الدكتور صلاح المختار يكتب عن : لماذا يحترف الشيطان إبادة الآخر والإفساد ؟

 

أمريكا حققت اعظم تقدم تكنولوجي في التاريخ المعروف كله ،ولكنها بنفس الوقت انتجت اعظم واخطر الشياطين واكثرهم عددا ووحشية في التاريخ كله بما فيه حاضر البشرية ،ويكفي ان ننظر لما حصل في العالم منذ ولد الوحش الامريكي ،الفريد في عنفه وحقده ولامبالاته بالام الاخرين ،من حروب وازمات حيث شنت امريكا وعمرها الرسمي لم يصل بعد الثلاثمائة عام اكثر من اربعين حربا عدوانية وهو عدد حروب لم تشنه اية دولة اخرى اقدم منها بمئات والاف السنين ، وهي قتلت من البشر بقراراتها او بدعم منها اعدادا لم يسبقها اليها في التاريخ فقبل امريكا كان القتل بالالاف وبعد ظهور الوحش الامريكي صار القتل بالملايين ، وهي المسؤول الرسمي الاول عن نشر الفساد والظلم في العالم وبمستوى وحجم وسعة لم يسبقها احد من قبل ابدا ويكفي التذكير بانها دولة قامت اصلا على الفساد والافساد والظلم الفاضح كما سنرى .

وانا حينما اكتب لا اتخيل او اتهم او اكره فهذه امور جانبية بل ادون وقائعنا الكارثية بصفتي احد ضحايا امريكا العرب والذين زادوا على العشرين مليون قتيل عراقي وسوري وفلسطيني ويمني وليبي وغيرهم اما من شردتهم من وطنهم وديارهم العربية فهم ايضا وصل عددهم الى اكثر من عشرين مليون عربي منذ عام 2011 ، وبناء عليه فمن الطبيعي ان ادون الحقائق المعاشة والتي صارت جزء من وجودنا البشري . وهذه السمات الامريكية هي التي تجعلني اتوقع بان نهاية البشرية ستكون على يد امريكا.

أثبت ذلك وقد بلغت من العمر السبعين عاما وثلاثة سنوات واعيش سنوات تشردي مع عائلتي منذ غزت امريكا وطني ودمرته شر تدمير لا لشي الا حبا في القتل لنهب ثروات الاخرين رغم انها الاغنى وهذه من سمات المرضى والشواذ وليس من طبيعة فحتى الحيوانات الذي لا تقتل الا عندما يهددها الجوع بالموت ،وانا وبقية العراقيين والسوريين نفكر كل ساعة بالذي اوصلنا لحالنا فتتفجر ينابيع الاكتشافات وتترى الحقائق فارضة نفسها علي كي اكتبها للتاريخ ولمن لا يعرف تفاصيل كوارثنا المصطنعة وكي تدرك الاجيال القادمة من تسبب في كوارثنا مع اننا كنا نعيش في قطر عزيز وراق ومرفه ومستقر ، وما ساكتبه هو حالة انسان يكتشف كل يوم المزيد من شرور امريكا وهو مشرد ومحروم من مصادر العيش الكريم ومن الهوية القانونية ( جواز السفر ) وشهادتي مجردة من الغرض المسبق سواء كان ايديولوجيا او سياسيا لانها تدوين لوقائع فقط .

لماذا اقترن الشر الاعظم في تاريح كافة المخلوقات من بشر وحيوانات بامريكا ؟

1- الانسان مخلوق متعادل التكوين اصلا والنظم الاقتصادية وما ينتج عنها من نظم اجتماعية هي التي تجعل الانسان خيرا اذا تربى في بيئة تنمي الخير من خلال منع الحرمان المادي والتمييز الاجتماعي والاستغلال، او تجعله وحشا كاسرا حينما تشوه تربيته بالاستغلال والاضطهاد واهانة انسانيته ، ولو تصفحنا تاريخ النظم الاقتصادية لوجدنا اهم الحقائق التي تفسر سلوك الانسان ، فالرأسمالية شكلت انتقالة نوعية في المؤثرات الاجتماعية على البشر لانها فصلت بين مرحلتين في تاريح الانسان :

