومؤمِّلاً أنْ يَقيهم مكر (ابن العاص)، وشروره.

 ومما جاء من شِعر أبي طالب في تلك الرسالة”:

 أَتَعلَمُ مَلكَ الحُبشِ أَنَّ مُحَمَّداً         نَبِيٌّ كَموسى وَالمَسيحِ اِبنِ مَريَمِ

 أَتى بِهُدىً مِثلَ الَّذي أَتَيا بِهِ                 وَكُلٌّ بِأَمرِ اللَهِ يَهدي وَيَعصِمِ

 وَإِنَّكُمُ تَتلونَهُ في كِتابِكُم                 بِصِدقِ حَديثٍ لا بِصِدقِ التَرَجُّمِ

 فَلا تَجعَلوا لِلَّهِ نِدّاً وَأَسلِموا                وَإِنَّ طَريقَ الحَقِّ لَيسَ بِمُظلِمِ

 الروايات الواردة في كفر أبي طالب والرد الموضوعي عليها :

 الرواية اﻷولى ” رواية الصحابي أبي هريرة “:

 وقد روى البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما حضرت وفاة أبي طالب أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “يا عماه قل لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة”، فقال: لولا أن تعيرني قريش يقولون: ما حمله عليه إلا جزع الموت، لأقررت بها عينك، ولا أقولها إلا لأقر بها عينك، فأنزل الله عز وجل: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) القصص 56 .

 الردّ الموضوعي :

١- الآيات الكريمة في سورة القصص تتحدث عن قصة النبي موسى عليه السلام وكفر قومه للإشارة إلى رسول الله ” ص” كي يتحمل ويصبر ونجد خطاب الأمر له من الله جليًّا في قوله بالآية 49 ( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنّما يتبعون أهواءهم …) إلى الآية الكريمة 57 من ذات السورة فسياق الآيات كلها يتحدث عن عملية هداية قوم قريش  ” فإن لم يستجيبوا لك ”  ودعوتهم إلى الإسلام ، والغريب بالأمر أنّ التاريخ قد لصق تهمة الكفر في هذه السورة إلى فردٍ واحدٍ وهو أبو طالبٍ والآيات الكريمة تشير إلى قومٍ ما وهذا أكبر من عين الشمس في السورة الكريمة !

فشملت الرواية الكلام عن الله وعن رسوله ” ص” .

٢- الحديث أعلاه منقولٌ عن الراوي اﻷصلي له وهو الصحابي ” أبو هريرة ” 

والباحث في التاريخ يجد أنّ  إسلامَ أبو هريرة كان في السنة السابعة للهجرة بعد غزوة خيبر ، وقبل صلح الحديبية

 فكيف يروي عن رسول الله ص أن الآية 56 ” إنك لا تهدي من أحببت … ” نزلت في أبي طالب وقد نزلت سورة القصص في مكة وقبل إسلام أبي هريرة بسنوات عديدة !!!

ففي السنة العاشرة للبعثة عام الحزن توفى أبو طالب وخديجة ، وفي السنة الرابعة عشر للبعثة كانت الهجرة للمدينة بعدها بسبع سنينَ أسلم أبو هريرة

وقبل سنتين فقط من وفاة الرسول ص !!!! التي صادفت في بداية السنة 11 للهجرة، وهذا يدل على أن إسلام أبي هريرة كان في العام 21 من عمر الدعوة الإسلامية التي استغرقت 23 عامًا ولم يسلم قبلها .

فبين وفاة أبي طالبٍ وإسلام أبي هريرة  ما يزيد عن 11 عام .

٣- المولدُ والوطن اﻷصلي ﻷبي هريرة هو اليمن وفي السنة السابعة للهجرة النبوية الشريفة هاجر أبو هريرة من اليمن إلى المدينة وأعلن إسلامه ، ولم يكن قبلها لا في مكة ولا في المدينة !!!

وهذا يتنافى مع صحة الرواية أعلاه تنافيًا موضوعيا لا خلاف فيه .

الرواية الثانية : ” رواية الصحابي عباس بن عبد المطلب ” :

وروى البخاري من حديث عباس بن عبد المطلب أنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال: هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار. وروى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه فقال: لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه. وفي رواية: تغلي منه أم دماغه. وروى مسلم من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أهون أهل النار عذاباً أبو طالب، وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه.

١- العباس ابن عبد المطلب أسلم يوم بدر في السنة الثانية للهجرة وكان قبلها كافرا بينما توفى أبو طالبٍ في السنة العاشرة للبعثة وقبل الهجرة بثلاث سنين.

٢- إنّ خلق النبي ” ص” أكبر من التباهي والفشار بقول ( لولا أنا )، فهذه ليست من أخلاق النبي صلى الله عليه وعلى آله مما يستبعد صحة الرواية.

الرواية الثالثة : ” عن ابن المسيب عن أبيه “

وفي الصحيح عن ابن المسيب عن أبيه قال: “لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل، فقال له: يا عم قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله، فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فأعاد عليه النبي ، فأعادا، فكان آخر ما قال هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله، فقال النبي : لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك فأنزل الله : مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ [التوبة:113].

 الردّ الموضوعي على اختلاق الرواية : 

١- سورة التوبة “براءة ” سورةٌ مدنيةٌ نزلت بالمدينة بعد الهجرة في السنة التاسعة من الهجرة إلا آيتان 128و129 ، ويقال بأنها من أواخر السور التي نزلت .

٢- كانت وفاة أبي طالبٍ في السنة العاشرة للبعثة في عام الحزن بعد فكّ حصار شُعب بني هاشم، وقبل الهجرة النبوية الشريفة، وقبل نزول سورة التوبة ” براءة” !!

 وهذا ممّا يشير إلى ضعف صحة الرواية ضعفًا لا يداخله شك .