أ- مرحلة التوازن النسبي بين الشر والخير والتي انتهت مع نهاية الاقطاع وكانت تقوم على الكراهية بين طبقتين طبقة العبيد وطبقة السادة ،في مرحلة العبودية، وطبقة الاقطاع وطبقة الفلاحين في زمن الاقطاع فكان الكره والحقد ينصب على السيد وعلى الاقطاعي وربما على ادواتهما ايضا ،ولكنه كره لم يمتد ليشمل كل بشر اخر ،ولهذا كانت البشرية تعيش فترات من البساطة والسعادة والامن والطمأنينة رغم وجود العبودية والاقطاع واستغلالهما للبشر ، وكان الصدق والامانة والاخلاص والثقة واعتبار الغدر والفساد عارا ،والكذب مذموما من قبل الاغلبية الساحقة من الناس ،وفي ظل تلك النظم المستغلة للبشر نشأت تقاليد القبيلة وتشكيلات اجتماعية اخرى بكل ايجابياتها من صلات رحمية او جيرة لها حرمة توحد الناس وتضع معيارا اخلاقيا لها وهو التعاطف بين البشر ووجود محرمات لا تمس .

في المراحل السابقة للرأسمالية كان ميزان الخير والشر متقاربا فتارة يميل قليلا لصالح الشر وتارة اخرى يميل لصالح الخير ولكن كانت ظاهرة الابتعاد الكلي عن الخير والتحول نحو الشر المطلق ظاهرة استثنائية في تاريخ الانسان وكان حب الخير هو ثروة الناس ،ولهذا صارت هذه الظاهرة الاستثنائية من مواد التاريخ ومن امثلة الانحراف عن التوازن الطبيعي ، في تلك الفترات تكوّن مصدر الطيبة والصدق والامانة والاخلاص والعاطفة الانسانية وسمو الاخلاق رغم وجود الاستغلال .

ب- في مرحلة الرأسمالية ولد الشر الاعظم في تاريخ الكرة الارضية الذي نقل الجنس البشري الى حالة شيطانية يتحكم فيها ابليس تماما – وابليس هنا كناية عن الظلم وليس المخلوق الميتافيزيقي– وسبب هذا التحول الجوهري يعود لاهم مبدأ في الرأسمالية وهو التنافس ، فما ان تحول التنافس بين البشر ،وكان موجودا مع وجود البشر وشكل عامل تقدم عندما كانت تحكمه ضوابط ، الى مسبب صراع منفلت من كل قيد اخلاقي وقانوني حتى اخذ يجر ميزان الخير والشر من وضعية التوازن اوتقارب الكفتين الى فقدان التوازن اصلا ! فلقد ادت التنافسية بحكم شعارها الاول ( دعه يعمل دعه يمر ) الى تناميه لدرجة انه سحق الاخلاق والقيم العليا وصلات الرحم والتقاليد واصبح السيد الاوحد للسلوك ، فما دمت معرضا للموت جوعا وبلا مساعد فانني يجب ان انغمس في التنافس واجد الطرق الضامنة لحصولي على الرزق كي اعيش سواء كانت شرعية او فاسدة .

لكن هذه كانت مجرد بداية : فالتنافس كان يزداد كلما تقدمت الرأسمالية وسحقت كل منافس وصار هو السيد المطلق المتحكم في كل شيء : فلا اخلاق تمنعه ولا قانون يعرقله الا وازاله ،ولا فئة تريد منعه الا وسحقها ، وهكذا سجل التاريخ ان التنافس الاناني صار هو المعلم من روضة الاطفال حتى الجامعة ومرورا بالعائلة،فاصبحت الانتهازية والكذب والخداع من ضرورات البقاء وكسر الفساد كل حد وقيد بعد ان كانت صفات مذمومة تعزل ممارسها .ووصل الحال الى تبني قاعدة عرفية تقول ( اكذب وازني واسرق ولكن حينما يقبض عليك فلا احد سيقف الى جانبك ) فنشأت او تضخمت ظاهرة ازدواجية المعايير ، لقد اصبح الانسان مجردا من اية حماية فشركته تتخلى عنه واصدقاءه اول من ينقلب عليه ، وصار عليه ان يحمي نفسه بنفسه وليس ثمة وسيلة افضل من الخداع خصوصا الخداع المدروس في مجتمع يقدس الانانية لدرجه جعلها مقرر ما هو الحق وماهوالباطل كما تقول البراغماتية .

اما في مرحلة متقدمة من الرأسمالية وهي مرحلة الاحتكار عندما نجحت الشركات الاقوى في سحق الشركات الاضعف فان التنافس تطور وصار محكوما بقوانين واضحة وابرزها السيطرة التامة لعوائل رأسمالية تراكمت الثروات لديها ،وهنا تجردت الدولة من اخر مظاهر استقلاليتها عن النظام الاقتصادي فقد اصبحت تابعة له تماما ،وهذا هو ما يفسر لم تحولت الديمقراطية من ( حكم الشعب ) كما قيل الى وسيلة سيطرة الغني على السلطة ،فلو بحثت عن فقير مرشح للرئاسة في امريكا مثلا لن تجده ! لقد تجردت الديمقراطية من اخر معاقلها وهو الانتخابات الحرة وصارت محكومة بالمال ومن يملكه. ناهيك عن ظهور التزوير الالكتروني المعقد وحلوله محل الكاوبوي الذي يجبر الناس بمسدسه على فعل ما يريد، في هذه المرحلة تم اكمال تحطيم كل ما يحمي الانسان ويمنع استغلاله فسقط معها اخر قلاع الترابط الانساني .

بتحطيم منظومة القيم الانسانية السابقة للرأسمالية والتي سادت حياة الجنس البشري الاف السنين وتحول الكذب والخداع والغدر والاستغلال الى ممارسات طبيعية حوصر الانسان السابق للراسمالية واصبح معزولا واسير مجموعات قوانين وانظمة ردعية تخدم الرأسمالية واخضعت الدولة لها مباشرة برئيسها وبرلمانها وقضاءها وشرطتها وجيشها …الخ ! هنا نجد الشيطان يسود ويخضع المكون الخير في الانسان ويخطط للحروب التي تقتل الملايين بعد ان كانت تقتل الالاف قبل الرأسمالية بأسلحة من صنع رأسمالي يهمه فقط الربح،وجرائم امريكا ما كان لها ان تقع لولا هذا الاختلال في الميزان الذي نشأ مع البشر وبقي متحكما في عموم الناس حتى لو زال لدى النخب وبعض الحكام المستبدين .

2- اما ما جعل الرأسمالية الامريكية تصبح الوحش الاكثر عدوانية وانانية من رأسمالية اوربا وهي الاصل فهو الحالة الخاصة لامريكا ،فامريكا ليست دولة امة طبيعية مثل المانيا وفرنسا ، بل هي دولة شاذة بعوامل قيامها لانها كانت دولة اسسها قتلة وشواذ اخلاقيا ،وهذه مخلوقات ليست عادية بل اغلبها مرضى نفسيا :

أ- الذين تم نفيهم الى القارة المكتشفة وهي امريكا كانوا مجاميع المجرمين في بريطانيا وفرنسا والتي لم تعد السجون تكفيهم لكثرتهم فتقرر نفيهم الى امريكا للتخلص من شرورهم التي نقلت معهم.

ب- ولكي نفهم العوامل المؤثرة في التكوين القيمي للامريكي الحالي يجب ان نعرف خلفيته العائلية والاجتماعية ،ففي فرنسا مثلا امتلأت السجون كبريطانيا بالمجرمين وبنفس الوقت انتشرت احياء العاهرات في كل مكان وتفتقت عبقرية الفرنسيين عن حل سيترك اثره في المجتمع الامريكي الحالي حيث اتخذت الحكومة الفرنسية قرارا باطلاق سراح السجناء ولكن بشرطين :الشرط الاول هو ان يهاجر المجرم المطلق السراح فورا الى امريكا ، والشرط الثاني هو ان يتزوج عاهرة ويأخذها معه الى امريكا وبلا رجعة . فافرغت سجون فرنسا من المجرمين وزالت احياء العهر وانتقل كل هؤلاء الى امريكا والى هناك نقلوا ممارساتهم وانماط تربيتهم وفرضوا سيطرتهم بالعنف فكان طبيعيا ان يكون نسلهم متأثرا بتقاليد وقيم بيئة منحرفة اصلا .

ج- النوع الثالث من المهاحرين لامريكا هو الاشد تعرضا للاضطهاد الديني في اوربا فهؤلاء وجدوا الخلاص في امريكا فهاجروا اليها ونقلوا معهم تربية المضطهد طائفيا القائمة على عقدة اضطهاد الاخرين له مما يوجب الرد بكره مضاد للاخر واحتقار لقيمته الانسانية.

د- اما النوع الاخير المهاجر الى امريكا فهو الاكثر فقرا في اوربا وغيرها والذين يأسوا من العثور على فرص الحياة فاغراهم العالم الجديد بفرص الثراء فيه وهم اسرى مشاعر الفقر والاستغلال ولم يكونوا خاضعين لقيم انسانية تحترم ادميتهم فرد كثير منهم بحقد لم ينحصر بالحقد الطبقي ضد من استغلهم فقط بل اصبح حقدا على الاخرين كلهم وعدم احترام ادميتهم .

اذا امريكا تميزت بانها محيط استوعب عند نشوءه بشرا تسود كثير منهم عقد الاضطهاد والحرمان وهيمنت عليه نخب من المجرمين وهؤلاء هم من وضع قواعد التعامل الاساسية وتقاليد الدولة الامريكية واخضع بقية المهاجرين له ،ولهذا نرى الامريكي عدوانيا وانانيا بتطرف ومغرورا ويتلذذ بقتل البشر الاخرين ،وهو مازلنا نعانيه في العراق وسوريا واليمن وليبيا وما عانته فيتنام وكل دولة تعرضت للعدوان الامريكي.

سندخل في وعي الاجيال القادمة مشاهد القتل العشوائي من الطائرات الحربية لابناءنا كأن جنود امريكا يمارسون العاب فيديو ،او سحق سيارات العراقيين بالدبابات او اطلاق النار في الشوارع لمجرد اشباع رغبة عدوانية ،ولقد وثقنا تفاخر جنود امريكيين بان كل واحد منهم قتل مئات العراقيين . هذه جرائم لن ننساها ، وعلينا ان نتذكر دائما بان هذه التربية نتاج شرور الاجداد السفاحين الذين كانوا يتلذون بجمع فروات رأس الهنود الحمر للحصول على المال،والجدات العاهرات اللواتي كن يمارسن العهر في حانات الكابوي فالاحفاد القتلة :بوش الاب والابن وكلنتون واوباما وترامب وغيرهم هم ثمرة تربية الاجداد والجدات.

ما تعلمناه وصار يقينا ثابتا هو ان امريكا حلوة كالسكر لكنها وكالسكر ايضا قاتلة ،فلا يدخل سكر امريكا خلية الا ويسرطنها. رأسماليتها مصدر كوارث البشرية الاعظم والمفسد الاخطر للجنس البشري .

Almukhtar44@gmail.com

بيان لقيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي يندد بمجاهرة الايرانيون بإحتلال العراق

أصدرت قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي بياناً ضد  المسؤولون الايرانيون الذين يجاهرون بإحتلال ايران للعراق وجاء فيه 

يا ابناء شعبنا المجاهد
تتواصل تصريحات المسؤولين الايرانيين والتي تتناول صراحة اعترافاتهم بأحتلال ايران للعراق وذلك في سابقة غير معهودة على التصريحات، ومن ابرزهم علي اكبر ولايتي المستشار الاعلى لخامنئي و وزير الخارجية الايراني الاسبق حول التحكم بمجريات الاحداث في العراق ومنع الاحزاب المدنية من المشاركة في الحكومة والانتخابات المقبلة ، وتصريحات اية الله يونسي التي اعتبر فيها بغداد عاصمة للامبراطورية الايرانية ، ورحيمي الاخيرة التي يعترف بها بقيام ايران بـ( إعدام ) شهيد الحج الاكبر الرفيق القائد صدام حسين رحمه الله في الوقت الذي نعلم فيه بإن ايران وعملائها في العراق هم الذين اغتالوا القائد الشهيد وهم الذين يتحملون مسؤولية اغتياله امام البعث والشعب والامة … في حين صمت عملاء ايران في العراق عن هذه التصريحات التي يؤيدونها .

وفي المقابل تتوالى التصريحات الاميركية عن استعداد اميركا لبناء قواعد عسكرية على الحدود العراقية الايرانية وزيادة القوات الاميركية في العراق واستحواذها على المناطق الحدودية مع سوريا وهكذا تتصاعد حدة الصراع بين اميركا وايران على مناطق النفوذ في العراق مع اقتراب الانتخابات المزعومة في الثاني عشر من ايار عام 2018 والتي تزداد حدة مع كل يوم يمضي بأتجاه الاقتراب من اجراءها .

ايها الاحرار في كل مكان
يجري ذلك كله وسط تفاقم معاناة ابناء شعبنا الصابر بسبب انخفاض مستوى المعيشة وارتفاع مستويات البطالة والفقر وانعدام خدمات الماء والكهرباء والوقود ويعاني ابناء شعبنا في الموصل الامرين جراء الهجرة والنزوح واكتشاف مئات الجثث تحت الانقاض كل بضعة ايام في ذات الوقت الذي تستشري فيه الرشوة في محافظات العراق كافة وبتصاعد الصراع العشائري في البصرة والديوانية وتتفاقم معاناة ابناء شعبنا في الانبار وديالى وصلاح الدين والتي بلغت فيها الصراعات بين نوابها الى مستوى التقابل بالسلاح جهاراً نهاراً في صراع انتخابي محموم .

بالمقابل تتصاعد التصريحات الاميركية التي تفضح المخاطر الايرانية في احتلالها للعراق وتهديد الامن القومي العربي برمته وسط انصياع الحكومة العميلة لايران وتنفيذها لاوامر الاسياد الايرانيين متوسلين بايران دعم كتلهم المتشظية والمتصارعة على الانتخابات .

تحية المجد الى شهداء البعث والمقاومة .
تحية العز والفخار للرفيق المجاهد عزة ابراهيم الامين العام للحزب والقائد الاعلى للجهاد والتحرير .
والله اكبر وإنا لمنتصرون.

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :الأعياد اليهودية مآسي وآلامٌ فلسطينية

الدكتور مصطفى اللداوى
الدكتور مصطفى اللداوى

يكره الفلسطينيون الأعياد اليهودية ويتوجسون منها خيفةً، ولا يشعرون بالسلامة فيها ولا بالراحة خلالها، ولا يطمئنون إليها عند حلولها، ولا يأمنون على أنفسهم من سلطات الاحتلال أثناءها، ويشعرون أنها نقمةٌ عليهم أو لعنةٌ تنزل بهم، إذ بقدر ما يفرح اليهود بها ويحتفلون خلالها، ويستعدون لها زينةً وطقوساً، فإن الفلسطينيين يعذبون أثناءها، ويُحاصرون ويُضيق عليهم، وتُغلق مناطقهم كلياً، ولا يُسمح لهم بالخروج منها، كما يُمنع سكانها من العودة إليها، وتفرض على بعض مناطقهم أحكامٌ عسكرية كمنع التجوال، ولا تستثن سلطات الاحتلال من إجراءاتها المرضى والحالات الاستثنائية، بل تمارس سلطاتها العسكرية إلى أبعد مدى، وتطبق أحكامها على السكان بكل قسوةٍ وشدةٍ، وبحزمٍ وبلا تردد، بحجة حماية المواطنين اليهود خلال فترة الأعياد، والحيلولة دون وقوع أي عملياتٍ قوميةٍ تخل بالأمن العام، وتلحق الضرر بالمواطنين.

يحتفل اليهود في فلسطين المحتلة وفي أنحاء متفرقة من العالم هذه الأيام بعيد البوريم، وهو نسبةً إلى اليوم الذي نجا فيه اليهود من مذبحةٍ كادت أن تقع لهم في بلاد فارس، إذ نجوا من الموت والقتل بأعجوبةٍ من خلال حيلةٍ بارعةٍ نفذتها زوجة الملك استير اليهودية بالتعاون مع ابن عمها مردخاي، ولهذا يحتفلون في هذه المناسبة فرحاً بالنجاة، واستهزاءً بالوزير هامان الذي فتكت به استير وبأتباعه، وأنقذت أبناء شعبها من يومٍ أسودٍ كان ينتظرهم، فإذا به ينقلب أسوداً على من كان يدبر لقتلهم.

يصر اليهود في هذا العيد أن يظهروا أقصى مظاهر الفرح والسعادة، وأن يعبروا عن سرورهم وبهجتهم بكل الوسائل الممكنة، ولا يسمحون لأي شئٍ بأن يعكر مزاجهم، أو أن يفسد احتفالاتهم، أو أن يعطل مهرجاناتهم، إذ أنه يوم الخلاص بالنسبة لهم، مما يستحق الفرحة والسعادة والبهرج والزينة والهدايا والاحتفال، ولهذا فإن القرار العسكري الإسرائيلي الذي يفرض على المناطق الفلسطينية يأخذ الصفة الدينية أحياناً، إذ أنه يأتي تطبيقاً لتعاليم يهودية قديمة، وليس فقط استجابةً للإجراءات الأمنية، ودرءاً للمخاطر والتهديدات التي من الممكن أن تعكر عليهم صفو الاحتفالات وتفسد عليهم فرحة العيد.

يسمى هذا العيد عند اليهود أيضاً بعيد المساخر، وفيه يلبسون الغريب ويلونون وجوههم بمساحيق مختلفة، ويضعون الأقنعة الغريبة التي تحمل صوراً لحيواناتٍ أو صوراً شيطانية وبهلوانية، حيث يظهرون بمظاهر عجيبة تدل على فرحهم وتظهر سعادتهم، وذلك إمعاناً في إظهار شماتتهم بهامان الذي كان ينوي بزعمهم قتلهم، حيث يصنعون دمىً باسمه، يبشعون شكلها ويشوهون صورتها ثم يقومون بحرقها والتشنيع بها، كما يصنعون الحلوى والسكاكر على شكل أذن وكأنها أذن هامان ويوزعونها.

وهو العيد نفسه الذي كرهته شعوب أوروبا وعافته، وتمنت رحيل اليهود عن بلادهم وتخليص أوطانهم من شرورهم، ذلك أن اليهود الذين كانوا يعيشون في أوروبا، اعتادوا أن يصنعوا فطيرة كبيرةً بمناسبة العيد، يأكلون منها جميعهم، ولكن هذه الفطيرة ممزوجة بدمِ ضحيةٍ يختارونها من غير اليهود، وغالباً ما تكون الضحية طفلاً صغيراً، يضعونه في برميلٍ مثقبٍ مليئ بالإبر، حيث تقوم الإبر بوخز جسد الضحية وتستنزف دمه الذي يتجمع في وعاءٍ خاصٍ، ثم يستخدمونه في صناعة فطيرة العيد المقدسة، التي يحرصون على أن يأكل منها جميع اليهود المتواجدين في منطقتهم، ولهذا كرهت الشعوب الأوروبية وجود اليهود بينهم، وتمنت رحيلهم، إذ كانوا السبب في كل رذيلة وأداة كل جريمة، ومنبع كل فسادٍ اجتماعي واقتصادي ظهر بينهم.

إنها ذات العقلية اليهودية وذات الجبلة القديمة ما تغيرت ولا تبدلت، إذ كانوا يصنعون سعادتهم من دماء الآخرين، ويحيون احتفالاتهم على آهات وأنين المعذبين من ضحاياهم، ويبنون فرحهم على أحزان سواهم، ولا يهمهم أن يسرقوا الفرحة من أصحابها، وأن يغتالوا البسمة من على شفاه مستحقيها من النساء والأطفال، الذين يحرمونهم حقهم المقدس في الحياة، ويجردونهم من فرصتهم في الفرح والسعادة والبقاء.

الحال نفسه اليوم يكررونه هم أنفسهم مع الشعب الفلسطيني المحتلة أرضه والمغتصبة حقوقه، إذ أنهم يحيلون حياة الفلسطينيين في أيام أعيادهم إلى جحيمٍ لا يطاق، ويجعلون من مناطقهم سجوناً كبيرة أو معتقلاتٍ مفتوحةً، بعد أن يجزأوا مناطقهم، وينصبوا الحواجز ونقاط التفتيش على مداخلها وعلى الطرق المؤدية إليها، حيث يمنعون السكان من العبور، ويوقفون حركة التجارة، فلا سيارات تعبر ولا بضائع يسمح لها بالمرور، ولو كان السكان في حاجةٍ لها أو كانوا على موعدٍ معها ينتظرونها، ومع أن أيام الأعياد محدودة إلا أنهم يمدونها ويفتحونها، لا في مدينة القدس وحدها بل في الضفة الغربية عموماً، فتكون أياماً قبل العيد وأياماً بعده، مما يزيد في معاناة الفلسطينيين ويفاقم من أوضاعهم السيئة.

إنها ساديةٌ عنصريةٌ يهوديةٌ متطرفةٌ، وأنانيةٌ حيوانيةٌ مفرطةٌ، يمارسون فيها أبشع أنواع القهر والتعذيب والإساءة والتنكيل بالشعوب الأخرى، ويحرمونهم من حقهم في الحياة، وفرصتهم في العيش الكريم، فقط ليحتفلوا هم بمناسباتهم، ويحيوا أعيادهم، وليدعوا أطفالهم يفرحون وشبانهم يرقصون ونساءهم تغني، وليشربوا جميعاً نخب الحياة ويرقصوا طرباً على سيمفونية جراح الآخرين، ولو كان ذلك على حساب سعادة غيرهم، أو كان ثمنه شقاء سواهم، فهذا الأمر ما كان يعنيهم قديماً، وهو لا يعنيهم اليوم، ولن يعنيهم غداً، وسيجدون للأسف من الحكومات الغربية من يؤيدهم ويساندهم، ويقف معهم وإلى جانبهم، ويهيئ لهم كل السبل الممكنة لتمام فرحتهم ونجاحهم في احتفالاتهم.

إنه عيد المساخر اليهودي وليس عيد البوريم القديم وحسب، إنه عيد المساخر اليهودي الجديد بثوبه المعاصر، يوم أن سيطروا على أمةٍ كانت الأعز، وعلى شعوبٍ كانت الأكرم، وهزموا بلاداً كانت الأقوى، وطووا حضاراتٍ كانت الأعلى، واحتلوا أرضاً كانت وما زالت هي الأقدس، وداسوا فوق ترابٍ كان ولا زال هو الأطهر، لهذا فإنهم يحتفلون بعيد المساخر الذين يسخرون فيه من أمةٍ فرطت، ومن بلادٍ باعت، وأنظمةٍ ساومت وفاوضت، ثم استسلمت وخانت.

فحق لليهود أن يحتفلوا بانتصاراتهم على هذه الأنظمة الخربة، التي قوضوا بنيانها وخربوا اقتصادها وأفسدوا حياتها، ومزقوا نسيجها وبثوا الفرقة بين أبنائها، فاستحقوا بانتصارهم الحياة ونالوا حق البقاء، وحريٌ بالمنهزمين الضعفاء أن يتواروا عن الأنظار وأن يغيبوا عن الصورة والواقع، ليستبدلهم الله بأقوامٍ غيرهم، أعزةٍ كرامٍ، يثورون على الظلم، وينتفضون على الذل، ويرفضون الهزيمة، وينتصرون على العدو وينهون أسطورته الكاذبة.

بيروت في 27/2/2018

مزبط حالي معها، جديد طوني قطان

المصدر-الزمان المصرى : آلاء سرور

طرح النجم الشاب طوني قطان اغنيته الجديدة “مزبط حالي معها”، الأغنية من كلمات رياض العلي والحان محمد عيسى ومن توزيع طوني قطان نفسه، وذلك عبر قناته الرسمية علي يوتيوب بالاضافة اللى تطبيقات الموسيقى كأنغامي وآيتيونز وغيرها، وكما وبدأت الاذاعات العربية ببث الاغنية، وتقول كلماتها:

مزبط حالي معها، مغنجها مدلعها

متل العطر عتيابي، يا ناس موزعها

ليل نهاري حدها، تؤمر شو ما بدها

شاغل حالي فيها، لغيرها ما بفضى

وعلى صعيد آخر، لا يزال طوني قطان يحصد نجاح اغنية “يلي بتحب النعنع” والتي حصدت اكثر من 40 مليون مشاهدة عبر قناته الرسمية على موقع يوتيوب.

رابط اغنية مزبط حالي معها على يوتيوب

افتتاح مركز بدران للعظام بالسنبلاوين

“الزمان المصرى”

موقعاً وجريدة

والزميل أحمد عرابى

يهنئون 

الدكتور أحمد بدران

بالمستشفى الدولى بالمنصورة 

بإفتتاح  مركز بدران للعظام بالسنبلاوين.

لخدمة مدينة السنبلاوين وتمي الامديد 

وإلى مزيد من التقدم